الجمعة، 2 فبراير 2018

صقر الرافدين Alrafidain Falcon

صقر الرافدين Alrafidain Falcon هي شركة عراقية خاصة متخصصة في مجال الشحن الجوي، تأسست بهدف تلبية الطلب المتزايد على خدمات النقل الجوي للبضائع في المنطقة. يقع المقر الرئيسي للشركة في مدينة النجف الأشرف بالعراق، مع وجود مكتب إقليمي آخر في العاصمة الأردنية عمان. ويُعتبر مطار النجف الدولي المركز التشغيلي الأساسي لها، بينما تعتمد كذلك على محطات مساندة في مطار بغداد الدولي ومطار السليمانية الدولي لدعم عملياتها وتوسيع نطاق شبكتها. الشركة مسجلة رسمياً ومرخصة من قبل سلطة الطيران المدني العراقي، وتحمل رمز المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) تحت الكود RFA.

ورغم أن حجم أسطولها صغير مقارنة بشركات الطيران الإقليمية الكبرى، إلا أن الشركة لعبت دوراً بارزاً منذ بداية العقد الماضي في تعزيز قطاع الشحن الجوي داخل العراق وخارجه. ومع نمو النشاط التجاري في المنطقة بعد عام 2020، ازدادت أهمية شركات مثل صقر الرافدين لتأمين سلاسل الإمداد ونقل البضائع الاستراتيجية والإنسانية، خصوصاً خلال فترات الأزمات أو عند الحاجة لشحنات عاجلة عبر وجهات غير مجهزة بالكامل بمرافق الشحن.

صقر الرافدين Alrafidain Falcon

تاريخ صقر الرافدين

انطلقت شركة صقر الرافدين عام 2011 عقب حصولها على أول ترخيص رسمي من سلطة الطيران المدني العراقي. وقد تطلب الأمر ثلاث سنوات من التحضيرات حتى أطلقت الشركة أولى عملياتها التجارية في 23 ديسمبر 2014، عبر رحلة من مطار بغداد الدولي إلى مطار النجف الدولي باستخدام طائرة شحن روسية الصنع من طراز Ilyushin Il-76. ورغم أنها سُجلت رسمياً كشركة طيران متعددة المهام، إلا أنها اتخذت منذ البداية توجهاً استراتيجياً بالتركيز على قطاع الشحن الجوي دون الدخول في مجال نقل المسافرين، ما جعلها متميزة في سوق ضيق ولكنه مهم.

تظل تفاصيل هيكل الملكية والقيادة العليا للشركة غير واضحة بشكل كامل، إذ لم تُعلن بشكل علني في وسائل الإعلام. ومع ذلك، تظهر بعض المعلومات على منصة LinkedIn أن علي الشرقي تولى منصب الرئيس التنفيذي لفترة زمنية. وفي أكتوبر 2015، أضافت الشركة أول طائرة مملوكة بشكل مباشر إلى أسطولها وهي Ilyushin Il-76 تحمل تسجيل YI-BAC. هذه الطائرة شوهدت قبل انضمامها تعمل على رحلات شحن بين يريفان والسليمانية.

وفي مارس 2018، أعلنت سلطة الطيران المدني العراقي عن منح الشركة شهادة المشغل الجوي AOC بعد اجتيازها كافة المراحل الخمسة لاختبارات السلامة الجوية. هذه المراحل تُجرى وفق معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، وتشمل تقييمات تشغيلية وفنية صارمة لضمان التزام الشركات بأعلى معايير السلامة. حصول صقر الرافدين على هذه الشهادة عزز موقعها كشركة قادرة على تشغيل رحلات تجارية منتظمة في السوق المحلي والإقليمي.

أسطول صقر الرافدين

يمتلك أسطول الشركة حالياً طائرتين من طراز Ilyushin Il-76، وهما من أشهر طائرات الشحن السوفيتية الأصل التي ما تزال مستخدمة على نطاق واسع حتى اليوم. وتتميز هذه الطائرة بقدرتها على حمل شحنات تصل إلى 50 طناً، مع إمكانية التحليق لمسافة تتجاوز ثماني ساعات متواصلة عند أقصى حمولة.

ومن بين أهم خصائصها التشغيلية مرونتها الفريدة في الهبوط والإقلاع من مطارات صغيرة أو غير مجهزة بالكامل، الأمر الذي يمنحها ميزة تنافسية في مناطق تفتقر للبنية التحتية. كما أن تصميمها يشتمل على باب خلفي واسع وأربع روافع داخلية تُسهل عمليات التحميل والتفريغ دون الحاجة لمعدات أرضية إضافية، وهو ما يجعلها مثالية للوجهات التي تواجه تحديات لوجستية أو إنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الطراز ما يزال يحظى باستخدام واسع في الأسواق حتى عام 2024، حيث تعتمد عليه بعض شركات النقل العسكرية والمدنية على حد سواء، خاصة في الأزمات الإنسانية أو عمليات الإغاثة الدولية، نظراً لقدرتها العالية على التحمل والعمل في الظروف الجوية الصعبة.

الطرازات المطورة من Ilyushin

على مدار العقدين الماضيين، شهدت عائلة Ilyushin Il-76 تطورات عديدة لتحسين أدائها ورفع كفاءتها. من أبرز هذه التحديثات الطراز Il-76TD-90VD الذي جرى تطويره بالتعاون مع مجموعة Volga-Dnepr الروسية. تميز هذا الإصدار بمحركات حديثة من طراز PS-90A-76 إلى جانب نظام متطور لإلكترونيات الطيران، مما مكنه من خفض استهلاك الوقود بنسبة تزيد على 12% وزيادة مدى الطيران بنسبة تقارب 18% مقارنة بالإصدارات السابقة. كما جاء هذا التطوير متوافقاً بالكامل مع متطلبات منظمة الطيران المدني الدولي الخاصة بالانبعاثات والضوضاء.

ورغم أن شركة صقر الرافدين لم تضف هذا الطراز إلى أسطولها حتى الآن، إلا أنه يستخدم على نطاق عالمي في مجال النقل الثقيل. أما أحدث إصدار من هذه السلسلة فهو Il-76MD-90A الذي دخل الخدمة التجريبية عام 2023. وقد زُود هذا الطراز بقدرات إضافية مثل زيادة الكفاءة التشغيلية، تحسين الأداء في درجات الحرارة المرتفعة، وتقليل تكاليف التشغيل المباشرة، مما جعله خياراً متقدماً لشركات شحن كبرى في آسيا وأوروبا. ويُتوقع أن يستمر هذا النوع في خدمة قطاع الشحن الجوي العالمي لعقود قادمة، بفضل ما يوفره من توازن بين الحمولة العالية والكفاءة الاقتصادية.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك