كانت لوتس للطيران Lotus Air واحدة من أوائل شركات الطيران الخاصة في مصر، حيث تخصصت في تشغيل الرحلات العارضة وخدمات تأجير الطائرات (ACMI) إلى جانب خدمات الصيانة والدعم الأرضي والتدريب الفني. اتخذت من مطار القاهرة الدولي مقراً رئيسياً، وحملت الرموز الجوية IATA: T2 و ICAO: TAS مع رمز النداء اللافت LOTUS FLOWER. وبفضل نموذجها التشغيلي المرن، اعتُبرت خلال سنوات نشاطها من أبرز الشركات الإقليمية في قطاع الطيران الخاص، قبل أن تتوقف نهائياً عن العمل في مطلع عام 2011.

تاريخ لوتس للطيران
تأسست لوتس للطيران عام 1997 بمبادرة من شركة الفوارس القابضة الكويتية، المملوكة لرجل الأعمال الشيخ عبد الله علي الصباح. بدأت عملياتها الفعلية عام 1998 عبر أسطول مستأجر من طائرات إيرباص A320، وركزت على تقديم مجموعة واسعة من الخدمات تشمل الرحلات العارضة، التأجير التشغيلي، الصيانة، والخدمات الأرضية. وبذلك كانت من أوائل الشركات التي كسرت احتكار شركات الطيران الوطنية في مصر، وأسهمت في فتح المجال أمام قطاع الطيران الخاص في المنطقة.
طوال سنوات تشغيلها، سعت الشركة إلى تعزيز سمعتها في مجال السلامة التشغيلية والاعتمادية من خلال الاستثمار المستمر في التدريب الفني وتطوير فرق الصيانة. استعانت بخدمات شركات صيانة عالمية مثل Lufthansa Technik في ألمانيا وSRT في إيرلندا، ما رفع مستوى الكفاءة الفنية لأسطولها. وكانت أول شركة خاصة مصرية تنال شهادة صيانة معتمدة وفق معايير الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، إضافة إلى اجتيازها تدقيق السلامة التشغيلية IOSA التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). هذا أهلها لتوفير خدماتها لشركات طيران كبرى مثل الخطوط القطرية، والعربية للطيران، وIberworld الإسبانية، وليفينغستون الإيطالية. حتى أن شركة إيرباص صنفتها آنذاك كأحد أفضل مشغلي طائرات A320 على مستوى العالم.
مع بداية عام 2011، دخلت لوتس للطيران مرحلة حرجة، إذ أعلنت عن وقف عملياتها وإعادة الطائرات المؤجرة إلى مالكيها، قبل أن تُخطر رسمياً سلطة الطيران المدني المصري في فبراير من نفس العام بوقف نشاطها. تزامن ذلك مع تسريح أكثر من 370 موظفاً، ما أثار موجة من الاحتجاجات داخل مقر الشركة، وصلت إلى حد احتجاز الرئيس التنفيذي آنذاك، المهندس عدنان الفلاح (كويتي الجنسية). تدخلت السلطات المصرية لحل الأزمة، حيث تولت النيابة العامة التحقيق في ملابسات توقف الشركة وحقوق العاملين. وبعد مفاوضات، جرى التوصل إلى تسوية ودية أنهت النزاع وأُفرج بموجبها عن الرئيس التنفيذي. ومع ذلك، لم يُعلن بشكل واضح عن الأسباب الحقيقية وراء التصفية المفاجئة، وإن ربط مراقبون الأمر باضطرابات السوق وتداعيات الثورة المصرية.
أسطول و وجهات لوتس للطيران
اعتمدت الشركة خلال كامل فترة نشاطها على ثلاث طائرات مستأجرة من طراز إيرباص A320، وهو الطراز الذي مثّل العمود الفقري لعملياتها. وركزت على خدمة الوجهات السياحية المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ والأقصر، مع تسيير رحلات عارضة ومجدولة إلى عدد من العواصم الأوروبية. كما دخلت في عقود تأجير طائراتها لشركات إقليمية ودولية، من بينها إير 2000 البريطانية، الخطوط الجوية الليبية، الخطوط العمانية، الأفريقية للطيران، الخطوط السلوفاكية، والخطوط الكويتية. هذا النشاط جعلها لاعباً بارزاً في سوق الطيران العارض حتى توقفها المفاجئ.
ليست هناك تعليقات: