مطار توزر نفطة الدولي: بوابة الصحراء التونسية إلى العالم
يُمثل مطار توزر نفطة الدولي Tozeur–Nefta International Airport منشأة طيران استراتيجية في الجنوب التونسي، حيث يقع على بعد 4 كيلومترات فقط من مركز مدينة توزر عاصمة الولاية. يحمل المطار رمز الإياتا TOE ورمز الإيكاو DTTZ، ويخضع لإشراف وإدارة ديوان الطيران المدني والمطارات التونسي. يتميز المطار بدوره المحوري في تنشطة الحركة السياحية نحو المناطق الصحراوية والواحات الجنوبية، مما يجعله محوراً حيوياً للتنمية الاقتصادية والإقليمية.
المسيرة التاريخية: من التأسيس إلى التطوير
شهد الأول من نوفمبر 1978 افتتاح مطار توزر نفطة الدولي رسمياً، لتبدأ مرحلة التشغيل الفعلي في عام 1980. شهد المطار نقلة نوعية في عام 2000 مع تنفيذ مشروع توسعة وتطوير شاملة لمرافقه. في سبتمبر 2011، تم توقيع اتفاقية تاريخية بين الاتحاد التونسي لوكالات السفر والاتحاد التونسي للفنادق والمكتب الوطني للسياحة التونسية من جهة، وشركة ترانسافيا فرنسا من جهة أخرى، لتنظيم رحلتين أسبوعيتين منتظمتين إلى المطار. تمثل هذه الشركة، التابعة لمجموعة إير فرانس والمتخصصة في النقل منخفض التكلفة، إضافة استراتيجية لدعم السياحة الصحراوية المستدامة.
التراث مطار توزر نفطة: طائرتا البوينغ العراقيتان
يحتضن مطار توزر نفطة قصة فريدة تتمثل في وجود طائرتين من طراز بوينغ 747 كانتا تابعتين لشركة الخطوط الجوية العراقية. تم تخزين الطائرتين في المطار منذ أواخر عام 1990 بناءً على توجيهات الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كإجراء وقائي لحمايتهما من التدمير المحتمل خلال حرب الخليج الثانية. لا تزال الطائرتان تنتظران تسوية وضعهما القانوني بين الحكومتين العراقية والكويتية، مما يضفي بُعداً تاريخياً مميزاً على المطار.
شركات الطيران والشبكة الجوية
يستضيف مطار توزر نفطة مجموعة متنوعة من شركات الطيران المحلية والدولية التي تنظم رحلات منتظمة وموسمية إلى وجهات متعددة. تشمل هذه الشركات:
- الخطوط التونسية: تنظم رحلات منتظمة إلى ليون ومدريد ونيس ومطار باريس أورلي
- الخطوط التونسية السريعة: تقدم خدمات النقل الداخلي إلى مطار تونس قطاج
- سيفاكس ايرلاينز: تشغل رحلات إلى مطار شارل دو غول في باريس
- ترانسافيا فرنسا: تقدم خدمات إلى مطار باريس أورلي
- قرطاج للطيران: تشارك في تشغيل الرحلات الموسمية والعارضة
- نوفلير: تنظم رحلات عارضة إلى وجهات أوروبية متعددة
البنية التحتية والإمكانيات التشغيلية
يمتد مطار توزر نفطة الدولي على مساحة 690 هكتاراً، ويتمتع بقدرة استيعابية تصل إلى 400,000 مسافر سنوياً. سجل المطار في عام 2008 حركة نقل بلغت 89,263 مسافراً و3,517 رحلة جوية. يتميز المطار بمدرج الخرساني 27/9 الذي يبلغ طوله 3,225 متراً وعرضه 45 متراً، والذي كان يُعتبر أطول مدرج في تونس لفترة طويلة. يتوفر المطار على 6 مرابض للطائرات، ومحطة ركاب تبلغ مساحتها 6,500 متر مربع، وبرج مراقبة متطور، ومواقف سيارات واسعة، ومرافق خدمية متكاملة. تسمح البنية التحتية المتطورة باستقبال جميع أنواع الطائرات بما فيها الطائرات واسعة البدن.
الدور الاقتصادي لمطار توزر نفطة والاجتماعي
يشكل مطار توزر نفطة شرياناً حيوياً لولاية توزر والمناطق المحيطة، حيث يدعم الاقتصاد المحلي المعتمد بشكل رئيسي على السياحة الصحراوية. يمثل المطار بوابة استقبال للسياح الراغبين في اكتشاف كنوز الصحراء التونسية والواحات الخلابة، مع توفير جميع المقومات اللازمة لقطاع سياحي مستدام. يشهد المطار ذروة نشاطه خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث تفضل الظروف الجوية المعتدلة exploration المناطق الصحراوية. يلعب المطار أيضاً دوراً اجتماعياً مهماً في تسهيل عودة أبناء المنطقة العاملين في الخارج، ويربط مناطق الجنوب التونسي ببعضها البعض، ويدعم تنظيم رحلات العمرة والحج.
السياسات التمكينية والتشجيعية
يتمتع مطار توزر نفطة بتطبيق سياسة السماوات المفتوحة التي تشمل جميع الرحلات الجوية المنتظمة وغير المنتظمة لنقل المسافرين والبضائع. في عام 2014، أصدرت وزارة النقل التونسية قراراً بإعفاء المسافرين والطائرات على الرحلات التجارية الدولية والداخلية من رسوم المطار وخدمات الملاحة الجوية لمدة خمس سنوات. تهدف هذه الإجراءات التشجيعية إلى جذب المزيد من شركات النقل الجوي لاستغلال المطار، وإزالة جميع القيود التجارية المتعلقة بعدد الرحلات والسعات التشغيلية.
التكامل مع الشبكة الوطنية للمطارات
يعمل مطار توزر نفطة ضمن منظومة متكاملة من المطارات التونسية التي تشمل مطار المانستير الحبيب بورقيبة ومطار جربة جرجيس ومطار قابس مطماطة ومطار قفصة قصر. كما يتعاون مع مطار الشلف أبوبكر بلقايد في الجزائر لتعزيز التكامل الإقليمي. تساهم هذه الشبكة في تعزيز الحركة السياحية والتبادل التجاري بين مختلف regions تونس ودول الجوار.
الرؤية المستقبلية والتطوير المستدام
تتضمن الخطط المستقبلية لمطار توزر نفطة مشاريع تطوير طموحة تركز على تعزيز القدرة الاستيعابية وتحسين جودة الخدمات. تستهدف هذه المشاريع زيادة عدد المسافرين إلى 600,000 مسافر سنوياً بحلول 2028، وتطوير مرافق الشحن الجوي لدعم الصادرات المحلية، وتركيب أنظمة طاقة شمسية لتقليل البصمة الكربونية. يعمل المطار على تعزيز شراكاته مع شركات الطيران الدولية وتطوير برامج سياحية متخصصة في السياحة البيئية والتراثية.
ليست هناك تعليقات: