يعد مطار قابس مطماطة الدولي Gabès Matmata International Airport من المنشآت الحيوية في الجنوب التونسي، حيث يمثل بوابة جوية استراتيجية تربط المنطقة بالعالم. يقع هذا المنشأ على بعد 12 كيلومتراً من مطماطة الجديدة، و20 كيلومتراً من مركز مدينة قابس، و25 كيلومتراً من منطقة الحامة الشهيرة بمياهها الحارة العلاجية. يحمل المطار الرمز الدولي GAE وفق نظام الإياتا وDTTG في تصنيف الإيكاو، وتديره هيئة الطيران المدني والمطارات التونسية التي تشرف على كافة المطارات الحكومية في البلاد.
تاريخ مطار قابس مطماطة الدولي
تشير سجلات الطيران التونسية إلى أن مطار قابس مطماطة كان في الأصل منشأة عسكرية تابعة للقوات الجوية، ثم تحول إلى مطار مدني ضمن خطة تطوير البنية التحتية للنقل الجوي. بدأت أعمال التحويل الجوهري في ديسمبر 2007 باستثمارات بلغت 27 مليون دينار تونسي، وافتتح للخدمة المدنية في 2008. شهد المطار أولى رحلاته الرسمية مع رحلة الحجاج إلى الأراضي المقدسة، ثم انتظمت الرحلات الداخلية عبر الخطوط التونسية بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً إلى مطار تونس قطاج الدولي.
واجه المطار تحديات تشغيلية كبيرة أدت إلى توقف الرحلات المنتظمة في نوفمبر 2012 بسبب تراجع المؤشرات التشغيلية وتراكم الخسائر المالية. لكن الجهود أعيدت بافتتاح المحطة الجديدة في 11 أغسطس 2015، والتي بنيت على مساحة 2000 متر مربع بطاقة استيعابية تصل إلى 200 ألف مسافر سنوياً، مع إمكانيات التوسع المستقبلية حسب متطلبات النمو.
البنية التحتية لمطار قابس مطماطة
تمتاز المنشآت الحالية لمطار قابس مطماطة الدولي بتصميم عصري يلبي المعايير الدولية. تبلغ المساحة الإجمالية للمبنى الرئيسي 2400 متر مربع، مجهز بأحدث أنظمة السلامة والأمن. يضم المطار برج مراقبة جوي متطور مجهز بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، بالإضافة إلى مدرج هبوط يعتبر الأطول في تونس بطول 3600 متر، مما يمكنه من استقبال جميع أنواع الطائرات المدنية والعسكرية بما فيها الطائرات واسعة البدن.
تشمل التجهيزات المتوفرة منطقة متكاملة لتموين الطائرات وخدماتها الأرضية، ونظام متطور لمكافحة الحرائق والإنقاذ الجوي يحقق متطلبات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO). كما يضم مرافق إدارية وأمنية متكاملة، ومناطق انتظار مركبات مجهزة، وخدمات جمركية وحديثة لتسهيل حركة المسافرين والبضائع.
يتميز المطار بقربه من المناطق السياحية الرئيسية في الجنوب التونسي، حيث يبعد مسافة قصيرة عن مطار قابس مطماطة الدولي الذي يشكل محوراً للنقل في المنطقة. كما تتكامل خدماته مع شبكة المطارات الأخرى مثل مطار تورز نفطة ومطار قفصة قصر الدوليين.
أهمية ومستقبل مطار قابس مطماطة الدولي
يحتل مطار قابس مطماطة موقعاً استراتيجياً فريداً بين البحر والجبل والصحراء، مما يجعله بوابة رئيسية للمناطق السياحية والتجارية في الجنوب التونسي. تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن إعادة تفعيل المطار ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة، حيث يستقطب رجال الأعمال والمواطنين التونسيين المقيمين في أوروبا خلال فترات الذروة.
تشهد الحركة التشغيلية للمطار تطوراً ملحوظاً مع إضافة خط جوي داخلي ثالث يربط المطار بالعاصمة، ضمن برنامج الرحلات الشتوي للخطوط التونسية. كما أضيف خط دولي في أواخر 2015 يربط قابس بعدة دول أوروبية، إلى جانب تشغيل خط نقل حاويات بالتعاون مع أحد الناقلين العالميين الكبار. وتدرس الجهات المعنية إضافة خط حديدي يربط قابس بصفاقس لتعزيز التكامل بين وسائل النقل المختلفة.
يساهم مطار قابس مطماطة في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتعزيز حركة التصدير والاستيراد، وجذب الاستثمارات السياحية. وتعمل شركات الطيران الخاصة مثل نوفلير وقرطاج للطيران على استكشاف فرص التشغيل من المطار نظراً لإمكانياته الكبيرة.
تشمل خطط التطوير المستقبلية تعزيز الروابط مع المطارات الإقليمية مثل مطار جربة جرجيس ومطار المانستير الحبيب بورقيبة، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء شراكات مع مطارات دولية مجاورة مثل مطار الشلف أبوبكر بلقايد في الجزائر لتعزيز التكامل الإقليمي.
ليست هناك تعليقات: