مطار طنجة ابن بطوطة: الإرث التاريخي والموقع الاستراتيجي
يُمثل مطار طنجة ابن بطوطة الدولي Tangier Ibn Battouta Airport بوابة جوية حيوية تربط شمال المغرب بالعالم، حيث يحتل موقعاً استراتيجياً في عاصمة جهة طنجة تطوان الحسيمة. يبعد المنشأة الجوية مسافة 15 كيلومتراً عن مركز مدينة طنجة التاريخية، مما يجعله مقصداً سهلاً للمسافرين من مختلف أنحاء المنطقة. يحمل المطار الرمزين الدوليين TNG في نظام الإياتا وGMTT في نظام الإيكاو، ويعتبر أحدث مطارات المغرب من حيث التصميم والتجهيزات.
سُمي المطار تيمناً بالرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، الذي جاب العالم في القرن الرابع عشر الميلادي وترك إرثاً أدبياً وسياحياً ضخماً. يقع المطار في منطقة اقتصادية نشطة بالقرب من ميناء طنجة المتوسطي، أحد أكبر الموانئ في أفريقيا، مما يجعله محوراً لوجستياً مهماً للشحن الجوي والتجارة الدولية. يتميز المطار بتصميم معماري فريد يجمع بين الأصالة المغربية والحداثة العالمية، مع استخدام العناصر الزخرفية التقليدية في واجهة المبنى الرئيسي.
تطور مطار طنجة ابن بطوطة التاريخي والتحولات الكبرى
شهد مطار طنجة ابن بطوطة تحولات جذرية في مسيرته التشغيلية، حيث حصل على شهادة الجودة العالمية ISO 9001 تقديراً لالتزامه بمعايير الخدمة المتميزة والجودة العالية في التعامل مع المسافرين وشركات الطيران. جرى تجديد هذه الشهادة بعد عمليات تفتيش دقيقة شملت جميع مرافق المطار وخدماته، مما يؤكد التزام الإدارة بالتحسين المستمر.
في يوليو 2008، دشنت المحطة الجوية الجديدة التي أشرف على إنشائها المكتب الوطني للمطارات بالمغرب بمشاركة 13 مقاولة متخصصة. جاء هذا المشروع استجابة للزيادة المطردة في أعداد المسافرين والمشاريع التنموية الكبرى في منطقة طنجة، بما في ذلك المنطقة الصناعية ومشاريع البنية التحتية الضخمة. سجل المطار نمواً ملحوظاً في حركة المسافرين خلال عام 2015 بنسبة 2.74% مقارنة بالعام السابق، مع ارتفاع في الحركة الجوية التجارية نحو المطارات الأوروبية بلغ 18.13% في يناير من نفس العام.
مرافق مطار طنجة ابن بطوطة والتجهيزات المتطورة
يضم المطار مدرجين للطائرات، يعمل حالياً بالمدرج الرئيسي 10/28 فقط بعد إغلاق المدرج الثانوي 7/25 بسبب عدم ملاءمته للطائرات الكبيرة وعدم كفاية طوله. يبلغ طول المدرج الرئيسي 3500 متر، مما يمكنه من استقبال جميع أنواع الطائرات بما فيها Boeing 747 وAirbus A380-800، أكبر طائرة ركاب في العالم.
تتكون المنشأة من مبنيين للركاب بمساحة إجمالية تبلغ 40,640 متراً مربعاً، مع ساحات انتظار تستوعب سبع طائرات متوسطة الحجم وطائرتين كبيرتين. تشمل التجهيزات الحديثة أنظمة متطورة للتعامل مع الأمتعة وأنظمة أمنية متكاملة وغرف انتظار مريحة ومرافق تجارية متنوعة. يتميز المطار بكفاءة عملياتية عالية في التعامل مع حركة الطائرات والمسافرين على حد سواء.
محطة مطار طنجة ابن بطوطة الجوية الجديدة: تحفة معمارية وتقنية
تمتد المحطة الجوية الجديدة في مطار طنجة ابن بطوطة على مساحة 10,000 متر مربع، مع قدرة استيعابية تصل إلى مليون مسافر سنوياً. جرى تجهيز المحطة بأحدث الأنظمة التكنولوجية التي تشمل شاشات معلومات رقمية، كاميرات مراقبة متطورة، أجهزة فحص أمتعة يدوية وكبيرة، أبواب مغناطيسية آلية، ونوافذ مراقبة جوازات ذكية. صممت المحطة لضمان تدفق سلس للمسافرين في جميع مراحل رحلتهم.
تتميز المحطة باستخدام تقنيات الإضاءة الطبيعية في جميع مساحاتها تشمل صالات الانتظار والبهو الرئيسي وقاعة المغادرة، مع دمج أنظمة الطاقة الشمسية عبر الألواح الكهروضوئية. يطبق هذا النظام المتقدم أيضاً في مطار الدار البيضاء محمد الخامس ومطار مراكش المنارة. تحتوي المحطة على مساحة لعرض الأعمال الفنية تتيح للمسافرين الاستمتاع بمشاهدة لوحات فنية تعكس التراث الثقافي المغربي الأصيل وإبداعات فنية متنوعة تشمل الرسم والنحت والنقش والخزف.
يستخدم المطار جهاز مسح ضوئي متطور يعتمد على الموجات المليمترية للكشف عن المواد المحظورة بجميع أنواعها الكيميائية تشمل المعادن والسوائل، مما جعل المغرب أول دولة أفريقية تستخدم هذه التقنية المتطورة في مجال الأمن الجوي.
شركات الطيران والوجهات الرئيسية
يستضيف المطار مجموعة متنوعة من شركات الطيران المحلية والدولية، تشمل الناقل الوطني الخطوط المغربية وشركة العربية للطيران المغرب وجيت فور يو وأطلس بلو ورام اكسبريس. تشمل الشركات الدولية البارزة الاتحاد للطيران والخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الأمريكية.
تشمل الوجهات الأكثر شعبية رحلات طنجة-الدار البيضاء بطاقة 16 رحلة أسبوعية، وطنجة-مدريد بـ14 رحلة أسبوعية. يربط المطار أيضاً بعدد من المطارات المغربية تشمل مطار وجدة أنجاد ومطار الناظور العروي ومطار العيون ومطار ورزازات ومطار فاس سايس ومطار الداخلة ومطار أغادير ومطار مليلة.
مشروع التوسعة الضخم 2025-2029
دخل مشروع توسعة مطار طنجة ابن بطوطة الدولي مرحلة التنفيذ الفعلية في النصف الثاني من عام 2025، بميزانية إجمالية تجاوزت 1.9 مليار درهم مغربي. تم تمويل المشروع عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة جهات حكومية محلية ووطنية. يهدف المشروع الطموح إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطار إلى أكثر من 7 ملايين مسافر سنوياً بحلول عام 2029، مقارنة بالطاقة الحالية البالغة 3.5 مليون مسافر.
البنية التحتية الذكية والتقنيات المتقدمة
تشمل أعمال التوسعة إضافة 55,000 متر مربع من المرافق الجديدة، تشمل محطة ركاب مركزية حديثة ومواقف طائرات إضافية وبرج مراقبة جوية متطور. يشمل المشروع أيضاً تطوير نظام طرق جديد يربط المحطة الجديدة بشبكة الطرق الحضرية. تركز الخطة على التحول الرقمي الشامل عن طريق اعتماد البوابات الذكية (E-Gate) وأنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الخدمات ورفع مستويات الأمن والسلامة للمسافرين وشركات الطيران.
خدمات النقل الحضري المتكاملة
أطلقت سلطات طنجة خدمة حافلات حضرية خاصة تربط مطار طنجة ابن بطوطة بمحطة القطار الرئيسية، مع توقف في عدة محطات داخل المدينة. تبلغ تكلفة الرحلة 40 درهماً فقط، مما يجعل الخدمة في متناول جميع المسافرين. يمكن للمسافرين الاستفادة من عروض حجز طيران رخيص عبر الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية المختلفة.
التأثير الاقتصادي لمطار طنجة ابن بطوطة والاستدامة البيئية
يساهم مشروع توسعة مطار طنجة ابن بطوطة بشكل كبير في تعزيز موقع طنجة كمركز استثماري وتجاري وسياحي رائد في المنطقة. يدعم المشروع استضافة المدينة للفعاليات الدولية الكبرى مثل كأس أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. تتبنى إدارة المطار "رؤية المطارات الذكية" التي تركز على استخدام المرافق الحديثة والتقنيات الصديقة للبيئة وجودة الخدمة المتميزة. من المقرر الانتهاء من المشروع بحلول منتصف عام 2029، مع تشكيل لجنة متابعة عليا للإشراف على سير العمل وتحقيق الأهداف المرجوة.
ليست هناك تعليقات: