تُعد عشتار للطيران (Ishtar Airlines) من بين شركات الطيران العراقية الخاصة التي ظهرت في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وقد حاولت أن تتميز بتقديم خدمات الطيران العارض والرحلات ذات التكلفة المنخفضة. اتخذت الشركة من منطقة ديرة في مدينة دبي مقراً إدارياً لها، بينما جعلت من مطار دبي الدولي مركز عملياتها الرئيسي، إضافة إلى اعتماد مطار بغداد الدولي كمحطة ثانوية لرحلاتها. ورغم أن عشتار للطيران لم تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أو التسجيل في المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO)، فقد برزت لفترة قصيرة كلاعب جديد في سوق الطيران العراقي. وتشير متابعات عام 2024 إلى أن الشركة لم تستأنف نشاطها منذ توقفها في عام 2009، مما يجعلها من الشركات قصيرة العمر التي لم تستطع مجاراة تحديات السوق والمنافسة الإقليمية.

تاريخ عشتار للطيران
تأسست شركة عشتار للطيران رسمياً في مارس 2005 على يد مجموعة من الطيارين العراقيين السابقين الذين سعوا إلى إعادة بناء روابط النقل الجوي بين العراق ودول المنطقة بعد سنوات من العزلة الجوية. وبعد فترة إعداد استمرت أكثر من عامين، انطلقت أولى رحلات الشركة المجدولة في يوليو 2007 من مطار دبي الدولي متجهة إلى مطار بغداد الدولي. الخطة الاستراتيجية للشركة كانت ترتكز على تعزيز الرحلات المنتظمة بين العراق والإمارات، مع تطلع إلى التوسع لاحقاً نحو وجهات إقليمية أخرى مثل عمان، أنقرة، وربما مدن أوروبية. إلا أن الشركة واجهت عقبات تشغيلية ومالية، بالإضافة إلى بيئة سياسية وأمنية غير مستقرة، مما أدى إلى توقف أنشطتها بحلول عام 2009. وبحسب تقارير متابعة لقطاع الطيران في 2024، لم يتم الإعلان عن أي محاولات لإحياء الشركة منذ ذلك الحين.
أسطول عشتار للطيران
اعتمدت عشتار للطيران خلال فترة تشغيلها على أسطول محدود للغاية تألف من طائرتين فقط. كانت الطائرة الأولى من طراز Boeing 727-200Adv، وقد حصلت عليها الشركة بموجب عقد تأجير من شركة خطوط أفريكان إكسبريس. أما الطائرة الثانية فكانت من طراز Boeing 737-200، والتي تم تأجيرها من شركة دولفين إير الإماراتية قبل أن تُباع لاحقاً إلى الخطوط الجوية العراقية لتُستخدم في رحلات داخلية. ولم تملك الشركة أي طائرات أخرى مسجلة باسمها وفقاً لبيانات سجلات الطيران المحدثة حتى عام 2023، وهو ما يعكس ضآلة حجمها وصعوبة منافستها مع شركات أكبر وأكثر تنوعاً في الأسطول.
وجهات عشتار للطيران
اقتصرت شبكة رحلات عشتار للطيران على خط رئيسي واحد يربط بين دبي وبغداد، حيث كانت الشركة تستهدف في البداية خدمة المسافرين العراقيين المقيمين في دولة الإمارات وتسهيل تنقلهم بين العاصمتين. كانت هناك خطط للإضافة لاحقاً تشمل وجهات أخرى مثل البصرة، أربيل، عمان، وأنقرة، إلا أن تلك التطلعات بقيت حبراً على ورق بسبب الصعوبات التشغيلية وتوقف أعمال الشركة في 2009. ومنذ ذلك الحين، لم يُسجل أي نشاط جديد للشركة، في حين استحوذت شركات عراقية وإقليمية أخرى على الحصة السوقية التي كانت تطمح إليها عشتار، مثل الخطوط الجوية العراقية وفلاي بغداد.
ليست هناك تعليقات: