الاثنين، 29 يناير 2018

الناصر للطيران أجنحة الناصر Al Naser Wings Airlines

الناصر للطيران أو ما يُعرف تجارياً باسم أجنحة الناصر – Al Naser Wings Airlines كانت إحدى شركات الطيران العراقية الخاصة التي عملت في مجال الطيران العارض (Charter) ونقل الركاب إلى عدد من الوجهات الإقليمية والدولية. اتخذت الشركة من حي الكرادة في العاصمة بغداد مقراً رئيسياً لها، بينما اعتمدت مطار بغداد الدولي مركزاً أساسياً لعملياتها الجوية، إضافة إلى قاعدة تشغيلية ثانوية في مطار النجف الدولي.

حملت أجنحة الناصر رمز المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) MHK، ورمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) 6N، إضافة إلى الرمز التجاري AL-NASER. ورغم بدايتها التي بدت واعدة في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، فإن الشركة توقفت عن العمل بشكل نهائي بعد إعلان إفلاسها في 16 أبريل 2019، لتنهي بذلك أكثر من 14 عاماً من النشاط المتذبذب في السوق العراقي والإقليمي.

الناصر للطيران أجنحة الناصر Al Naser Wings Airlines

تاريخ الناصر للطيران

تأسست شركة الناصر للطيران عام 2005 في ظروف معقدة تزامنت مع فترة الاحتلال الأمريكي للعراق. في بداياتها، لم تعمل الشركة على نقل المسافرين بل خُصصت بشكل أساسي لخدمة المتعاقدين والقوات الأمريكية، حيث وفرت طائراتها لعمليات النقل غير المنتظمة داخل وخارج العراق. ومع بداية عام 2009، اتجهت الشركة نحو القطاع المدني، وأطلقت أولى رحلاتها التجارية إلى الكويت، في خطوة مثلت انتقالاً إلى سوق الطيران التجاري.

تشير التقارير إلى أن ملكية أجنحة الناصر ارتبطت لاحقاً بـمجموعة ناصر محمد الناصر للاستثمار، وهي مجموعة استثمارية عراقية استحوذت على غالبية أسهمها في عام 2015. غير أن هذا الاستحواذ لم يساهم في إنقاذ الشركة من الأزمات التنظيمية والمالية التي واجهتها.

في مايو 2015، تلقت الناصر للطيران ضربة قوية بعد أن وضعتها السلطات الأمريكية على القائمة السوداء بتهمة تورطها في مساعدة إيران على الحصول على تسع طائرات مدنية مستعملة من مصادر أوروبية. وحسب التقارير الأمريكية، كان الهدف إعادة بيع تلك الطائرات لشركة طيران إيرانية رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على قطاع الطيران الإيراني منذ عام 1995. هذا القرار أثار الكثير من الجدل، وأدى إلى تجميد محتمل لأموال الشركة وملاكها داخل الولايات المتحدة وبعض البنوك الدولية.

ورغم استمرارها في العمل لفترة قصيرة بعد ذلك الاستحواذ، إلا أن الضغوط الدولية والعقوبات إضافة إلى التحديات المالية داخل السوق العراقي سرّعت من انهيارها. في 24 فبراير 2019 تقدمت الشركة رسمياً بطلب إعلان الإفلاس، وفي 16 أبريل 2019 توقفت كافة رحلاتها الجوية نهائياً.

أسطول أجنحة الناصر

خلال فترة نشاطها، امتلكت شركة الناصر للطيران أسطولاً متنوعاً وصل إلى 13 طائرة في ذروة عملها. ضم الأسطول طائرة شحن من طراز Ilyushin Il-76 الروسية، وأخرى من طراز British Aerospace 146، إضافة إلى طائرة Airbus A340-300، فضلاً عن طائرتين Boeing 737 لأغراض النقل الإقليمي. كما قامت الشركة بتشغيل ست طائرات أخرى من طراز Airbus A340-600 خلال مسيرتها، غير أنها خرجت جميعها من الخدمة لاحقاً.

تجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر الغربية ادعت أن هذه الطائرات أُعيد تشغيلها لاحقاً في إيران ضمن شركات طيران محلية، استناداً إلى المزاعم الأمريكية التي ربطت الشركة بصفقات مشبوهة. ومع ذلك، لم تؤكد السلطات العراقية هذه المزاعم بشكل رسمي.

شبكة الوجهات

عملت شركة الناصر للطيران انطلاقاً من مطار بغداد الدولي ومطار النجف الدولي على تشغيل شبكة من الوجهات الدولية والإقليمية التي ربطت العراق بعدد من العواصم والمدن. ومن أبرز هذه الوجهات:

  • بغداد – الكويت (مطار الكويت الدولي)
  • بغداد – بيروت (مطار رفيق الحريري الدولي)
  • بغداد – دمشق (مطار دمشق الدولي)
  • بغداد – كراتشي (مطار جناح الدولي – باكستان)
  • بغداد – فرانكفورت (مطار فرانكفورت الدولي – ألمانيا)
  • بغداد – ستوكهولم (مطار أرلاندا – السويد)
  • بغداد – لندن (مطار غاتويك – المملكة المتحدة)
  • بغداد – كييف (مطار بوريسبل – أوكرانيا)
  • بغداد – تبليسي (مطار تبليسي الدولي – جورجيا)
  • النجف – لاهور (مطار علامه إقبال الدولي – باكستان)
  • النجف – دوسلدورف (مطار دوسلدورف الدولي – ألمانيا)

كما شغلت أجنحة الناصر رحلات داخلية ربطت بين المدن العراقية، وكان من أبرزها: بغدادالنجف، بغداد – أربيل، بغداد – السليمانية، وبغداد – البصرة. هذه الوجهات ساعدت الشركة في تعزيز دورها داخل السوق المحلي، غير أنها لم تتمكن من منافسة شركات كبرى مثل الخطوط الجوية العراقية.

مع توقف عملياتها في عام 2019، اختفت شركة الناصر للطيران من المشهد تماماً، لتبقى تجربتها مثالاً على الصعوبات التي تواجه شركات الطيران الناشئة في بيئات مضطربة سياسياً واقتصادياً. وحتى عام 2025، لم تُسجل أي محاولات لإعادة إحيائها أو إطلاق شركة بديلة باسم مشابه في العراق.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك