يقع مطار سبها الدولي Sebha International Airport على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب مدينة سبها، كبرى مدن إقليم فزان في جنوب غرب ليبيا. ويخضع المطار لإشراف مصلحة المطارات التابعة لوزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، مع الالتزام الكامل بالمعايير التي يحددها الطيران المدني الليبي. يحمل المطار رمز إياتا SEB ورمز إيكاو HLLS، ويُعتبر أحد الموانئ الجوية المهمة التي تخدم المنطقة الجنوبية التي تفتقر إلى بنية تحتية متقدمة في النقل. ورغم أن نشاطه كان محدوداً لسنوات، فقد مثل محطة مساندة لشركات الطيران المحلية مثل الخطوط الجوية الليبية وطيران البراق وليبيا للطيران، ويجري حالياً العمل على تحويله إلى نقطة إقلاع محورية للرحلات الداخلية والإقليمية بما يتماشى مع خطط ليبيا في 2025 لإعادة تنشيط مطارات الجنوب.

تاريخ مطار سبها الدولي
لا تتوفر مصادر دقيقة حول تاريخ إنشاء مطار سبها الدولي، إلا أن بعض السجلات تشير إلى أن نشاطه كان قائماً منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي. وأقدم إشارة موثقة لعمليات المطار تعود إلى مارس 1980، حين سُجلت حادثة لطائرة من نوع Learjet 36 وفق بيانات شبكة السلامة الجوية الدولية. ومنذ ذلك الحين لعب المطار دوراً متقطعاً في خدمة الحركة الجوية بالمنطقة، قبل أن يمر بفترات توقف متكررة نتيجة الظروف الأمنية والسياسية التي مرت بها ليبيا.
خلال عامي 2024 و2025، شهد مطار سبها الدولي العديد من التطورات الهامة لتعزيز بنيته التحتية وفتح آفاق جديدة للحركة الجوية في جنوب غرب ليبيا. في عام 2024، أعلن عن استئناف الرحلات الجوية بعد توقف دام 10 سنوات، مع تسيير أول رحلة دولية من مطار سبها إلى مطار برج العرب بالإسكندرية عبر شركة الخطوط الجوية الأفريقية، وهو ما يمثل نقطة انطلاق لاستعادة دور المطار كمركز للنقل الجوي الإقليمي. تواصل الجهاز الوطني للتنمية أعمال تطوير المطار التي تشمل إنشاء سياج جديد ومباني خدمية حديثة، فضلاً عن صالة ركاب جديدة تُعَد الأولى من نوعها في المنطقة. كما أجريت زيارات تدقيقية لضمان مطابقة مرفقات المطار لمعايير السلامة والتشغيل.
في عام 2025، استمرت أعمال التطوير بوتيرة متسارعة، حيث تم تدشين مشاريع تركيب الواجهات الزجاجية للصالات، وتنفيذ أنظمة التكييف المركزي وإطفاء الحرائق، ضمن خطة استراتيجية يشرف عليها الجهاز الوطني للتنمية بمتابعة القيادة العامة. كما أكدت التقارير على أن المطار بات قريبًا من أن يصبح محورًا إقليميًا يعزز النمو الاقتصادي في المنطقة الجنوبية الليبية، مع ربطه بالخدمات اللوجستية والطرق البحرية عبر ميناء سبها. كما أشرف خبراء من ألمانيا على فحص ومراجعة أرضية مهبط المطار لتقييم حالة الصيانة وضمان سلامة الطائرات.
بشكل عام، تعكس هذه التطورات توجه ليبيا لتعزيز البنية التحتية للقطاع الجوي في الجنوب، وإعادة تنشيط مطار سبها الدولي ليكون بوابة رئيسية داعمة للاقتصاد والتنمية المحلية والإقليمية خلال السنوات المقبلة.
مرافق مطار سبها الدولي
يضم مطار سبها الدولي مدرجاً واحداً بطول يقارب 3,000 متر وعرض 45 متراً، ما يجعله قادراً على استقبال الطائرات متوسطة وكبيرة الحجم مثل إيرباص A320 وبوينغ 737، بل وحتى بعض الطرازات الأوسع في الظروف المثالية. ويحتوي المطار على برج مراقبة مزود بأنظمة حديثة للملاحة الجوية ومتابعة الأحوال الجوية، إلى جانب مناطق مخصصة لتموين وصيانة الطائرات. أما مبنى الركاب فيتكون من صالتي وصول ومغادرة منفصلتين، إضافة إلى مكاتب إدارية، مساحات مخصصة للتفتيش الأمني، مطاعم وكافتريات صغيرة، فضلاً عن منطقة للشحن الجوي والتخليص الجمركي. وخلال خطة التطوير الجارية حتى 2025، يجري تحديث هذه المرافق بالكامل مع إضافة صالة ركاب جديدة بطاقة استيعابية أكبر.
الخطوط الجوية العاملة بمطار سبها الدولي
خلال سنوات تشغيله السابقة، اعتمد مطار سبها الدولي على خدمات عدة شركات طيران ليبية لتأمين الربط بين الجنوب وبقية المدن. فقد كانت الخطوط الجوية الليبية تسير رحلات داخلية إلى طرابلس، بنغازي ومصراتة، بالإضافة إلى رحلات دولية موسمية إلى القاهرة، جدة وتونس العاصمة. أما طيران البراق فكان يركز على الرحلات الداخلية وخاصة إلى طرابلس، في حين قامت ليبيا للطيران (Libyan Airlines القديمة) بتسيير خطوط إقليمية محدودة مثل رحلات أغاديس في النيجر. ومع الإعلان عن إعادة تشغيل المطار في 2024 و2025، تستعد هذه الشركات لإعادة إدراج سبها ضمن وجهاتها، مع احتمالية دخول شركات إقليمية جديدة لدعم الحركة الجوية جنوب ليبيا.
ليست هناك تعليقات: