الثلاثاء، 28 فبراير 2017

مطار اللاذقية الدولي - مطار باسل الأسد سابقا

مطار اللاذقية الدولي (مطار باسل الأسد سابقا) – بوابة سوريا الجوية إلى البحر المتوسط

يُعتبر مطار اللاذقية الدولي، المعروف باسم مطار باسل الأسد سابقا (Latakia International Airport)، أحد أهم المنشآت الجوية في الجمهورية العربية السورية، وهو المنفذ الجوي الرئيسي على الساحل الغربي للبلاد. يقع المطار على بُعد نحو 23 كيلومترًا جنوب مدينة اللاذقية، ويُعد المركز الأساسي لعمليات الخطوط الجوية السورية والعديد من الرحلات الإنسانية والعسكرية المشتركة. يحمل المطار رمز LTK من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، والرمز OSLK من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).

مطار اللاذقية الدولي Bassel Al-Assad International Airport

تاريخ وتطور مطار اللاذقية

تم إنشاء مطار اللاذقية عام 1946م ليكون نقطة انطلاق رئيسية للطيران المدني في الساحل السوري، ثم أعيد تأهيله عدة مرات ليتماشى مع المعايير الدولية. وفي عام 1994م أُعيدت تسميته إلى مطار باسل الأسد الدولي تكريمًا لاسم باسل الأسد، نجل الرئيس الراحل حافظ الأسد. على مدى العقود اللاحقة، شهد المطار تحديثات متدرجة في مدرجه ومرافقه التشغيلية، مما جعله مؤهلاً لاستقبال الطائرات المتوسطة والواسعة البدن مثل Boeing 737 وAirbus A320.

التحديثات الأخيرة (2021–2025)

منذ عام 2021، شرعت وزارة النقل السورية بالتعاون مع المؤسسة العامة للطيران المدني في تنفيذ مشروع شامل لتحديث مطار اللاذقية ورفع كفاءته التشغيلية. شملت هذه الأعمال:

  • تأهيل المدرج الرئيسي: تمت إعادة رصف المدرج وتحديث نظام الإنارة الأرضية بنظام LED متطور لتحسين الرؤية الليلية وكفاءة الطاقة.
  • توسيع صالة الركاب: ارتفعت الطاقة الاستيعابية من 650 ألف مسافر سنويًا إلى نحو 1.2 مليون مسافر بعد توسعة القاعات وتحديث أنظمة الأمتعة والتفتيش الأمني.
  • تحديث برج المراقبة: تزويد البرج بأنظمة اتصالات رقمية حديثة ورادارات جوية ثلاثية الأبعاد توفر تغطية دقيقة لحركة الطيران في الساحل والبحر.
  • التحول الرقمي: إدخال نظام إدارة رحلات إلكتروني متكامل يربط المطار بمطارات دمشق وحلب والقامشلي لتنسيق الجداول التشغيلية في الوقت الفعلي.
  • تحسين الخدمات اللوجستية: إنشاء مستودعات جديدة للشحن الجوي وتوسيع المنطقة الجمركية لتسريع عمليات التخليص للبضائع الإنسانية والتجارية.

أهمية استراتيجية وإنسانية متزايدة

في السنوات الأخيرة، برز مطار اللاذقية الدولي كمركز رئيسي للعمليات الإنسانية والإغاثية الدولية، خصوصًا بعد زلزال شباط 2023 الذي ضرب شمال سوريا. استقبل المطار عشرات الطائرات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وكذلك الرحلات الروسية والإيرانية التي حملت مساعدات طبية وغذائية. بفضل قربه من الموانئ البحرية، أصبح المطار محطة إمداد لوجستية متكاملة تدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في المحافظات الساحلية والشمالية.

البنية التحتية ومرافق مطار اللاذقية

يضم مطار اللاذقية اليوم:

  • مدرج رئيسي بطول 2,800 متر وعرض 45 متر مزود بنظام هبوط آلي من الفئة الثانية (ILS CAT II).
  • موقف طائرات يتسع لست طائرات متوسطة الحجم وطائرة شحن كبيرة في آن واحد.
  • صالة ركاب حديثة بمساحة تزيد على 7,000 متر مربع، مقسّمة إلى مناطق سفر ووصول، مع قاعات VIP وصالات ترانزيت.
  • برج مراقبة حديث مؤهل للاتصال المباشر مع المطارات الإقليمية.
  • مركز إطفاء وإنقاذ مجهز بعربات متطورة تتوافق مع تصنيف السلامة الدولي CAT 8.
  • محطة أرصاد جوية رقمية تقدم تقارير METAR وTAF محدثة كل نصف ساعة.

شركات الطيران والرحلات المنتظمة

حتى عام 2025، تُشغّل الخطوط الجوية السورية و فلاي داماس رحلات منتظمة من وإلى مطار اللاذقية نحو وجهات داخلية مثل مطار دمشق ومطار القامشلي، إضافة إلى رحلات دولية غير منتظمة إلى موسكو، بيروت، دبي، والخرطوم. كما يُستخدم المطار من قِبل شركات نقل روسية وإيرانية لأغراض لوجستية وإنسانية، وتُسيّر منه رحلات شحن دورية لنقل المعدات والمواد الإغاثية.

يُتوقّع أن يشهد المطار في عام 2026 افتتاح خطوط جديدة نحو القاهرة وبغداد مع عودة تدريجية لحركة الطيران المدني في المنطقة، وفقًا لتصريحات وزارة النقل السورية الصادرة في تموز 2025.

الحدود التشغيلية والسلامة الجوية

يُعد مطار اللاذقية الدولي من أكثر المطارات السورية استقرارًا في العمل، إذ يبقى مفتوحًا في أكثر من 95% من أيام السنة بفضل المناخ المعتدل في الساحل. كما يُدار التشغيل وفق معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) من حيث الأمن والسلامة والتدريب الدوري للعاملين في المراقبة الجوية والإطفاء والمناولة الأرضية.

الجانب الاقتصادي والسياحي

يشكّل المطار رافدًا مهمًا للاقتصاد المحلي في محافظة اللاذقية، إذ يسهم في دعم قطاعي السياحة والتجارة البحرية. ومع توجه الحكومة السورية لتطوير السياحة الساحلية وافتتاح مشاريع فندقية جديدة في اللاذقية وجبلة، يُتوقع أن يتضاعف عدد المسافرين عبر المطار خلال الأعوام الخمسة المقبلة. كما يجري التنسيق مع مستثمرين محليين لتوسيع مجمع الخدمات التجارية والمطاعم داخل المطار، بما ينسجم مع معايير المطارات الإقليمية الحديثة.

خطط تطوير مطار اللاذقية المستقبلية

أعلنت وزارة النقل في أيلول 2025 عن خطة لتطوير المرحلة الثانية من مشروع توسعة مطار اللاذقية، والتي تتضمن:

  • إنشاء مدرج ثانٍ بطول 3,200 متر لاستيعاب الطائرات الثقيلة طويلة المدى.
  • بناء محطة شحن دولية جديدة بطاقة 50 ألف طن سنويًا.
  • تأسيس أكاديمية تدريب طيران في المطار بالتعاون مع الهيئة العامة للتدريب الجوي.
  • إطلاق نظام إلكتروني متكامل لإدارة الجمارك والشحن بالتنسيق مع وزارة المالية.

خاتمة

بعد أكثر من سبعة عقود على تأسيسه، يواصل مطار اللاذقية الدولي أداء دوره كمحور أساسي في حركة الطيران السورية، جامعًا بين الأهمية المدنية والإنسانية والاستراتيجية. فهو اليوم ليس فقط مطارًا إقليميًا، بل منصة لوجستية حيوية تدعم مشاريع إعادة الإعمار والانفتاح التجاري في الساحل السوري. ومع استمرار مشاريع التحديث حتى عام 2026، يُتوقع أن يتحول المطار إلى مركز طيران إقليمي حديث يربط سوريا بالعالم من جديد عبر البحر المتوسط.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك