تأثر قطاع الطيران بشدة جراء حظر السفر الجوي في جميع انحاء العالم لمحاولة السيطرة علي انتشار العدوي بفيروس كورونا. ولأول مرة يشهد العالم هذا المعدل المنخفض جدا من الرحلات الجوية، حيث تم الغاء 99% من حجوزات الطيران خلال شهر مارس، ابريل ومايو 2020م أصبحت المطارات شبه خاوية وأكتظت المدارج بالطائرات المخزنة وأصبحت الكثير من الخطوط الجوية علي حافة الافلاس بشكل غير مسبوق.
ومع تحسن الوضع وظهور بوادر للسيطرة علي معدلات الانتشار السريعة لذلك الفيروس المخيف، بدأت خطوط الطيران والحكومات تخطط لاستعادة الحركة واستئناف الرحلات الجوية مع الاخذ في الحسبان الابقاء علي قواعد التباعد الاجتماعي ومكافحة العدوي، والتي تعد الوسيلة الوحيدة المتاحة حتي الان للسيطرة علي انتشار ذلك الفيروس الفتاك. وظهرت مؤخر بعض الافكار لتدابير مكافحة العدوي بفيروس كورونا أثناء السفر بالطائرة، التي طرحتها شركات الطيران لكيفية استعادة التشغيل مع الحفاظ علي أكبر قدر ممكن من تدابير مكافحة العدوي قبل وبعد وأثناء الرحلات. سنستعرض معا أهم تلك المقترحات والافكار.
تدابير السفر بالطائرة ومكافحة العدوي بفيروس كورونا أثناء الطيران
أهم تدابير مكافحة العدوى بفيروس كورونا أن شركات الطيران ستطلب من جميع الركاب ارتداء غطاء الفم والأنف "قناع أو ماسك" على متن رحلاتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيكون لازم علي الراكب أن يرتديها طوال الرحلة، أي أيضًا قبل و بعد الرحلة في المطار، عندما لا يمكن ضمان الحد الأدنى المطلوب للمسافة دون قيود. على الرغم من التعديلات العديدة لإجراءات السفر الا أنها لا تضمن دائمًا الحفاظ على المسافة المطلوبة على متن الرحلة، لذلك، يعتبر هذا الإجراء بمثابة حماية إضافية لجميع الركاب.
كما سترتدي جميع المضيفات اللاتي يكن على اتصال مباشر مع العملاء قناعًا مناظرًا. وبذلك ستلتزم شركات الطيران باللوائح الرسمية للعديد من الدول التي أصبح فيها ارتداء غطاء الفم والأنف إلزاميًا في الأماكن العامة.
سيُطلب من جميع الركاب إحضار غطاء الفم والأنف. ويوصى باستخدام قناع قماش قابل لإعادة الاستخدام، ولكن يمكن أيضًا استخدام جميع أنواع الأغطية الأخرى مثل الأقنعة أو الأوشحة البسيطة التي يمكن التخلص منها. ستقوم شركات الطيران بإبلاغ ركابها مسبقًا عن طريق الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني وعلى مواقعها على الإنترنت بشأن التدابير الجديدة.
العديد من الإجراءات الأمنية الإضافية سيتم اتخاذها بالمطار لدعم المسافة الامنة أثناء الصعود والنظافة المعززة على متن الطائرة. كجزء من تدابير مكتفحة العدوي بفيروس كورونا، وحماية صحة العملاء والطاقم. سيتم حث العملاء علي تسجيل الوصول الكترونيا وتسجيل الصعود الكترونيا وإجراء أي عمليات شراء عبر الإنترنت، مثل الدفع مقابل حقائب إضافية، لتقليل التفاعل غير الضروري في المطار. وسيُسمح بعمليات الشراء على متن الطائرة ويُقترح إجراؤها عن طريق الدفعات اللاتلامسية لتقليل الاتصال المادي.
كما سيتم قياس درجة حرارة الركاب أثناء التفتيش الأمني وقبل الصعود علي متن الطائرة، وسوف يتم منع أي راكب ترتفع درجة حرارته عن 38 درجة من الصعود علي متن الطائرة وسيتم تأجيل سفره. سيكون لزاما علي الراكب أن يستأذن قبل أن يدخل الحمام علي متن الطائرة لتجنب الاصطفاف أمام المراحيض داخل المقصورة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تجهيز جميع الطائرات بفلاتر هواء HEPA عالية الجودة والتي تقوم بتصفية وتدمير 99.7 ٪ من الفيروسات والبكتيريا المحمولة جواً في المقصورة، والتي تضمن جودة هواء مماثلة لتلك الموجودة في غرفة العمليات. بالإضافة إلى ذلك، سيدور الهواء عموديًا بدلاً من توزيعه في جميع أنحاء المقصورة، وسيطلب من الموظفين على متن الطائرة، وكذلك الركاب، ابقاء منافذ التهوية أعلي المقاعد مفتوحة طوال الرحلة.
سيتم تطهير مقصورة الركاب والمقاعد وجميع اسطح الطائرة قبل وبعد كل رحلة. كما سيقوم طاقم الطائرة بتوزيع مناديل مطهرة على كل راكب.
سيتم توزيع المقاعد علي الحاجزين بصورة تضمن الحفاظ علي أقصي مسافة بين المسافرين، وحيث إن ارتداء غطاء الأنف يوفر حماية صحية كافية من العدوى بفيروس كورونا، فمن المستبعد أن يتم الحفاظ على المقعد المجاور خاليا في الدرجة السياحية والدرجة السياحية المميزة. نظرًا لانخفاض معدل الإشغال الحالي، سيتم تخصيص وتوزيع المقاعد على أوسع نطاق ممكن في جميع أنحاء المقصورة ما أمكن.
من حيث المبدأ، لا تزال الإصابة على متن الطائرة غير محتملة. منذ تفشي الوباء، لم تُعرف حالات انتقال ملموسة على رحلات الطيران. ولكن من المهم أن يتم اتخاذ تلك التدابير لحماية المسافرين والطواقم ولتعزيز الثقة مرة اخري في السفر بالطائرة. ومن المرجح أن تستمر تلك التدابير في حيز التنفيذ لفترة ليست بالقصيرة.
ليست هناك تعليقات: