الخطوط الجوية الإريترية أو Eritrean Airlines هي الناقل الوطني الرسمي لدولة إريتريا، وتعود ملكيتها بالكامل إلى الحكومة الإريترية التي تشرف على إدارتها وتمويلها. يقع المقر الرئيسي للشركة في العاصمة أسمرة، حيث تتخذ من مطار أسمرة الدولي قاعدة رئيسية لعملياتها الجوية، سواء على مستوى الرحلات الداخلية أو الدولية. تحمل الشركة رمز B8 لدى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بينما يُعرف رمزها لدى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) باسم ERT. تمثل الشركة واجهة جوية لإريتريا، ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أيضًا كأداة دبلوماسية للتواصل مع العالم الخارجي، خصوصًا مع محدودية عدد الناقلات العاملة في البلاد.

تاريخ الخطوط الجوية الإريترية
تعود بدايات الخطوط الجوية الإريترية إلى شهر مايو من عام 1991، أي بالتزامن مع استقلال إريتريا تقريبًا. في تلك الفترة، لم تكن الشركة تعمل كناقل جوي بالمعنى المباشر، وإنما اقتصرت أنشطتها على خدمات المناولة الأرضية في مطارات أسمرة، عصب، ومصوع، إضافة إلى تمثيلها كوكلاء مبيعات لشركات طيران أجنبية كانت تشغل رحلات إلى البلاد. لكن مع مطلع الألفية الجديدة، بدأت الحكومة الإريترية تدرك أهمية وجود ناقل وطني فعلي، فتم اتخاذ قرار في مايو 2002 بالتوسع نحو تشغيل رحلات ركاب دولية تحت العلامة التجارية للخطوط الجوية الإريترية.
في أبريل 2003، استأجرت الشركة طائرة Boeing 767-300ER من مصر للطيران، والتي كانت في الخدمة منذ 14 عامًا آنذاك، وتم تشغيلها على خط أسمرة – أمستردام لتكون أولى الرحلات الطويلة المدى للشركة. ومع نجاح التجربة الأولى، توسعت الشبكة لتشمل خطوطًا مباشرة إلى فرانكفورت، ميلانو، نيروبي، وروما، قبل أن تتم إضافة أمستردام بشكل رسمي في عام 2004، ثم جيبوتي ودبي في عام 2005. لكن هذه التوسعات واجهت صعوبات، حيث أوقفت الشركة لاحقًا رحلات نيروبي وأمستردام، وأبقت على ميلانو كوجهة موسمية فقط.
في سبتمبر 2006، وقعت الشركة اتفاقًا مع الحكومة الباكستانية لتسيير رحلات مباشرة إلى كراتشي ولاهور بواقع رحلتين أسبوعيًا لكل وجهة، مرورًا بدبي، مع الحصول على حقوق نقل كاملة للركاب والبضائع بين دبي وباكستان. مثل هذا الاتفاق نقلة نوعية للشركة من حيث التوجه إلى أسواق آسيا. لكن سرعان ما واجهت الشركة تحديات جديدة؛ ففي عام 2008 أعلنت عن رحلات موسمية لنقل الحجاج إلى باماكو، إلا أن توترات سياسية وأمنية على الحدود مع جيبوتي أدت إلى تعليق رحلاتها إليها بنهاية العام نفسه. كما أوقفت الشركة رحلاتها إلى فرانكفورت في 2009، وهو ما عكس التراجع التدريجي في حجم عملياتها الأوروبية.
في 2011، صرحت وزارة الخارجية الإريترية أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا سياسية لمنع شركات الطيران العالمية من تأجير الطائرات إلى إريتريا، الأمر الذي ضاعف من الصعوبات التي كانت تواجهها الشركة في تجديد أسطولها. ونتيجة لهذه الظروف، توقفت العمليات لفترة قصيرة، قبل أن تعود الشركة في يوليو 2011 بعد دمجها مع شركة طيران ناس الإريتري لتعمل تحت اسم جديد هو ناس إريتريا للطيران. خلال هذه الفترة، أدخلت الشركة طلاءًا جديدًا على طائراتها من طراز Airbus A320 التي بدأت العمل على خطوط دبي – لاهور – كراتشي، مع خطط لإعادة تشغيل الرحلات الداخلية باستخدام أسطول طائرات Dornier المخزن.
غير أن الضغوط لم تتوقف، ففي أبريل 2012 فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا كاملًا على الخطوط الجوية الإريترية، ما منعها من تسيير أي رحلات إلى القارة الأوروبية، وهو ما شكّل ضربة قاسية للشركة التي كانت تعتمد بشكل كبير على الوجهات الأوروبية في تشغيلها. ومنذ ذلك التاريخ، تقلصت عملياتها بشكل حاد، وأصبحت تقتصر على بعض الوجهات الإقليمية المحدودة.
أسطول ووجهات الخطوط الجوية الإريترية
ظل حجم الأسطول محدودًا للغاية، حيث امتلكت الشركة في فترات مختلفة طائرات من طراز Boeing 767 بالإضافة إلى طائرات Airbus A320 وعدد من الطائرات الصغيرة مثل Dornier، لكنها كانت تواجه دائمًا مشاكل في عقود الإيجار والتشغيل. أما الوجهات، فقد شملت شبكة واسعة نسبيًا مقارنة بإمكاناتها، حيث سيّرت رحلات إلى القاهرة، فرانكفورت، ميلانو، روما، كراتشي، لاهور، جدة، كيب تاون، جوهانسبرغ، نيروبي، الخرطوم، جيبوتي، بورسودان، ودبي. ورغم هذا التنوع، فإن استمرارية التشغيل كانت دائمًا مرهونة بالظروف السياسية والاقتصادية أكثر من الطلب التجاري الفعلي.
ليست هناك تعليقات: