مطار الشلف الدولي – مطار أبو بكر بلقايد (Chlef International Airport) هو واحد من المطارات الجزائرية المهمة التي تخدم شمال البلاد، حيث يقع بمدينة الشلف التابعة لولاية الشلف على الساحل الشمالي المطل على البحر الأبيض المتوسط. يُدار المطار من قبل مؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر التابعة للمؤسسة الوطنية للمطارات، ويحمل رمز المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) DAOI، بالإضافة إلى رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) QAS.
يُعتبر هذا المطار حلقة وصل محورية بين غرب الجزائر وشرقها، إضافة إلى كونه منفذاً دولياً يربط الشلف بعدد من العواصم والمدن الأوروبية والعربية. ومع ازدياد حركة الطيران خلال العقدين الأخيرين، أصبح المطار يلعب دوراً متنامياً في دعم التنمية الاقتصادية والسياحة الداخلية والخارجية في المنطقة.

تاريخ وتطور مطار الشلف الدولي
تم إنشاء مطار الشلف عام 1932 على يد رجل الأعمال الفرنسي روستينغ، رئيس شركة الطيران آنذاك بمدينة أورليانزفيل (الاسم القديم للشلف). شُيّد المطار على مساحة تجاوزت 33 هكتاراً واحتوى في بدايته على حظيرة طائرات بارتفاع 20 متراً وعمق 15 متراً. ومنذ يناير 1933، أصبح المطار قادراً على استقبال الطائرات المدنية والعسكرية لأغراض الإقلاع، الهبوط، والتزويد بالوقود.
افتُتح المطار رسمياً في 24 ديسمبر 1933 بحفل كبير، وأصبح جزءاً من شبكة شركة الطيران L.A.N.A (طيران شمال إفريقيا) التي ربطت الجزائر العاصمة بمدينة وهران مروراً بالشلف. وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، لعب المطار دوراً استراتيجياً إذ كان يُعرف باسم "مطار وارنيير" (Warnier Airfield) ويُستخدم كقاعدة عمليات رئيسية للقوات الجوية الأمريكية ضمن حملة شمال إفريقيا في 1943.
بعد الحرب، شهد مطار الشلف الدولي أعمال تطوير متتالية. ففي نهاية عام 1955، ومع وصول فوج هندسة الطيران 45 إلى الجزائر، بدأت مشاريع إعادة تأهيل شاملة شملت توسيع المدارج لاستقبال الطائرات النفاثة والمقاتلات الثقيلة. وبحلول 1958، تم الانتهاء من إنشاء مدرج جديد بطول 1500 متر، إضافة إلى موقف سيارات ومرافق خدمية. في عام 1957 استأنف المطار نشاطاته المدنية والسياحية التي توقفت أثناء الحرب.
وفي مرحلة لاحقة، تمت تسمية المطار رسمياً باسم مطار أبو بكر بلقايد الدولي تكريماً للمناضل والسياسي الجزائري المخضرم أبو بكر بلقايد (1934–1995)، الذي شغل عدة مناصب وزارية وكان شخصية بارزة في الحياة السياسية الجزائرية حتى اغتياله عام 1995.
مع مطلع الألفية الجديدة، وخلال زيارة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الشلف عام 2002، تقرر تنفيذ مشروع تطوير شامل للمطار بميزانية قُدرت بحوالي ملياري دينار جزائري، نُفذ من قبل مجموعة Sonatro-Evsm. وبتخصيص مبلغ إضافي قدره 500 مليون دينار، وُضع حجر الأساس عام 2004 واستمرت الأشغال لمدة 18 شهراً حتى تم الانتهاء من المشروع في فبراير 2006. هذا التطوير جعل المطار قادراً على استيعاب حركة أكبر من الرحلات الداخلية والدولية.
مرافق مطار الشلف الدولي
يضم مطار الشلف الدولي حالياً مدرجين رئيسيين: الأول بطول 2800 متر وعرض 45 متراً، والثاني بطول 1650 متر وعرض 30 متراً. كما يحتوي على برج مراقبة جوي مجهز بأحدث أنظمة الملاحة الجوية وأجهزة الطقس. هناك أيضاً منطقة واسعة لانتظار وتموين الطائرات تتسع لعشر طائرات في وقت واحد، إلى جانب مرافق خاصة لصيانة الطائرات. أما مبنى المسافرين فيتكون من صالتين منفصلتين للمغادرة والوصول، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للشحن الجوي لدعم الحركة التجارية.
وفي إطار التحديث المستمر، أعلنت السلطات الجزائرية عام 2023 عن خطط لإضافة تجهيزات جديدة لأنظمة السلامة والأمن، فضلاً عن تحسينات في البنية التحتية لتوسيع الطاقة الاستيعابية بما يتماشى مع توقعات النمو في حركة المسافرين حتى 2030.
شركات الطيران والوجهات
يخدم مطار الشلف الدولي عدداً من شركات الطيران المحلية والإقليمية والدولية، حيث يتيح رحلات داخلية تربط الشلف بأغلب المدن الجزائرية الكبرى، إضافة إلى خطوط منتظمة تربطه بعدد من الوجهات في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن بين أبرز الشركات العاملة:
- الخطوط الجوية الجزائرية: رحلات داخلية إلى الجزائر العاصمة، حاسي مسعود، أدرار، الجلفة، تلمسان، بسكرة، سطيف، إضافة إلى رحلات دولية إلى تونس، القاهرة، وليون.
- طيران الطاسيلي: وجهات محلية إلى عنابة، غرداية، ورقلة، تيارت، تمنراست، فضلاً عن رحلات دولية إلى باريس، ليون، تولوز، مرسيليا، نيس، بوردو وستراسبورغ.
- إيغل أزور (قبل توقفها عن العمل في 2019): كانت تشغل رحلات إلى بازل، ليون، ميلوز، مارسيليا، بوردو، باريس، ليل وتولوز.
- الخطوط الجوية الفرنسية: رحلات مباشرة إلى باريس ومارسيليا.
- الخطوط التونسية: رحلات منتظمة إلى العاصمة تونس.
- مصر للطيران: خط مباشر يربط الشلف بالقاهرة.
- الملكية الأردنية: رحلات إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وتشير التوقعات إلى أن مطار الشلف الدولي سيشهد مزيداً من الوجهات المضافة خلال الفترة 2025–2030، مع ازدياد الطلب على الوجهات الأوروبية خصوصاً باريس وليون ومرسيليا، إضافة إلى تعزيز الربط مع بعض الوجهات الخليجية مثل الدوحة ودبي.
ليست هناك تعليقات: