تُعد عزة للنقل الجوي Azza Air Transport من أبرز شركات الطيران السودانية المتخصصة في مجال الشحن، حيث انطلقت من العاصمة الخرطوم واتخذت من مطار الخرطوم الدولي مقر عملياتها الرئيسي. ركزت الشركة منذ تأسيسها على تقديم خدمات النقل الجوي المستأجر، موجهةً نشاطها نحو القارات الثلاث: أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. هذا الانتشار جعلها لاعباً مهماً في ربط السودان بالأسواق الإقليمية والدولية، خاصة في ظل محدودية شركات الشحن الجوي الوطنية. و تأخذ رمز إيكاو: AZZ.

تاريخ عزة للنقل الجوي
تم تأسيس عزة للنقل الجوي سنة 1993 بتمويل من بنك أم درمان الوطني وعدد من الشركاء المحليين، لتكون جزءاً من استراتيجية السودان في تطوير قدراته اللوجستية. إلى جانب نشاطها الجوي، دخلت الشركة في مجالات النقل البري والبحري، ما منحها مرونة أكبر في إدارة حركة البضائع. بحلول منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، كانت الشركة تُشغّل أكثر من 350 موظفاً، موزعين بين السودان وبعض المكاتب الخارجية.
ابتداءً من عام 2007، وُضعت الشركة تحت طائلة العقوبات الأمريكية بدعوى ارتباطها بأنشطة يُشتبه بأنها تخالف سياسات النقل الدولي. وتوسعت هذه العقوبات لتشمل دول الاتحاد الأوروبي اعتباراً من 2011، الأمر الذي أثّر بشدة على قدرتها في الحصول على عقود شحن جديدة أو شراء طائرات حديثة. ورغم ذلك، استمرت الشركة في تشغيل عدد من رحلاتها من خلال اتفاقيات خاصة في المنطقة.
شهدت الشركة واحدة من أكثر الحوادث مأساوية في تاريخها يوم 21 أكتوبر 2009، حين تحطمت طائرة من طراز بوينغ 707-320 أثناء إقلاعها من مطار الشارقة الدولي. كانت الرحلة مخصصة لنقل بضائع إلى السودان، إلا أن خللاً تقنياً أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة وسقوطها، ما أسفر عن مصرع أفراد الطاقم الستة جميعاً. أعاد الحادث تسليط الضوء على معايير السلامة في قطاع الطيران بالسودان وأثار نقاشاً دولياً حول اعتماد طائرات قديمة في عمليات الشحن.
رحلات و أسطول عزة للنقل الجوي
بلغ عدد الطائرات التي شغّلتها الشركة في ذروة نشاطها نحو 8 طائرات، ضمّت مزيجاً من الطرازات السوفيتية مثل أنتونوف AN-12 وAN-26B وإليوشن Il-76TD، إلى جانب طائرة بوينغ 707-300C المخصّصة للحمولات الكبيرة. هذه التشكيلة سمحت لها بتغطية خطوط قصيرة داخل أفريقيا وخطوط متوسطة إلى أوروبا والشرق الأوسط. ومع ذلك، مثّلت تكاليف الصيانة العالية وتقادم الأسطول أحد أكبر التحديات التشغيلية.
أهمية عزة للنقل الجوي
كانت عزة للنقل الجوي تهدف الى امتلاك و استئجار الطائرات مع تقديم كافة خدمات المناولة الأرضية للشركة و الشركات الاخري. وامتلكت الشركة فرع لتجميع البضائع بمطار الخرطوم الدولي و مستودعات للتخزين بمواصفات عالمية. وكان للشركة أيضا فروع بإمارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة.
لعبت الشركة دوراً محورياً في تعزيز حركة التجارة السودانية، حيث افتتحت فروعاً ومراكز شحن في الإمارات ولبنان وسوريا، إضافة إلى مستودعات تخزين بمواصفات عالمية داخل السودان. وقد ساعدها هذا الانتشار على ربط الخرطوم بمراكز تجارية كبرى في غرب أفريقيا والشرق الأوسط، فضلاً عن توفير خدمات لوجستية مكملة مثل المناولة الأرضية والتخزين. كما أسهمت عبر وكالاتها السياحية (كردفان وعريقة) في دعم حركة السياحة الداخلية والخارجية.
وكان لدى عزة للنقل الجوي علاقات عمل ممتازة مع بعض الشركات الأجنبية مثل: شركة اتيكيو بمطار الشارقة الدولي، شركة تشابين للطيران بالمملكة المتحدة، شركة دلتا فورد بالمملكة المتحدة، شركة كمتران العالمية بالولايات المتحدة، شركة الدبلوماسي للطيران و شركة الخطوط الأثيوبية.
ليست هناك تعليقات: