مطار وهران الدولي: البوابة الجوية الغربية للجمهورية الجزائرية
يُمثل مطار وهران الدولي (Oran Es Sénia Airport) - المعروف أيضاً باسم مطار أحمد بن بلة - المنشأة الجوية الثانية على المستوى الوطني من حيث الحجم والأهمية بعد مطار الجزائر الدولي. يشغل هذا المطار الدولي موقعاً استراتيجياً في خدمة ولاية وهران، حيث يقع ضمن نطاق بلدية السانية إحدى أبرز البلديات في غرب الجمهورية الجزائرية. يبعد المطار حوالي 9 كيلومترات عن المركز الحضري لمدينة وهران باتجاه الجنوب، وتديره شركة تسيير خدمات ومنشآت مطار وهران (EGSO) التابعة لشركة تسيير خدمات ومنشآت مطارات الجزائر (EGSA) تحت الإشراف المباشر لوزارة النقل. يُعتبر المطار مقراً أساسياً لعمليات الخطوط الجزائرية، وطيران الطاسيلي، حيث يخدم بشكل رئيسي مدينة وهران والمناطق المحيطة بها مثل مستغانم، عين تموشنت، معسكر وسيدي بلعباس. يحمل المطار الرمزين الدوليين (ORN) وفق تصنيف اتحاد النقل الجوي الدولي و(DAOO) حسب منظمة الطيران المدني الدولي.
المسار التاريخي لمطار وهران السانية
تعود جذور تأسيس مطار وهران الدولي أحمد بن بلة إلى عام 1940 خلال فترة الاستعمار الفرنسي، حيث أنشئته القوات الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية ليكون قاعدة عمليات لقوات الحلفاء في شمال أفريقيا. لعب المطار دوراً محورياً خلال عملية الشعلة العسكرية في عام 1942، حيث كان أحد الأهداف الاستراتيجية الرئيسية خلال الهجوم على وهران في 9 نوفمبر من ذلك العام. بعد السيطرة عليه، تحول المطار إلى قاعدة عمليات للقوات الجوية الثانية عشرة التابعة للجيش الأمريكي خلال حملة شمال أفريقيا في عامي 1942 و1943.
مع انتقال الوحدات القتالية شرقاً نحو مطارات أخرى في الجزائر وتونس بحلول ربيع عام 1943، انتقلت سيطرة المطار إلى قيادة النقل الجوي، حيث أصبح محطة توقف مهمة على الطريق المؤدي إلى مطار الجزائر العاصمة وميناء بورت ليوتي في المغرب الفرنسي. شكل المطار حلقة وصل حيوية في طريق النقل بين القاهرة وداكار لنقل الشحنات، الطائرات العابرة، والموظفين العسكريين خلال تلك الفترة الحرجة من التاريخ.
الرؤية التطويرية وتوسعة مطار وهران السانية المستقبلية
تشهد المنشأة الجوية حالياً تنفيذ مشروع متكامل للتجديد والإحلال يهدف إلى تحويل مطار وهران أحمد بن بلة إلى منصة جوية دولية متكاملة. أوكلت دراسة المشروع إلى المؤسسة الفرنسية المتخصصة "إيجيس-آفيا" التي تتولى مهام الهندسة والخبرة الفنية. يهدف المشروع إلى فك الاختناقات التشغيلية في مطار السانية من خلال رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 2.5 مليون مسافر سنوياً، مع توفير طاقة معالجة لست رحلات تزامنية. تتولى الشركة الجزائرية كوسيدار مسؤولية التنفيذ الميداني للمشروع، حيث كان من المخطط أن تكون المحطة الجديدة جاهزة للتسليم في مارس 2017.
يتم تنفيذ عمليات التجديد وفق أعلى المعايير الدولية مع ضمان الامتثال الكامل للوائح السلامة، الأمن، والبيئة المعمول بها في المطارات العالمية. يشمل المشروع أعمال الإنشاءات الهندسية، المشتريات، والتشييد لبناء محطة دولية جديدة وتجديد المرافق الحالية في مطار أحمد بن بلة، بما في ذلك المحطة الحالية ومنطقة الشحن. تتضمن الخطة إجراء دراسة جدوى متكاملة وإعداد خطة استراتيجية لتمهيد الطريق باتجاه التنمية المستدامة والمتناغمة للمطار، مع توفير التصاميم المعمارية وخطة التنفيذ للمباني المخصصة، بالإضافة إلى الإشراف على أعمال البناء وتنظيم دورات تدريبية متخصصة لموظفي العمليات لتشغيل المعدات والمرافق الجديدة بكفاءة.
الهيكل التحتي والطاقات الاستيعابية لمطار وهران السانية
صممت البنية التحتية الحالية لمطار أحمد بن بلة لاستيعاب 800,000 مسافر كحد أقصى سنوياً، غير أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور مؤشرات واضحة على نقص المساحة والقدرة الاستيعابية. سيمكن المشروع الجديد من إعادة تأهيل وتجديد المنشآت القائمة لاستيعاب الزيادات المتوقعة في حركة المرور الجوية على مدى الخمسة عشر عاماً المقبلة. سيؤدي إنشاء المحطة الجديدة إلى جانب تحديث المرافق الحالية إلى رفع معايير وجودة مطار وهران السنية إلى المستويات الدولية، مع التوافق الكامل مع اللوائح السائدة في مجالات السلامة، الأمن، والبيئة، مما سيمكن من توسيع سعة المطار بشكل كبير لخدمة ما يصل إلى مليوني مسافر بحلول عام 2025.
من المتوقع أن تدخل المحطة الدولية الجديدة في مطار وهران الدولي أحمد بن بلة حيز الخدمة في عام 2020، حيث ستشغل المحطة المستقبلية مساحة 41,000 متر مربع، مما سيمكن من استقبال 3.5 مليون مسافر، مع إمكانية التمديد إلى 6 ملايين مسافر سنوياً. ستوفر البنية الجديدة طاقة إجمالية تصل إلى 5.5 مليون مسافر، وتشمل 6 ممرات تلسكوبية بالإضافة إلى حظائر شحن على مساحة 2,000 متر مربع وبسعة 15,000 طن سنوياً. سيتم تجهيز المنشأة بأنظمة ألواح ضوئية متطورة لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية بشكل مستدام.
مشاريع التطوير الشامل ورؤية 2030
يشهد مطار وهران الدولي (أحمد بن بلة) خلال عام 2025 استمرار تنفيذ مشاريع التحديث والتوسعة الطموحة التي تهدف إلى تحويل المدينة إلى قطب جوي رئيسي في غرب الجزائر. تم تدشين محطة جوية جديدة متطورة بطاقة معالجة تصل إلى 3.5 مليون مسافر سنوياً مع إمكانية التوسع إلى 6 ملايين مسافر، وتم إضافة ستة جسور تلسكوبية متقدمة لربط قاعات الركاب بالطائرات مباشرة. تميز المشروع باعتماده على حلول الطاقة الشمسية كأحد الابتكارات البيئية الرائدة ضمن استراتيجية الاستدامة الشاملة.
شملت عملية التطوير إطلاق مسار توسعة ترامواي وهران لربط مطار وهران السانية الجديد بالمناطق الرئيسية في المدينة، في خطوة من شأنها تسهيل حركة المسافرين وتعزيز السياحة المحلية. أضيفت مناطق ترفيهية مخصصة للأطفال ومحال تجارية متخصصة في بيع الورود والنباتات داخل المحطة الجديدة لتعزيز جودة تجربة السفر. تستمر الجهود لتحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى الوصول بطاقة المطار إلى 6 ملايين مسافر، مع وضع خطط تدريجية شاملة لرفع معايير الخدمات والسلامة لتتوافق مع المتطلبات الدولية. تطمح الإدارة إلى جعل وهران مركزاً إقليمياً للحج والعمرة، بالتوازي مع استيعاب الزيادة المتوقعة في حركة النقل بعد تسليم مشاريع الطرق السريعة والموانئ الحديثة في المنطقة.
يمكن للراغبين في زيارة هذه المدينة التاريخية الاستفادة من خدمات حجز طيران رخيص عبر منصات الحجز الإلكتروني، مع إمكانية الوصول إلى شبكة مطارات جزائرية متكاملة تشمل مطار قسنطينة ومطار بجاية ومطار الشلف ومطار سطيف ومطار عنابة ومطار باتنة ومطار تبسة، بالإضافة إلى المطارات الأخرى مثل مطار بسكرة ومطار غرداية ومطار حاسي مسعود ومطار مصالي الحاج ومطار توات ومطار عين أمناس، مما يوفر شبكة اتصال شاملة تغطي مختلف مناطق الجمهورية.
```
ليست هناك تعليقات: