خطوط دالو الجوية (DAALLO Airlines) هي شركة طيران جيبوتية تأسست لتلبية الطلب المتزايد على خدمات النقل الجوي في منطقة القرن الإفريقي. يقع المقر الرئيسي للشركة في المنطقة الحرة بمطار دبي الدولي، بينما يتخذ مطار جيبوتي أمبولي الدولي مركزًا رئيسيًا لعملياتها. ورغم أن الخطوط الجوية الجيبوتية تُعد الناقل الوطني الرسمي للدولة، إلا أن دالو تعرّف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها الناقل الوطني لجيبوتي، في خطوة أثارت بعض الجدل. تحمل الشركة رمز منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO: DAO) ورمز اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA: D3).

بدايات وتأسيس خطوط دالو الجوية
تأسست خطوط دالو الجوية في عام 1991م في جيبوتي على يد المساهمين محمد حاجي عبداللهي أبوسيتا ومحمد إبراهيم ياسين أولاد. وبدأت عملياتها بتاريخ 20 مارس 1991 برحلة تجريبية بطائرة صغيرة من طراز سيسنا. خلال سنواتها الأولى، اعتمدت الشركة بشكل أساسي على الطائرات السوفيتية مثل أنتونوف (An-24) وتوبوليف (Tu-154) وإليوشن (Il-76). ومع مرور الوقت، توسع الأسطول ليشمل طائرات بوينغ وإيرباص، مما سمح بإطلاق أولى الرحلات المباشرة إلى أوروبا، حيث بدأت الرحلات إلى باريس في يوليو 2001 وإلى لندن في أكتوبر 2002.
النمو والشراكات
بحلول عام 2007، كان لدى خطوط دالو الجوية أكثر من 110 موظفين. وفي نفس العام، انضمت شركة دبي للاستثمارات العالمية كمساهم جديد، بينما بقي المؤسسون ضمن مجلس الإدارة. وفي ديسمبر 2008، تم تعيين تيري فوكس (مدير العمليات) كرئيس تنفيذي للشركة في خطوة لإعادة هيكلة الإدارة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
في مارس 2010، علّقت الشركة جميع عملياتها الجوية بشكل مؤقت، لكنها سرعان ما استأنفت رحلاتها في نفس العام. وفي فبراير 2015، دخلت في شراكة استراتيجية عبر اندماجها مع شركة جوبا إيرويس، مما أسفر عن تشكيل تحالف الخطوط الجوية الأفريقية الذي عزز موقعها في القارة وزاد من قدرتها على خدمة وجهات متعددة.
خبرة ممتدة وحضور إقليمي
على مدار أكثر من 20 عامًا، راكمت خطوط دالو الجوية خبرة كبيرة في مجال الطيران، شملت رحلات الركاب والبضائع، والرحلات المستأجرة المنتظمة عبر أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. وقد أشار الباحث ديفيد فيك في كتابه "ريادة الأعمال في أفريقيا: دراسة للنجاح" إلى دالو كواحدة من أبرز قصص النجاح في القارة الأفريقية، إذ استطاعت أن تصمد وتستمر في سوق تنافسي رغم التحديات الأمنية والاقتصادية.
أسطول خطوط دالو الجوية الحالي وتطوره
بدأت خطوط دالو الجوية عملياتها بطائرة سيسنا كارافان مستأجرة لنقل الركاب بين جيبوتي وهرجيسا بعد توقف الخطوط الجوية الصومالية إثر اندلاع الحرب الأهلية. مع مرور الوقت، تنوع أسطولها ليشمل طائرات إيرباص A321، ماكدونالد دوغلاس DC-9، بالإضافة إلى الطائرات الروسية الثقيلة لنقل البضائع. أما اليوم فتشغل الشركة أسطولًا أصغر وأكثر كفاءة، يتضمن:
- طائرة بوينغ 737 للرحلات الإقليمية.
- طائرة إيرباص A321-100 للرحلات المتوسطة والطويلة.
- طائرة إضافية من طراز Beechcraft 1900D متاحة للاستئجار والرحلات العارضة.
الوجهات والأنشطة التشغيلية
تخدم دالو بشكل رئيسي منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، مع امتداد رحلاتها إلى الشرق الأوسط وأوروبا. وتُسيّر رحلات منتظمة من مطار جيبوتي إلى مدن رئيسية مثل:
- دبي – وجهة رئيسية للشحن والركاب.
- جدة – خاصة لرحلات الحج والعمرة.
- باريس ولندن – حتى عام 2009 كانت وجهات أوروبية أساسية للشركة.
- مدن إقليمية في شرق ووسط أفريقيا لدعم النقل والتجارة والإغاثة.
تميزت خطوط دالو الجوية كذلك بدورها في الرحلات الإنسانية، حيث ساهمت في نقل الإمدادات الطبية وجهود الإغاثة خلال الأزمات الإنسانية في الصومال وإثيوبيا وأجزاء من السودان. كما أنها متخصصة في تسيير رحلات الحج والعمرة من شرق أفريقيا إلى المملكة العربية السعودية.
الأهمية الاقتصادية والإقليمية
تعد دالو واحدة من شركات الطيران القليلة التي تمكنت من تعزيز وجودها في منطقة تشهد تحديات سياسية وأمنية كبيرة. وقد ساعدها موقع جيبوتي الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر في أن تكون جسرًا جويًا يربط شرق أفريقيا بشبه الجزيرة العربية ومعابر التجارة العالمية. ورغم حجمها المتوسط، استطاعت الشركة أن تحتل مكانة مؤثرة في قطاع الطيران الإقليمي بفضل مرونتها وقدرتها على التكيف مع الأزمات.
حقائق مثيرة للاهتمام
- كانت خطوط دالو الجوية من أوائل شركات الطيران في القرن الأفريقي التي أطلقت رحلات مباشرة إلى أوروبا.
- استمرت في تشغيل رحلات إلى باريس ولندن حتى عام 2009 رغم التحديات الاقتصادية.
- لعبت دورًا مهمًا في نقل المساعدات الإنسانية أثناء المجاعات والأزمات في المنطقة.
- تحظى الشركة بسمعة مرنة كونها نجت من عدة أزمات مالية وأمنية على مدار عقود.
ليست هناك تعليقات: