يقع مطار تبسة أو مطار الشيخ العربي التبسي الدولي (Cheikh Larbi Tébessa Airport) شمال مدينة تبسة الجزائرية بحوالي 2.5 كم فقط، مما يجعله قريباً من مركز المدينة وسهل الوصول بالنسبة للمسافرين. يُدار المطار من قبل مؤسسة تسيير خدمات ومنشآت مطارات الجزائر التابعة لوزارة النقل، ويُرمز له دولياً برمز إياتا: TEE ورمز إيكاو: DABS. على الرغم من أنه يصنف ضمن المطارات الدولية، إلا أن نشاطه الفعلي يتركز على الرحلات الداخلية بشكل أساسي، مع بعض الرحلات الخارجية الموسمية. ويُعتبر هذا المطار حلقة وصل حيوية لسكان ولاية تبسة والمناطق المجاورة الراغبين في الوصول إلى العاصمة الجزائرية أو الانتقال إلى وجهات إقليمية.

تاريخ مطار تبسة الشيخ العربي التبسي
يرجع تاريخ إنشاء مطار تبسة إلى فترة الأربعينيات من القرن العشرين، حيث أنشئ خلال الحرب العالمية الثانية واستخدم كقاعدة جوية عسكرية للقوات الأمريكية ضمن حملة شمال أفريقيا ضد قوات المحور. في تلك الفترة، استُخدم المطار من طرف المجموعة المقاتلة 31 التابعة للقوات الجوية الأمريكية، كما كان مقراً لوحدة القيادة الثانية عشرة بين ديسمبر 1942 ويناير 1943. بعد الاستقلال، تحوّل المطار تدريجياً إلى منشأة مدنية، وفي بداية الثمانينيات تم اعتماده كمطار مدني رسمي. أُطلق عليه اسم الشيخ العربي التبسي تخليداً لذكرى المناضل الجزائري البارز وأمين عام جمعية العلماء المسلمين، الذي استشهد عام 1957. ومنذ ذلك الوقت، لعب المطار دوراً في ربط المنطقة بالعاصمة وبعدد محدود من الوجهات الدولية.
مرافق مطار تبسة
يقع مطار تبسة على ارتفاع يبلغ نحو 811 متراً فوق مستوى سطح البحر، ما يمنحه خصائص تشغيلية ملائمة لمعظم أنواع الطائرات التجارية. يضم مدرجين رئيسيين: الأول برقم 11/29 بطول 3000 متر وعرض 45 متراً، وهو مناسب للطائرات الكبيرة مثل Boeing 737 وAirbus A320، أما الثاني برقم 12/30 فيبلغ طوله 2400 متر وعرضه 30 متراً، ويُستخدم عادة للطائرات متوسطة الحجم. كما يحتوي المطار على برج مراقبة جوي مجهز بأجهزة ملاحية وأرصاد حديثة، إضافة إلى ساحة وقوف طائرات تستوعب نحو خمس طائرات في وقت واحد. أما مبنى الركاب فيضم قاعات للمغادرة والوصول، ومكاتب للجوازات والجمارك والخدمات الإدارية. وقد شهد المطار عمليات تطوير متقطعة، من أبرزها مشروع 2017 الذي شمل إعادة تهيئة المدرج الرئيسي وتجهيزه لاستقبال رحلات تجريبية على طائرات حديثة.
الخطوط الجوية العاملة بمطار تبسة
رغم تصنيفه الدولي، إلا أن مطار تبسة يعاني منذ سنوات من محدودية في عدد الرحلات المنتظمة، حيث تقتصر أغلبها على رحلات داخلية تربط تبسة بمطار هواري بو مدين بالعاصمة الجزائرية. قامت الخطوط الجوية الجزائرية في فترات سابقة بتسيير رحلات إلى وجهات مثل مارسيليا في فرنسا، لكن تم تعليق هذه الخدمة منذ عام 2015 بسبب ضعف الإقبال. كما استُخدم المطار في بعض المواسم لتسيير رحلات الحج والعمرة، إلا أنها لم تستمر بشكل منتظم. حالياً (2024)، يشغل المطار رحلات مجدولة نحو العاصمة الجزائرية، بالإضافة إلى رحلات تشغلها طيران الطاسيلي نحو مدن مثل حاسي مسعود. إلا أن أبرز التحديات تكمن في توقيت الرحلات، حيث تنطلق معظمها في ساعات مبكرة، ما يفرض على المسافرين الدوليين القادمين عبر مطارات مثل باريس التوقف في الجزائر العاصمة ليلة كاملة قبل مواصلة الرحلة إلى تبسة. تحسين التنسيق بين هذه الرحلات يُعد مطلباً أساسياً لتطوير خدمات المطار وتعزيز جاذبيته للمسافرين الدوليين.
ليست هناك تعليقات: