ماذا يحمل طاقم الضيافة في حقائبهم؟ أسرار لا يعرفها الكثير من المسافرين
كثيراً ما نصادف هذا المشهد في ساحات المطارات: مجموعة من أفراد طاقم الطائرة يمرون بزيهم الأنيق وهم يجرون حقائب صغيرة بخفة وسرعة. وبينما يواصلون طريقهم إلى الطائرة، يتبادر إلى أذهاننا سؤال مثير للفضول: ما الذي تحويه هذه الحقائب الصغيرة؟
الواقع أن عمل طاقم الضيافة الجوية ليس مجرد تقديم الطعام والشراب للركاب، بل هو وظيفة معقدة تتطلب السفر لمسافات بعيدة، البقاء أحياناً لأيام كاملة خارج الوطن، والتعامل مع مواقف متنوعة قد تكون طارئة. لذلك فإن ما يحملونه في حقائبهم ليس مجرد أدوات شخصية عادية، بل خليط من الاحتياجات الضرورية التي تساعدهم على أداء عملهم بكفاءة وراحة.
قصص وتجارب من حقيبة طاقم الضيافة
التقينا بعدد من المضيفين والمضيفات المخضرمين لنسألهم مباشرة عن محتويات حقائبهم وما الذي لا يمكنهم الاستغناء عنه، فجاءت الإجابات متنوعة ولكنها جميعاً تكشف عن طبيعة عمل شاق يتطلب استعداداً خاصاً.
بول من لندن، مضيف في الخطوط الملكية البريطانية، يبتسم قائلاً: "القهوة بالنسبة لي ليست مجرد مشروب بل جزء من الروتين اليومي. لا أستطيع إكمال يوم عمل طويل دون أكواب من الإسبريسو، لذلك أحمل ماكينة صغيرة لإعداد القهوة أينما ذهبت."
أما ترسي آدامز، مضيفة بشركة TWA الأمريكية، فتشير إلى مشكلة أسعار الطعام في المطارات: "أحياناً أشعر أنني مضطرة لشراء وجبات باهظة الثمن، ولهذا أحتفظ دائماً بوجبة أو وجبتين جاهزتين في حقيبة مبردة صغيرة أو وعاء حراري للتسخين حسب طول الرحلة."
فهد العتيبي من الخطوط الجوية السعودية يشاركنا نصيحته العملية: "أكياس وعلب التخزين منقذة فعلاً، فهي تساعدني على ترتيب الحقيبة واستغلال مساحتها بالكامل، كما أنها تحمي الأغراض من التسرب إذا كنت أحمل طعاماً أو سوائل."
وتؤكد جوي ياب، مضيفة في الخطوط القطرية، على أهمية التكنولوجيا في حياتها: "لا يمكنني أن أكون بعيدة عن عائلتي لفترات طويلة، لذلك أحرص على حمل أكثر من شاحن لهاتفي ولوحي الإلكتروني. نفاد البطارية أثناء الرحلة يعني عزلة غير مريحة بالنسبة لي."
من جانبه، يعتبر سمير عوني، مضيف في مصر للطيران، أن الراحة الجسدية أمر أساسي: "بين الرحلات أحتاج إلى وقت قصير لاستعادة نشاطي، لذلك لا تفارق حقيبتي ملابس قطنية مريحة وحذاء رياضي خفيف."
القائمة القياسية لمحتويات حقائب طاقم الضيافة
بعيداً عن الأغراض الشخصية، هناك قائمة ثابتة تقريباً يحملها معظم أفراد الطاقم حول العالم، وذلك لأسباب تنظيمية ومهنية:
- مجلد مستندات: يتضمن جواز السفر، رخصة الطاقم، شهادات الإسعافات الأولية والتدريب، وأي تصديقات لازمة للسفر. هذه المستندات ضرورية للسماح لهم بالعمل على متن الرحلات.
- كتيبات وأدلة التشغيل: مثل أدلة الطائرة، كتيب الإجراءات الطارئة (QRH)، تعليمات الشركة، ودليل الإسعافات الأولية. هذه المراجع تضمن أن يتصرف الطاقم بشكل منظم وموحّد في المواقف المختلفة.
- زي رسمي احتياطي: لتبديله في حال اتساخ أو تلف الزي أثناء العمل، حيث يجب الحفاظ على المظهر المهني دائماً.
- أحذية مسطحة: للسيدات خاصةً، إذ أن ارتداء الكعب العالي أثناء الخدمة قد يكون خطراً، لذلك يتم استبداله بأحذية مريحة بعد إقلاع الطائرة.
- مستحضرات تجميل للسيدات: جزء من الزي الرسمي في معظم شركات الطيران، للحفاظ على إطلالة أنيقة حتى بعد ساعات طويلة من العمل.
- دفتر وقلم: لاستخدامهما في تسجيل ملاحظات مهمة أو تدوين تعليمات الكابتن أثناء حالات الطوارئ.
- كتاب أو موسيقى: للتسلية خلال أوقات الانتظار الطويلة أو التأخيرات غير المتوقعة.
- طقم ليلي: ملابس للنوم وأدوات عناية شخصية أساسية، تحسباً لأي مبيت مفاجئ خارج القاعدة.
- مطهرات ومناديل مبللة: للحفاظ على النظافة الشخصية، خاصة أن بيئة الطائرة يمكن أن تكون مزدحمة وغير صحية أحياناً.
خلاصة
حقيبة طاقم الضيافة ليست مجرد حقيبة سفر، بل هي "صندوق أدوات متنقل" يحتوي على ما يضمن راحتهم، سلامتهم، واستعدادهم لمواجهة مختلف المواقف. من ماكينة القهوة الصغيرة إلى المستندات الرسمية، ومن الوجبات الجاهزة إلى الأدوات الطبية، تعكس هذه الحقائب طبيعة عمل تتطلب الكثير من التحضير والمرونة.
في المرة القادمة التي ترى فيها مضيفاً أو مضيفة يجر حقيبته في أروقة المطار، تذكّر أن هذه الحقيبة الصغيرة تحمل بين طياتها أسرار عمل مثير وصعب، وتجربة إنسانية غنية خلف الكواليس.
📌 طالع أيضاً: أشياء مجانية متاحة لركاب على متن الطائرة
ليست هناك تعليقات: