ليبيا للطيران Air Libya هي شركة طيران خاصة تنشط في مجال النقل الجوي داخل ليبيا وخارجها، وتتمركز عملياتها بشكل رئيسي في مطار بنينة الدولي بمدينة بنغازي شرق البلاد. تأسست الشركة سنة 1996 لتقدم خدمات متنوعة تشمل رحلات الشارتر، ونقل موظفي شركات البترول العاملة في الصحراء الليبية، إضافة إلى بعض الخطوط الجوية المجدولة التي تربط المدن الليبية فيما بينها ومع بعض الوجهات الخارجية. يقع مقرها الأساسي في مدينة بنغازي، بينما تمتلك مقراً ثانوياً في مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا لدعم نشاطها في تلك المنطقة.
نشأة وتطور ليبيا للطيران
عند انطلاقها سنة 1996، كانت الشركة تحمل اسم تبستي ليبيا للطيران
(Tibesti Air Libya) وبدأت نشاطها من العاصمة طرابلس، لكنها سرعان ما انتقلت إلى مدينة بنغازي لتتخذ من مطار بنينة الدولي مركزاً رئيسياً لرحلاتها، ومع هذه النقلة تغير اسمها رسمياً إلى ليبيا للطيران. ومنذ ذلك الحين، واصلت الشركة تقديم خدماتها رغم التحديات الكبيرة التي واجهت قطاع الطيران الليبي.
تاريخ الشركة لا يخلو من الأزمات، حيث تعرض أسطولها لضربة قوية أثناء الأحداث الدامية التي شهدتها ليبيا عام 2011. ففي مارس من ذلك العام، أصيبت ثلاث طائرات تابعة للشركة أثناء غارة استهدفت مطار بنينة الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرتين من طراز ياكوفليف Yak-40 وطائرة بوينغ Boeing 737-200. وقد شكّل هذا الحدث منعطفاً صعباً أدى إلى تعليق جزء كبير من أنشطتها.
التوقف وإعادة التشغيل
مع اشتداد الحرب الأهلية الليبية، توقفت ليبيا للطيران عن العمل بشكل كامل ابتداءً من عام 2014. وبعد ثلاث سنوات من التوقف، عادت في يناير 2017 لتسيير أول رحلة من بنغازي إلى مالطا، وكانت الرحلة مخصصة لمهمة رسمية نقلت خلالها القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر. ورغم هذه العودة الرمزية، لم تتمكن الشركة من استعادة انتظامها بالكامل، حيث ظل التشغيل محدوداً للغاية بسبب استمرار الظروف الأمنية غير المستقرة وضعف الإمكانات.
أسطول ليبيا للطيران والوجهات
تشير البيانات المتوفرة إلى أن أسطول ليبيا للطيران يضم حالياً ثلاث طائرات عاملة: - بوينغ 737-500 بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 140 مقعداً. - بريتش إيروسبيس BAe 146-200 بسعة تقارب 90 راكباً. - أفرو RJ100 التي تسع أيضاً لما يقارب 90 راكباً.
إلى جانب هذه الطائرات، تمتلك الشركة القدرة على استئجار طائرات إضافية عند الحاجة، بما يتيح لها المرونة في تشغيل خطوط جديدة أو تعزيز شبكتها الحالية. ومن أبرز الوجهات التي خدمتها الشركة في فترات نشاطها: رحلات منتظمة من بنغازي إلى الإسكندرية في مصر وتونس العاصمة، إضافة إلى وجهات داخلية مثل الكفرة، طبرق، والأبرق. إلا أن جدول رحلاتها ظل غير منتظم ويتوقف على الظروف الأمنية والسياسية في ليبيا.
خطط الاستئناف والتوسع
في السنوات الأخيرة، بدأت ليبيا للطيران في اتخاذ خطوات عملية لإعادة بناء قدراتها التشغيلية. ففي عام 2020، تقدمت بطلب رسمي إلى الهيئة العامة للمواصلات والنقل الليبية للحصول على موافقة لشراء ثماني طائرات مستعملة تعود صناعتها إلى عام 2006 لكنها بحالة جيدة. وقدرت قيمة الصفقة بحوالي 28 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ أقل بكثير مقارنة بسعر الطائرات الجديدة، ما يجعلها خياراً عملياً للشركة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ورغم موافقة السلطات على المبدأ العام للصفقة، لم يُعلن حتى الآن عن الطرز النهائية لهذه الطائرات أو الجهة الموردة لها، كما لم يتم تحديد مواعيد دقيقة لتسليمها أو بدء تشغيلها الفعلي. لكن هذه الخطوة تعكس رغبة واضحة في استئناف الرحلات بشكل منتظم، وتحسين خدمات النقل الجوي الليبي الذي عانى بشدة من تداعيات الحرب منذ عام 2011.
في النهاية، تمثل شركة ليبيا للطيران نموذجاً لشركات الطيران التي تكافح للاستمرار رغم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية. ورغم تعثر مسيرتها لسنوات طويلة، فإن جهودها لإعادة البناء قد تجعلها تلعب دوراً مهماً من جديد في تحسين الربط الجوي بين ليبيا والعالم الخارجي.
ليست هناك تعليقات: