الجمعة، 18 أغسطس 2017

طيران ناس الارتري Nasair Eritrea

تُعَدّ شركة طيران ناس الإرتري (Nasair Eritrea) أول ناقل جوي خاص في إريتريا، وقد شكلت عند تأسيسها محطة فارقة في تاريخ الطيران المدني للبلاد. كان مقر الشركة الرئيسي في العاصمة أسمرة، واتخذت من مطار أسمرة الدولي مركزاً رئيسياً لعملياتها الجوية. حصلت الشركة على رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) UE، بينما كان رمزها في منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) هو NAS، أما نداءها اللاسلكي فكان NASAIRWAYS. ورغم انطلاقتها بتشغيل الرحلات الداخلية بين المطارات الإريترية، فإنها سرعان ما وسعت أنشطتها لتشمل رحلات الطيران العارض (الشارتر) إضافة إلى الوجهات الإقليمية والدولية منخفضة التكلفة، محاولةً تقديم بديل تنافسي لشركة الطيران الوطنية الحكومية.

طيران ناس الارتري Nasair Eritrea

نشأة وتاريخ طيران ناس الإرتري

انطلقت الشركة عام 2006 لتصبح أول ناقل جوي خاص في إريتريا، كجزء من مجموعة "طيران ناس الإريترية" التي ضمت ثلاثة فروع متخصصة:

  • شركة استشارات طيران ناس: وقدمت خدمات استشارية وإدارية في قطاع الطيران.
  • شركة طيران ناس الإرتري: المسؤولة عن الرحلات المحلية والرحلات العارضة.
  • شركة صيانة طيران ناس: وهي الذراع الفني للمجموعة التي تولت صيانة الطائرات وتوفير قطع الغيار والدعم الفني في مطارات إريتريا.

كان الهدف من هذه البنية التنظيمية توفير كيان متكامل للطيران المدني يجمع بين التشغيل والخدمات الفنية والإدارية. ومع مرور السنوات، سعت الشركة إلى تعزيز حضورها في السوق المحلية والإقليمية، حتى اندمجت عام 2011 مع الخطوط الجوية الإريترية (الناقلة الوطنية المملوكة للدولة). وقد أدى هذا الاندماج إلى إعادة هيكلة أنشطتها لتتحول إلى شركة طيران اقتصادية تُقدّم خدمات بأسعار منخفضة، وهو ما سمح لها بتسيير رحلات منتظمة إلى وجهات خارجية ابتداءً من عام 2012، شملت نيروبي، الخرطوم، جوبا، عنتيبي، دبي، الدمام، وجدة.

في فترة الذروة كان يعمل لدى الشركة نحو 75 موظفاً معظمهم من الكفاءات الوطنية، بينهم المدير العام برهان مهاري. وكانت الشركة تعتمد على أسطول يضم ثلاث طائرات من طراز Boeing 737-200، وخططت لاحقاً لتوسيع الأسطول عبر شراء طائرة Boeing 737-400 لفتح خطوط بعيدة إلى أوروبا، إلا أن هذه الخطط لم ترَ النور بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

الاندماج وتوقف العمليات

مثّل عام 2011 نقطة تحول حاسمة حين اندمجت طيران ناس الارتري مع الناقلة الوطنية، وهو ما وفر لها موارد إضافية وساعدها على التوسع في السوق الدولية. ومع ذلك، لم تستمر التجربة طويلاً. ففي مايو 2014 أعلنت الشركة رسمياً توقفها عن العمل بشكل كامل، دون تقديم توضيحات رسمية حول أسباب التوقف. ويرجح مراقبون أن التحديات المالية، ونقص التمويل، بالإضافة إلى البيئة الاقتصادية والسياسية المعقدة في إريتريا، كانت من أبرز الأسباب التي أدت إلى توقف عملياتها.

ورغم قصر عمر الشركة، فإنها تركت بصمة واضحة في تاريخ الطيران الإريتري باعتبارها أول محاولة جادة لإنشاء ناقل جوي خاص في بلد ظلت الخطوط الجوية الحكومية تهيمن فيه على السوق لعقود طويلة.

رسالة الإدارة إلى المسافرين

بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني لشركة طيران ناس الارتري قبل توقفها، وجه المدير التنفيذي نصر الدين إبراهيم رسالة ودية إلى المسافرين، أكد فيها أن الشركة وضعت راحة الركاب في صدارة أولوياتها، وأن طواقمها تلقت تدريبات مكثفة لتجسيد الضيافة الإريترية على متن الرحلات. كما شدّد على التزام الشركة بجعل السفر مع ناس إير تجربة مميزة وفريدة، مع وعد بتقديم خدمات مريحة وودية.

وأضاف في رسالته أن الشركة كانت تستعد لاستقبال موسم الصيف، حيث يزداد الطلب على السفر، وقد وضعت ترتيبات خاصة للتعامل مع الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين. كما دعا الركاب إلى التواصل الدائم مع الشركة للحصول على أي استفسارات أو دعم، معرباً عن أمله في أن تبقى رحلات ناس إير حاضرة في ذاكرة الركاب كتجربة استثنائية.

أسطول طيران ناس الإرتري

بدأت الشركة عملياتها بطائرة واحدة من طراز Boeing 737، ثم توسع الأسطول تدريجياً ليشمل أربع طائرات إضافية من طراز Boeing 737-200A، بالإضافة إلى طائرة حديثة نسبياً من طراز Airbus A320-200. هذا التنوع في الأسطول ساعدها على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية والإقليمية، كما فتح المجال أمامها لتشغيل رحلات متوسطة المدى إلى وجهات خليجية وإفريقية.

أسطول طيران ناس الإرتري
الطراز العدد الاستخدام
Boeing 737-200A 4 رحلات داخلية وإقليمية قصيرة
Boeing 737 (النسخة الأولى) 1 الطائرة الأولى عند التأسيس
Airbus A320-200 1 رحلات إقليمية ودولية متوسطة المدى

وجهات طيران ناس الإرتري

في بدايتها، ركزت الشركة على الرحلات الداخلية بين مطار أسمرة الدولي ومطار مصوع، ومطار عصب وبعض المطارات المحلية الأخرى. ومع دخول عام 2012، اتجهت نحو التوسع في تشغيل رحلات شارتر ورحلات اقتصادية منتظمة إلى وجهات إقليمية ودولية.

الوجهات الرئيسية لناس إير
النوع المدن
داخلية أسمرة، مصوع، وبعض المطارات الإريترية الأخرى
إقليمية الخرطوم، نيروبي، جوبا، عنتيبي
دولية دبي، الدمام، جدة

إرث طيران ناس الإرتري

رغم توقف طيران ناس الارتري عن العمل بعد أقل من عقد على إنشائها، إلا أن تجربتها أثبتت أن هناك مجالاً للقطاع الخاص في صناعة الطيران الإريترية. لقد فتحت الباب أمام التفكير في إنشاء شركات طيران بديلة يمكن أن تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر خيارات أكبر للمسافرين، خصوصاً في ظل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإريتريا على البحر الأحمر وقربها من أهم ممرات التجارة العالمية.

اليوم، وعلى الرغم من غيابها، تُذكر ناس إير كواحدة من التجارب الرائدة في الطيران الإريتري، وكمحاولة مبكرة لكسر احتكار الخطوط الوطنية للسوق المحلي والدولي.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك