مطار الريان الدولي: البوابة الجوية الشرقية لليمن
يُعتبر مطار الريان الدولي Riyan Airport، المعروف أيضاً بمطار المكلا الدولي، منشأة طيران حيوية تقع في العاصمة الاقتصادية لمحافظة حضرموت. يخدم هذا المطار الاستراتيجي واحدة من أكبر المحافظات اليمنية مساحةً وسكاناً، حيث يمثل نقطة وصل حيوية بين شرق اليمن والعالم الخارجي. يحمل المطار رمز الإياتا: RIY ورمز الإيكاو: OYRN، ويتميز بتاريخ عريق في مجال الطيران المدني يعود إلى أكثر من ثمانية عقود، مما يجعله أحد أقدم المطارات العاملة في شبه الجزيرة العربية.
شركات الطيران العاملة في مطار المكلا الدولي
يشهد مطار الريان الدولي حركة ملاحية متنامية تشمل عدداً من شركات الطيران المحلية والدولية التي تربط محافظة حضرموت بوجهات إقليمية ودولية مهمة. وتتميز الشركات العاملة في المطار بتنوع خدماتها واتساع شبكة رحلاتها، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمطار كمركز جوي رئيسي في شرق اليمن.
- طيران اليمنية: تنفذ رحلات منتظمة إلى مطار صنعاء ومطار عدن وأبوظبي ودبي وجدة وسقطرى والكويت والقاهرة
- طيران السعيدة: تقدم رحلات متعددة إلى مطار صنعاء ومطار عدن وسقطرى والغيضة ومطار تعز والشارقة
- طيران اليمدا: تشغل رحلات منتظمة إلى مطار سيئون ومطار الحديدة والرياض
- طيران الملكة بلقيس: تقدم رحلات موسمية إلى جدة والدمام والشارقة
- أكاديمية بزرعة للطيران: توفر برامج تدريبية متخصصة لطياري المستقبل في المجال الجوي
مشروع التوسعة الشامل لمطار المكلا الدولي
يمثل مشروع تطوير وتوسعة مطار الريان الدولي أحد أهم المشاريع التنموية في قطاع الطيران المدني اليمني، حيث يموله البنك الدولي وتنفذه مؤسسة بن مالك المتخصصة في المشاريع الإنشائية الكبرى. يهدف هذا المشروع الطموح إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للمطار، ورفع قدرته الاستيعابية لتصل إلى مليوني مسافر سنوياً، وتعزيز دوره كحلقة وصل حيوية بين اليمن والعالم.
تشمل أعمال التطوير إنشاء مدرج طيران موازٍ بطول 3,200 متر مزود بأحدث أنظمة الهبوط الآلي، وتحديث المدرج الحالي ليتوافق مع المعايير الدولية. كما يتضمن المشروع تركيب أنظمة إضاءة متطورة للمدارج، وإنارة ممرات الطائرات، وأنظمة مراقبة حركة الملاحة الجوية من الجيل الخامس. وقد تم تخصيص مساحات كبيرة لمواقف السيارات تتسع لأكثر من 500 مركبة، مع إنشاء طرق داخلية منظمة لسهولة وصول المسافرين.
يشمل الجانب الإنشائي بناء مبنى ركاب جديد مكون من أربعة طوابق بمساحة إجمالية تبلغ 12,000 متر مربع، مجهز بأحدث التقنيات والخدمات. يتضمن المبنى صالتين للمسافرين القادمين والمغادرين، ومناطق للتسوق، ومطاعم، ومقاهٍ، وصالات انتظار مريحة، ومرافق لذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم تخصيص مساحات مكتبية لشركات الطيران ووكالات السفر، ومنطقة شحن جوي متكاملة.
تم تزويد المطار بأحدث أنظمة الأمن والسلامة، بما في ذلك أنظمة التفتيش بالأشعة السينية، وأنظمة مراقبة بالفيديو عالية الدقة، وأنظمة إنذار مبكر للحريق. كما تم تركيب أنظمة اتصالات متطورة تربط المطار بمراكز المراقبة الجوية الإقليمية والدولية، مما يضمن أعلى مستويات السلامة والأمان للرحلات الجوية.
التأثير التنموي لمطار المكلا الريان الدولي والاقتصادي للمشروع
يسهم مشروع تطوير مطار الريان الدولي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في محافظة حضرموت والمناطق المحيطة بها، حيث من المتوقع أن يوفر أكثر من 1500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. كما سيساهم في تنشيط الحركة التجارية والسياحية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التبادل الثقافي بين اليمن ودول العالم.
يشكل المطار بعد التطوير نافذة حيوية للتصدير والاستيراد عبر الشحن الجوي، مما يدعم القطاعات الاقتصادية المختلفة ويسهل حركة البضائع والمنتجات. كما سيسهم في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، حيث تتمتع محافظة حضرموت بمقومات سياحية فريدة تشمل المعالم التاريخية والطبيعية المتميزة.
يشكل إعادة افتتاح المطار في مايو 2016 بعد توقف دام عاماً كاملاً محطة مهمة في مسيرة التعافي لمطار المكلا الريان الدولي، حيث استقبل أول طائرة إغاثية إماراتية محملة بالمساعدات الإنسانية. ومن المتوقع أن يشهد المطار بعد اكتمال مشروع التوسعة زيادة ملحوظة في عدد الرحلات الجوية، واتساع شبكة الوجهات، وارتفاع أعداد المسافرين، مما يعزز مكانته كبوابة جوية رئيسية لشرق اليمن ومركز لوجستي مهم في المنطقة.
ليست هناك تعليقات: