الأحد، 19 نوفمبر 2017

الخطوط التونسية السريعة إكسبريس

الخطوط التونسية السريعة (Tunisair Express) هي شركة طيران تونسية متخصصة في تسيير رحلات داخلية منتظمة بالإضافة إلى عدد من الرحلات العارضة والدولية القصيرة. يقع مقرها الرئيسي في العاصمة تونس، وتستخدم مطار تونس قرطاج الدولي كقاعدة تشغيل رئيسية لجميع أنشطتها الجوية. تُعرف الشركة برمز IATA: UG، ورمز ICAO: TUI، بينما رمز ندائها اللاسلكي هو TUNEXPRESS.

تُعتبر الخطوط التونسية السريعة اليوم واحدة من أهم المشغلين في مجال النقل الجوي الداخلي داخل تونس، حيث تؤدي دوراً محورياً في ربط المدن التونسية الساحلية والداخلية بالعاصمة. وبفضل طبيعة أسطولها المكون من طائرات صغيرة ومتوسطة السعة، استطاعت الشركة تلبية احتياجات شرائح واسعة من المسافرين، بما في ذلك رجال الأعمال، والطلاب، والسياح القادمين عبر رحلات دولية إلى تونس والباحثين عن مواصلات سريعة داخل البلاد. وفقاً لآخر تقارير 2023، فإن الشركة ساهمت بشكل واضح في دعم النشاط السياحي بعد جائحة كوفيد-19، من خلال استعادة جزء كبير من سعة المقاعد التي فقدت في سنوات الأزمة الصحية.

الخطوط التونسية السريعة إكسبريس Tunisair Express

تاريخ الخطوط التونسية السريعة

تأسست الخطوط التونسية السريعة في 1 أغسطس 1990 كفرع مملوك بالكامل للخطوط الجوية التونسية، بهدف تشغيل الرحلات الداخلية القصيرة المدى. وفي غضون عامين فقط، أي في 1992، تم فصلها مالياً وإدارياً عن الشركة الأم لتصبح كياناً شبه مستقل. ورغم ولادتها كذراع وطني للنقل الداخلي، فإن ملكيتها تغيّرت في فترة التسعينيات بطريقة مثيرة للجدل، حيث انتقلت إلى أحد أصهار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وبعد الثورة التونسية عام 2011، عادت الشركة تدريجياً إلى ملكية الدولة، وفي 2015 تم الإعلان رسمياً عن إعادة تأميمها وإلحاقها من جديد بمجموعة الخطوط الجوية التونسية.

عرفت الشركة بعدة أسماء قبل استقرارها على مسماها الحالي. فقد بدأت باسم Tuninter أو "الخطوط الجوية المحلية"، ثم تغير إلى "الخطوط الدولية" عندما توسعت أنشطتها في عام 2000 لتشمل رحلات قصيرة إلى مالطا وإيطاليا. لاحقاً أطلق عليها اسم "الطيران السابع" في إشارة رمزية إلى تاريخ 7 نوفمبر 1987، وهو اليوم الذي تولى فيه بن علي الحكم. وبعد سقوط النظام السابق في 2011، تبنت الشركة اسمها الحالي "الخطوط التونسية السريعة"، الذي يعكس هويتها الوطنية ودورها في خدمة النقل الجوي الإقليمي.

من حيث الأداء، تمكنت الشركة بين عامي 1992 و2008 من نقل أكثر من ستة ملايين مسافر، وهو رقم يعكس أهميتها في سوق الطيران الداخلي التونسي. ففي عام 2008 وحده، سافر عبر رحلاتها ما يقارب 300 ألف راكب. غير أن تحديات المنافسة وارتفاع تكاليف التشغيل دفع السلطات التونسية إلى التفكير في دمج الشركة مع الناقل الوطني في 2015 ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع وتحقيق توازن مالي أكبر.

حوادث

من أبرز الحوادث التي ارتبطت بتاريخ الخطوط التونسية السريعة حادثة رحلة Tuninter 1153 في 6 أغسطس 2005. كانت الرحلة تُشغّل بطائرة ATR-72 متجهة من مدينة باري الإيطالية إلى جزيرة جربة التونسية، إلا أن عطلاً في مؤشر الوقود – الذي تبين لاحقاً أنه كان مخصصاً لطائرة أصغر من طراز ATR-42 – أدى إلى نفاد الوقود على ارتفاع متوسط فوق البحر المتوسط. اضطر الطاقم إلى الهبوط اضطرارياً في المياه على بعد 18 ميلاً من مدينة باليرمو الإيطالية.

كانت الطائرة تقل 39 راكباً وطاقماً مكوناً من 4 أشخاص، وقد لقي 16 منهم حتفهم، بينما نجا البقية بفضل عملية إنقاذ سريعة شاركت فيها السلطات الإيطالية. على إثر هذا الحادث، فُرض حظر على الشركة من الطيران إلى إيطاليا لمدة قاربت العامين، كما واجهت انتقادات واسعة في ما يتعلق بإجراءات الصيانة والتدريب. ورغم مرور ما يقارب عقدين على الحادثة، ما زالت تُعتبر من أكثر الحوادث المأساوية في تاريخ الطيران المدني التونسي.

أسطول ووجهات الخطوط التونسية السريعة

تشغّل الشركة أسطولاً صغير الحجم لكنه فعال، مكوّن بالأساس من طائرات ATR 72-500 الفرنسية الصنع، المعروفة بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدارج قصيرة ما يجعلها مثالية للمطارات الداخلية. كما ضمت الشركة في فترة سابقة طائرة واحدة من طراز Bombardier CRJ-900 الكندية الصنع. بلغ متوسط عمر أسطولها نحو 14 عاماً، وهو معدل متوسط مقارنة بمشغلي الطيران الإقليمي في شمال أفريقيا. ووفق بيانات 2023، لا تزال الشركة تركز على أسطولها من طائرات ATR نظراً لانخفاض تكاليف تشغيلها ومرونتها في الرحلات الداخلية.

تتولى الخطوط التونسية السريعة تشغيل شبكة واسعة من الرحلات الداخلية التي تنطلق جميعها من مطار تونس قرطاج نحو مدن مثل: جربة، صفاقس، قابس، قفصة، طبرقة، توزر، والمنستير. وتلعب هذه الوجهات دوراً أساسياً في تعزيز السياحة الداخلية وتسهيل حركة المواطنين بين المدن التونسية.

أما على المستوى الدولي، فتقوم الشركة بتسيير رحلات عارضة ومحدودة إلى دول الجوار، مثل الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى رحلات قصيرة المدى إلى مالطا، إيطاليا وفرنسا. ومع ازدياد الطلب على السياحة بين تونس وأوروبا، وضعت الشركة خططاً لتعزيز رحلاتها الموسمية خاصة خلال الصيف. وبفضل مرونة سعة المقاعد وكونها جزءاً من مجموعة الخطوط الجوية التونسية، يُتوقع أن تلعب دوراً تكاملياً أكبر في السنوات القادمة ضمن منظومة النقل الجوي الوطني.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك