اذا سألت أي راكب في المطار ما اذا كان يفضل مقعد النافذة أو مقعد الممر في الطائرة، فبالتأكيد ستكون الاجابة سريعة و حاسمة، بقدر سرعة وحسم الاجابة التي ستتلقاها اذا طلبت من المسافر الجالس علي مقعد النافذة بجوارك تغيير مكانه.
بالطبع، هناك إيجابيات وسلبيات لكليهما. فبينما يمتلك ركاب مقاعد النافذة مناظر رائعة لا تضاهى لإلقاء نظرهم عليها طوال الرحلة، ولكنهم يحاصرون أيضا في مقاعدهم، و يجبرون على إزعاج أنفسهم في كل مرة يحتاجون فيها للاستيقاظ واستخدام الحمام.
أما الركاب الذين يتمتعون بمقعد الممر، من ناحية أخرى، لديهم حرية التحرك في جميع أنحاء الطائرة بقدر ما يرغبون، بالإضافة إلى مساحة أكبر قليلا لتمتد سيقانهم إلى الممر. ولكن هناك دائما خطر أنه عندما يتمكنون أخيرا، من النوم أثناء الرحلة طويلة المدى، فانهم بالتأكيد سوف يستيقظون بسبب أحد الجيران الذي يحتاج إلى المرور للذهاب الي الحمام - أو يكون لهم نصيب في ركلة بالركبة من عربة المشروبات.
و بطبيعة الحال، لن يختار أحد المقعد الأوسط الأسوأ حالا من كلا المقعدين الاخرين.
ولكن هل هذه الاختيارات ترتبط بشخصيتنا؟ الي أي مدي؟ سنحاول أن نأتي باجابة شافية من بعض الخبراء.
النافذة أم الممر؟ ماذا يقول اختيارك عنك؟
الأغلبة مننا يعترفون ان اختياراتهم لمقعد الطائرة تكون مبنية علي قابليتهم للانزعاج من عدمه أثناء الرحلة. فالبعض مننا لا يحتمل الانزعاج أو الاضطرار الي توزيع الاعتذارات الي جيرانه في كل مرة يريد أن يمر. في حين أن البعض الاخر لا يواجه مشكلة في هذا.
يقول الدكتور بيكي سبلمان، كبير الأطباء النفسيين في عيادة العلاج الخاصة في هارلي ستريت: "الركاب الذين يفضلون أن يجلسو بمقعد النافذة، يميلون إلى اتخاذ موقف تجاه الحياة مفاده "الكل لأنفسهم"، وغالبا ما يكونون أكثر سهولة في الانفعال. كما أنهم يحبون أن يكونوا موجودين في فقاعة خاصة بهم." و بالتالي فان أبطال مقعد النافذة يميلون إلى أن يكونوا أكثر أنانية.
ومن المنطقي حينئذ أن أولئك الذين يفضلون الممر هم أكثر عرضة للطبيعة، أقل انفعالا وأكثر مراعاة الآخرين. أو أنهم ببساطة ضحية المثانة الضعيفة أو أقل مهارة في النوم على متن الطائرات.
وقال الدكتور سبلمان "هناك الكثير من الحجج التي تنفجر على الطائرات بسبب ترتيبات الجلوس"، ناهيك عن التأخير في تسجيل الدخول لأن الناس قوية جدا وتستغرق وقتا طويلا في مفاوضاتهم.
الإحصاءات: ما هو أكثر شعبية؟
وفقا لمحلل الطيران ويكلي سيث كابلان، يقول: "استنادا إلى إحصاءات شركة طيران واحدة (مجهولة المصدر)، فإن التوزيع ملحوظ جدا". "في حالة أرقام الشركة، كانت النوافذ مفضلة على الممرات بنقطة مئوية واحدة فقط".
ووجدت دراسة أجرتها اكسبيديا في عام 2014 أن 55 في المائة من زبائنهم اختاروا النافذة، مقابل 45 في المائة اختاروا الممر. وفي عام 2016، كشفت الشركة أيضا أن 34 في المائة من الركاب كانوا على استعداد لدفع مبالغ إضافية لتأمين مقعد النافذة، مقارنة بنسبة 15 في المائة فقط الذين سيصعدون لمقعد الممر.
وقدم تقرير الكوارتز نتائج متطابقة تقريبا من حيث التفضيل (أكثر بقليل من 50 في المائة لصالح النافذة)، ولكن من المثير للاهتمام أن الرجال كانوا أكثر احتمالا أن يفضلون مقعد الممر من النساء.
ليست هناك تعليقات: