الأربعاء، 29 أبريل 2020

تدابير مكافحة العدوي أثناء السفر بالطائرة

 تأثر قطاع الطيران بشدة جراء حظر السفر الجوي في جميع انحاء العالم لمحاولة السيطرة علي انتشار العدوي بفيروس كورونا. ولأول مرة يشهد العالم هذا المعدل المنخفض جدا من الرحلات الجوية، حيث تم الغاء 99% من حجوزات الطيران خلال شهر مارس، ابريل ومايو 2020م أصبحت المطارات شبه خاوية وأكتظت المدارج بالطائرات المخزنة وأصبحت الكثير من الخطوط الجوية علي حافة الافلاس بشكل غير مسبوق.

ومع تحسن الوضع وظهور بوادر للسيطرة علي معدلات الانتشار السريعة لذلك الفيروس المخيف، بدأت خطوط الطيران والحكومات تخطط لاستعادة الحركة واستئناف الرحلات الجوية مع الاخذ في الحسبان الابقاء علي قواعد التباعد الاجتماعي ومكافحة العدوي، والتي تعد الوسيلة الوحيدة المتاحة حتي الان للسيطرة علي انتشار ذلك الفيروس الفتاك. وظهرت بعض الافكار لتدابير مكافحة العدوي بفيروس كورونا أثناء السفر بالطائرة، التي طرحتها شركات الطيران لكيفية استعادة التشغيل مع الحفاظ علي أكبر قدر ممكن من تدابير مكافحة العدوي قبل وبعد وأثناء الرحلات. سنستعرض معا أهم تلك المقترحات والافكار.

تدابير مكافحة العدوي أثناء السفر بالطائرة

تدابير السفر بالطائرة ومكافحة العدوي أثناء الطيران

أحد أبرز الإجراءات التي أصبحت معيارًا عالميًا هو إلزام جميع الركاب بارتداء كمامة أو غطاء للفم والأنف طوال فترة الرحلة. ويشمل ذلك مراحل الانتظار في المطار، عملية الصعود إلى الطائرة، وكذلك فترة الجلوس على المقعد وحتى مغادرة الطائرة. الهدف من هذه الخطوة ليس فقط حماية الفرد نفسه، وإنما تقليل احتمالية انتشار الرذاذ في مكان مغلق مثل المقصورة. شركات الطيران عادةً تُبلغ المسافرين بهذا الشرط مسبقًا عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية لتفادي المفاجآت في المطار، كما يُشجع الركاب على استخدام أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام لتقليل النفايات الطبية.

كما ترتدي جميع المضيفات اللاتي يكن على اتصال مباشر مع العملاء قناعًا مناظرًا. وبذلك تلتزم شركات الطيران باللوائح الرسمية للعديد من الدول التي أصبح فيها ارتداء غطاء الفم والأنف إلزاميًا في الأماكن العامة.

يُطلب من جميع الركاب إحضار غطاء الفم والأنف. ويوصى باستخدام قناع قماش قابل لإعادة الاستخدام، ولكن يمكن أيضًا استخدام جميع أنواع الأغطية الأخرى مثل الأقنعة أو الأوشحة البسيطة التي يمكن التخلص منها. تقوم شركات الطيران بإبلاغ ركابها مسبقًا عن طريق الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني وعلى مواقعها على الإنترنت بشأن التدابير الجديدة.

العديد من الإجراءات الأمنية الإضافية يتم اتخاذها بالمطار لدعم المسافة الامنة أثناء الصعود والنظافة المعززة على متن الطائرة. كجزء من تدابير مكتفحة العدوي، وحماية صحة العملاء والطاقم. لتقليل فرص انتقال العدوى من خلال التلامس المباشر، تعتمد شركات الطيران بشكل أكبر على التكنولوجيا الرقمية. ينصح الركاب بإنهاء جميع إجراءات السفر مثل تسجيل الوصول، اختيار المقاعد، وحتى دفع رسوم الحقائب الإضافية عبر الإنترنت قبل الوصول للمطار. على متن الطائرة، قد تبقى بعض خدمات البيع متاحة، لكن يفضل أن تتم عبر بطاقات الدفع غير التلامسية أو المحافظ الإلكترونية بدلاً من تبادل النقود الورقية. هذه الخطوة لا تحمي الركاب فحسب، بل تقلل أيضًا من تكرار الاتصال بين أفراد الطاقم والمسافرين.

من الإجراءات التي طبقتها غالبية المطارات حول العالم إلزامية فحص درجة حرارة جميع الركاب قبل الصعود. يُستخدم في ذلك أجهزة فحص حرارية سريعة أو كاميرات حرارية ترصد أي ارتفاع غير طبيعي. إذا تجاوزت درجة حرارة المسافر 38 مئوية، قد يُمنع من السفر ويتم تأجيل رحلته إلى موعد لاحق بعد الفحص الطبي. ورغم أن هذا الإجراء ليس دقيقًا بنسبة 100%، فإنه يشكل خط دفاع أولي يساعد في عزل الحالات المشتبه بها مبكرًا، ويعزز شعور الركاب بالأمان.

جانب آخر مهم يتعلق بجودة الهواء داخل المقصورة. معظم الطائرات الحديثة مجهزة بأنظمة ترشيح هواء متطورة تعرف باسم فلاتر HEPA، وهي قادرة على إزالة ما يقارب 99.97% من الجزيئات الدقيقة بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا. الهواء في الطائرة لا يدور بشكل أفقي بين الركاب، بل يتحرك عموديًا من أعلى لأسفل، ما يقلل من فرص انتقال العدوى. وتوصي شركات الطيران الركاب بترك منافذ التهوية فوق المقاعد مفتوحة طوال الرحلة لضمان أقصى قدر من تدفق الهواء النقي. هذه التقنية تجعل بيئة الطائرة أقرب إلى غرفة عمليات في المستشفى من حيث نقاء الهواء.

بعد كل رحلة، تخضع الطائرات الآن لعمليات تنظيف مكثفة تتجاوز بكثير ما كان معتادًا قبل الجائحة. يتم مسح وتعقيم المقاعد، مساند الأذرع، الطاولات القابلة للطي، أحزمة المقاعد، وكذلك المقابض وأزرار دورات المياه. بعض شركات الطيران بدأت باستخدام تقنيات حديثة مثل الرش الكهروستاتيكي أو الأشعة فوق البنفسجية لضمان القضاء على الفيروسات العالقة. كما يُسلّم كل راكب مناديل مطهرة عند الصعود لتمكينه من مسح المكان المحيط به لمزيد من الطمأنينة.

يتم توزيع المقاعد علي الحاجزين بصورة تضمن الحفاظ علي أقصي مسافة بين المسافرين، وحيث إن ارتداء غطاء الأنف يوفر حماية صحية كافية من العدوى، فمن المستبعد أن يتم الحفاظ على المقعد المجاور خاليا في الدرجة السياحية والدرجة السياحية المميزة.

من المهم أن يتم اتخاذ تلك التدابير لحماية المسافرين والطواقم ولتعزيز الثقة في السفر بالطائرة. ومن المرجح أن تستمر تلك التدابير أو بعضها في حيز التنفيذ لفترة ليست بالقصيرة.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك