السبت، 10 ديسمبر 2016

مطار أقنار تمنراست - حاج باي أخاموك الدولي

مطار تمنراست الدولي: بوابة الصحراء الجزائرية إلى العالم

يُعد مطار تمنراست الدولي المعروف رسمياً باسم "مطار أقنار - حاج باي أخاموك الدولي"  Aéroport de Tamanrasset Aguenar منشأة طيران استراتيجية تخدم أقصى جنوب الجزائر، حيث يمثل محوراً حيوياً للنقل الجوي في المنطقة الصحراوية الشاسعة. يقع هذا المطار على بعد 6.7 كيلومتر شمال غرب مركز مدينة تمنراست الحضرية، مما يجعله نقطة الوصول الأساسية للزوار والمسافرين إلى هذه المنطقة الغنية بالتراث الثقافي والطبيعي الفريد. تدير المنشأة مؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر (EGSA) التي تشرف على تشغيل المطارات في جميع أنحاء البلاد. يحمل المطار رمز الإياتا: TMR ورمز الإيكاو: DAAT في سجلات النقل الجوي الدولية، مما يسهل التعرف عليه في أنظمة الحجز والملاحة الجوية العالمية.

مطار أقنار تمنراست - حاج باي أخاموك الدولي Aéroport de Tamanrasset Aguenar

التطور التاريخي لمطار تمنراست الدولي

شهد مطار تمنراست تحولات تاريخية مهمة منذ تأسيسه، حيث كان يُعرف سابقاً باسم "مطار تمنراست" قبل أن يحصل على تسميته الحالية التي تمثل إرثاً ثقافياً مهماً. تم اختيار الموقع خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية كقاعدة جوية إستراتيجية، ثم تطور لاحقاً ليصبح منشأة متعددة الأغراض. في ثمانينيات القرن الماضي، تم تصنيف المطار كموقع هبوط احتياطي لبرنامج مكوك الفضاء التابع لوكالة ناسا الأمريكية، مما يعكس المستوى التقني المتقدم لمرافقه آنذاك. كما استخدمته القوات الجوية الأمريكية في عمليات عسكرية خلال فترات مختلفة، مما وسع من قدراته التشغيلية. شهدت منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة مشروع تطوير ضخم شمل بناء مرافق عسكرية متقدمة تضمت ملاجئ محصنة للطائرات، مآزر متطورة، مجمعات سكنية للعاملين، ومنظومة دعم لوجستي متكاملة، مما رفع من تصنيفه إلى قاعدة جوية متعددة المهام.

في مايو 2008، أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرسوماً رئاسياً يقضي بإطلاق اسم "حاج باي أخاموك" على مطار أقنار تقديراً لدوره التاريخي في تحقيق الاستقرار الإقليمي. كان الراحل أمين العقال السابق لتوارڤ الهڤار حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وسجل له التاريخ دوراً محورياً في التوسط لحل الأزمات العرقية المسلحة التي اندلعت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بين حكومات مالي والنيجر ومجموعات الطوارق، حيث ساهم في إرساء أسس المصالحة والسلام الإقليمي.

تعود جذور مدينة تمنراست إلى كونها محطة رئيسية في شبكة طرق القوافل التجارية التاريخية التي ربطت بين مدن كانو النيجيرية، منطقة بحيرة تشاد، غاو المالية، أغاديس النيجيرية، وزيندر. خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، تم إعادة تأسيس المدينة كمركز عسكري استراتيجي تحت اسم "فورت لابيرين" نسبة للجنرال الفرنسي فرانسوا هنري لابيرين الذي توفي في الصحراء المجاورة. تحولت لاحقاً إلى مركز إداري مهم قبل أن تستقل الجزائر.

شهدت المنطقة المحيطة بتمنراست حدثاً تاريخياً مهماً في 13 فبراير 1960، عندما أجرت فرنسا أول تفجير نووي تجريبي لها تحت اسم "اللازورد الأزرق" في عمق الصحراء الجزائرية، على بعد حوالي 800 كيلومتر جنوب غرب المدينة، خلال فترة الحرب الجزائرية التي انتهت باستقلال البلاد.

شركات الطيران العاملة في مطار أقنار

يستضيف مطار تمنراست الدولي مجموعة متنوعة من شركات الطيران المحلية التي تربط الجنوب الجزائري بالعاصمة والمدن الرئيسية الأخرى، بالإضافة إلى وجهات دولية مختارة. تشمل القائمة:

تشير إحصائيات حركة المسافرين إلى نمو ملحوظ في عدد المستخدمين للمطار، حيث سجل عام 2010 نحو 70,515 مسافراً عبر 2,402 عملية طيران متنوعة. يواصل المطار تطوير شبكة رحلاته المحلية التي تربط تمنراست بمطارات عنابة، سطيف، أدرار (مطار توات شيخ سيدي محمد بلكبير)، برج باجي مختار، جانت تيسكا، عين صالح، عين البيضاء، وإليزي. تستغرق الرحلة الجوية بين مطار تمنراست ومطار هواري بومدين الدولي في العاصمة حوالي ساعتين فقط، مما يوفر ربطاً سريعاً بين أقصى الجنوب والشمال.

يتميز المطار ببنية تحتية متطورة تشمل مدرجين رئيسيين للإقلاع والهبوط: المدرج 02/20 الذي يبلغ طوله 3,600 متر والمدرج 08/26 بطول 3,100 متر، مما يسمح باستقبال مختلف أنواع الطائرات متوسطة وبعيدة المدى.

الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمطار

يمثل مطار تمنراست الدولي شريان حياة للنقل والاتصال في أقصى جنوب الجزائر، حيث تبعد الولاية حوالي 2000 كيلومتر عن العاصمة الجزائرية. تحدها من الشمال ولايتا غرداية وورقلة، ومن الشرق ولاية إليزي، ومن الغرب ولاية أدرار، فيما تشترك في حدودها الجنوبية مع دولتي النيجر ومالي. تعتبر ولاية تمنراست أكبر الولايات الجزائرية مساحة، مما يضفي أهمية إضافية على دور المطار في ربط هذه المساحات الشاسعة.

يشكل مطار أقنار محوراً أساسياً لصناعة السياحة الصحراوية المتنامية، حيث يستقبل آلاف السياح الدوليين والمحليين سنوياً. ينطلق الزوار من بوابة المطار في رحلات استكشافية فريدة تشمل سفاري الصحراء، التخييم تحت النجوم في أحضان الكثبان الذهبية، زيارة المواقع الأثرية والتاريخية العريقة، ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الهقار. توفر هذه الأنشطة دفعة اقتصادية مهمة للمنطقة وتخلق فرص عمل للسكان المحليين في قطاعات الضيافة والإرشاد السياحي والحرف التقليدية.

يشهد مطار أقنار حالياً مشاريع تطوير مستمرة لتوسعة صالات السفر ومرافق الشحن الجوي، استجابة للزيادة المطردة في أعداد المسافرين وتنوع احتياجاتهم. تعكس هذه الاستثمارات الرؤية الاستراتيجية للحكومة الجزائرية في تعزيز البنية التحتية للنقل في المناطق النائية وتحويل تمنراست إلى مركز إقليمي للتبادل الثقافي والاقتصادي بين شمال إفريقيا ودول الساحل الإفريقي.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك