تُعتبر إيغل أزور Aigle Azur واحدة من أقدم شركات الطيران الخاصة في فرنسا، وقد برزت في السوق بوصفها ثاني أكبر ناقل جوي فرنسي بعد الخطوط الجوية الفرنسية من حيث حجم الحركة. اشتهرت الشركة بشكل خاص بخطوطها المنتظمة التي ربطت فرنسا بالجزائر، مما جعلها الخيار الأول للجالية الجزائرية في أوروبا. إضافة إلى الرحلات المجدولة، وفرت إيغل أزور رحلات غير منتظمة (شارتر) وخدمات نقل جوي متنوعة لتلبية احتياجات المسافرين في فترات الذروة والعطل. ويقع مركزها الرئيسي في مطار باريس أورلي، مع شبكة من المكاتب ونقاط البيع في الجزائر لتعزيز قربها من عملائها الرئيسيين.
تاريخ إيغل أزور
تعود جذور شركة إيغل أزور إلى عام 1946، حين تم تأسيسها في سياق مرحلة إعادة البناء التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. آنذاك، برزت الحاجة إلى تطوير وسائل النقل الجوي لربط فرنسا بمستعمراتها السابقة والأسواق الناشئة في أفريقيا وآسيا، فبدأت الشركة تشغيل رحلاتها مستخدمة أسطولًا من طائرات "دوجلاس DC-3"، التي كانت العمود الفقري للطيران المدني في تلك الحقبة. ساعدها ذلك على شق طريقها نحو التوسع، وتثبيت موقعها كشركة منافسة للخطوط الفرنسية التي كانت تحتكر جزءًا كبيرًا من الرحلات الدولية.في سبعينيات القرن الماضي، خضعت الشركة لعملية إعادة هيكلة شاملة، حيث تم دمجها في كيان جديد حمل اسم لوكاس للطيران، وهو كيان ركّز نشاطه على الرحلات الداخلية والإقليمية بين المدن الفرنسية. لاحقًا تم تعديل اسمها ليصبح لوكاس إيغل أزور، في محاولة للحفاظ على العلامة التجارية الأصلية. ومع مطلع الألفية الجديدة، استحوذت مجموعة "جوفاست" على الشركة (2001)، لتعيد إحياء اسمها التاريخي "إيغل أزور"، وتعيد توجيه عملياتها نحو الرحلات الدولية القصيرة والمتوسطة والرحلات العارضة (الشارتر). وبحلول عام 2007، توسعت أنشطتها ليصل عدد العاملين لديها إلى أكثر من 450 موظفًا.
شهد عام 2012 تحولًا مهمًا في مسيرة إيغل أزور، حيث دخلت مجموعة HNA الصينية (إحدى أكبر التكتلات في قطاع الطيران عالميًا) كمستثمر استراتيجي بعد أن استحوذت على نحو نصف أسهم الشركة. عزز هذا الاستثمار من قدرتها على تطوير أسطولها وتحسين خدماتها، كما أتاح لها فرص شراكات جديدة على المستوى الدولي. وفي العام نفسه، نالت الشركة تكريمًا مرموقًا من مؤسسة جولدن فلاير بعد تصويت المسافرين لصالحها كإحدى الشركات التي تقدم أفضل تجربة على متن الطائرة، مما رفع من سمعتها في السوق الأوروبي والأفريقي.
و يذكر التاريخ أن أول رحلة طيران أوروبية حطت في مطار بغداد الدولي في 31 من أكتوبر عام 2010 بعد عشرين عام من الحصار الدولي كانت لاحدى طائرات إيغل أزور.
أسطول و وجهات إيغل أزور
بعد أكثر من سبعة عقود من العمل في مجال الطيران، نجحت إيغل أزور في بناء شبكة واسعة من الوجهات. فقد كانت تشغل أسبوعيًا ما يزيد عن 300 رحلة، تنطلق من مطارات فرنسية رئيسية مثل باريس أورلي، ليون، ومارسيليا، متجهة إلى أكثر من 25 مدينة حول العالم. ركزت بشكل خاص على الجزائر كأحد أسواقها الأساسية، إضافة إلى وجهات أخرى في أفريقيا (السنغال، مالي، غينيا) وأوروبا (البرتغال) وحتى آسيا (الصين ولبنان). وبفضل هذا النشاط الكثيف، تجاوز عدد ركابها مليوني مسافر سنويًا، مما وضعها ضمن أبرز شركات الطيران الفرنسية الخاصة.وقد بدأت إيغل أزور نشاطها خلال فترة الخمسينات بأسطول كبير من طائرات دوجلاس Douglas DC-3s، و قبل استحواذ جوفاست عليها كانت الشركة تقوم بتشغيل رحلاتها بأسطول من طائرات بوينج Boeing 737s، و بعد الاستحواذ أخذت الشركة في تغيير طائراتها من بوينج الي طائرات ايرباص Airbus A320.
و حاليا يشمل اسطول الشركة المكون من عشر طائرات: 3 طائرات من طراز ايرباص Airbus A319-100، و سبع طائرات من طراز ايرباص Airbus A320-200.
حرصت إيغل أزور على تطبيق معايير صارمة للسلامة الجوية، الأمر الذي انعكس في سجلها التشغيلي المتميز. فعلى مدى أربعة عقود متتالية، لم تواجه الشركة سوى حادثة واحدة غير مميتة، وقعت في يناير 2008 عندما تعرضت إحدى طائراتها من طراز إيرباص A321 لضرر في الذيل أثناء الهبوط في مطار هواري بومدين بالجزائر، دون تسجيل أي إصابات بين الركاب أو الطاقم. تمت معالجة العطل وإصلاح الطائرة سريعًا، مما أكد التزام الشركة بمعايير الصيانة والجودة في أسطولها.
ليست هناك تعليقات: