الخميس، 5 مايو 2016

الخطوط الجيبوتية Djibouti Airlines

تمثل الخطوط الجيبوتية (Djibouti Airlines) الناقل الجوي الرسمي والمعتمد لجمهورية جيبوتي، حيث تحمل طيران جيبوتي على عاتقها مسؤولية تمثيل البلاد في المحافل الجوية الدولية والإقليمية. يتخذ هذا الناقل الوطني مقراً إدارياً رئيسياً في العاصمة الجيبوتية، بينما يستخدم مطار جيبوتي امبولي الدولي مركزاً أساسياً لعملياته التشغيلية وانطلاق رحلاته الجوية. تعود الجذور التاريخية لتأسيس الشركة إلى شهر فبراير من عام 1996، بينما يمكن تتبع بدايات النشاط الجوي المنظم في جيبوتي إلى عام 1963، مما يمنحها مكانة خاصة بين شركات الطيران الأفريقية من حيث القِدم والخبرة التشغيلية المتراكمة. تقدم طيران جيبوتي شبكة متكاملة من الخدمات الجوية تربط بين عدد من الوجهات الاستراتيجية في شرق أفريقيا ومنطقة شبه الجزيرة العربية. تمتلك الشركة نظاماً تعريفياً معتمداً في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بالرمز D8، بينما تحمل في منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) الرمز DJB، وتستخدم في اتصالاتها الجوية رمز النداء المعروف باسم "DJIBOUTI AIR".

الخطوط الجيبوتية Djibouti Airlines طيران جيبوتي

الشراكة الاستراتيجية التاريخية بين الخطوط الجوية اليمنية وطيران جيبوتي

شهد عام 2008 توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تاريخية بين الخطوط الجوية اليمنية وشركة الخطوط الجيبوتية، حيث تولت الشركة اليمنية مسؤولية قيادة عملية إعادة الهيكلة الشاملة للناقل الجوي طيران جيبوتي. تضمنت هذه الاتفاقية الطموحة تزويد أسطول الطيران الجيبوتي بطائرات حديثة ومتطورة تلبي متطلبات التشغيل وفق أعلى المعايير الدولية، وذلك في إطار اتفاقية تجارية شاملة وضعت أسساً متينة للتعاون الثنائي بين الشركتين. كما نصت بنود الاتفاقية على قيام الخبراء والفنيين اليمنيين بتنفيذ عمليات تأهيل وتجديد شاملة لأسطول الطائرات الجيبوتي الذي كان يضم آنذاك ثماني طائرات متنوعة، بهدف تمكين الشركة من استيفاء جميع الشروط والمعايير المطلوبة للحصول على العضوية الكاملة في منظمة الطيران العالمية "الإياتا" والانضمام إلى نادي الناقلين الوطنيين المعتمدين عالمياً.

تم وضع برنامج متكامل ومتعدد المحاور شمل الجوانب الفنية والتشغيلية والإدارية، بهدف إعادة هيكلة الخطوط الجيبوتية وتطوير قدراتها التنافسية لتمكينها من منافسة نظيراتها في دول المنطقة. جاء توقيع هذه الاتفاقية التاريخية بعد إعلان الشركة الجيبوتية عن نجاحها في جذب مستثمرين جدد من جيبوتي والإمارات العربية المتحدة واليمن، مما ساهم في زيادة رأس المال وتعزيز الإمكانيات المالية والفنية وتمويل عملية إعادة الهيكلة الشاملة. شملت الاتفاقية أيضاً تنظيم رحلات جوية مشتركة بين الشركتين على عدد من الخطوط المختارة بعناية في أوروبا وأفريقيا، مما مثل نقلة نوعية في استراتيجية التوسع للشركة الجيبوتية.

التكوين الفني المتطور لأسطول الخطوط الجيبوتية وشبكة وجهاتها العالمية

يتميز الأسطول الجوي للخطوط الجيبوتية بتنوعه التقني وملاءمته لطبيعة الخدمات المقدمة، حيث يضم أسطول طيران جيبوتي تشكيلة متكاملة من الطائرات المتخصصة تشمل طائرات الشحن من نوع أنتونوف إيه إن-12، وطائرات الركاب الإقليمية من نوع أنتونوف إيه إن-24، بالإضافة إلى طائرات إليوشن إل-18 المتوسطة المدى وطائرات الشحن الثقيل إليوشن إي إل-76. تشغل الشركة شبكة متنامية من الرحلات الجوية تربط بين مجموعة من الوجهات الاستراتيجية في شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، حيث تتميز هذه الشبكة بتغطية شاملة للأسواق المستهدفة. في منطقة شرق أفريقيا، تشمل الوجهات جمهورية إثيوبيا الديمقراطية من خلال حجز طيران رخيص إلى مطار بولي الدولي في العاصمة أديس أبابا ومطار ديرة داوا الدولي، وكذلك جمهورية الصومال الفيدرالية عبر رحلات إلى مطار بوساسو ومطار هرجيسا الدولي. أما في شبه الجزيرة العربية، فتشغل الشركة رحلات منتظمة إلى الجمهورية اليمنية عبر مطار عدن الدولي، وإلى الإمارات العربية المتحدة عبر مطار الشارقة الدولي ومطار دبي الدولي، مع وجود خطط للتوسع المستقبلي بالشراكة مع خطوط دالو.

الانطلاقة الجديدة لطيران جيبوتي وإعادة تفعيل الخدمات التشغيلية

شهد شهر أغسطس من عام 2015 انطلاقة جديدة ومهمة في مسيرة الخطوط الجيبوتية مع إطلاق مبادرة إعادة تفعيل الخدمات التشغيلية بعد فترة توقف وتأخير طويلة. بدأت الشركة بتسيير رحلات منتظمة ومنظمة إلى دول المنطقة، حيث حظيت بدعم لوجستي وتشغيلي متكامل من إدارة مطار جيبوتي امبولي الدولي الذي يعد شريكاً استراتيجياً أساسياً في نجاح عملياتها. تمتلك إدارة المطار حصة مالية تبلغ 30% في رأس مال الشركة، بينما تساهم سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي بنسبة 70% المتبقية، مما يعكس الدعم المؤسسي الحكومي الكبير للشركة ويدعم مكانتها كرافد أساسي للاقتصاد الوطني.

من المتوقع أن تساهم رحلات طيران جيبوتي المعاد تفعيلها بشكل كبير في دفع عجلة التكامل الإقليمي بين دول المنطقة وإزالة المعوقات التي تواجه التبادل التجاري والحركة البشرية بينها خلال الفترات القادمة. تلعب الخطوط الجيبوتية دوراً محورياً في تعزيز أواصر التواصل بين دول المنطقة، بالإضافة إلى توسيع نطاق المهام والخدمات التي يقدمها مطار جيبوتي امبولي الدولي. تساهم الشركة بشكل فعال في تعزيز الموقع الاستراتيجي للبلاد والاستفادة المثلى من البنية التحتية المتطورة التي يتمتع بها المطار الدولي والموانئ الجيبوتية، مما سينعكس إيجاباً دون أدنى شك على دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جيبوتي وتحقيق طموحاتها الكبيرة في أن تصبح بوابة رئيسية للدول الواقعة في جنوب وشرق القارة الأفريقية. بدأت الشركة أنشطتها التشغيلية المعاد إطلاقها رسمياً من خلال إطلاق رحلة شحن جوي متجهة إلى كل من مقديشو وهرجيسا، مما مثل بداية عملية لمرحلة جديدة من النمو والتوسع.

الرؤية المستقبلية واستراتيجية التطوير الشامل

تتبنى إدارة الخطوط الجيبوتية رؤية مستقبلية طموحة تهدف إلى تحويل طيران جيبوتي إلى ناقل جوي إقليمي رائد يتمتع بمعايير عالمية في الجودة والكفاءة. تشمل الخطة الاستراتيجية تحديث الأسطول الحالي من خلال استبدال الطائرات القديمة بطائرات أحدث وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وتوسيع شبكة الوجهات لتشمل أسواقاً جديدة في أوروبا وآسيا، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع شركات طيران إقليمية وعالمية مثل خطوط دالو. كما تركز الاستراتيجية على تطوير البنية التحتية للخدمات الأرضية، وتحسين تجربة المسافر من خلال تقديم خدمات متميزة، والاستثمار في تدريب الكوادر البشرية لتطوير المهارات والقدرات التقنية والإدارية. تمثل هذه الرؤية المتكاملة انعكاساً للدور الوطني الذي تلعبه الشركة في خدمة الاقتصاد الجيبوتي وتعزيز مكانة البلاد كمركز لوجستي وتجاري إقليمي مهم.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك