يقع مطار بورتسودان الدولي Port Sudan International Airport على بعد نحو 20 كيلومترًا جنوب وسط مدينة بورتسودان، ويُعد البوابة الجوية الرئيسية لمنطقة البحر الأحمر في شرق السودان. يحمل المطار رمزي IATA: PZU وICAO: HSPN، ويخدم رحلات داخلية وإقليمية ودولية عبر عدد من شركات الطيران الوطنية والإقليمية. خلال السنوات الأخيرة تحوّل المطار تدريجيًا من منشأة محلية محدودة إلى محور جوي ذا أهمية إقليمية بجانب مطار الخرطوم الدولي بفضل مشروعات تحديث بنيته التحتية وزيادة الطلب على ربط الساحل بالمراكز الإقليمية.

لمحة تاريخية موسعة عن مطار بورتسودان الدولي
ترتبط أزمة النقل الجوي في شرق السودان بتاريخ طويل من التحديات الجغرافية والاقتصادية. وُضع حجر الأساس لمنشآت جوية في الساحل الأحمر في القرن العشرين مع بروز ميناء بورتسودان كمركز تجاري رئيسي. مطار بورتسودان الحالي تطوّر عبر مراحل: من مدرج رملي أو بسيط في الحقبة الاستعمارية إلى منشأة مُنظمة في أواخر القرن العشرين، ثم إلى مطار رسمي تم افتتاحه في نسخته الحديثة عام 1992 كبديل لمرافق أقدم في منطقة سواكن.
في التسعينيات والألفية الأولى بقي المطار بمستوى تشغيل يغلب عليه الطابع المحلي والإقليمي، لكنه أخذ زخمًا جديدًا مع انضمامه إلى قوائم IATA عام 2014، ما سهّل على شركات طيران إقليمية ودولية وضع خطوط مباشرة أو موسمية إلى المدينة. خلال العقدين الماضيين شهد المطار مشاريع متدرجة لتحديث الإضاءة الملاحية، تطوير أبنية الركاب، وإضافة مواقف للطائرات، لتتوافق قدرات المطار مع احتياجات تنمية السياحة الساحلية وتدفق البضائع إلى الميناء.
البنية التحتية لمطار بورتسودان الدولي: مدارج، صالات وأنظمة ملاحة
على المستوى التقني، يتكوّن مطار بورتسودان الدولي من مدرج رئيسي مُعبّد طولًا يكفي لاستقبال طائرات متوسطة الحجم من طرازات مثل Airbus A320 / A321 وBoeing 737، مع مساحات انتظار (apron) مُوسعة لاستيعاب عدة طائرات في آنٍ واحد. في السنوات الأخيرة تمت أعمال ترميم دورية للسطح وإضافة نظام إضاءة ليل متوافق مع معايير CAT I/II في معظم الأحوال، كما جُهّز برج المراقبة بأجهزة رصد جوية أحدث ودعم اتصالات أرضية محسّن.
منذ 2022 صارت إدارة المطار تركز على تحديث أنظمة الملاحة والاتصالات لتشمل جاهزية لاستقبال إشارات ADS-B (بمتطلبات الربط بالأقمار الصناعية)، وتطوير غرف العمليات للطوارئ بالمطار. كما بُذلت جهود لاستحداث نظام مراقبة أمنية متكامل (CCTV) ومختبر لفحص أمان الشحنات الحساسة، ما عزز دور المطار كمركز للشحن عبر البحر-جو.
مرافق مطار بورتسودان الدولي والخدمات الأرضية
تضم صالات الركاب وحدات خدمات متنوعة: مكاتب الهجرة والجمارك، مناطق لتفتيش الأمتعة، محطات إنترنت ومطاعم محلية تعرض مأكولات بحرية تقليدية، بالإضافة إلى مكاتب تأجير السيارات وخدمة نقل ركاب منظمة. في توسعة 2024 جرى افتتاح صالة جديدة مزوّدة بنقاط صعود إلكترونية (e-gates) لتقليل زمن الانتظار، وتوسعت الساحات التجارية بما يسمح بوجود متاجر محلية للحرف البحرية ومنتجات الصمغ العربي.
أهمية اقتصادية واستراتيجية
مطار بورتسودان لا يمثل منفذًا جويًا فحسب، بل عنصر من شبكة لوجستية متكاملة تربط الميناء الدولي مع الداخل السوداني وأسواق التصدير. دوره امتد ليشمل: تسهيل حركة العمالة الأجنبية والمحلية في قطاع النفط والبحرية، نقل البضائع العاجلة والحساسة، ودعم نشاطات السياحة البحرية والغوص. خطة الحكومة السودانية لتعزيز "الميناء الجوي-البحري المتكامل" تُعطي للمطار دورًا محوريًا في ربط البحر الأحمر بشبكات النقل البرية والرياح البحرية.
على صعيد الأمن الغذائي والتجارة، يستخدم المطار في نقل منتجات سريعة التلف أو ذات قيمة عالية مثل الأسماك والمأكولات البحرية تجاه أسواق الخليج وشمال إفريقيا، وهو ما يرفع من قيمة وجودة سلسلة التصدير المحلية.
البيانات التشغيلية 2024–2025 (تقديرات وتحليل)
بناءً على الرسائل الرسمية والتقارير التشغيلية المنشورة من إدارات الموانئ والطيران الإقليمي حتى منتصف 2024، يمكن استخلاص مؤشرات تدل على تحسّن تدريجي في حركة مطار بورتسودان الدولي خلال 2024–2025، بعد انحسار اضطرابات الأمن وتشغيل مشاريع توسعة صالات الركاب والمدرجات. التوجهات كانت كالتالي:
- زيادة تردد الرحلات: ارتفاع عدد الرحلات الأسبوعية من نحو 40–50 رحلة إلى أكثر من 70 رحلة أسبوعيًا اعتبارًا من أوائل 2025، نتيجة إدخال خدمات موسمية ومسارات مباشرة إلى بعض العواصم الخليجية والإقليمية.
- نمو الركاب: ارتفاع سنوي في أعداد الركاب بنسبة مُقدّرة بين 20% و35% خلال 2024 مقارنة بعام 2023، مع توقعات وصول القدرة الفعلية المُستغلة إلى 60–70% من الطاقة التصميمية بعد اكتمال الأعمال في الصالة الجديدة.
- الشحن الجوي: زيادة كمية الشحنات الجوية خفيفة الوزن (sea-to-air perishables) بسبب تنسيق لوجستي مع الميناء، خاصة صادرات الأسماك والمنتجات الزراعية نحو أسواق الخليج وأوروبا الشرقية.
مهم التنبيه إلى أن هذه أرقام مؤشرات قائمة على بيانات تشغيلية تقريبية وتحليلات قطاعية؛ الأرقام الرسمية النهائية قد تختلف بناءً على إعلانات الهيئة القومية للطيران المدني والإحصاءات الجمركية السنوية.
شركات الطيران والوجهات
شهد مطار بورتسودان الدولي تنوعًا متزايدًا في الجهات المشغلة: شركات محلية مثل الخطوط الجوية السودانية وبدر للطيران وتاركو للطيران حافظت على خطوط منتظمة، بينما دخلت شركات إقليمية (أثيوبية، خليجية) برحلات موسمية أو أسبوعية. التنافس الإقليمي أدى إلى عروض أسعار تنافسية وفتح رحلات ربط مباشرة إلى:
- المدن السعودية: جدة والرياض (موسمية/دائمة حسب الطلب)
- المدن الإماراتية: دبي (رحلات شحن وسياحة)
- العواصم الإفريقية: أديس أبابا (ربط بشبكة إي.إيه.إيه)، كمبالا وعواصم شرق أفريقيا الأخرى
- رحلات داخلية: الخرطوم، عطبرة، كسلا، وأحيانًا رحلات ربط إلى مناطق تصديرية داخل البلاد
كما نُفذت تجارب تشغيلية لخطوط مباشرة محدودة إلى مسقط والدوحة في مواسم سياحة الخليج، بحسب اتفاقيات موسمية مع شركات طيران تجارية وخاصة رحلات الحج والعمرة الموسمية.
مشروعات التوسعة والتطوير (مخططات 2023–2026)
أعلنت وزارة النقل السودانية وخطط تطوير البنية التحتية عن حزمة مشاريع تهدف إلى تحويل مطار بورتسودان الدولي إلى مركز إقليمي خلال فترة 2023–2026، من أبرزها:
- توسعة المدرج الرئيسي ليتوافق مع طائرات بعيدة المدى من فئة Boeing 787 وA330 (أعمال صيانة سطح ومدّ وتمديد مساحات الأمنى).
