الثلاثاء، 26 أبريل 2016

طيران الطاسيلي - خطوط الطاسيلي الجوية

تمثل شركة طيران الطاسيلي Tassili Airlines نموذجاً رائداً في مجال النقل الجوي بالجزائر، حيث تخصصت في تقديم خدمات طيران اقتصادية متميزة، رحلات عارضة مرنة، وحلول نقل جوي متكاملة. يتخذ المقر الرئيسي للشركة من العاصمة الجزائرية مقراً له، بينما يستخدم مطار هواري بومدين الدولي محوراً أساسياً لعملياته، بالإضافة إلى منشآت تشغيلية متقدمة في مطار حاسي مسعود شرق البلاد. تحمل الشركة هوية جوية مميزة تشمل رمز النداء Tassili Airlines، ورمز الإيكاو DTH، ورمز الإياتا SF، مما يجعلها شريكاً معتمداً في المنظومة الجوية العالمية.

طيران الطاسيلي Tassili Airlines

المسار التاريخي لتأسيس وتطور طيران الطاسيلي

شهد عام 1998 ميلاد شركة طيران الطاسيلي الجزائرية من خلال شراكة استراتيجية جمعت بين الخطوط الجوية الجزائرية وشركة سوناطراك العملاقة، حيث بلغت حصة سوناطراك 51% بينما حصلت الخطوط الجزائرية على 49% من الأسهم. جاءت هذه المبادرة بهدف أساسي يتمثل في تسهيل تنقل العاملين في قطاع النفط بين الحقول المنتشرة عبر المساحة الشاسعة للجزائر. ومع تزايد الطلب على خدمات النقل الجوي، أدركت سوناطراك الإمكانات الربحية الكامنة في خدمات نقل الركاب التجارية، مما دفعها للاستحواذ الكامل على الشركة بنسبة 100% في عام 2007. تحتل الطاسيلي اليوم مكانة الشركة الثانية في مجال الطيران المدني بالجزائر بعد الخطوط الجزائرية، مع تركيز متزايد على التوسع في الأسواق المحلية والدولية.

تطور الأسطول والشبكة الجوية لطيران الطاسيلي

اعتمد أسطول شركة طيران الطاسيلي في بدايته على طائرات متوسطة وصغيرة الحجم من طراز بومباردييه، لكن مع دخول الألفية الثالثة شهدت استراتيجية الأسطول تحولاً جذرياً نحو التنويع والتحديث. منذ عام 2010، بدأت الشركة في دمج طائرات بوينج ضمن أسطولها لتلبية متطلبات النقل التجاري المتنامي. يضم الأسطول الحالي 31 طائرة حديثة تخدم 28 وجهة محلية ودولية، مع خطط طموحة للتوسع في شبكة الوجهات خلال السنوات القادمة.

قبل انطلاقها في خدمات النقل الجوي التجاري، ركزت طيران الطاسيلي على توفير حلول نقل متخصصة لموظفي سوناطراك العاملين في مجالات التنقيب عن النفط والغاز عبر مختلف المناطق الجزائرية. امتدت هذه الخدمات لاحقاً لتشمل خطوطاً دولية لموظفي الشركات الأجنبية العاملة في قطاع الطاقة بالجزائر. في سبتمبر 2011، دخلت الشركة مرحلة جديدة بتشغيل رحلات تجارية منتظمة، وافتتاح مكتبها التجاري الأول في مطار هواري بومدين الدولي. مع التحول الكامل إلى ملكية سوناطراك، تبنت إدارة الشركة سياسة توسعية طموحة شملت فتح خطوط جوية محلية ودولية جديدة، وطلب طائرات كبيرة السعة لتعزيز قدرات الأسطول. تم تنظيم هيكل الشركة إلى ثلاثة أقسام متخصصة:

  • طيران طاسيلي التجاري: يقدم خدمات النقل العام للمسافرين داخل الجزائر وخارجها، بالإضافة إلى خدمات الشحن الجوي المتكاملة
  • طاسيلي نفطال الجوية: متخصصة في خدمات نقل العاملين في القطاع النفطي ومقرها الرئيسي في مطار حاسي مسعود
  • طاسيلي للخدمات الجوية المتخصصة: تقدم حلول النقل الجوي المتنوعة ومقرها في مدينة تيارت

شبكة طيران الطاسيلي الجوية وخطط التوسع الاستراتيجي

أطلقت شركة طيران الطاسيلي مجموعة متميزة من الخطوط الجوية المنتظمة في إطار استراتيجية الانتشار المدروس على مستوى شبكات النقل الجوي الدولي. يشمل ذلك خطاً جوياً منتظماً يربط العاصمة الجزائرية بباريس، حيث تستغل الشركة هذا الخط عبر مطار هواري بومدين الدولي برحلتين أسبوعياً على متن طائرات بوينغ 737-800 مجهزة بدرجتي سفر متطورتين (الدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الأعمال).

يأتي خط الجزائر-باريس كثاني خط دولي منتظم تستغله الشركة بعد نجاح خطوط الجزائر-مرسيليا، الجزائر-ستراسبورغ الذي أطلق في نوفمبر 2014، والجزائر-ليون الذي بدأ في يوليو 2015. حصلت الشركة على تراخيص تشغيل تدريجية لـ 11 خطاً دولياً تشمل: الجزائر-مرسيليا، الجزائر-مونبوليي، الجزائر-ليون، الجزائر-نانت، الجزائر-ستراسبورغ، بجاية-ميتز، الجزائر-اسطنبول، وهران-اسطنبول، قسنطينة-اسطنبول، الجزائر-روما، والجزائر-ميلان. يمكن للمسافرين الاستفادة من عروض حجز طيران رخيص عبر الموقع الإلكتروني للشركة.

في إطار برنامج التوسع في شبكة النقل الداخلي، أطلقت الشركة خطاً جديداً يربط الجزائر العاصمة بتندوف، مما يعزز الربط الجوي بين المناطق النائية والمراكز الحضرية الرئيسية. تشمل الخطوط الداخلية الرئيسية للشركة رحلات منتظمة بين: مطار هواري بومدين بالعاصمة، مطار قسنطينة الدولي، ومطار وهران الدولي، مع وجود خطط مستقبلية للتوسع نحو مطار عنابة ومطار سطيف.

تشهد شركة طيران الطاسيلي الجزائرية مرحلة تحول استراتيجي غير مسبوق خلال عام 2025، مع توسعات كبرى تعزز حضورها في الأسواق المحلية والدولية، وإطلاق مبادرات مبتكرة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كرائد في قطاع النقل الجوي الجزائري. تتنوع هذه التطورات بين برامج الحج والعمرة، والتوسع الشبكي، والتحولات الهيكلية، ومواكبة أحدث المعايير التكنولوجية والخدمية.

إطلاق برنامج متكامل لرحلات الحج والعمرة

أعلنت طيران الطاسيلي للمرة الأولى في مسيرتها عن تدشين برنامج متخصص لرحلات الحج لموسم 1446هـ/2025م، وذلك استجابة للطلب المتزايد من السوق المحلي وتنفيذاً لرؤية تطوير خدمات النقل الجوي الديني. يتم تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون الوثيق مع الخطوط الجوية الجزائرية وشركات السياحة المتخصصة، حيث يشمل تسيير رحلات مباشرة من مطارات جزائرية متعددة إلى المطارات السعودية. يراعي البرنامج أعلى معايير الجودة والالتزام بالمواعيد والراحة للمسافرين، مع توفير خيارات متنوعة تشمل حزم خدمات متكاملة. يأتي هذا البرنامج بعد النجاح الملحوظ لبرنامج العمرة الذي أطلق عام 2024، والذي سجل إقبالاً كبيراً من الجزائريين الراغبين في أداء المناسك الدينية.

توسع طيران الطاسيلي الاستراتيجي في الشبكة الجوية

شهد النصف الأول من عام 2025 إطلاق سلسلة من الخطوط الجوية الجديدة التي تربط العاصمة الجزائرية بعدد من الولايات الجنوبية والشرقية، بما في ذلك رحلات منتظمة إلى تندوف، عين صالح، تمنراست وبشار، بمعدل رحلتين أسبوعياً لكل خط. كما تدرس طيران الطاسيلي إضافة وجهات جديدة مثل مطار عين أمناس ومطار توات إلى شبكتها خلال المرحلة القادمة. على الصعيد الدولي، استأنفت الشركة تقديم خدماتها المنتظمة بين الجزائر ومدن فرنسية رئيسية مثل ليون وباريس، بالإضافة إلى تعزيز وجودها في الأسواق الأوروبية عبر مطار وهران ومطار بجاية، مستخدمة في ذلك أسطولها الحديث من طائرات بوينغ 737-800 المجهزة بأحدث أنظمة الأمان والراحة.

الاندماج التاريخي مع الناقل الوطني

يمثل الاستحواذ الكامل من قبل الخطوط الجوية الجزائرية على طيران الطاسيلي نقطة تحول فارقة في تاريخ الطيران الجزائري، حيث يهدف هذا الدمج إلى إعادة هيكلة قطاع النقل الجوي بالبلاد وتشكيل ناقل وطني متكامل. تركز الاستراتيجية الجديدة على تعزيز الرحلات الداخلية وإعادة توزيع مهام ناقلات الدولة بين الأسواق المحلية والدولية. تم نقل جميع الأصول والموظفين إلى الكيان الجديد لضمان التكامل الأمثل للأنشطة التشغيلية، حيث انطلقت أول رحلة تجارية ضمن الهيكلية الجديدة في نهاية أغسطس 2025، معلنة بداية مرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين الشركتين.

تطوير طيران الطاسيلي أسطول والبنية التحتية

بلغ الأسطول الجوي لطيران الطاسيلي 15 طائرة حديثة موزعة بين سبع طائرات بوينغ 737-800 وثمان طائرات بومباردييه كيو400، المصممة خصيصاً للعمل في الظروف المناخية الصحراوية ودعم متطلبات القطاع الاقتصادي وقطاع الطاقة. شملت برامج التحديث تعزيز معايير السلامة الجوية، تطوير الخدمات الأرضية والمساندة، وتنفيذ برامج صيانة مشتركة مع الخطوط الجوية الجزائرية. كما دعمت الشركة سياسة سعر الوزن الزائد على الخطوط الجزائرية الموحدة لتعزيز تجربة المسافر.

الرؤية المستقبلية واستراتيجية التطوير

يشكل تحول طيران الطاسيلي محطة محورية في المشهد الجوي الجزائري، حيث يدعم بشكل مباشر خطة الحكومة لتطوير النقل بين المناطق الداخلية، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتوسيع الشبكة المحلية في إطار الرؤية الوطنية للطيران المدني 2030. من المتوقع الإعلان عن هوية تجارية جديدة للكيان المدمج في الأشهر القادمة، إلى جانب تعزيز برامج الربط بين الولايات الجزائرية مثل مطار باتنة ومطار تبسة ومطار بسكرة، مما يضمن تقديم خدمات أكثر فاعلية وتوسيع نطاق السفر الداخلي. تتعاون الشركة أيضاً مع شركات طيران وطنية أخرى مثل خطوط الخليفة وستار للطيران وجيت اير صحرا واير اكسبريس الجيريا لتحسين الخدمات.

تحول طيران الطاسيلي الاستراتيجي والأثر الوطني

تشكل مسيرة طيران الطاسيلي في 2025 نموذجاً ناجحاً للتحول من شركة متخصصة في خدمة قطاع الطاقة إلى ركن أساسي في تطوير النقل الداخلي الجزائري، من خلال خطط توسعية طموحة وتكامل فريد مع الناقل الوطني. تواكب هذه التحولات طموحات الإصلاح والتحديث في قطاع الطيران بالجزائر، مع التركيز على تعزيز الربط الجوي بين مطار الشلف ومطار غرداية ومطار مصالي الحاج ومطار أقنار، مما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الاقاليم.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك