الاثنين، 26 ديسمبر 2016

مطار أطار الدولي: بوابة آدرار الجوية

مطار أطار الدولي: البوابة الجوية لقلب الصحراء الموريتانية

يُعد مطار أطار الدولي (Atar International Airport) المنفذ الجوي الرئيسي لمنطقة آدرار في الجمهورية الإسلامية الموريتانيا، حيث يشكل محوراً حيوياً للربط بين مطار نواكشوط الدولي والمناطق الشمالية الغربية من البلاد. يتمتع المطار بموقع استراتيجي مميز في مدينة أطار، عاصمة ولاية آدرار التي تبعد مسافة 435 كيلومتراً عن العاصمة نواكشوط، مما يجعله نقطة عبور مهمة نحو الحدود الشمالية مع الجزائر ومدينة تندوف المجاورة. يحمل المطار رمز الإياتا: ATR ورمز الإيكاو: GQPA، وهو مجهز بالكامل لاستقبال مختلف أنواع الرحلات الجوية بما فيها الرحلات الداخلية والدولية والطيران الخاص والعارض.

التطور التاريخي لمطار أطار الدولي

يمتد التاريخ التشغيلي لمطار أطار الدولي عبر عقود من التطور المستمر، حيث تشير السجلات التاريخية إلى أن المطار شهد نشاطاً ملحوظاً خلال فترة الحرب العالمية الثانية عندما استخدمته القوات الجوية الأمريكية كمحطة رئيسية لعمليات الشحن الجوي ونقل الأفراد عبر خط القاهرة-داكار في شمال أفريقيا. وقد شكل المطار حلقة وصل حيوية في شبكة الطرق الجوية التي ربطت بين مطار نواذيبو الدولي في الجنوب ومطار أغادير في الشمال. وعلى الرغم من عدم توثيق التاريخ الدقيق لإنشاء المطار بشكل قاطع، إلا أن الأرشيف التاريخي يشير إلى عدم تسجيل أي حوادث طيران كبيرة في محيط المطار عبر تاريخه التشغيلي الطويل.

مطار أطار الدولي Atar International Airport

البنية التحتية ومرافق مطار أطار المتطورة

يتميز مطار أطار الدولي ببنية تحتية متطورة تشمل مدرج هبوط وإقلاع رئيسي مصنوع من الأسفلت عالي الجودة، ويمتد بطول 3004 أمتار وعرض 30 متراً، مع تصنيف اتجاهي 22/04 يضمن سلامة العمليات الجوية في مختلف الظروف المناخية. كما يشمل المطار برج مراقبة جوية مجهز بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات ومراقبة الطقس، بالإضافة إلى مبنى ركاب حديث يحتوي على مناطق متكاملة للجوازات والجمارك وخدمات المسافرين. وقد خضع المطار مؤخراً لعمليات تطوير شاملة لتعزيز قدرته الاستيعابية ومواكبة المعايير الدولية في مجال السلامة والأمن الجوي.

الدور الاستراتيجي والاقتصادي

يؤدي مطار أطار الدولي دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية السياحية والاقتصادية في منطقة آدرار، التي تُعد الوجهة السياحية الأولى في موريتانيا بفضل واحاتها الخلابة ومواقع الجذب التاريخي والطبيعي الفريدة. وتشكل السياحة في ولاية آدرار أحد أهم روافد الاقتصاد المحلي، حيث توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية. وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن القطاع السياحي في آدرار يشهد نمواً مطرداً بنسبة 12% سنوياً، مما يعكس الأهمية المتزايدة للمطار كبوابة رئيسية للسياحة الوافدة.

تمتد ولاية آدرار كواحدة من أكبر المناطق الإدارية في موريتانيا، وتستمد اسمها من هضبة أدرار الشهيرة. وتضم المنطقة بالإضافة إلى عاصمتها أطار، مدنًا تاريخية مهمة مثل شوم وشنقيط ووادان. وتتمتع المنطقة بموقع جغرافي فريد، حيث تحدها الصحراء الغربية ومنطقة زمور من الشمال، ومالي ومنطقة هود الشرقية من الشرق، ومنطقتي الترارزة وتكانت من الجنوب، ومنطقة إينشيري من الغرب.

تُظهر الاكتشافات الأثرية في منطقة آدرار، حيث يقع مطار أطار الدولي، شواهد حية على تعمير المنطقة منذ العصر الحجري الحديث، كما تتجلى في اللوحات الكهفية والمنحوتات الصخرية المنتشرة في مواقع مثل أغور أمججر. وقد ساعد المناخ الجاف في الحفاظ على الكثير من الآثار في حالة ممتازة، أبرزها الدوائر الحجرية الأثرية مثل دائرة أحجار عطار ومدينة أزوقي التاريخية. وشهدت المنطقة تحولات ديموغرافية مهمة ابتداءً من منتصف القرن السابع عشر، عندما انتقل سكان من هضبة أدرار إلى هضبة تكانت محققين تغييرات ديموغرافية وثقافية مهمة.

تتربع مدينة أطار على قمة هضبة آدرار الشامخة، وتتميز بموقعها القريب من المعالم الطبيعية الفريدة مثل بركان قلب الريشات الخامد، كما تبعد مسافة 8 كيلومترات فقط عن مدينة آزوكي التاريخية العريقة. وتشكل أطار مع مدن شنقيط ووادان وأوجفت شبكة من المدن المترابطة ثقافياً وتاريخياً، مما يجعلها مقصداً للباحثين عن التجارب السياحية الفريدة.

الشركات الجوية العاملة في مطار أطار الدولي

يشهد مطار أطار الدولي حركة ملاحة جوية متنامية تشمل عدداً من الشركات الجوية العالمية والإقليمية، أبرزها خطوط ASL Airlines والخطوط الجوية الموريتانية التي تشغل رحلات منتظمة بين العاصمة الفرنسية باريس ومدينة أطار، مطار النعمة ومطار ازويرات. وقد شهدت الحركة الجوية في المطار تطوراً ملحوظاً بعد تحسين الظروف الأمنية في المنطقة، حيث انتقل التصنيف السياحي لموريتانيا من اللون الأحمر إلى البرتقالي وفقاً لتقارير الدبلوماسية الفرنسية، مما مهد لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة منذ موسم عيد الميلاد 2017. وتشير إحصاءات 2023 إلى أن المطار يستقبل أكثر من 50 رحلة شهرية تشمل أيضاً رحلات موريتانيا للطيران بمعدل إشغال يصل إلى 78%.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك