مطار أسمرة الدولي Asmara International Airport هو مطار دولي إريتري يقع جنوب العاصمة الإريترية أسمرة، وهو أيضا أحد المطارات العسكرية للقوات الجوية الإريترية. يحمل المطار رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) ASM، ورمز منظمة الطيران المدنى الدولى (إيكاو) HHAS، ويعد المطار أكبر مطارات إريتريا والمطار الوحيد الذي يستقبل رحلات منتظمة مجدولة بالبلاد.

تاريخ مطار أسمرة الدولي
بدأت قصة مطار أسمرة في أوائل عشرينيات القرن الماضي، حينما قررت السلطات الاستعمارية الإيطالية إنشاء مرفق جوي يخدم أغراضًا عسكرية بالدرجة الأولى. كان المشروع حينها يمثل خطوة متقدمة مقارنة بظروف المنطقة، إذ وفر قاعدة انطلاق للطائرات الحربية والإمدادات اللوجستية. ومع مرور الوقت، تحول المطار تدريجيًا من منشأة ذات طابع عسكري صرف إلى مرفق مدني أيضًا، حيث بدأت الطائرات التجارية الصغيرة بالهبوط فيه منتصف الثلاثينيات.
وصلت المجموعة الأولى من القوات الايطالية الي المطار في 22 يناير 1935م، وفي 1 فبراير كانت المجموعة المختلطة من القوات الجوية الملكية حاضرة. حيث تم تشكيل سرب الأركان العامة وسرب Ro.1 الليبي في قيادة القوات الجوية الإيطالية شرق أفريقيا. في 6 سبتمبر 1935م وصل اللواء الجوي الثالث وفي 3 أكتوبر بعد قصف مجموعة القيادة الرابعة AO. من 31 ديسمبر 1935م إلى 1 أكتوبر 1936م، كان المطار المقر الرئيسي للجناح الرابع عشر، وكان السرب 106 موجودًا في 15 يناير 1936م، كما عاد السرب الليبي Ro.1 في 19 يناير التالي. وفي 1 أكتوبر 1936م كان المطار مقرا للقيادة الشمالية لسلاح الجو الايطالي.
مع منتصف الثلاثينيات دخل مطار أسمرة مرحلة جديدة، إذ أصبح نقطة توقف في مسارات الطيران التجاري الناشئ آنذاك. فقد وُقعت اتفاقيات تعاون مع شركات بريطانية وإيطالية لتسيير خطوط تربط أسمرة بكل من الخرطوم وكسلا ومقديشو. كانت الطائرات المستعملة ذات سعة محدودة لا تتجاوز 18 راكبًا، وهو ما عُدّ إنجازًا ملحوظًا في ذلك الزمن. كما جُربت رحلات طويلة المدى تربط أسمرة بروما مرورًا بطرابلس والخرطوم، لتضع المطار في قلب شبكات الطيران الإمبراطوري الأوروبي.
في عام 1936م، أطلقت الخطوط الايطالية خطا تجاريا بين مقديشو-أسمرة-الخرطوم-طرابلس-روما. استغرقت الرحلة أربعة أيام وكانت واحدة من أولى الرحلات طويلة المدى في العالم.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية تعرض مطار أسمرة لغارات مكثفة ألحقت أضرارًا جسيمة بمبانيه ومدارجه، ما أدى إلى توقفه عن العمل بشكل شبه كامل. ولم يُستأنف نشاطه إلا في خمسينيات القرن الماضي بعد أن أعيد تأهيل المرافق وبُنيت مدارج جديدة تسمح باستقبال الطائرات المدنية الحديثة. منذ ذلك الوقت، لعب المطار دورًا محوريًا في ربط إريتريا بإثيوبيا والدول المجاورة، قبل أن يصبح لاحقًا البوابة الدولية الأساسية للبلاد عقب الاستقلال.
خلال الحرب الإريترية الإثيوبية، قصف المطار مرتين من قبل إثيوبيا. الأولى كانت في عام 1998م، والثانية في عام 2000م.
وفي أبريل 2003م، بعد إدخال تحسينات على مدارج المطار، بدأت الخطوط الجوية الإريترية خدمات منتظمة بين أسمرة وفرانكفورت وميلانو ونيروبي وروما. في عام 2004م، خدم المطار 136.526 مسافر بزيادة 11.8 ٪ عن عام 2003م. وفي عام 2018م، بعد تجدد العلاقات مع إثيوبيا، بدأ المطار في قبول الرحلات الجوية من أديس أبابا لأول مرة منذ بداية الحرب الإريترية الإثيوبية.
مرافق مطار أسمرة الدولي
يتكون المطار اليوم من مدرجين أسفلتيين، أطولهما يبلغ حوالي ثلاثة كيلومترات، وهو ما يسمح باستقبال الطائرات متوسطة الحجم. ومع ذلك، فإن طبيعة المطار الجغرافية تمثل تحديًا؛ إذ يقع على ارتفاع يفوق 2300 متر فوق سطح البحر، الأمر الذي يحد من قدرة الطائرات الثقيلة على الإقلاع والهبوط بأمان. لهذا السبب لا تستطيع الطائرات العملاقة مثل إيرباص A380 أو بوينج 747 استخدام المطار، ما يفرض اعتماد إريتريا على مطار مصوع الساحلي لبعض العمليات الخاصة.
توجد في المطار قيود على السعة نظرًا لمحطاته الصغيرة ومدرجه القصير وارتفاعه البالغ 1.5 ميل (2300 مترًا). وبالتالي، لا يمكن أن تطير بعض الطائرات النفاثة الكبيرة (مثل A380 أو MD-11 أو 747) إلى المطار. وتضطر الطائرات غير المناسبة بدلاً من ذلك إلى استخدام مطار مصوع الدولي على الساحل الإريتري. ومع ذلك، قامت لوفتهانزا بتشغيل طائرة إيرباص A340 على خط فرانكفورت-جدة-أسمرة في عام 2012م.
الخطوط العاملة بالمطار
رغم القيود التشغيلية، يظل مطار أسمرة مركزًا للرحلات المنتظمة التي تسيرها شركات محلية وإقليمية. وتشمل هذه الشركات الناقل الوطني الخطوط الجوية الإريترية التي تدير رحلات إلى مدن إقليمية مثل أديس أبابا وعصب والخرطوم، إضافة إلى وجهات دولية مثل القاهرة ودبي وميلانو. كما تحط فيه طائرات شركات أجنبية مثل مصر للطيران، الخطوط التركية، فلاي دبي، العربية للطيران، والخطوط السودانية، وهو ما يمنح العاصمة الإريترية ارتباطًا بشبكة طيران واسعة رغم تواضع مرافق المطار.
يعمل بمطار أسمرة الدولي عدة خطوط جوية محلية ودولية، أهمها:
- الخطوط الإريترية: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي أديس أبابا، عصب، القاهرة، دبي، جدة، الخرطوم، ميلانو
- الخطوط الإثيوبية: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي أديس أبابا
- الخطوط السودانية: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي الخرطوم
- تاركو للطيران: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي الخرطوم
- فلاي دبي: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي دبي
- العربية للطيران: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي الشارقة
- مصر للطيران: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي القاهرة
- الخطوط الجوية التركية: وتقوم بتشغيل رحلات جوية الي إسطنبول
ليست هناك تعليقات: