جزر القمر للطيران (Comores Aviation International) هي شركة طيران خاصة تأسست في جمهورية جزر القمر منتصف التسعينيات، واتخذت من العاصمة موروني مقرًا إداريًا وتشغيليًا لها، بينما كان مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي بمثابة القاعدة الرئيسية لعملياتها الجوية. حملت الشركة رمز IATA: KR ورمز ICAO: KMZ، وكانت من أوائل المبادرات الخاصة التي حاولت كسر هيمنة القطاع العام على خدمات النقل الجوي في الأرخبيل.

تاريخ جزر القمر للطيران ونشأتها
تأسست جزر القمر للطيران عام 1996 على يد رجل الأعمال جان مارك هاينتز (70% من الأسهم) بالشراكة مع باتولي هاينتز (30% من الأسهم). بدأت عملياتها التشغيلية في العام التالي 1997، في فترة كان قطاع السياحة في جزر القمر يسعى للنهوض من جديد بعد سنوات من الاضطرابات السياسية. اعتمدت الشركة على فريق عمل صغير نسبيًا لم يتجاوز 82 موظفًا بحلول 2007، لكنها لعبت دورًا مهمًا في ربط الجزر الرئيسية موروني، أنجوان، وموهيلي، فضلًا عن فتح خطوط مباشرة نحو مدغشقر وتنزانيا لتسهيل حركة التجارة والسياحة.
التحديات والتوقف عن التشغيل
رغم البداية الواعدة، واجهت جزر القمر للطيران صعوبات تشغيلية متزايدة. أبرز هذه التحديات تمثل في القيود التنظيمية وضعف البنية التحتية الجوية في الأرخبيل، إضافة إلى إدراج الشركة على قائمة الحظر الأوروبية ضمن عدة شركات أفريقية في مطلع الألفية الثانية، بسبب معايير السلامة والجودة. هذا القرار أثر بشكل مباشر على قدرتها على التوسع، وأدى إلى تقليص رحلاتها تدريجيًا حتى توقفت عملياتها بالكامل بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وحتى عام 2024، لم يتم تسجيل أي عودة رسمية للشركة، وما تزال غير نشطة في سجلات الطيران الدولية.
أسطول جزر القمر للطيران
ضم أسطول جزر القمر للطيران طائرات إقليمية صغيرة ومتوسطة الحجم، وهو ما جعلها قادرة على تلبية احتياجات الربط الداخلي والدولي القريب. وتشمل قائمة أسطولها:
- طائرة Embraer 120 توربينية
- طائرتان Let Turbolet 410
- ثلاث طائرات BAe 146-200 نفاثة قصيرة المدى
- طائرة BAe 748 Series 2B مؤجرة من شركة جنوب أفريقية
الوجهات والأنشطة
داخليًا، كانت الشركة تُعتبر العمود الفقري لحركة النقل بين الجزر، حيث ربطت موروني بكل من موهيلي وأنجوان. أما على الصعيد الدولي، فقد شغلت رحلات إلى وجهات رئيسية في المنطقة مثل:
- ماهاجانغا – مدغشقر
- أنتاناناريفو – مدغشقر
- زنجبار – تنزانيا
- دار السلام – تنزانيا
إضافة إلى ذلك، نظمت جزر القمر للطيران رحلات عارضة خلال مواسم الحج والعطلات السياحية، وهو ما ساعد في تعزيز مكانة جزر القمر كوجهة ناشئة للسياحة البحرية. غير أن محدودية التمويل والمنافسة الإقليمية حالت دون استمرار هذا الزخم على المدى الطويل.
الوضع الحالي (2024)
اليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين على تأسيسها، لم تعد جزر القمر للطيران نشطة، ولا توجد مؤشرات على استئناف عملياتها. وتُسير حاليًا شركات أخرى مثل Air Comores International والخطوط الجوية الكينية بعض الرحلات نحو جزر القمر. ورغم توقفها، تبقى الشركة جزءًا من تاريخ النقل الجوي في الأرخبيل وتجربة مهمة على صعيد تحرير قطاع الطيران المحلي وفتح الباب أمام المبادرات الخاصة.
ليست هناك تعليقات: