مطار وجدة أنجاد الدولي (Angads Airport) هو واحد من أبرز البوابات الجوية في شرق المملكة المغربية، ويقع على بعد نحو 12 كيلومترًا شمال مدينة وجدة، عاصمة إقليم عمالة وجدة أنكاد. يتميز المطار بموقعه الاستراتيجي القريب من الحدود المغربية الجزائرية، ويبعد حوالي 600 كيلومتر شمال شرق الدار البيضاء، مما يجعله نقطة محورية للربط بين شمال أفريقيا وأوروبا. يشرف على تشغيله وإدارته المكتب الوطني للمطارات (ONDA)، وهو الجهة المسؤولة عن تطوير البنية التحتية للمطارات المغربية وفق المعايير الدولية.
يحمل مطار وجدة أنجاد رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA): OUD، ورمز منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO): GMFO. وقد حصل على شهادة الجودة العالمية ISO 9001 في مارس 2007، تأكيدًا لالتزامه بمعايير الإدارة الحديثة والسلامة التشغيلية. واحتل المطار المرتبة الثامنة بين مطارات المملكة في حجم حركة المسافرين خلال عام 2014 بعدد بلغ نحو 453,665 مسافرًا بين يناير وأكتوبر من ذلك العام.
يعود تاريخ مطار وجدة أنجاد إلى أربعينيات القرن الماضي، حين استُخدم خلال الحرب العالمية الثانية كمطار عسكري من قبل القوات الجوية الأمريكية ضمن حملة شمال أفريقيا. وقد شكل حينها قاعدة دعم لوجستي للطائرات المقاتلة وطائرات النقل بين الدار البيضاء والجزائر. وبعد انسحاب القوات الأمريكية عام 1943، انتقلت ملكية المطار مجددًا إلى السلطات المغربية ليُعاد تأهيله كمطار مدني يخدم منطقة الشرق المغربي.
على مدى العقود اللاحقة، شهد المطار عدة مراحل من التوسع والتحديث، خصوصًا بعد الاستقلال، ليصبح مركزًا رئيسيًا للحركة الجوية في الجهة الشرقية. ومع بداية الألفية الثالثة، بدأت خطة تطوير شاملة لتوسيع المدارج وبناء محطة جديدة للركاب، ما جعل المطار أحد النماذج الحديثة للبنية التحتية الجوية في المغرب.
يشهد مطار وجدة أنجاد الدولي نشاطًا متزايدًا في حركة الطيران المحلية والدولية، حيث تعمل منه وإليه مجموعة واسعة من شركات الطيران العربية والأوروبية، تربط المدينة بعدد كبير من العواصم والمراكز الاقتصادية. ومن بين أهم الخطوط العاملة:
ومع تطور قطاع الطيران المغربي بعد جائحة كورونا، انضمت في عام 2023 خطوط جديدة مثل العربية للطيران المغرب وإيزي جيت، لتوسيع الربط الجوي نحو وجهات أوروبية مثل مدريد، ميلانو، وكولونيا، ما ساهم في تعزيز حركة السياحة والاستثمار في الجهة الشرقية.
تبلغ مساحة مطار وجدة أنجاد نحو 850 هكتارًا، ويقع على ارتفاع 468 مترًا فوق مستوى سطح البحر. يمتلك المطار مدرجين رئيسيين بطول 3000 متر وعرض 45 مترًا، مهيّئين لاستقبال طائرات كبيرة من طراز Boeing 747 وAirbus A330. وقد شمل التحديث الأخير تعزيز البنية التحتية للإضاءة والملاحة الجوية بأنظمة ILS CAT II، لتأمين الهبوط في ظروف الرؤية المنخفضة.
كما يضم المطار محطتين للركاب: المبنى T1 بطاقة استيعابية 500 ألف مسافر سنويًا، والمبنى T2 الذي افتتح عام 2010 بمساحة 28 ألف متر مربع. تم رفع قدرته التشغيلية في عام 2023 إلى 3 ملايين مسافر سنويًا بفضل التوسعات الحديثة وإضافة ممرات تلسكوبية جديدة، ليصبح أنجاد ثالث أكبر مطار في المملكة من حيث السعة بعد مطاري محمد الخامس ومراكش المنارة.
المطار مزود بـ24 منصة لتسجيل الوصول، و3 سيور لاستلام الأمتعة، وصالات فسيحة للمغادرة والوصول، إضافة إلى 5 كافيتريات ومطاعم، ومتجرين للأسواق الحرة (Duty Free)، وصالة كبار الشخصيات (VIP Lounge) مجهزة بخدمات الإنترنت والضيافة. كما أضيفت خلال عام 2024 مرافق جديدة للطيران الخاص ورحلات رجال الأعمال.
وفقًا لتقرير المكتب الوطني للمطارات الصادر في يناير 2025، سجل مطار وجدة أنجاد ارتفاعًا قياسيًا في حركة المسافرين خلال عام 2024، حيث بلغ عدد الركاب 945,000 مسافر، بزيادة تفوق 40% مقارنة بعام 2019 (قبل الجائحة). كما شهد المطار تشغيل أكثر من 7,800 رحلة خلال العام ذاته، منها 65% رحلات دولية.
هذا النمو يعكس أهمية وجدة كمركز اقتصادي وسياحي ناشئ، إذ بات المطار يخدم الجالية المغربية الكبيرة المقيمة في فرنسا وهولندا وبلجيكا، كما أصبح وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين القادمين لاكتشاف المنطقة الشرقية وواحات فكيك وتاوريرت.
ضمن الاستراتيجية الوطنية للنقل الجوي 2035، أُدرج مطار وجدة أنجاد كمحور أساسي لتطوير النقل الجوي في شرق المملكة. وتشمل الخطط المستقبلية:
كما يجري العمل على إنشاء محطة للطاقة الشمسية لتزويد المطار بالكهرباء النظيفة بنسبة 60% بحلول عام 2026، في إطار التوجه الوطني نحو الطيران المستدام وتقليل البصمة الكربونية.
يمثل مطار وجدة أنجاد بوابة المغرب الشرقية نحو أوروبا، حيث يربط وجدة بعواصم رئيسية مثل باريس وأمستردام وبروكسل، إلى جانب وجهات متوسطية متنامية مثل برشلونة ونيس. كما يُعتبر المطار نقطة عبور مهمة للحجاج والمعتمرين القادمين من شرق المغرب إلى جدة والمدينة المنورة.
ومع تصاعد التعاون المغربي الأوروبي في مجالات النقل والسياحة، يتوقع الخبراء أن يتجاوز عدد المسافرين عبر المطار حاجز 1.2 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2026، مما يعزز مكانته ضمن شبكة المطارات الحديثة في المغرب.
تاريخ مطار وجدة أنجاد الدولي
خطوط الطيران العاملة بمطار وجدة أنجاد
مرافق مطار وجدة أنجاد الدولي
النمو والإحصاءات الحديثة (2024–2025)
السنة
عدد المسافرين
نسبة النمو
2019 675,000 — 2022 810,000 +20% 2023 890,000 +9.8% 2024 945,000 +6.2% خطط تطوير مطار وجدة أنجاد المستقبلية
الأهمية الإقليمية والدولية
الاثنين، 9 يناير 2017
مطار وجدة أنجاد الدولي
إقرأ أيضًا
تفضل باستفسارك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات: