الجمعة، 25 مارس 2016

الخطوط التونسية - طيران تونس

تمثل الخطوط التونسية Tunisair الناقل الجوي الوطني الذي يحمل راية تونس عالياً في سماء العالم، حيث تتخذ من العاصمة تونس مقراً رئيسياً لإدارتها وتشغيلها. يعتبر مطار تونس قطاج الدولي المحور الأساسي لشبكة عمليات الشركة التي تحمل رمز الإياتا TU ورمز الإيكاو TAR، بينما يعرف نداؤها الجوي باسم TUNAIR في الأوساط Aviation العالمية. تحتل الشركة مكانة متميزة بين شركات الطيران النشطة في منطقة شمال إفريقيا، حيث تساهم بشكل فاعل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والسياحية للبلاد.

الخطوط التونسية Tunisair

الرحلة التاريخية للخطوط التونسية: من التأسيس إلى الريادة الإقليمية

يعود تاريخ تأسيس هذا الصرح Aviation الوطني إلى عام 1948 تحت مسمى الخطوط التونسية، قبل أن يتم اعتماد التسمية الحالية "الخطوط التونسية" في عام 1990. شهدت المرحلة التأسيسية استثماراً أولياً بلغ 60 مليون فرنك فرنسي، مع توزيع حصص المساهمين بين الحكومة التونسية بنسبة 35% وشركة إير فرانس الفرنسية بنسبة 35%، بينما ذهبت النسبة المتبقية 30% لمستثمرين ومصالح أخرى.

انطلقت العمليات التشغيلية الفعلية للشركة في أبريل 1949 باستخدام أسطول مبدئي مكون من 4 طائرات من طراز داكوتا دي سي 3 تم الحصول عليها من الجيش الأمريكي. شهد عامي 1954 و1956 إضافة طائرتين من نوع دي سي 4 للأسطول، مما مكن الشركة من افتتاح أول خط جوي مباشر يربط تونس بباريس، محققةً إنجازاً تاريخياً بتخطي عتبة 100 ألف مسافر لأول مرة في عام 1956.

بلغ عدد العاملين في الشركة خلال عام 1955 حوالي 140 موظفاً، بينما سجلت الإيرادات السنوية 620,000 جنيه إسترليني مقابل تكاليف تشغيل بلغت 550,000 جنيه إسترليني. شهد عام 1957 تحولاً ملكياً مهماً عندما أصبحت الحكومة التونسية المساهم الأكبر بنسبة 51%، بينما انخفضت حصة شركة الخطوط الجوية الفرنسية إلى 15% فقط.

دخلت الشركة عصر الطيران النفاث باستلامها أول طائرة من طراز سود كارافيل 3 في 31 أغسطس 1961، وتم افتتاح خدمة جديدة لفرانكفورت في أكتوبر من نفس العام، لكنها توقفت في مارس التالي بسبب الأداء الاقتصادي غير المرضي. استلمت الشركة طائرة كارافيل ثانية في مارس 1964، واستؤنفت الرحلات إلى فرانكفورت في أبريل 1966 بالتعاون مع خطوط لوفتهانزا الألمانية. دخلت طائرات نورد 262 الخدمة لأول مرة في عام 1969، مما سمح بإحالة طائرات DC-3 وDC-4 التقليدية للتقاعد التدريجي. بلغت الذروة التكنولوجية باستلام أول طائرة بوينج من طراز 727-200 في 12 مارس 1972.

امتلكت الشركة فرعاً تشغيلياً تحت اسم الخطوط التونسية السريعة، الذي استقل بشكل كامل في عام 1992 ليصبح كياناً منفصلاً تحت اسم نوفلير.

الأسطول الحديث وشبكة الوجهات العالمية للخطوط التونسية

يتميز الأسطول الجوي للخطوط التونسية بالحداثة والتنوع، حيث يضم 32 طائرة من أحدث طرازات شركتي بوينج وإيرباص العالمية. تجهز الشركة طائراتها بأعلى معايير السلامة والراحة والخدمات الترفيهية، مما يضمن تجربة سفر استثنائية للركاب على مختلف درجات السفر.

تمتد شبكة وجهات الشركة لتغطي أكثر من 100 وجهة عبر قارات آسيا، إفريقيا، أوروبا والشرق الأوسط، حيث تقوم بتشغيل برحلات منتظمة إلى أكثر من 44 مدينة في 28 دولة حول العالم بمعدل 47 رحلة يومية. تربط هذه الشبكة الواسعة تونس بأهم العواصم والمدن الأوروبية والإفريقية والشرق أوسطية، مما يجعلها شريكاً أساسياً في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والسياحية.

تشغل الشركة رحلاتها عبر جميع المطارات التونسية الرئيسية بما في ذلك مطار قفصة قصر الدولي، مطار تونس قطاج الدولي، مطار النفيضة الحمامات الدولي، مطار صفاقس طينة الدولي، مطار المانستير الحبيب بورقيبة الدولي، مطار طبرقة عين دراهم الدولي، مطار جربة جرجيس الدولي، ومطار تورز نفطة الدولي.

الحزمة المتكاملة لخدمات الخطوط التونسية والمرافق المتميزة

  • تقدم الخطوط التونسية تشكيلة متنوعة من الأطباق الشهية المستوحاة من المطبخ التونسي الأصيل والمأكولات العالمية، مع مراعاة الاحتياجات الغذائية الخاصة لجميع المسافرين
  • يتمتع مسافرو درجة رجال الأعمال بأولوية الصعود للطائرة والاستفادة من خدمات صالات كبار الشخصيات في المطارات، مع توفير مساحات عمل مريحة واتصال إنترنت مجاني
  • توفر الشركة دعماً شاملاً للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك المساعدة في التنقل وأولوية الصعود للطائرة ومرافق مخصصة تلبي جميع متطلباتهم
  • تتميز مقاعد درجة رجال الأعمال باتساعها وارتفاع مسافة الرجلين، مع توفير خيارات متعددة من الوجبات الفاخرة التي تحول رحلة السفر إلى تجربة ترفيهية استثنائية
  • يستمتع الأطفال بقوائم طعام خاصة مصممة خصيصاً لاحتياجاتهم الغذائية، مع توفير ألعاب ووسائل ترفيهية مناسبة لأعمارهم المختلفة

تتبع الشركة نظام القطعة في الأمتعة المسموحة، حيث يختلف الوزن والشروط حسب درجة السفر وطبيعة الرحلة والوجهة النهائية. ينصح المسافرون بالاطلاع على الشروط الخاصة بكل رحلة قبل القيام بحجز طيران رخيص لتجنب أي مفاجآت غير مرغوب فيها.

برنامج المكافآت والحوافز الاستثنائي

تطلق الخطوط التونسية برنامج "فضاء فيدليس" كمبادرة ولاء استثنائية تهدف إلى مكافأة العملاء الدائمين وتقديم امتيازات حصرية تنافس أفضل برامج الولاء العالمية. يتمتع أعضاء البرنامج بفرصة جمع الأميال التي يمكن استبدالها بتذاكر سفر مجانية إلى الوجهات المحلية والدولية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المكافآت والحوافز الحصرية.

يتضمن البرنامج ثلاثة مستويات للعضوية: العضوية الذهبية التي تقدم أعلى مستوى من الامتيازات والمزايا، والعضوية الفضية التي توفر مزايا متوسطة المستوى، والعضوية الكلاسيكية المناسبة للمسافرين العاديين. تم تصميم كل مستوى بعناية لتلبية احتياجات شريحة مختلفة من العملاء، مع ضمان تجربة سفر متميزة تناسب توقعات جميع المسافرين.

أحدث تطورات الخطوط التونسية

تشهد الخطوط التونسية خلال عام 2025 مرحلة تحول استراتيجي تتميز بتحسن ملحوظ في الأداء المالي رغم بعض التحديات التشغيلية. سجلت الشركة ارتفاعاً في الإيرادات بلغ 4% خلال النصف الأول من العام لتبلغ أكثر من 728 مليون دينار تونسي، وذلك رغم تراجع طفيف في أعداد المسافرين مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. يعزى هذا التحسن إلى استراتيجيات تسعير أكثر فعالية وارتفاع معدلات امتلاء المقاعد وتحسين إيرادات كل راكب.

أطلقت الإدارة برنامجاً طارئاً لدعم عمليات صيانة الأسطول، نجحت في رفع عدد الطائرات الجاهزة للخدمة إلى 14 طائرة مع نهاية مايو 2025، بعد أن كان العدد لا يتجاوز 7 طائرات في بداية السنة بسبب تحديات التمويل والصيانة. تهدف الشركة الطموحة إلى زيادة الأسطول التشغيلي إلى 21 طائرة بحلول عام 2026 ضمن خطة إنقاذ شاملة بدعم حكومي مباشر ومتابعة مستمرة من وزارة النقل.

واجهت الشركة بعض الاضطرابات التشغيلية شملت تأخر وإلغاء بعض الرحلات وصلت في بعض الحالات إلى 24 ساعة بسبب محدودية الأسطول المتاح، بالإضافة إلى استمرار تعليق رخصة الشركة الفرعية "الخطوط السريعة" من التحليق في الأجواء الأوروبية بسبب ملاحظات السلامة من الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA. قامت الإدارة الجديدة بإجراءات عاجلة لمعالجة هذه الملاحظات، ووضعت الحكومة جدولاً زمنياً دقيقاً لإنجاز خطة التعافي خلال الربع الأخير من 2025.

تشمل النقاط الإيجابية البارزة تحسن الإيرادات المالية، انخفاض ديون الشركة بنسبة 18%، تراجع تكاليف الوقود، والمضي قدماً في عملية إعادة الهيكلة الإدارية التي شملت تعيين كوادر إدارية جديدة وتجديد مجلس الإدارة. من المتوقع أن تعزز هذه الإجراءات ثقة المستثمرين وتمنح الشركة الدفعة اللازمة لإتمام القوائم المانية واستئناف عقد الجمعيات العامة المنتظمة بداية من عام 2026.

تؤكد جميع المؤشرات أن الخطوط التونسية تدرك تماماً أهمية استعادة ثقة العملاء والشركاء التجاريين، وبالتالي تواصل تركيزها على تحديث الأنظمة التشغيلية، تحسين تجربة الركاب، والتفاوض لفتح وجهات جديدة خاصة مع الأسواق الإفريقية والأوروبية الواعدة، وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارتي النقل والسياحة لضمان تحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك