مطار الإسكندرية الدولي - مطار النزهة (El Nouzha Airport)
مطار الإسكندرية الدولي، المعروف باسم مطار النزهة (El Nouzha Airport)، هو واحد من أقدم وأشهر المطارات المصرية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. يبعد حوالي 7 كيلومترات فقط عن وسط مدينة الإسكندرية، مما جعله تاريخياً الخيار الأقرب والأكثر ملاءمة للمسافرين من وإلى دلتا النيل.
كان المطار يُعد ثاني أكبر مطار دولي في مصر بعد مطار القاهرة الدولي، ويحمل رمز ALY من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) ورمز HEAX من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO). كما كان مقراً رئيسياً لشركات مثل مصر للطيران والمصرية العالمية للطيران.
تاريخ مطار النزهة
يرتبط تاريخ مطار النزهة الدولي بالإسكندرية بتاريخ طويل من الطيران المدني في مصر والمنطقة العربية، حيث يعود استخدام أرض المطار إلى ثلاثينيات القرن العشرين، وتحديداً عام 1938م، أي قبل الإعلان الرسمي عن إنشائه بما يقارب عقداً من الزمن.
في ذلك العام، وُثّقت واحدة من أقدم الرحلات المرتبطة بالمطار؛ وهي رحلة الطائرة البريطانية من طراز Armstrong Whitworth AW.15 Atalanta التابعة لشركة Imperial Airways، والتي حملت الرمز G-ABTG. كان من المقرر لهذه الرحلة أن تهبط في مطار النزهة قادمة من مطار كسومو في كينيا، إلا أن القدر شاء أن تتحطم الطائرة قرب مطار المغادرة قبل وصولها إلى مصر. هذا الحادث التاريخي الموثّق يكشف أن المطار كان معروفاً ومرصوداً كوجهة للطيران منذ عام 1938، أي قبل الافتتاح الرسمي بتسع سنوات كاملة.
أما الإنشاء الرسمي للمطار فقد تم عام 1947م، حين افتُتح تحت اسم "مطار فؤاد الأول"، تكريماً للملك فؤاد الأول ملك مصر آنذاك. وبعد قيام ثورة يوليو 1952 وتغيير النظام السياسي في البلاد، تم تغيير الاسم ليصبح "مطار النزهة"، وهو الاسم الذي استقر عليه وظل مرتبطاً بمدينة الإسكندرية لعقود لاحقة.
يُعد المطار بذلك ثاني أقدم مطار في الإسكندرية بعد مطار أبو قير الذي أُنشئ عام 1933م، كما أنه يُصنّف ضمن أقدم المطارات الدولية في مصر، إذ يأتي بعد مطار ألماظة (مطار فاروق الأول) الذي تأسس عام 1932م بالقاهرة. هذه المكانة التاريخية جعلت مطار النزهة علامة بارزة في سجل الطيران المصري والعربي.
خلال عقود عمله، لعب المطار دوراً محورياً في ربط الإسكندرية بالعديد من الوجهات المحلية والإقليمية، وكان محطة رئيسية لرحلات مصر للطيران منذ بداياتها، بالإضافة إلى شركات طيران محلية وأجنبية أخرى. كما شكّل موقعه المميز – القريب من قلب المدينة وعلى مقربة من البحر الأبيض المتوسط – عاملاً جعل منه الخيار الأول للمسافرين من سكان الإسكندرية ومحافظات دلتا النيل.
ومع مرور الزمن، أصبح مطار النزهة جزءاً لا يتجزأ من هوية الإسكندرية، حيث شهد لحظات تاريخية عديدة مثل استقبال شخصيات سياسية وثقافية بارزة، وكونه نافذة جوية للمصطافين والسياح الوافدين إلى عروس البحر الأبيض المتوسط.
لكن هذا التاريخ العريق لم يخلُ من التحديات؛ فمع التوسع العمراني السريع، وافتتاح مطار برج العرب الدولي لاحقاً، بدأت مكانة مطار النزهة تتراجع تدريجياً، قبل أن يتم الإعلان عن خطط تطويره في 2011م وإغلاقه رسمياً منذ ذلك الحين. ورغم مرور أكثر من عقد على هذا الإغلاق، يظل تاريخ المطار حاضراً في ذاكرة أهالي الإسكندرية وكل محبي الطيران.
مشروعات التطوير والإغلاق
مع افتتاح مطار برج العرب الدولي، تزايدت الشكوك حول مستقبل مطار النزهة. وفي 2011م أعلنت وزارة الطيران المدني عن مشروع تطوير ضخم بتكلفة تجاوزت 300 مليون دولار، شمل إطالة المدرج الرئيسي وبناء صالة ركاب جديدة، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 1.5 مليون مسافر سنوياً.
أُغلق المطار في ديسمبر 2011م من أجل هذه التوسعات، وكان من المقرر إعادة افتتاحه عام 2014م، ثم تأجل إلى 2017م، لكن حتى عام 2025 لا يزال المطار مغلقاً. وقد أثيرت نقاشات عديدة حول إمكانية تحويل أرضه إلى مشروع عمراني أو تجاري بدلاً من إعادة تشغيله، خاصة مع الزحف العمراني المحيط بالمطار مما جعله أقل أماناً للتشغيل.
مرافق مطار النزهة الدولي
تمتد مساحة المطار على حوالي 650 فداناً، ويحتوي على مدرجين (2200 متر و1800 متر)، إضافة إلى برج مراقبة تاريخي ومبنى إداري أثري. صُمم مبنى الركاب ليستوعب نحو 600 راكب في الساعة وأكثر من نصف مليون مسافر سنوياً، مع مرافق متكاملة للتخليص الجمركي، الصيانة، تموين الطائرات، ومناطق تجارية تضم مطاعم وأسواق حرة.
كما يضم المطار نادي الطيران الشراعي بالإسكندرية، وكان موقعه القريب من وسط المدينة نقطة جذب قوية للمسافرين المحليين والأجانب على حد سواء.
الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية
حتى عام 2025، ما زال مطار النزهة بالإسكندرية مغلقاً، وجميع الرحلات الجوية الخاصة بمدينة الإسكندرية تُدار عبر مطار برج العرب الدولي.
تشير تصريحات وزارة الطيران المدني المصرية إلى أن تشغيل المطار مجدداً بات "غير مرجح"، بسبب التحديات الأمنية والفنية الناتجة عن الامتداد العمراني الكثيف حوله. وتُدرس حالياً مقترحات بتحويل المطار إلى مشروع استثماري متكامل (عقاري – تجاري – خدمي)، في حين تبقى أصوات محلية تطالب بالحفاظ عليه كمرفق طيران تاريخي يخدم المدينة.
بالتالي، يمكن القول إن مطار النزهة اليوم جزء من تاريخ الطيران المصري أكثر من كونه جزءاً من مستقبل النقل الجوي في البلاد.
أسئلة شائعة حول مطار النزهة
هل مطار النزهة يعمل حالياً؟
لا، المطار مغلق منذ ديسمبر 2011م وحتى الآن (2025)، وجميع الرحلات تمر عبر مطار برج العرب.
لماذا لم يُعاد افتتاح المطار رغم انتهاء التطوير؟
الزحف العمراني العشوائي حول المطار جعل تشغيله غير آمن، بالإضافة إلى وجود بديل حديث وواسع هو مطار برج العرب.
ما مصير مطار النزهة في المستقبل؟
لا يوجد قرار رسمي نهائي، لكن الاتجاه الغالب هو تحويله لمشروع استثماري عمراني/تجاري، مع بقاء إمكانية استخدام الموقع لأغراض أخرى غير الطيران.
ليست هناك تعليقات: