مطار أدرار - مطار توات الشيخ سيدي محمد بن لكبير
يقع مطار أدرار الدولي، المعروف رسميًا باسم مطار توات – شيخ سيدي محمد بلكبير، على بعد نحو 11 كيلومترًا جنوب شرقي مدينة أدرار في الجنوب الغربي من الجزائر. يعد هذا المطار من أهم المرافق الجوية بالمنطقة الصحراوية نظرًا لموقعه الاستراتيجي على طرق التجارة القديمة وطرق الربط الحديثة. يتولى تشغيله والإشراف عليه "مؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر" التابعة لوزارة النقل الجزائرية. ويستخدم المطار رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا: AZR) ورمز المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو: DAUA). خلال السنوات الأخيرة، خضع المطار لتطويرات شملت تحسين البنية التحتية لمبنى الركاب وتعزيز أنظمة السلامة والأمن بما يتماشى مع المعايير الدولية.
مطار أدرار: الخلفية التاريخية والتسمية
يحمل مطار أدرار اسمه تكريمًا للعالم والفقيه والمجاهد الشيخ سيدي محمد بلكبير (1911–2000)، وهو أحد أبرز علماء الصحراء الجزائرية في القرن العشرين. عُرف بوسطيته ونهجه الإصلاحي، حيث أسس مدرسة دينية سنة 1949 في أدرار لتدريس الحديث والتفسير والفقه المالكي والتصوف. ترك تأثيرًا كبيرًا على الحياة العلمية والدينية في الجنوب الجزائري، وتخرج من مدرسته آلاف الطلبة. تقديرًا لمسيرته، منحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسام الاستحقاق الوطني عام 1999، كما منحته جامعة وهران درجة الدكتوراه الفخرية. اليوم، يعتبر تسمية مطار توات باسمه رمزًا ثقافيًا وروحيًا يرتبط بتاريخ المنطقة ومكانتها العلمية.
مطار توات: السياق الجغرافي
يرتبط اسم مطار أدرار أيضًا بمنطقة أدرار، وهي ولاية شاسعة تقع في الجنوب الغربي الجزائري وتعد من أكبر الولايات من حيث المساحة، إذ تمتد على أكثر من 420 ألف كيلومتر مربع. تتميز أدرار بثراء ثقافي وتاريخي، وتجمع بين ثلاث مناطق رئيسية: واحات توات وينسب مطار توات لها، وغورارة، وتيديكيلت. وتحتضن المنطقة مئات القصور التقليدية التي تمثل نموذجًا فريدًا للعمارة الصحراوية. أما منطقة توات، فهي واحات ممتدة شكّلت عبر قرون طويلة محطة مهمة للقوافل العابرة للصحراء الكبرى. في العصر الحديث، تسعى السلطات إلى استثمار هذا الإرث التاريخي والثقافي في تعزيز السياحة الصحراوية وربطها بمشاريع تنمية اقتصادية مستدامة.
مرافق المطار
يضم مطار أدرار بنية تحتية متكاملة تلبي احتياجات الطيران المحلي والدولي. يحتوي على مدرج رئيسي ممهد بالأسفلت يبلغ طوله نحو 3,000 متر وعرضه 45 مترًا، ما يسمح باستقبال الطائرات متوسطة وكبيرة الحجم. كما يضم مطار توات برج مراقبة مجهز بأحدث أجهزة الملاحة الجوية والرصد الجوي، إضافة إلى ساحة لانتظار وصيانة وتموين الطائرات. مبنى الركاب مقسم إلى صالتي مغادرة ووصول بطاقة استيعاب تتجاوز 100 ألف مسافر سنويًا، مع مكاتب إدارية ومرافق للجمارك والشحن الجوي. في السنوات الأخيرة، تم تطوير البنية التحتية عبر تحديث أنظمة الأمن والسلامة وتحسين خدمات المسافرين، بما يشمل قاعات الانتظار والمطاعم.
شركات الطيران والوجهات
يخدم مطار أدرار حاليًا شركتان أساسيتان هما الخطوط الجوية الجزائرية وطيران الطاسيلي. توفر الخطوط الجوية الجزائرية رحلات منتظمة من مطار توات نحو الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، تمنراست، ورقلة، عين صالح، وبرج باجي مختار، بينما تسير طيران الطاسيلي رحلات تربط المطار بالجزائر العاصمة ووهران. في إطار خطة النقل الجوي 2025، أعلنت وزارة النقل الجزائرية عن نيتها فتح خطوط جديدة نحو بعض الوجهات الإفريقية مثل نواكشوط وغاو لتعزيز الربط بين الجنوب الجزائري ودول الساحل، وهو ما سيحول المطار تدريجيًا إلى محور إقليمي للنقل الجوي.
ليست هناك تعليقات: