مطار نواذيبو الدولي: المحور الجوي الاستراتيجي للعاصمة الاقتصادية الموريتانية
يمثل مطار نواذيبو الدولي منشأة طيران حيوية تقع في مدينة نواذيبو، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لجمهورية موريتانيا وثاني أكبر المدن من حيث النشاط التجاري والصناعي في البلاد. تشكل المدينة بوابة شمال أفريقيا نحو موريتانيا، حيث تحتل موقعاً استراتيجياً على الساحل الأطلسي. يحمل المطار رمز الإياتا NDB ورمز الإيكاو GQPP، مما يسهل عملية التعريف به في الأنظمة الجوية العالمية. يعمل المطار كمحور رئيسي لربط المنطقة بالعالم الخارجي، ويدعم النشاط الاقتصادي المتزايد في هذه المدينة الساحلية المهمة.
المسيرة التاريخية وتطور مطار نواذيبو الزمني للمطار
على الرغم من عدم وجود سجلات دقيقة تحدد بالضبط تاريخ إنشاء مطار نواذيبو، تشير الدلائل التاريخية إلى أن تأسيسه يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي. تدعم هذه الفرضية سجلات الحوادث الجوية التي تسجل حادثة وقعت في الثاني من يوليو عام 1942، حيث تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية من طراز لوكهيد 18 لودستار بعد إقلاعها مباشرة من المطار، الذي كان يعرف آنذاك باسم مطار بورت إيتاني. يشير هذا الحادث إلى أن المطار كان قيد التشغيل خلال فترة الاستعمار الفرنسي للمنطقة، وكان يخدم كمنفذ جوي مهم للربط بين المستعمرات الفرنسية في غرب أفريقيا.
البنية التحتية ومرافق مطار نواذيبو المتطورة
تولي السلطات الموريتانية اهتماماً كبيراً بتطوير البنية التحتية لمطار نواذيبو الدولي، حيث تشهد مرافقه عمليات تجديد وتطوير مستمرة نظراً للأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها محور نواذيبو في مجال الملاحة الجوية الإقليمية. شهدت السنوات الأخيرة بناء منشآت جديدة ساهمت في تعزيز أداء المطار وتحسين كفاءته التشغيلية، مما انعكس إيجاباً على تنمية المدينة التي تحولت مؤخراً إلى منطقة حرة. تشمل مرافق المطار:
- مدرج الهبوط والإقلاع 20/02: وهو مدرج معبد بالإسفلت يبلغ طوله 2426.5 متراً، خضع لعملية ترميم شاملة من قبل السلطات العمومية عام 2009، وتم تدشين نظام الإضاءة الخاص به الذي يعمل بالطاقة الكهربائية مع توفير نظام إضاءة احتياطي مستقل يعمل في حالات انقطاع التيار الرئيسي
- برج المراقبة الجوية ومحطة الأرصاد الجوية: تم تدشينهما في يوليو 2015 ضمن حزمة من المنشآت والمرافق العامة الأخرى في المطار
- مقر متطور لإصدار تأشيرات الدخول البيومترية داخل مطار نواذيبو
- محطة توليد كهرباء مخصصة للمطار: تمتد على مساحة 350 متراً مربعاً وتتألف من مبنى من طابق واحد ومولدين كهربائيين تبلغ قدرة كل منهما 180 كيلوواط، تم تدشينها في نوفمبر 2010 بهدف توفير إمداد كهربائي مستمر لأجهزة أمن الملاحة الجوية في حالات انقطاع التيار الكهربائي خلال الفترات الحرجة
شهد يوليو 2015 أيضاً وضع حجر الأساس لمجموعة من المنشآت الإضافية في المطار، بما في ذلك مباني ثكنة الأمن والإنقاذ ومكافحة الحرائق داخل المطار، بالإضافة إلى التجديد الجزئي لأسطول سيارات الإطفاء. تم تمويل هذه المشاريع من قبل وكالة أمن الملاحة الجوية في أفريقيا ومدغشقر (آسكنا) كدعم لجهود الحكومة الموريتانية في هذا القطاع، مما عزز من مساعيها الرامية إلى توفير أعلى معايير السلامة والأمن للملاحة الجوية على المستوى الإقليمي.
المشروع المستقبلي لمطار نواذيبو الدولي الجديد
أطلقت منطقة نواذيبو الحرة في مايو 2016 ملتقى لدراسة الجدوى الأولية وبحث التصورات المحتملة للمنشآت والبنية التحتية لمشروع مطار نواذيبو الدولي الجديد. من المقرر أن يقع المطار الجديد على بعد 19 كيلومتراً شمال مدينة نواذيبو، في موقع وسطي بين المدينة وشواطئها، مع توقع الحصول على تمويل للمشروع من قبل البنك الدولي. يعتبر هذا المشروع من المشاريع ذات الأولوية القصوى due to أهميته في خطط التنمية التي تبنتها السلطات العليا في البلاد، والتي تهدف إلى خلق قطب تنموي متميز في منطقة نواذيبو لجذب الاستثمارات وتنشيط السياحة وتشجيع تنمية القطاع الخاص، مما سيمكن نواذيبو من أن تصبح وجهة دولية بامتياز.
شركات الطيران العاملة وشبكة الوجهات
يستضيف مطار نواذيبو الدولي عدة شركات طيران تنفذ مجموعة متنوعة من المسارات تشمل الرحلات الداخلية والدولية من وإلى نواذيبو. تربط رحلات منتظمة بين نواذيبو والعاصمة مطار نواكشوط، بالإضافة إلى رحلات دولية إلى وجهات إقليمية ودولية. تشمل العلامات التجارية لشركات الطيران التي تعمل في المطار بشكل منتظم:
- موريتانيا للطيران: تنفذ رحلات إلى الدار البيضاء ولاس بالماس في جزر الكناري ووجهات أخرى
- سويفت إير: تشغل رحلات إلى لاس بالماس
- الخطوط الموريتانية: تقدم خدماتها إلى مطار أطار ومطار أزويرات ومطار النعمة
- كناري فلاي: شركة طيران إسبانية خاصة تقدم رحلات منتظمة إلى جزر الكناري
يشكل مطار نواذيبو الدولي جزءاً من الشبكة الجوية الموريتانية المتنامية، حيث يساهم في تعزيز الاتصال بين مختلف مناطق البلاد وربطها بالعالم الخارجي. مع استمرار خطط التطوير والتحسين، من المتوقع أن يشهد المطار مزيداً من النمو والتوسع في السنوات القادمة، مما سيدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة نواذيبو والمناطق المحيطة بها.
ليست هناك تعليقات: