انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو و صور اخبارية توضح رش بعض الطائرات بالماء عن طريق عربات الاطفاء، و ذلك بعد هبوطها علي المدرج في كثير من المطارات حول العالم. ووفقا لبعض المتخصصين فإن ما يحدث يعد عرفا دوليا في عالم الطيران يرمز الي الترحيب بأي شركة طيران أو طائرة جديدة تهبط لأول مرة في المطار، أو حتي الترحيب بطرازات الطائرات الجديدة التي تسير رحلاتها لمطار ما للمرة الأولى، و يسمى ذلك "التحية بمدافع المياه" أو Water Cannon Salute.
تاريخ تحية الطائرات بمدافع المياه
لا أحد يعرف بالضبط متى وأين بدأت تحية الطائرات بمدافع المياه في المطارات. ومع ذلك من المعروف جيدا، أنه قديما في عهود رحلات السفن عابرة المحيطات كان من المعتاد أن تقوم لنشات الاطفاء والقاطرات برش السفن عابرة المحيطات بالمياه عند مغادرتها أو دخولها الميناء. و بالتالي يرجح البعض أن فكرة تحية الطائرات بمدافع المياه قد أتت من تلك العادة القديمة التي مورست مع السفن عابرة المحيطات.
بدأت تحية الطائرات بمدافع المياه أن تكون ممارسة شائعة في عالم الطيران في عام 1990م، عندما قام العاملون في مطار سولت ليك سيتي الدولي بتحية الطيارين المتقاعدين من خطوط دلتا الجوية عن طريق خلق قوس من المياه لتمر من تحته الطائرة.
كيفية تحية الطائرات بمدافع المياه
هناك كيفية قياسية محددة لعملية تحية الطائرات بمدافع المياه. حيث يصطف ذوج من مركبات الاطفاء علي جانبي المدرج انتظارا لهبوط الطائرة، و مع اقتراب الطائرة من التوقف نهائيا تقوم مراكبات الاطفاء بتشغيل مدافع المياه القوية المثبتة عليها، ثم تقوم بتوجيه مدافع المياه لعمل قوس كبير من المياه المندفعة يسمح بمرور الطائرة من اسفله، ثم تمر الطائرة ببطء من أسفل قوس المياه. ويمكن أيضا أن يقوم بتلك العملية ثلاث سيارات اطفاء وتشكيل مثلث، مع اجتماع تيار خراطيم المياه الخاصة بهم 'في المركز الذي تمر الطائرة من أسفله.
قد يعتقد البعض أن تحية الطائرات بمدافع المياه هي مضيعة للمياه، ولكن في الواقع هي ليست كذلك: فغالبا ما يتم التحقق من سلامة و تشغيل مضخات ونظم الاطفاء و خراطيم المياه بالمطار كل يوم، مما يتطلب تشغيلها و فتح المياه منها علي بعض المباني، لذلك تعد تحية الطائرات بمدافع المياه وسيلة أفضل وأكثر احتراما واحتفالا لاختبار معدات الاطفاء بالمطار.
الا أنه في بعض الحالات، قد تتسبب عملية تحية الطائرات بمدافع المياه في حدوث اخطاء، أوإلحاق أضرار بالطائرات وتركها على الأرض في انتظار لاجراء اصلاحات. ففي بعض المرات، يمكن توجيه تيار المياه مباشرة الي محركات الطائرة والإضرار بها أو استخدام رغوة الاطفاء بدلا من المياه في التحية، كما حدث لطائرة شركة يونايتد ايرلاينز من طراز بوينغ 777 في مطار واشنطن دولس الدولي خلال شهر ديسمبر 2006م.
ومن زاوية السلامة والأمان، تنشأ مسألتين:
- أولا: أن مركبات الاطفاء تقوم بتصريف خزانات المياه الخاصة بها خلال تحية الطائرات بمدافع المياه، وأنها بذلك لن تكون قادرة على الاستجابة لحالات الطوارئ أو الحريق اثناء ذلك الوقت.
- ثانيا: أن سيارات الاطفاء ستكون خارج المنطقة التي تضمن أن يكون زمن استجابتها لحوادث الحريق أقل من 2 دقيقة.
ومع ذلك، غالبا ما تكون سيارات الاطفاء المستخدمة في تحية الطائرات بمدافع المياه هي زائدة عن الحد الأدنى المطلوب لضمان استجابة فعالة لحالات الحريق و الطوارئ، و أن باقي السيارات الغير مشاركة في التحية ستكون قادرة على الاستجابة لحالات الطوارئ في الوقت المناسب.
أسباب تحية الطائرات بمدافع المياه
غالبا ما يتم إعطاء تحية الطائرات بمدافع المياه لعدد من الأسباب، وبعضها أكثر بهجة من غيرها، للأسف لا يوجد قانون أو عرف دولي لتنظيم تلك العملية، فغالبا ما تقرر ادارة المطار أو الاطفاء متى و لمن تتم التحية، وعادة بعد أن يتم تقديم طلب من قبل طرف ثالث، مثل شركات الطيران، فغالبا ما يتم تصوير التحية و استخدامها في الدعاية. ويمكن تلخيص هذه الأسباب في:
- تشغيل شركة طيران جديدة في المطار
- هبوط الطائرات الجديدة في المطار
- تقاعد قائد الطائرة أو الكابتن أو أحد رجال الاطفاء
- آخر رحلة لطائرة أو لشركة طيران من أو الى المطار
- الاحتفلات أو المناسبات الخاصة
- الاحتفال بالشخصيات المهمة، حيا أو ميتا.
ففي احدى المرات تم اجراء تحية الطائرات بمدافع المياه لأحدث طائرات لوفتهانزا من طراز بوينج 747-8 حال وصولها الى مطار لوس انجليس الدولي. وكان السبب في تلك تحية الترحيب بنوع الطائرات الجديدة بالمطار، كما تم أيضا القيام بالتحية على العديد من طرازات ايرباص A380 خلال أول رحلاتها إلى المطارات في جميع أنحاء العالم: فرانكفورت، مانشستر وبرشلونة.
ليست هناك تعليقات: