الثلاثاء، 21 فبراير 2017

طيران البراق او البراق للطيران

طيران البراق Buraq Air – أول شركة طيران خاصة في ليبيا

تُعد شركة طيران البراق (Buraq Air) من أبرز شركات الطيران الليبية وأكثرها استمرارية في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي واجهت البلاد منذ مطلع الألفية الجديدة. تأسست البراق للطيران عام 2000 لتكون أول شركة طيران مملوكة بالكامل للقطاع الخاص في ليبيا، واتخذت من مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس مقرًا رئيسيًا لها، بالإضافة إلى محطة تشغيل فرعية في مطار طبرق الدولي. تحمل الشركة رمز اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) UZ، ورمز منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) BRQ، ورمز النداء الجوي BURAQAIR. تُشغّل الشركة رحلات داخلية ودولية، وتقدم خدمات الشحن الجوي والرحلات العارضة (Charter).

طيران البراق الليبية Buraq Air

تاريخ طيران البراق ونشأتها

تأسست شركة طيران البراق في أكتوبر عام 2000، وبدأت بتسيير أولى رحلاتها المنتظمة في نوفمبر 2001 لتربط المطارات الليبية الرئيسية مثل طرابلس، بنغازي، مصراتة، سبها، والبيضاء. كانت انطلاقتها علامة فارقة في تاريخ الطيران الليبي، إذ مثّلت أول تجربة ناجحة للقطاع الخاص في مجال الطيران التجاري بعد عقود من احتكار الشركات الحكومية للسوق.

في بداياتها، استعانت البراق للطيران بطائرتين مستأجرتين من طراز Boeing 727-200 لتشغيل الرحلات الداخلية. ومع تزايد الطلب، اشترت الشركة ثلاث طائرات من الطراز نفسه في عام 2002، وبدأت بتسيير رحلات إقليمية إلى إسطنبول، والقاهرة، والرباط. وفي منتصف العقد الأول من الألفية، توسعت الشركة بشكل لافت عبر شراء طائرات Boeing 737 من الإصدارات 200 و400 و500، لتصبح من أكبر الشركات الخاصة في شمال أفريقيا من حيث الأسطول وعدد الوجهات.

تأثير الصراعات وحظر الطيران

تأثر نشاط طيران البراق مرارًا بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا، خصوصًا خلال أحداث عام 2011 حين تم فرض حظر جوي شامل من قبل حلف الناتو، ما أدى إلى توقف جميع عملياتها في 17 مارس من ذلك العام. إلا أن براق للطيران استأنفت رحلاتها بعد رفع الحظر في 2012، لتعود وتساهم في الحفاظ على استمرارية النقل الجوي الليبي في ظل الانقسام السياسي بين الشرق والغرب.

خلال فترة 2014–2016، تعرض أسطول البراق للطيران لأضرار كبيرة نتيجة القتال الدائر في محيط مطار طرابلس الدولي، حيث تضررت ثلاث طائرات جراء القصف. ورغم ذلك، تمكنت الشركة من إعادة تنظيم عملياتها انطلاقًا من مطار معيتيقة، مع التركيز على الرحلات الداخلية والشحن الجوي الإنساني.

الهيكل الإداري لخطوط طيران البراق والرؤية المستقبلية

يتولى إدارة طيران البراق حاليًا الرئيس التنفيذي مروان ببيدة، الذي تبنى استراتيجية تهدف إلى تعزيز السلامة التشغيلية والعودة التدريجية إلى الأسواق الإقليمية. تعمل الشركة على توسيع شبكة خطوطها بالتنسيق مع مصلحة الطيران المدني الليبي، ووقّعت في عام 2023 مذكرة تفاهم مع هيئة الطيران المدني التونسية لاستئناف الرحلات بين طرابلس وتونس العاصمة بشكل منتظم. كما تسعى الشركة إلى إعادة تشغيل رحلاتها إلى إسطنبول، الخرطوم، والقاهرة في إطار خطة تدريجية لاستعادة الثقة بالسوق الدولي.

الأسطول والتطوير التقني (2025)

يمتلك طيران البراق في عام 2025 أسطولًا يتكوّن من خمس طائرات نشطة تتراوح بين طرازات Boeing 737-400 و737-500 و737-800 بمتوسط عمر 18 عامًا. ويجري العمل حاليًا على تحديث طائرتين بتركيب أنظمة ملاحة رقمية حديثة وفق معايير منظمة ICAO، لتأهيلهما لرحلات أوروبية مستقبلية. كما تدرس الشركة إضافة طائرات من الجيل الجديد Boeing 737 MAX أو Airbus A320neo في حال استقرار الوضع الأمني ورفع بعض القيود التقنية الأوروبية.

خدمات البراق للطيران

  • الرحلات الداخلية: تربط البراق للطيران بين المدن الرئيسية الليبية مثل طرابلس، بنغازي، مصراتة، سبها، والبيضاء بواقع رحلات يومية منتظمة.
  • الرحلات الإقليمية: تُسيّر رحلات إلى إسطنبول، تونس، صفاقس، وسوسة، إضافة إلى رحلات موسمية إلى الإسكندرية وجدة.
  • الرحلات العارضة (Charter): تقدم خدمات خاصة للشركات ورجال الأعمال، وتشمل رحلات الحج والعمرة.
  • الشحن الجوي: تمتلك الشركة قسم شحن فعال يستخدم طائرات Ilyushin Il-76 لنقل البضائع والمساعدات الإنسانية إلى وجهات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

السلامة الجوية والتحديات التشغيلية

رغم الظروف الصعبة التي واجهها قطاع الطيران الليبي، حافظت طيران البراق على سجل سلامة جيد نسبيًا. وكان أبرز الحوادث التي تعرضت لها الشركة حادث إطلاق النار على طائرة من طراز Boeing 737-800 في أبريل 2013 أثناء اقترابها من مطار طرابلس، دون وقوع إصابات. ومنذ 2018، اعتمدت الشركة برنامج صيانة شامل بالتعاون مع شركات صيانة معتمدة في تونس وتركيا لضمان جاهزية الطائرات وفق معايير السلامة الأوروبية.

العودة إلى الساحة الدولية

منذ عام 2022، تعمل الشركة بالتعاون مع المنظمة العربية للطيران المدني على استيفاء متطلبات استعادة شهادات التشغيل الدولية، تمهيدًا لاستئناف رحلاتها إلى وجهات عربية وأوروبية. وفي عام 2024، حصلت الشركة على اعتماد أولي لتسيير رحلات نقل حجاج ليبيين إلى مطار جدة، في أول عملية حج رسمية تشارك فيها بعد توقف دام تسع سنوات.

الخطط المستقبلية (2025–2027)

تتضمن خطط طيران البراق المستقبلية:

  • توسيع شبكة الرحلات الإقليمية لتشمل القاهرة، عمان، الخرطوم، والإسكندرية.
  • تأسيس مركز تدريب جوي بالتعاون مع هيئة الطيران المدني الليبي لتأهيل الطيارين والفنيين.
  • إطلاق منصة إلكترونية جديدة للحجز وإدارة الرحلات بالتكامل مع تطبيقات الهواتف الذكية.
  • التوجه نحو التشغيل الأخضر بتقليل الانبعاثات عبر تحديث الأسطول واعتماد الوقود الحيوي عند توفره.

خاتمة

رغم التقلبات السياسية والانقسامات الإدارية في ليبيا، تظل شركة طيران البراق نموذجًا للصمود والإدارة الخاصة الناجحة في قطاع الطيران الليبي. فهي اليوم تمثل نافذة الأمل للقطاع الخاص في إعادة بناء النقل الجوي الليبي على أسس حديثة ومستدامة. ومع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها، تسعى البراق إلى تعزيز موقعها كناقل وطني خاص يربط ليبيا بالعالم مجددًا بثقة وكفاءة.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك