مطار الدقم: المحور الجوي الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية في عمان
يُعد مطار الدقم (DQM) وفق رمز الإياتا و(OODQ) وفق رمز الإيكاو، منشأة جوية حديثة ومتطورة تقع في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى في سلطنة عمان. يشكل هذا المطار عنصراً أساسياً في خدمة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، التي تمثل أحد أضخم مشاريع التطوير والاستثمار في السلطنة. يتمتع المطار بموقع استراتيجي متميز يبعد حوالي 14 كيلومتراً عن مركز مدينة الدقم، ويُعتبر دعامة رئيسية في تطوير البنى التحتية المتكاملة ودعم حركة الاستثمار والسياحة والصناعة في المنطقة، حيث يمثل حلقة وصل حيوية بين المنطقة الاقتصادية الخاصة والعالم الخارجي.

مسار مطار الدقم التطوري والتشغيلي المتسارع
انطلقت العمليات التشغيلية الأولى لمطار الدقم في عام 2014 من خلال مبنى مؤقت صمم لخدمة الاحتياجات الأولية، ثم شهد المطار نقلة نوعية كبيرة مع افتتاح مبنى المسافرين الحديث والمتطور في سبتمبر 2018، مما عزز بشكل ملحوظ من القدرة التشغيلية ووفر خدمات متطورة وشاملة للمسافرين. صُمم المطار لاستيعاب ما يصل إلى 500 ألف مسافر سنوياً في مرحلته الأولى، مع وجود خطط ودراسات شاملة تتيح إمكانية التوسع المستقبلي لتبلغ طاقته الاستيعابية مليوني مسافر سنوياً. يضم المطار مبنى متخصصاً للشحن الجوي بطاقة استيعابية سنوية تصل إلى 25 ألف طن، كما يشمل مدرجاً جوياً متطوراً يبلغ طوله 4 كيلومترات وعرضه 75 متراً، مصمماً لاستقبال الطائرات العملاقة مثل الإيرباص A380 وغيرها من الطائرات واسعة البدن.
شركات الطيران العاملة وشبكة الرحلات المتنامية
يشغل مطار الدقم حالياً الطيران العماني كالناقل الرئيسي، حيث يقدم ست رحلات أسبوعية منتظمة تربط بين الدقم، مطار صحار، مطار خصب، ومطار مسقط الدولي. كما بدأت شركات طيران أخرى مثل طيران السلام بتشغيل رحلات داخلية موسمية تخدم الحركة السياحية والتجارية في المنطقة. تهدف الخطط الاستراتيجية القادمة إلى توسيع نطاق شبكة الرحلات المحلية والدولية بشكل كبير لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمنطقة الاقتصادية والقطاع السياحي، مع وجود مفاوضات متقدمة مع عدة ناقلات جوية إقليمية ودولية لبدء عملياتها من المطار.
المؤشرات التشغيلية الحديثة وتحليل الأداء (2024–2025)
سجل مطار الدقم نمواً إيجابياً في أدائه التشغيلي بلغت نسبته 2.4% في عدد المسافرين حتى نهاية يوليو 2025، حيث تجاوز عدد المسافرين 35 ألف مسافر مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما حافظ المطار على استقرار ملحوظ في عدد الرحلات الجوية التي بلغت حوالي 306 رحلة حتى نهاية يونيو 2025. تعكس هذه المؤشرات الدور المتزايد للمطار في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتحفيز الاستثمارات في المنطقة، حيث يشكل عاملاً جاذباً للشركات والمستثمرين من خلال توفير بنية تحتية متطورة للنقل الجوي.
الدور الاستراتيجي في تنمية منطقة الدقم
يلعب مطار الدقم دوراً محورياً في ربط المنطقة الاقتصادية الخاصة بجميع أنحاء سلطنة عمان والعالم، ويدعم بشكل فعال حركة تجارة البضائع وسياحة الأعمال، بالإضافة إلى تيسير حركة المستثمرين والوفود الرسمية. يجري العمل حالياً على خطط مستقبلية طموحة لتوسعة المرافق وتحسين الخدمات بشكل يتواكب مع النمو المتوقع للطلب، حيث يهدف المطار إلى أن يصبح أحد المراكز المحورية للنقل الجوي في السلطنة. تشمل هذه الخطط تطوير مرافق الشحن الجوي، توسعة صالات الركاب، وتركيب أنظمة تقنية متطورة لتحسين تجربة المسافر.
الرؤية المستقبلية والتوسعات المخطط لها
يمثل مطار الدقم نموذجاً فعالاً وناجحاً في مجال الاستثمار في البنية التحتية للنقل الجوي، ويشكل رافداً مهماً لتنمية المنطقة الوسطى اقتصادياً وصناعياً. يتميز المطار بطموحات كبيرة لمواكبة التوسع العمراني والاستثماري في الدقم، وتوسيع نطاق الربط الجوي محلياً ودولياً خلال السنوات القادمة. تشمل الخطط المستقبلية إضافة المزيد من الوجهات الدولية المباشرة، تطوير مرافق حجز طيران رخيص متقدمة، وتعزيز التعاون مع مطار صلالة والمطارات العمانية الأخرى لإنشاء شبكة طيران متكاملة.
التكامل مع المشاريع التنموية والاقتصادية
يتكامل مطار الدقم بشكل وثيق مع المشاريع التنموية الضخمة في المنطقة الاقتصادية الخاصة، حيث يشكل مع ميناء الدقم ومختلف المناطق الصناعية منظومة متكاملة تدعم رؤية عمان 2040 للتنمية الاقتصادية. يساهم المطار في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير فرص العمل للمواطنين، كما يدعم تنمية قطاع السياحة من خلال تسهيل وصول السياح إلى المنطقة والاستفادة من المقومات الطبيعية الفريدة التي تتمتع بها ولاية الدقم.
الخدمات المتكاملة وتجربة المسافر المتميزة
يوفر مطار الدقم مجموعة متكاملة من الخدمات المتطورة التي تلبي احتياجات المسافرين، تشمل صالة ركاب مريحة ومجهزة بأحدث التجهيزات، أنظمة فحص أمتعة متطورة، مرافق لرجال الأعمال، ومجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي. كما يقدم المطار خدمات الشحن الجوي المتخصصة التي تدعم القطاع الصناعي والتجاري في المنطقة، مع وجود خطط لتطوير هذه الخدمات بشكل مستمر لمواكبة احتياجات المستثمرين والشركات العاملة في المنطقة الاقتصادية.








