يقع مطار عين أمناس – زرزايتين الدولي في قلب المنطقة الحدودية بين الجزائر وليبيا، على مسافة قصيرة من بلدة عين أمناس وقرية زرزايتين الصناعيتين، ضمن ولاية إليزي. يتميز المطار بموقع استراتيجي يخدم قطاع الطاقة بالدرجة الأولى، إذ يقع وسط واحدة من أغنى مناطق البلاد بالنفط والغاز والمعادن. المطار مدني-عسكري في آن واحد، حيث تشرف سلطة الطيران المدني الجزائرية على الجانب التجاري منه، فيما يبقى جزء من بنيته الأساسية تحت إدارة الجيش الجزائري نظراً لحساسية الموقع الحدودية والأهمية الأمنية.
وقد أصبح مطار عين أمناس زرزايتين مع مرور الوقت نقطة ارتكاز مهمة لحركة الركاب والعاملين في قطاع النفط والغاز، إضافةً إلى كونه بوابة للوصول إلى الصحراء الشرقية الجزائرية، التي باتت تستقطب في السنوات الأخيرة بعض السياحة البيئية والمغامرات الصحراوية. يحمل المطار رمز (الإياتا) IAM، ورمز (إيكاو) DAUZ.

تاريخ مطار زرزايتين عين أمناس
تشير المعطيات المتوفرة إلى أنّ مطار عين أمناس زرزايتين أنشئ أساساً لأغراض عسكرية خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، نظراً إلى موقعه الحساس بالقرب من الحدود الليبية. بعد الاستقلال، استُخدم لفترة طويلة كمرفق لوجستي مرتبط بعمليات النفط والغاز في الجنوب الشرقي. وفي منتصف التسعينيات (عام 1996 تقريباً) فُتح أمام حركة الطيران المدني، بهدف تيسير نقل الموظفين والمهندسين العاملين في شركات الطاقة، إضافة إلى دعم الربط الجوي مع العاصمة الجزائرية والمدن الكبرى.
وخلال العقدين الماضيين، توسعت مهامه لتشمل بعض الرحلات الدولية المحدودة، خاصةً في إطار التعاون الطاقوي مع شركات أجنبية، وأيضاً لاستقبال الوفود السياحية الصغيرة المتجهة إلى الصحراء الجزائرية.
و سمي مطار عين أمناس زرزايتين بهذا الاسم نسبة لبلدية عين أمناس و قرية زرزايتين التي يقع بالقرب منهما في ولاية إليزي شرق الجزائر.
تقع عين أمناس على بُعد نحو 30 كم من الحدود الجزائرية–الليبية، وتُعرف بكونها مركزاً حيوياً لصناعة الطاقة، حيث ينطلق منها خط أنابيب الغاز الطبيعي المتجه نحو حاسي مسعود، بالإضافة إلى خط نفط يصل إلى منطقة حمود الحمراء. وتستضيف المدينة مشروع تيغوينتورين الضخم، وهو واحد من أكبر مشاريع الغاز المشترك بين الجزائر وشركات عالمية مثل BP وStatoil، مما يجعلها محركاً استراتيجياً في الاقتصاد الوطني.
أما زرزايتين، فهي قرية صناعية تأسست كقاعدة تنقيب منذ أربعينيات القرن العشرين، قبل أن تتحول في الستينيات إلى موقع لإنتاج النفط والغاز على نطاق واسع. لا تزال المنطقة إلى اليوم من أبرز الحقول في الصحراء الشرقية، حيث تنتج كميات معتبرة من النفط الخام والغاز الطبيعي، ما يفسر وجود المطار كمرفق أساسي لدعم عمليات الشركات والعاملين.
مرافق مطار عين أمناس زرزايتين
تبلغ المساحة الكلية لمطار عين أمناس زرزايتين نحو 487 هكتاراً، ويضم مبنى ركاب بمساحة تقارب ألفي متر مربع يحتوي على قاعات سفر ووصول، مكاتب إدارية، ومرافق خدماتية مثل محلات وكافتيريات. كما يتوفر على موقف سيارات بسعة تقارب 120 مركبة.
يضم المطار مدرجين رئيسيين معبدين بالأسفلت بطول يقارب 3,000 – 3,100 متر وعرض 45 متراً، مما يسمح باستقبال طائرات متوسطة الحجم مثل Boeing 737 وAirbus A320.
إضافة إلى ذلك، يوجد برج مراقبة حديث نسبياً، ومحطات تموين الطائرات، وورش صيانة، فضلاً عن وحدة متخصصة لمكافحة الحرائق والإسعاف.
غير أنّ معظم هذه المرافق تعاني من التقادم، ما دفع السلطات إلى إعداد خطط لتحديث مطار عين أمناس زرزايتين في إطار برنامج وطني لتجديد البنى التحتية في ولايات الجنوب. آخر الإحصاءات المتوفرة تشير إلى أن المطار استقبل أكثر من 145 ألف مسافر على نحو 3600 رحلة خلال عام 2007، لكن الأعداد تذبذبت بعد ذلك نتيجة الظروف الأمنية وتراجع أسعار النفط.
الخطوط الجوية العاملة بالمطار وابرز وجهاتها
يشهد مطار عين أمناس زرزايتين حركة جوية محدودة تقتصر بالأساس على الرحلات الداخلية.
تقوم الخطوط الجزائرية بتسيير رحلات منتظمة إلى العاصمة الجزائرية، إضافة إلى وصلات نحو وهران وحاسي مسعود.
بينما تشغّل طيران الطاسيلي، وهي شركة مرتبطة بقطاع الطاقة، رحلات موجهة أساساً لنقل موظفي شركات البترول نحو مواقع العمل، بما في ذلك وجهات مثل عين بيضا.
حتى الآن لا توجد رحلات دولية تجارية منتظمة، لكن المطار يستقبل أحياناً رحلات خاصة أو مستأجرة مرتبطة بأنشطة النفط والغاز أو بوفود أجنبية عاملة في المنطقة.
ليست هناك تعليقات: