الخميس، 25 يناير 2018

مطار سيئون الدولي: بوابة محافظة حضرموت

مطار سيئون الدولي (Sayun International Airport) يعد اليوم واحداً من أهم المطارات العاملة في اليمن، ويكتسب أهميته لكونه المنفذ الجوي شبه الوحيد الذي ظل يستقبل الرحلات الجوية منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2015. يقع المطار في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، على بعد نحو 600 كيلومتر شرق العاصمة صنعاء. يحمل المطار رمز الإياتا: GXF ورمز الإيكاو: OYSY، ويخضع لإدارة هيئة الطيران المدني والأرصاد اليمنية. وبسبب توقف عمل مطار صنعاء الدولي ومطار عدن الدولي لفترات طويلة، تحولت غالبية الرحلات الدولية والداخلية إلى مطار سيئون، مما جعله شرياناً حيوياً يربط اليمن بالعالم الخارجي رغم الظروف الصعبة.

مطار سيئون الدولي Sayun International Airport

تاريخ مطار سيئون الدولي

تاريخ إنشاء مطار سيئون غير موثق بدقة، لكن المرجح أنه تأسس في سبعينيات القرن العشرين. تشير بعض السجلات إلى حادث جوي وقع في 1 مارس 1977 عندما تحطمت طائرة من طراز Douglas C-47 تابعة لشركة "اليمدا" بعد إقلاعها من مطار عدن باتجاه سيئون. منذ ذلك الحين، لعب المطار دوراً محورياً في خدمة المنطقة الشرقية لليمن، خاصة مع محدودية المطارات الأخرى في حضرموت والمهرة.

خلال الحرب اليمنية التي اندلعت عام 2015، ظل مطار سيئون يعمل في الوقت الذي تعرضت فيه معظم مطارات البلاد للتوقف أو التدمير. ورغم الحملات العسكرية والتحالفات الإقليمية (المعروفة بعملية عاصفة الحزم)، لم يتعرض المطار لأضرار مباشرة، ما جعله ملاذاً آمناً نسبياً للطيران المدني. كما اعتمد عليه السكان في استقبال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء، ليصبح محطة استراتيجية محلية ودولية على السواء.

في عام 2019، وبعد محادثات السلام في السويد برعاية الأمم المتحدة، اتُفق على أن يكون مطار سيئون بمثابة البوابة الجوية الوحيدة لليمن أمام الرحلات الدولية، وذلك لضمان إجراءات التفتيش والرقابة الأمنية التي أشرفت عليها قوات التحالف آنذاك. ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2025، استمر المطار في استقبال آلاف المسافرين شهرياً، رغم الانقطاعات المتكررة التي تفرضها الأوضاع الأمنية.

مرافق مطار سيئون الدولي

يضم مطار سيئون الدولي مبنى ركاب متوسط الحجم مقسم إلى صالة سفر، صالة وصول، مكاتب إدارية، ومناطق خدمات تشمل متاجر صغيرة ومطاعم وكافتيريات. كما يحتوي على مدرج واحد بطول 3000 متر وعرض 45 متراً، مجهز ليستوعب مختلف الطائرات التجارية متوسطة وبعيدة المدى. برج المراقبة مزود بأنظمة اتصالات وملاحة جوية حديثة نسبياً، إضافة إلى منطقة مخصصة لانتظار وتموين وصيانة الطائرات.

في عام 2016، شهد مطار سيئون الدولي مشروع تطوير مهم شمل بناء صالة ركاب جديدة وحمايته من مخاطر السيول وتزويده بتجهيزات ملاحية متقدمة. وقد أدى ذلك إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار التي وصلت في عام 2017 إلى أكثر من 110 آلاف مسافر. ورغم التحديات، استمر العمل على تحسين بعض المرافق الأمنية والخدمية حتى 2023، بما في ذلك تحديث أجهزة التفتيش وتعزيز القدرة الاستيعابية لخدمات الشحن الجوي.

الخطوط الجوية العاملة في مطار سيئون الدولي

بسبب ظروف الحرب، تقتصر العمليات الجوية في مطار سيئون على عدد محدود من شركات الطيران التي تسير رحلات غير منتظمة وفقاً للأوضاع الأمنية والاتفاقات الدولية. وتشمل هذه الشركات:

وبحسب تقارير عام 2024، فإن حركة الطيران في مطار سيئون تتراوح بين 10 إلى 15 رحلة أسبوعياً، أغلبها ذات طابع إنساني أو تجاري، فيما تسعى السلطات اليمنية حالياً إلى تعزيز بنيته التحتية استعداداً لمرحلة ما بعد الحرب.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك