الاثنين، 6 نوفمبر 2017

خطوط مصوع الجوية - طيران مصوع

خطوط مصوع الجوية، المعروفة بالإنجليزية باسم Massawa Airways، هي واحدة من شركات الطيران المحلية الناشئة في دولة إريتريا الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر. تتخذ الشركة من مدينة مصوع، التي تُعد واحدة من أعرق الموانئ التاريخية في المنطقة، مقرًا إداريًا وتشغيليًا لها، بينما تعتمد على مطار مصوع الدولي ليكون القاعدة الرئيسية لانطلاق رحلاتها الجوية. تُعتبر هذه الشركة ثالث فاعل في سوق الطيران الإريتري بعد الخطوط الجوية الإريترية (الناقل الوطني الرسمي) وشركة طيران ناس الإريتري، ما يجعلها جزءًا من المنافسة المحدودة في سوق جوي صغير نسبيًا لكنه ذو أهمية استراتيجية بسبب موقع البلاد الجغرافي. ورغم توافر بعض المعلومات عن تأسيسها ونواياها التشغيلية، إلا أن التفاصيل الدقيقة حول وضعها القانوني الحالي أو تسجيلها ضمن سجلات المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أو منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ما زالت غير مؤكدة حتى اليوم. هذا الغموض يعكس بشكل عام الطبيعة المعقدة لقطاع الطيران في إريتريا، حيث تواجه الشركات صعوبات تتعلق بالبنية التحتية المحدودة، والظروف الاقتصادية، والتحديات السياسية.

خطوط مصوع الجوية Massawa Airways

تاريخ نشأة خطوط مصوع الجوية

أُعلن عن تأسيس شركة خطوط مصوع الجوية في عام 2012 كجزء من محاولة طموحة لتوسيع نطاق خدمات النقل الجوي داخل إريتريا وربط المدن الساحلية والداخلية عبر شبكة رحلات منتظمة. جاء الإعلان متزامنًا مع تسليم أول طائرة تم تجميع هيكلها داخل الأراضي الإريترية، وهو إنجاز رمزي يُظهر سعي الدولة لبناء قدرات محلية في مجال صناعة الطيران. كانت تلك الطائرة تتسع لحوالي سبعين مقعدًا، ما يجعلها مناسبة لتغطية الرحلات الداخلية القصيرة ذات الطلب المحدود. وكان المخطط أن تبدأ الشركة عملياتها التجارية في وقت مبكر من يوليو 2013، بحيث تغطي الوجهات المحلية مثل العاصمة أسمرة، إضافة إلى فتح خطوط نحو مدن قريبة في منطقة القرن الأفريقي، بما في ذلك وجهات محتملة في السودان وإثيوبيا وجيبوتي. غير أن غياب التحديثات الرسمية منذ ذلك الحين خلق حالة من الغموض حول ما إذا كانت الشركة قد تمكنت فعلاً من إطلاق رحلات منتظمة أم بقيت في إطار المشاريع غير المكتملة.

أسطول خطوط مصوع الجوية وخطط التشغيل

مع بداية تأسيسها، سعت خطوط مصوع الجوية إلى بناء أسطول صغير لكنه متنوع، يضم طائرات يمكنها العمل على مدارج قصيرة ومطارات محلية ذات تجهيزات محدودة. ففي ديسمبر من عام 2012، تسلمت الشركة طائرتين من طراز Beechcraft 1900D، وهي طائرات صغيرة إقليمية أمريكية الصنع قادرة على استيعاب حوالي 19 راكبًا فقط، ما يجعلها مثالية للرحلات الداخلية القصيرة جدًا بين المدن الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، انضمت إلى أسطولها طائرات Xian Y-7 وXian MA60، وهما طرازان صينيان يتميزان بالقدرة على العمل في الظروف المناخية الصعبة مع حمولة ركاب تتراوح بين 50 و 60 مقعدًا. وقد كان تسليم هذه الطائرات من الصين جزءًا من تعاون اقتصادي أوسع بين بكين وأسمرة.

كان من المقرر أن تنطلق الرحلات التشغيلية الأولى للشركة قبيل الذكرى الثانية والعشرين لاستقلال إريتريا، في 24 مايو 2013، حيث كان يُخطط أن تُخصص هذه الانطلاقة لتغطية وجهات محلية رئيسية مثل مصوع – أسمرة – تسني، مع إضافة بعض الوجهات الإقليمية في المرحلة اللاحقة. لكن رغم هذه التوقعات الإيجابية، لم تتضح حتى الآن تفاصيل ما إذا كانت الرحلات قد أُطلقت بالفعل أو أن المشروع توقف قبل أن يدخل مرحلة التشغيل الكامل. بعض التقارير غير الرسمية تشير إلى أن الشركة واجهت صعوبات تشغيلية وتمويلية، وربما لم تتمكن من تجاوز العقبات البيروقراطية والفنية المرتبطة بقطاع الطيران في البلاد.

إجمالًا، يُمكن القول إن خطوط مصوع الجوية تمثل محاولة جريئة لإضافة منافس محلي جديد إلى سوق الطيران الإريتري المحدود. غير أن غياب البيانات الحديثة حول نشاطها التشغيلي يضعها في دائرة الغموض، لتبقى قصتها حتى اللحظة مثالًا على التحديات الكبيرة التي تواجه شركات الطيران الصغيرة في إفريقيا، خصوصًا في البيئات السياسية والاقتصادية المعقدة.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك