يُمثل مطار ياسر عرفات الدولي (Yasser Arafat International Airport) أول منشأة جوية فلسطينية ذات طابع دولي خاضعة لإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية. أقيم المطار في موقع استراتيجي إلى الشرق من مدينة رفح داخل قطاع غزة، قريبًا من الحدود مع مصر. كما اشتهر بعدة مسميات مثل "مطار غزة الدولي" و"مطار الدهنية"، وهو ما يعكس حضوره المتعدد في الذاكرة الفلسطينية بين الجغرافيا والسياسة. من الناحية الرسمية، تولت سلطة الطيران المدني الفلسطينية الإشراف على المطار، غير أن الاحتلال الإسرائيلي فرض سيطرته عليه لاحقًا، خصوصًا بعد يونيو/حزيران 2006 حين حُوِّل الموقع إلى قاعدة عسكرية. وقبل ذلك، كان المطار قد تعرّض لعملية تدمير واسعة نهاية عام 2001. أما على المستوى الدولي، فقد اعترفت به مؤسسات الطيران العالمية عبر منحه الرمز GZA من اتحاد النقل الجوي (IATA) والرمز LVGZ من منظمة الطيران المدني (ICAO). بدأت فكرة مطار ياسر عرفات الدولي منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني 1996 حين وضع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حجر الأساس للمشروع وأمر بانطلاق العمل في بنيته التحتية. وقد صُممت مباني المطار على الطراز المغربي التقليدي، بإشراف مهندسين مغاربة وبدعم مباشر من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تكفّل بتكاليف التصميم. بلغت تكلفة المشروع نحو 86 مليون دولار أمريكي، حيث جرى تمويل جزء منه عبر قرض من البنك العقاري المصري العربي، بينما ساهمت عدة دول مانحة مثل اليابان وألمانيا وإسبانيا والسعودية ومصر في استكمال التكلفة. أما أعمال التنفيذ فقد أسندت إلى شركة المقاولون العرب المصرية، بينما تولى المكتب الوطني المغربي للمطارات الإشراف الفني على المشروع. في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1998 افتُتح مطار ياسر عرفات الدولي رسميًا بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى جانب الرئيس ياسر عرفات وعدد من الوفود العربية، وهو حدث حمل رمزية سياسية كبيرة في ظل المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية آنذاك. واعتمدت الخطوط الجوية الفلسطينية المطار كمقر رئيسي لعملياتها. ورغم أن تشغيل المطار احتاج مفاوضات طويلة مع الجانب الإسرائيلي، فإن توقيع اتفاق "واي ريفر" مهّد لافتتاحه. إلا أن اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 قلب الموازين، إذ بدأت إسرائيل في استهدافه تدريجيًا. ومع نهاية عام 2001 تعرض المطار لعمليات قصف وتجريف دمّرت مدرجه وبنيته الأساسية، بما في ذلك برج المراقبة. وفي يونيو/حزيران 2006 سيطرت القوات الإسرائيلية بالكامل على الموقع، وحوّلته إلى قاعدة عسكرية، ما دفع الخطوط الجوية الفلسطينية إلى نقل رحلاتها إلى مطار العريش في مصر. كان مطار ياسر عرفات الدولي أول بوابة جوية رسمية للسلطة الوطنية الفلسطينية، حيث استُخدم لاستقبال الوفود، وتنظيم رحلات الحج، وتسيير حركة تجارية محدودة. بُني المطار على مساحة تقارب 28 ألف متر مربع، واحتوى على مرافق متكاملة صُممت وفق معايير دولية، أبرزها: هذه المنظومة جعلت مطار ياسر عرفات الدولي بمثابة نواة لقطاع طيران فلسطيني مستقل يطمح لربط غزة والعالم الخارجي بعيدًا عن الاعتماد على المطارات الإسرائيلية أو الأجنبية. ورغم توقفه بعد تدميره، ظل المطار حاضرًا كرمز لمرحلة سياسية فارقة، ومع مرور أكثر من عقدين على تعطيله، ما يزال يمثل في المخيال الفلسطيني "المطار المؤجل" الذي يجسد حلم السيادة والاتصال المباشر بالعالم. الخطوط الجوية الفلسطينية (Palestinian Airlines) كانت الناقل الوطني الرسمي، واتخذت مطار ياسر عرفات الدولي مركزًا رئيسيًا لعملياتها بعد افتتاحه عام 1998. بعض الخطوط الجوية العربية (بشكل محدود جدًا) خلال فترة التشغيل القصيرة (1998–2001)، سمحت إسرائيل بعمل عدد قليل من الرحلات من وإلى بعض الدول العربية، لكنها لم تكن منتظمة أو مفتوحة بشكل كامل. مطار القاهرة الدولي (مصر): كان الوجهة الأهم والأكثر استخدامًا، نظرًا للقرب الجغرافي والعلاقات الرسمية. مطار عمان (الأردن): وُجهت بعض الرحلات إلى عمّان، لكن بعدد محدود. مطار جدة (السعودية): خصوصًا لرحلات الحج والعمرة الموسمية. مطار أبوظبي / الشارقة (الإمارات): كانت هناك محاولات لتسيير رحلات مباشرة، لكنها لم تستمر طويلاً.مطار ياسر عرفات الدولي: رمز السيادة الفلسطينية المعطلة
المسار التاريخي لتأسيس مطار ياسر عرفات الدولي
المرافق والخدمات التي كان يقدمها المطار
أبرز مرافق مطار ياسر عرفات الدولي:
الخطوط الجوية التي كانت تعمل بالمطار و وجهاتها
الوجهات التي خُدمت من مطار ياسر عرفات الدولي:
الاثنين، 8 مايو 2017
مطار ياسر عرفات الدولي Yasser Arafat International Airport
إقرأ أيضًا
تفضل باستفسارك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات: