تُعد شركة جزر القمر للخدمات الجوية (Comores Air Services) من أوائل المبادرات الخاصة في قطاع الطيران بجمهورية جزر القمر. اتخذت الشركة من مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي في العاصمة موروني مقرًا لعملياتها، وكانت تهدف إلى ربط الجزر الرئيسية الثلاث فيما بينها وتوفير رحلات إقليمية قصيرة نحو الوجهات القريبة. ورغم توقف نشاطها رسميًا منذ عام 2016، فإنها ما تزال تُذكر كإحدى المحاولات البارزة لتأسيس ناقل جوي خاص في دولة تعاني من محدودية خيارات السفر الجوي. حتى عام 2025، لم تعلن السلطات أو المستثمرون عن خطط لإعادة إحياء الشركة، غير أن قطاع الطيران المحلي يشهد مبادرات جديدة لتعزيز الربط بين الجزر وتحسين البنية التحتية للنقل الجوي.
تاريخ جزر القمر للخدمات الجوية
تشير معظم المصادر إلى أن شركة جزر القمر للخدمات الجوية بدأت عملياتها الفعلية في منتصف العقد الأول من الألفية، ويرجح أن الانطلاقة كانت سنة 2006. ركزت الشركة منذ البداية على تقديم خدمات النقل الداخلي بين جزر القمر الكبرى، أنجوان، وموهيلي، إضافة إلى رحلات قصيرة إلى جزيرة مايوت الفرنسية القريبة. لكن مع محدودية الأسطول وصعوبات تشغيلية ومالية متراكمة، تراجع أداؤها تدريجيًا. وفي عام 2016، أوقفت الشركة أنشطتها تمامًا، لتترك فراغًا في سوق النقل المحلي ظل قائمًا حتى دخول شركات أخرى لاحقًا لتعويض بعض الخطوط. منذ 2020، بدأت الحكومة القمرية دراسة بدائل لتعزيز الربط الداخلي الجوي كجزء من استراتيجية دعم السياحة والاستثمار.
أسطول جزر القمر للخدمات الجوية
اعتمدت جزر القمر للخدمات الجوية خلال فترة عملها على أسطول محدود يضم طائرتين من طراز Let L-410 UVP التشيكية الصنع، وهي طائرات صغيرة تتسع لحوالي 19 راكبًا وتتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدارج قصيرة، ما جعلها مناسبة للعمل في جزر القمر ذات البنية التحتية المحدودة. غير أن إحدى الطائرتين، والمسجلة بالرمز D6-CAM، أُدرجت على لائحة الحظر الأوروبية في أغسطس 2006 بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة الجوية، الأمر الذي أعاق قدرة الشركة على تشغيل رحلات إلى مايوت الخاضعة للسيادة الفرنسية. بعد توقف عمليات الشركة، انتقلت بعض الطائرات المستعملة من هذا الطراز إلى مشغّلين آخرين في أفريقيا، بينما لم يعد للأسطول السابق أي وجود فعلي بحلول 2025.
شبكة جزر القمر للخدمات الجوية
ركزت شبكة وجهات جزر القمر للخدمات الجوية على تأمين الربط بين الجزر الثلاث الرئيسية: القمر الكبرى (نجازيجيا)، أنجوان (أنزواني)، وموهيلي (موالي)، وهي مسارات كانت تُعتبر شريانًا حيويًا لسكان الأرخبيل. كما شغلت رحلات قصيرة إلى جزيرة مايوت التي تبعد أقل من 300 كيلومتر عن العاصمة موروني. لكن بعد فرض قيود الاتحاد الأوروبي في 2006، فقدت الشركة أحد أهم خطوطها الدولية، لصالح الشركة الوطنية جزر القمر للطيران مما أثر بشكل مباشر على إيراداتها. ومع غياب خطط توسع أو إدخال طائرات أكبر، ظلت العمليات محصورة محليًا حتى توقف الشركة نهائيًا في 2016. في الوقت الراهن (2025)، تتولى شركات أخرى مثل Inter Iles Air تسيير بعض هذه الوجهات، بينما تعمل الحكومة على دعم خيارات إضافية للنقل بين الجزر.