- توسعة صالة الركاب وافتتاح صالة دولية مخصصة للسفر الجوي التجاري والسياحي بطاقة تصميمية تصل إلى 2 مليون مسافر سنويًا.
- منظومة أمنية متكاملة تتضمن خطوط تفتيش متقدمة ومرشحات للأمتعة ومتطلبات أمن نقل البضائع الخطرة.
- منطقة لوجستية للشحن الجوي (air-sea freight hub) قريبة من الأرصفة البحرية لتسريع انتقال البضائع بين الشحن البحري والجوي.
- مشروعات طاقة ومياه لرفع الاعتماد على محطات تحلية محلية وتوفير طاقة كهربائية احتياطية بأنظمة توليد هجينة (ديزل + سولار).
التمويل مجزأ بين اعتمادات حكومية ومنح تنموية واتفاقيات شراكة مع مستثمرين خاصين إقليميين؛ تنفيذ كل عنصر يعتمد على ثبات البيئة الأمنية وضمانات المستثمرين الدولية.
الأمن والسلامة والجاهزية للطوارئ
شهد مطار بورتسودان الدولي تحديثات في مجال الإطفاء والإنقاذ، حيث تم رفع مستوى جاهزية مركز الإطفاء إلى CAT 7–8 لمواجهة سيناريوهات الطوارئ المرتبطة بالطائرات المتوسطة. كما أُقيمت تدريبات مشتركة مع قوات خفر السواحل لإدارة حالات الإنقاذ البحري والبحث والإنقاذ (SAR) بالنظر إلى قرب المطار من البحر الأحمر.
في مجال الصحة العامة تم تركيب غرف عزلة مؤقتة في صالات الوصول للتعامل مع حالات اشتباه العدوى، إضافة إلى تجهيزات للتعامل مع حالات طبية جوية ونقل مصابين بالتنسيق مع مستشفيات المدينة.
البيئة والتكيّف مع المناخ
بورتسودان تقع في منطقة مناخها صحراوي حار ورطب نسبيًا قرب الساحل، مما فرض تحديات تشغيلية مثل التآكل بالأملاح وتأثير الشروط الجوية على بنية المدارج. من هنا تبنت إدارة المطار مشاريع للحماية الساحلية وصيانة مدرجات مقاومة للتآكل، كما أدرجت مبادرات لتعزيز كفاءة استهلاك المياه عبر إعادة تدوير مياه الصرف ومعالجات تحلية متكاملة لدعم تشغيل المطار والمنشآت الملحقة.
دور المطار خلال الأزمات
استُخدم مطار بورتسودان خلال أعوام الاضطرابات في السودان كمنفذ أساسي لإجلاء الرعايا الأجانب ونقل المساعدات الإنسانية واللقاحات والإمدادات الطبية. وقد أثبتت الشبكة اللوجستية القريبة من الميناء أهميتها في تسهيل عمليات الإغاثة، عبر ترتيب رحلات شحن سريعة وإعادة توجيه السفن إلى مرافق تحميل خاصة.
خدمات الركاب وتجربة المسافر
تحسّنت تجربة المسافر بشكل ملحوظ بعد تحديث الصالة وميكنة إجراءات الجوازات والهجرة. تم إدخال نظم الحجز الإلكتروني والتتبع الذكي للأمتعة وتحسين مواقف السيارات. كما أُضيفت خدمات دعم المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة، ومكاتب لتأجير السيارات وشبكات نقل مكوكية إلى الميناء والمناطق السياحية المحيطة.
الجدول التشغيلي وتحديث الجداول
فيما يلي الجداول المعروضة سابقًا لرحلات الوصول والمغادرة (قوالب الجداول الأصلية محفوظة) — تم تحديثها عملياتيًا بما يتماشى مع الوتيرة التشغيلية في 2024–2025: المطار يستضيف خليطًا من رحلات الركاب المجدولة، رحلات الشحن، والرحلات العارضة الموسمية. (يُستحسن دائماً التحقق من حالات الرحلات وقت السفر عبر مواقع شركات الطيران أو تطبيقات تتبع الرحلات).
إدراج مطار بورتسودان الدولي في قوائم IATA ومنحه التصاريح اللازمة لتسيير الرحلات الدولية شجع عدة شركات طيران عربية على تشغيل رحلات مباشرة إليه، وهو ما تبعته لاحقًا شركات دولية، مما أسهم في ارتفاع حركة الطيران سواء للركاب أو للشحن.

جدول رحلات مطار بورتسودان الدولي
أولا: رحلات الوصول الي مطار بورتسودان
شركة الطيران | رمز الرحلة | وقت الوصول | نقطة المغادرة | الحالة | البوابة |
---|---|---|---|---|---|
بدر للطيران | J4681 | 1:00 ص | مطار حمد الدولي | غادرت بانتظار الإقلاع | - |
الخطوط الأوروبية | Q47567 | 3:00 ص | القاهرة | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T117 | 3:00 ص | القاهرة | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47543 | 7:00 ص | دبي | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T243 | 7:00 ص | دبي | مُحددة الموعد | - |
الخطوط السودانية | J4627 | 8:40 ص | زايد الدولي | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47503 | 9:30 ص | جدة | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T203 | 9:30 ص | جدة | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47517 | 9:45 ص | الرياض | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T217 | 10:35 ص | الرياض | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4663 | 12:30 م | جدة | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الجوية الإثيوبية | ET348 | 12:45 م | أديس أبابا | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4613 | 1:30 م | أديس أبابا | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47578 | 3:00 م | كاسالا | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T213 | 3:00 م | كاسالا | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4643 | 7:00 م | جوبا | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47563 | 7:00 م | مسقط | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T263 | 7:00 م | مسقط | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4673 | 8:15 م | الرياض | مُحددة الموعد | - |
ثانيا: رحلات المغادرة من مطار بورتسودان الدولي
شركة الطيران | رمز الرحلة | وقت المغادرة | الوجهة | الحالة | البوابة |
---|---|---|---|---|---|
الخطوط الأوروبية | Q47566 | 9:30 م | القاهرة | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T116 | 9:30 م | القاهرة | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47542 | 10:45 م | دبي | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T242 | 10:45 م | دبي | مُحددة الموعد | - |
الخطوط السودانية | J4626 | 12:50 ص | زايد الدولي | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4642 | 4:30 ص | جوبا | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47516 | 4:30 ص | الرياض | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T216 | 4:30 ص | الرياض | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47502 | 5:50 ص | جدة | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T202 | 6:00 ص | جدة | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4612 | 8:30 ص | أديس أبابا | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4662 | 9:45 ص | جدة | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47562 | 11:00 ص | مسقط | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T262 | 11:00 ص | مسقط | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47577 | 12:00 م | كاسالا | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T212 | 12:00 م | كاسالا | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الجوية الإثيوبية | ET349 | 2:45 م | أديس أبابا | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4672 | 3:15 م | الرياض | مُحددة الموعد | - |
بدر للطيران | J4684 | 4:30 م | القاهرة | مُحددة الموعد | - |
الخطوط الأوروبية | Q47534 | 4:50 م | مطار حمد الدولي | مُحددة الموعد | - |
تاركو للطيران | 3T234 | 4:50 م | مطار حمد الدولي | مُحددة الموعد | - |

الأسئلة الشائعة حول مطار بورتسودان الدولي (مُحدّثة 2025)
ملاحظات ختامية وتوصيات تشغيلية
مطار بورتسودان الدولي في منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين يتجه نحو مرحلة انتقالية: من مطار إقليمي بسيط إلى مركز لوجستي وسياحي ذا بعد إقليمي. هذا المسار يعتمد بشكل مباشر على استقرار البيـئة السياسية، توفير التمويل للمشروعات، وتعزيز التعاون مع مشغّلين إقليميين ودوليين. الجهات المعنية مطالبة بمواصلة التركيز على:
- ضمان استدامة الطاقة والمياه في المطار عبر مشاريع الطاقات المتجددة والتحلية.
- تحسين إجراءات الأمان والسلامة وتحديث برامج صيانة المدارج والطائرات بانتظام.
- تطوير سياسات دعم للمصدرين المحليين للاستفادة من الربط البحري-الجوي لتصدير منتجات مثل الأسماك والصمغ العربي.
- العمل مع شركات طيران إقليمية لتثبيت خطوط مباشرة تزيد من ربط بورتسودان بمراكز المال والسياحة في الخليج وشرق أفريقيا.
ليست هناك تعليقات: