الخميس، 17 أغسطس 2017

مطار العيون - مطار الحسن الأول

مطار العيون الحسن الأول (Hassan I Airport) هو واحد من أبرز المطارات المغربية الواقعة في الجنوب الغربي للمملكة المغربية، وتحديداً في مدينة العيون القريبة من ساحل المحيط الأطلسي. يتميز المطار بكونه منشأة مزدوجة الاستخدام حيث يجمع بين الطابعين المدني والعسكري في آن واحد. ويُعَدّ هذا المطار بمثابة حلقة وصل محورية بين الأقاليم الجنوبية للمغرب وباقي مدن المملكة، كما يشكل منفذاً جوياً إلى الوجهات الدولية، خصوصاً جزر الكناري بإسبانيا. تديره السلطات المغربية ويستفيد من موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعله نقطة عبور رئيسية بين أوروبا وإفريقيا.

مطار العيون الحسن الأول Hassan I Airport

الرموز والتعريف الدولي

يحمل المطار رمز EUN من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بينما يحمل رمز GMML من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO). وهذه الرموز تعكس مكانة المطار على الصعيد الدولي وتُستخدم لتسهيل عمليات الحجز، والتواصل الملاحي، والتنسيق بين شركات الطيران ومقدمي الخدمات الجوية.

تاريخ مطار العيون الحسن الأول

رغم أن التاريخ الدقيق لإنشاء مطار العيون الحسن الأول غير معروف، إلا أنه يعد واحداً من أقدم المطارات التي استُغلت لأغراض عسكرية في المنطقة الجنوبية للمغرب. وقد تم تطويره تدريجياً ليلعب دوراً مدنياً متنامياً، خاصة بعد اتساع النشاط الاقتصادي والسياحي في مدينة العيون والمناطق المجاورة. سُمّي المطار باسم الملك الحسن الأول تكريماً للملك المغربي الذي عُرف بدوره الكبير في تعزيز الوحدة الوطنية. اليوم يُعتبر المطار ركيزة أساسية في ربط جنوب المملكة بشمالها، فضلاً عن كونه معبراً جوياً دولياً.

الموقع والأهمية الاستراتيجية

يقع مطار العيون على مقربة من ساحل المحيط الأطلسي، ويبعد نحو 7 كيلومترات فقط عن وسط مدينة العيون. يمنحه هذا الموقع أهمية مزدوجة: فمن جهة يتيح سهولة ربط الأقاليم الجنوبية بالمراكز الاقتصادية الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط، ومن جهة أخرى يجعله بوابة نحو القارة الإفريقية وأوروبا. وبفضل هذا الموقع، يُستعمل المطار كقاعدة عسكرية أيضاً، ما يعزز دوره الأمني والاستراتيجي.

مرافق مطار العيون الحسن الأول

يضم مطار العيون الحسن الأول صالتين رئيسيتين للمغادرة والوصول بطاقة استيعابية تُقدّر بأكثر من نصف مليون مسافر سنوياً. كما يحتوي على مدرجين رئيسيين يبلغ طولهما 2700 و2500 متر بعرض 45 متراً، ما يجعله قادراً على استقبال معظم الطائرات التجارية الحديثة. تشمل المرافق أيضاً منطقة واسعة لانتظار الطائرات تستوعب ما يصل إلى خمس طائرات كبيرة، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للصيانة والتزود بالوقود، وبرج مراقبة مجهز بأحدث تقنيات الاتصالات الجوية.

إلى جانب ذلك، يتضمن المطار مناطق تجارية وخدمية ومبانٍ إدارية، فضلاً عن منطقة خاصة للجمارك وشحن وتخليص البضائع، ما يعزز من مكانته كبوابة لوجستية حيوية. تبلغ المساحة الإجمالية للمطار حوالي 7.5 هكتار، منها 4 هكتارات مخصصة للنشاط المدني، بينما يستغل الجزء الآخر كقاعدة عسكرية.

الرحلات والخطوط الجوية العاملة

تشغل عدة شركات طيران رحلات منتظمة من وإلى مطار العيون الحسن الأول، أبرزها:

  • الخطوط الملكية المغربية: تربط العيون بالدار البيضاء وأكادير وعدد من الوجهات الداخلية.
  • بينتر كانارياس الإسبانية: تقدم رحلات مباشرة إلى جزر الكناري وخاصة مدينة لاس بالماس.
أبرز الوجهات من مطار العيون الحسن الأول
الوجهة الخطوط العاملة نوع الرحلة
الدار البيضاء الخطوط الملكية المغربية داخلية
أكادير العربية للطيران المغرب داخلية
لاس بالماس (جزر الكناري) بينتر كانارياس دولية

التوسع المستقبلي ومشاريع التطوير

تعمل السلطات المغربية على تنفيذ خطط تطويرية تهدف إلى رفع القدرة الاستيعابية للمطار وزيادة عدد المسافرين إلى أكثر من مليون سنوياً. تشمل المشاريع المستقبلية تحديث الصالات، توسيع مواقف الطائرات، وإضافة خدمات رقمية حديثة مثل تسجيل الوصول الذاتي وتحسين أنظمة الأمان. كما تُدرس إمكانية إضافة وجهات أوروبية جديدة نظراً لارتفاع الطلب من قبل المسافرين والسياح الأجانب.

الدور العسكري للمطار

إلى جانب نشاطه المدني، يحتفظ مطار العيون الحسن الأول بدور عسكري مهم، حيث يستخدم كقاعدة جوية للقوات الملكية الجوية المغربية. وتساهم هذه الوظيفة في تعزيز السيطرة الأمنية وحماية المجال الجوي الجنوبي للمملكة. ويُعتقد أن هذا الدور المزدوج كان أحد الأسباب التي دفعت إلى اختيار موقعه الاستراتيجي قرب الساحل الأطلسي.

الخدمات المقدمة للمسافرين

يوفر المطار مجموعة متنوعة من الخدمات لضمان راحة الركاب، مثل:

  • صالات انتظار مريحة ومزودة بخدمات الإنترنت المجاني.
  • مكاتب شركات الطيران وخدمات تسجيل الوصول السريع.
  • محلات تجارية ومقاهي ومطاعم.
  • مكتب لتأجير السيارات ومواقف سيارات واسعة.
  • خدمات خاصة للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي

يلعب مطار العيون دوراً محورياً في دعم الاقتصاد المحلي والإقليمي. فهو يساهم في تسهيل حركة رجال الأعمال والمستثمرين، ويعزز النشاط السياحي في مدينة العيون والمناطق الصحراوية المجاورة. كما يُسهِم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لسكان المنطقة، سواء في المطار نفسه أو عبر الأنشطة المرتبطة به مثل السياحة والنقل والخدمات اللوجستية.

خاتمة: مطار العيون كبوابة نحو إفريقيا

يُعتبر مطار العيون الحسن الأول أكثر من مجرد منشأة للنقل الجوي؛ إنه مشروع استراتيجي يجمع بين الأبعاد المدنية والعسكرية والاقتصادية. ومع التوسع المستقبلي المخطط له، يُتوقع أن يلعب المطار دوراً أكبر في ربط المغرب بجيرانه الأفارقة والأوروبيين، مما يجعله أحد أعمدة البنية التحتية للنقل في المملكة، وبوابة حقيقية نحو إفريقيا وجزر الأطلسي.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك