مطار العريش الدولي El Arish International Airport (IATA: AAC – ICAO: HEAR) هو واحد من المطارات المصرية ذات الأهمية الاستراتيجية، يقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء. أنشئ المطار على مساحة تقارب 400 فدان، ويُعد المنفذ الجوي الرئيسي لشمال سيناء، وإن كان نشاطه التجاري محدوداً في السنوات الأخيرة نتيجة الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة. ورغم توقف أغلب الرحلات المنتظمة، فإن المطار لا يزال يُستخدم في أغراض عسكرية وفي بعض الحالات الإنسانية أو الطارئة.
نشأة مطار العريش والخلفية التاريخية
لا توجد وثائق رسمية تحدد بدقة سنة إنشاء مطار العريش، إلا أن بعض السجلات الجوية تشير إلى وجوده منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي. فقد ارتبط اسمه بحادث تحطم طائرة عسكرية مصرية من طراز Curtiss C-46D في التاسع من فبراير 1953 بعد إقلاعها من المطار باتجاه قاعدة ألماظة الجوية بالقاهرة، وهو ما يعزز الاعتقاد أن المطار كان قائماً بالفعل في تلك الفترة. ووفق ما ورد في تقارير سلامة الطيران، أسفر الحادث عن مصرع ثلاثين شخصاً من ركاب الطائرة وإصابة ثلاثة آخرين.
مدينة العريش التي يحمل المطار اسمها لها جذور تاريخية عميقة؛ فقد نشأت على أنقاض مستوطنة قديمة عُرفت باسم Rhinocorura، ثم خضعت لتحصينات عثمانية في القرن السادس عشر. كما لعبت دوراً في الحملات الفرنسية والبريطانية خلال القرون اللاحقة. هذه الخلفية الاستراتيجية جعلت موقع المطار مهماً في أي خطط عسكرية أو لوجستية لاحقة، لاسيما أن العريش تمثل بوابة طبيعية بين مصر وقطاع غزة.
دور المطار في خدمة الخطوط الفلسطينية
في عام 2006، اتخذت الخطوط الجوية الفلسطينية مطار العريش الدولي مقراً رئيسياً لها بعد تدمير مطار ياسر عرفات الدولي في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقد شكّل ذلك الحدث نقطة تحول مهمة في تاريخ المطار، إذ أصبح بمثابة المنفذ الجوي البديل للفلسطينيين على الأراضي المصرية. غير أن استمرار الاضطرابات الأمنية في شمال سيناء منذ عام 2011 عطّل معظم أنشطة الخطوط الفلسطينية من هذا المطار، ما أدى إلى توقف شبه تام لحركة الطيران التجاري.
الأحداث الأمنية وتأثيرها على مطار مطار العريش
مع اشتداد الحرب على الإرهاب في شمال سيناء، تعرض مطار العريش ومحيطه لعدد من العمليات المسلحة. ومن أبرزها حادث ديسمبر 2017 عندما تم استهداف طائرة كانت تقل وزيري الدفاع والداخلية المصريين أثناء هبوطها. ورغم نجاتهما، أثبتت تلك الحادثة مدى حساسية المطار كهدف رئيسي للجماعات الإرهابية. ومنذ ذلك الوقت، عززت السلطات المصرية الإجراءات الأمنية، بما في ذلك إقامة سياج محكم حول المطار ونشر قوات إضافية لحمايته. ونتيجة لذلك، توقف المطار عن استقبال الرحلات التجارية المدنية واقتصر نشاطه على الأغراض العسكرية والعمليات الإنسانية.
مرافق وتجهيزات مطار مطار العريش
يمتلك مطار العريش الدولي مدرجاً واحداً بطول ثلاثة آلاف متر وعرض 45 متراً، قادر على استقبال الطائرات التجارية متوسطة الحجم. كما يضم منطقة مخصصة لوقوف نحو أربع طائرات، بالإضافة إلى خدمات التزويد بالوقود وبعض أعمال الصيانة الأساسية. يحتوي المطار أيضاً على برج مراقبة جوي مجهز بأجهزة ملاحة ورصد جوي، إلى جانب مبنى ركاب صغير لا يتجاوز استيعابه 200 مسافر في الساعة. إلا أن تجهيزاته مقارنة بالمطارات المصرية الكبرى تُعد متواضعة، حيث يفتقر إلى سيور حقائب أو مرافق متكاملة للشحن الجوي.
الرحلات الجوية وحركة التشغيل
شهد مطار العريش عبر سنواته فترات تشغيل متقطعة. فقد استخدمته شركات مثل الخطوط الجوية الفلسطينية، الملكية الأردنية، مصر للطيران إكسبريس، وشركات طيران إقليمية أخرى لتسيير رحلات محدودة نحو عمّان، القاهرة، جدة وغيرها. لكن بسبب استمرار التوترات الأمنية، توقفت هذه الرحلات منذ 2011.
في السنوات الأخيرة، برزت خطط لإعادة تفعيل المطار بشكل جزئي لدعم التنمية في شمال سيناء، إلا أن هذه الخطط مرتبطة بتحسن الأوضاع الأمنية. ووفقاً لآخر التصريحات الحكومية حتى عام 2024، ما يزال المطار قيد الاستخدام العسكري بالدرجة الأولى، بينما تُدرس مقترحات لإعادة تشغيله مستقبلاً بما يخدم التنمية الاقتصادية وحركة السياحة الدينية (خاصة رحلات الحج والعمرة عبر سيناء).
الوصول إلى العريش وحركة المسافرين
رغم توقف الرحلات المنتظمة، ما زال بالإمكان رصد بعض الجداول السابقة لرحلات أسبوعية بين القاهرة والعريش. كانت الرحلة تغادر من القاهرة يوم الأربعاء عند الساعة 15:30 وتصل إلى العريش في 16:20، بينما تقلع رحلة العودة في 16:50 لتصل القاهرة حوالي 17:40. تراوحت أسعار التذاكر حينها بين 250 و489 جنيهاً للذهاب فقط، وبين 451 و923 جنيهاً للتذكرة ذهاباً وإياباً. حالياً، يقتصر الوصول إلى العريش على الطرق البرية، إذ تبعد المدينة عن القاهرة نحو 310 كيلومترات، أي ما يقارب أربع ساعات بالسيارة.
الأسئلة الشائعة حول مطار العريش الدولي
خاتمة
من خلال هذه الأسئلة والأجوبة، يتضح أن مطار العريش الدولي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة رغم محدودية تشغيله المدني في الوقت الراهن. ومع تحسن الظروف الأمنية مستقبلاً، من المتوقع أن يعود المطار للعب دور حيوي في ربط شمال سيناء بالقاهرة وعدد من الوجهات الإقليمية، بما يساهم في التنمية الاقتصادية وتيسير حركة السكان والمسافرين.
ليست هناك تعليقات: