يُعتبر مطار موهيلي بندر السلام (Mohéli Bandar Es Eslam Airport) المطار الرئيسي لجزيرة موهيلي، أصغر جزر جمهورية القمر من حيث المساحة والسكان. يقع المطار بالقرب من بلدة فومبوني (Fomboni)، وهي العاصمة الإدارية للجزيرة، ويخدم السكان المحليين والمسافرين الذين يتنقلون بين الجزر القمرية أو يزورون الجزيرة لأغراض سياحية وتجارية. يحمل المطار كود اياتا: NWA، وكود ايكاو: FMCI، وعلى الرغم من بساطته مقارنة بالمطارات الكبرى في الأرخبيل، فإنه يمثل شريان حياة حيوياً لجزيرة موهيلي.

موقع وأهمية مطار موهيلي بندر السلام
تتمتع جزيرة موهيلي بمكانة خاصة داخل جزر القمر، فهي الأصغر مساحة ولكنها تتميز بطبيعتها البكر وحدائقها البحرية المحمية التي تجذب الزوار الباحثين عن السياحة البيئية. وفي ظل محدودية وسائل النقل البحري وتعرضها المستمر لتأثير الأحوال الجوية، يأتي مطار موهيلي بندر السلام كوسيلة أساسية لربط الجزيرة بالعاصمة موروني وبقية الجزر. وهو بذلك يساهم في دعم الأنشطة الاقتصادية، ونقل المواد الأساسية، وتشجيع قطاع السياحة الصاعد.
البنية التحتية والتجهيزات
يضم المطار مدرجاً واحداً غير طويل نسبياً، ما يجعله مناسباً للطائرات الصغيرة والمتوسطة التي تشغّلها شركات الطيران المحلية. وغالباً ما يُستخدم لنقل الركاب بين موروني وأنجوان، إضافة إلى بعض الرحلات الخاصة التي تُسيّر في إطار المبادرات السياحية.
أما مبنى الركاب، فهو صغير الحجم ويحتوي على قاعات مغادرة ووصول أساسية، مع مكاتب لخدمات تسجيل الأمتعة وبعض المرافق البسيطة. ولا تزال قدراته متواضعة مقارنة بالمعايير الدولية، إلا أنه يؤدي دوره بكفاءة في تلبية الاحتياجات اليومية للمسافرين.
تاريخ مطار موهيلي بندر السلام والتطورات
أنشئ مطار موهيلي بندر السلام لخدمة الجزيرة باعتبارها جزءاً من شبكة النقل الداخلي في جزر القمر، ومنذ افتتاحه ساعد في تقليص عزلة موهيلي وربطها بشكل أوثق بالعاصمة وبالأسواق الوطنية. على مدار العقود الماضية، شهد المطار بعض التحسينات المحدودة مثل أعمال صيانة للمدرج وتوسيع بسيط لمبنى الركاب، لكن لم يُسجّل تنفيذ توسعات كبرى مثل تلك التي شهدتها مطارات موروني أو أنجوان.
ورغم ذلك، كان للمطار دور مهم في تعزيز التنمية المحلية، خاصة مع زيادة الاهتمام بالسياحة البيئية في الجزيرة. إذ إن الزوار الدوليين الذين يصلون عبر مطار موروني غالباً ما يكملون رحلتهم إلى موهيلي عبر هذا المطار للاستمتاع بمواقع الغوص والمحميات الطبيعية.
شركات الطيران والوجهات
تشغل مطار موهيلي بندر السلام بشكل رئيسي شركة جزر القمر للطيران التي تنظم رحلات داخلية منتظمة إلى موروني وأنجوان. وتعد هذه الرحلات وسيلة النقل الجوية الأساسية لسكان الجزيرة. وفي بعض الفترات، يتم تسيير رحلات إضافية لدعم الحركة السياحية، خاصة خلال مواسم العطل والإجازات.
لا توجد في الوقت الحالي خطوط دولية مباشرة من المطار، إذ إن غالبيـة الرحلات الدولية تصل أولاً إلى مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي في موروني، ثم يتم الانتقال عبر رحلات محلية إلى موهيلي. ومع ذلك، فإن وجود المطار يضمن سهولة الوصول إلى الجزيرة، وهو ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية متخصصة داخل جزر القمر.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم أهميته، يواجه مطار بندر السلام عدة تحديات أبرزها محدودية طول المدرج وقدرة المرافق على استيعاب النمو المستقبلي في أعداد المسافرين. كما أن ضعف التمويل يمثل عائقاً أمام خطط التوسع والتحديث. ومع ذلك، توجد دعوات متزايدة من قبل المجتمع المحلي والشركاء الدوليين للنظر في تطوير المطار ليواكب الطلب السياحي المتزايد، خصوصاً أن الجزيرة تُعرف بأنها واحدة من أهم المحميات الطبيعية البحرية في المحيط الهندي.
إن تحسين البنية التحتية لمطار موهيلي بندر السلام قد يسهم مستقبلاً في تعزيز الاستثمارات السياحية والاقتصادية، ويمكّن الجزيرة من لعب دور أكبر ضمن الاقتصاد الوطني. وبالتالي يبقى هذا المطار، رغم تواضعه الحالي، نقطة محورية في ربط موهيلي بالعالم الخارجي ودعم مستقبلها التنموي.
ليست هناك تعليقات: