الاثنين، 6 مايو 2019

الأردنية الدولية للشحن الجوي

تُعتبر الشركة الأردنية الدولية للشحن الجوي  Jordan International Air Cargo إحدى الكيانات المتخصصة في مجال النقل الجوي للبضائع داخل الأردن وخارجه، وتتخذ من العاصمة عمّان مقرًا رئيسيًا لها. تعمل الشركة انطلاقًا من مطار عمّان المدني، وتستخدم رموز تعريف دولية معتمدة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA: J4) ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO: JCI). وتمتلكها القوات الجوية الملكية الأردنية التي تمنحها خلفية تشغيلية قوية تعزز من مستوى الانضباط والسلامة في عملياتها.الأردنية الدولية للشحن الجوي Jordan International Air Cargo

تاريخ الأردنية الدولية للشحن الجوي

تعود نشأة الأردنية الدولية للشحن الجوي إلى عام 2004، عندما تقرر إنشاء ناقل متخصص بالشحن الجوي لتلبية احتياجات السوق الأردني المتنامية وتوظيف الموقع الجغرافي المميز للمملكة كحلقة وصل إقليمي. وخلال الأشهر الأولى من التأسيس، عمل فريقها على استكمال جميع متطلبات التسجيل والتأهيل في المنطقة الحرة الأردنية، مما مكنها لاحقًا من الحصول على شهادة المشغل الجوي (AOC) في ربيع 2005. وقد شكل ذلك الانطلاقة الرسمية لعملياتها التجارية التي اتجهت منذ البداية إلى الشحن المستأجر (Charter) وخدمات المناولة الأرضية.

اليوم، تعد الخطوط الجوية الأردنية الدولية واحدة من أكبر شركات النقل في سوق الشحن الدولي المستأجر.

أسطول الأردنية الدولية للشحن الجوي

اعتمدت الأردنية الدولية للشحن الجوي منذ بدايتها على طائرات شحن روسية الصنع من طراز Ilyushin IL-76MF، وهي طائرات عريضة البدن ذات قدرة عالية على حمل الشحنات الثقيلة والخطرة. وعلى الرغم من تقارير تحدثت عن بيع هذه الطائرات عام 2019، فإن الشركة واصلت استخدام رحلات مؤجرة لطائرات أخرى مثل إيرباص A300 وA330 وكذلك طائرات بوينغ 747. وفي عام 2020 كشفت عن نيتها إدخال طائرة بوينغ 767-300 ضمن عملياتها، في خطوة تشير إلى رغبتها في تنويع أسطولها والتوسع إلى خدمات النقل العارض لمسافات أبعد.

و يمكن لعملاء الشركة أن يقوموا بطلب الطائرات المستأجرة إلى أي وجهة في جميع أنحاء العالم مع طائرة اليوشن Ilyushin IL-76MFs، والتي تجمع بين مستويات خدمية عالية جودة ومجموعة من المنتجات المنافسة، ويوجد أيضا رحلات أخرى مستأجرة من طائرات من طرازات أخرى.

وقد اعلنت الأردنية الدولية للشحن الجوي خلال عام 2020م عن نيتها شراء طائرة من طراز بوينج Boeing 767-300 لضمها الي اسطولها، وهي طائرة ركاب تجارية، مما يعني نية الشركة في التوسع في خدمات الرحلات العارضة الشارتر.

خدمات الدولية الأردنية للشحن الجوي

تولي الأردنية الدولية للشحن الجوي جانب السلامة التشغيلية أولوية مطلقة، حيث وضعت أنظمة صارمة للتعامل مع الشحنات الحساسة مثل البضائع الضخمة أو المواد الخطرة. وتتنوع خدماتها لتشمل:

  • حلول الشحن الشامل: بدءًا من استلام البضائع وحتى تسليمها، مع مرونة كبيرة في معالجة الشحنات الثقيلة.
  • الطيران العارض (Charter): تنظيم رحلات مستأجرة تغطي مناطق واسعة تمتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا وحتى الولايات المتحدة، بما يسمح بتوصيل الشحنات في مواعيد دقيقة.
  • المناولة الأرضية: تقديم خدمات شاملة في مطار عمّان المدني باستخدام معدات حديثة قادرة على التعامل مع مختلف أحجام الطائرات، مع الالتزام بالمعايير الدولية للأمن والجودة.
  • خدمات داعمة للوكلاء: تشمل فحص الطرود والبريد وفق متطلبات برامج الأمن الوطني للطيران، ما يضمن ثقة عالية لدى الشركاء والعملاء.

الأربعاء، 1 مايو 2019

مطار مصراتة الدولي - المطار المدني لمصراتة

يقع مطار مصراتة الدولي،  Misrata International Airport المعروف أيضًا باسم المطار المدني لمصراتة، على بعد نحو خمسة كيلومترات جنوب غرب المدينة الساحلية، ويطل على البحر الأبيض المتوسط. ويُعد من المطارات ذات الاستخدام المزدوج، حيث يجمع بين النشاط المدني والعمليات العسكرية، ويعمل تحت رمز IATA: MRA ورمز ICAO: HLMS المعتمدين عالميًا في قطاع الطيران.

مطار مصراتة الدولي Misrata International Airport

تاريخ مطار مصراتة الدولي

تعود بدايات مطار مصراتة إلى عام 1939 حين أنشأته القوات الإيطالية خلال فترة احتلالها لليبيا، ليكون في البداية مجرد مهبط صغير للطائرات. وبفضل موقعه الاستراتيجي على ساحل المتوسط، استُخدم المطار على مر العقود كمركز عسكري رئيسي لتدريب الطيارين وتنفيذ العمليات الجوية. لكن الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني في ليبيا جعلا نشاطه التجاري غير منتظم في كثير من الفترات.

في ديسمبر 2011، وبعد سنوات من الاضطراب، شهد مطار مصراتة محطة مهمة حين استقبل أول رحلة تجارية دولية منتظمة لشركة أجنبية هي الخطوط الجوية التركية. إلا أن الأحداث المتسارعة لم تترك له استقرارًا طويلًا؛ ففي يوليو 2014 أغلق المطار نتيجة الاشتباكات العنيفة التي طالت مطار طرابلس الدولي، والذي كانت تعتمد عليه مصراتة في جزء من عملياتها الجوية.

خلال الحرب الأهلية الليبية وما رافقها من فرض منطقة حظر جوي، لعب المطار دورًا عسكريًا بارزًا. فقد انطلقت منه أولى المحاولات الليبية لكسر الحظر حين أقلعت طائرة تدريب قتالية من طراز G-2. لكن المحاولة باءت بالفشل سريعًا، إذ أُعلن أن الطائرة تم استهدافها وتدميرها بصاروخ موجه فور هبوطها، في عملية نُسبت إلى سلاح الجو الفرنسي ضمن مهام فرض الحظر الجوي.

مرافق مطار مصراتة الدولي

يمتلك مطار مصراتة مدرجًا رئيسيًا بطول يقارب 3,395 مترًا وعرض 45 مترًا، وهو مجهز ليستوعب مختلف أنواع الطائرات التجارية والعسكرية. وتوجد في محيطه ساحة وقوف تتسع لأكثر من 12 طائرة، بالإضافة إلى صالة ركاب مخصصة لكل من الوصول والمغادرة. كما تتوفر فيه مرافق تموين وصيانة للطائرات، إلى جانب منشآت عسكرية مخصصة للتدريب والعمليات الخاصة.

الخطوط الجوية العاملة بمطار مصراتة

يُعد مطار مصراتة مركزًا مهمًا لبعض شركات الطيران الليبية والإقليمية، حيث تسير منه رحلات منتظمة إلى وجهات عربية ودولية. من أبرز الشركات العاملة:

وإلى جانب هذه الشركات، يتم تشغيل رحلات موسمية أو طارئة تبعًا للظروف الأمنية واحتياجات المسافرين.

الثلاثاء، 23 أبريل 2019

العربية للطيران الأردن - خطوط العربية

كانت العربية للطيران الأردن بمثابة الذراع الأردني لمجموعة العربية للطيران، إذ عملت على إدخال مفهوم السفر الاقتصادي إلى السوق المحلي. اتخذت الشركة من مطار الملكة علياء الدولي في عمّان قاعدة رئيسية، مع ربط عملياتها بمراكز إقليمية في الإمارات ومصر والمغرب. ورغم انطلاقتها في مايو 2015 كأول شركة طيران منخفض التكلفة في الأردن، فإنها توقفت عن العمل نهائيًا في عام 2018 بعد ثلاث سنوات من التشغيل دون إصدار بيان رسمي يوضح أسباب الإغلاق.

استخدمت الشركة رموز الطيران التالية: 9P (IATA)، JAD (ICAO)، ورمز النداء AIR ARABIA JORDAN. وكانت تعمل كفرع تابع لمجموعة "العربية للطيران"، معتمدة على نموذج الأعمال منخفض التكاليف الذي اشتهرت به الشركة الأم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

العربية للطيران الأردن Air Arabia Jordan

تأسيس العربية للطيران الأردن

بدأت فكرة إنشاء فرع أردني للمجموعة العربية للطيران الأردن عام 2010، ضمن خطة توسع إقليمية تستهدف أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبعد خمس سنوات من التحضير، أطلقت الشركة أولى رحلاتها من عمّان إلى الكويت بتاريخ 19 مايو 2015، ثم أضافت وجهات إلى السعودية، العراق، تركيا، وجورجيا. كان الهدف الأساسي هو تعزيز الربط الجوي بين الأردن وبقية دول المنطقة، مع تقديم أسعار أقل مقارنة بالشركات التقليدية.

الشراكة الاستثمارية والملكية

نشأت الشركة من خلال شراكة استثمارية بين العربية للطيران، التي احتفظت بنسبة 49% من رأس المال، وشركة خطوط البتراء للطيران المملوكة لمجموعة "رم" السياحية التي امتلكت الحصة الأكبر (51%). هذا النموذج من الشراكة منح المشروع طابعًا محليًا يعكس مساهمة القطاع الخاص الأردني، مع الاستفادة من خبرات الشركة الأم في مجال إدارة الطيران الاقتصادي. كانت الشركة جزءًا من شبكة أوسع تشمل العربية للطيران مصر والعربية للطيران المغرب.

أسطول العربية للطيران الأردن

بدأت الشركة عملياتها بأسطول صغير مكوّن من طائرتين من طراز إيرباص A320-200، بسعة تقارب 168 مقعدًا. ورغم أن العدد كان محدودًا، فإنها استفادت من إمكانية استئجار طائرات إضافية من المجموعة الأم عند الحاجة، مما ساعدها على تسيير رحلات إضافية أو موسمية في أوقات الذروة.

الرؤية والأثر الاقتصادي

سعت العربية للطيران الأردن إلى تقديم خيارات سفر مرنة واقتصادية، مع الحفاظ على مستوى جيد من الخدمة والموثوقية. كان الهدف من هذا المشروع دعم البنية التحتية للنقل الجوي الأردني، وتحفيز حركة السفر والسياحة، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتنشيط الاقتصاد المحلي.

بحلول أواخر 2017، بدأت الشركة في تقليص شبكتها الدولية بسبب تحديات تشغيلية وتجارية. واقتصرت عملياتها تدريجيًا على رحلات مستأجرة تخدم مجموعات سياحية وشركات خاصة. وفي أبريل 2018، تم الإعلان عن توقف كامل لأنشطتها، لتنضم بذلك إلى قائمة شركات الطيران الإقليمية قصيرة العمر التي لم تتمكن من الاستمرار في سوق مزدحم بالمنافسة.

الخدمات التي كانت تقدمها الشركة

تشمل خدمات العربية للطيران الأردن:
  • وجبات خفيفة ومشروبات على متن الرحلة (مقابل رسوم).
  • متجر طيران لشراء مستلزمات السفر والهدايا.
  • مجلات قراءة ومحتوى ترفيهي مطبوع.
  • مقاعد اقتصادية بمسافة 32 بوصة بين الصفوف.
  • دعم مخصص للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.

فئات الحجز

  • الدرجة الاقتصادية: تصميم مريح مع خيارات شراء خدمات إضافية.
  • درجة رجال الأعمال: مساحة أوسع، أولوية في الصعود، ووجبات مميزة (كانت متوفرة على بعض الرحلات).

سياسة الأمتعة

اتبعت العربية للطيران الأردن نفس السياسة المعمول بها في المجموعة الأم، حيث أتيحت للمسافرين إمكانية اختيار باقات أمتعة تبدأ من 20 كجم وتصل حتى 40 كجم. وكان بإمكان الركاب الاستفادة من خصومات كبيرة عند شراء الوزن مسبقًا عبر الإنترنت بدلًا من دفع رسوم إضافية في المطار.

  • الوزن المسموح: 20–40 كجم (حسب الباقة).
  • الحد الأقصى لقطعة واحدة: 32 كجم، والأبعاد ≤ 160 سم.
  • خصومات تصل إلى 90% عند الشراء المسبق عبر الإنترنت.

الحقائب اليدوية

إنهاء إجراءات السفر

قدّمت العربية للطيران الأردن خيار تسجيل الوصول الإلكتروني قبل 12 ساعة من موعد الإقلاع، مع إمكانية استخدام الأكشاك الذاتية في المطار (تفتح قبل 3 ساعات وتغلق قبل ساعة من الإقلاع). وكان على المسافر إدخال رقم الحجز، الاسم، وتاريخ الرحلة لإصدار بطاقة الصعود.

الوجبات على متن الطائرة

وفرت الشركة قائمة وجبات متنوعة يمكن حجزها مسبقًا أثناء الحجز أو شراؤها مباشرة على متن الرحلة. تضمنت القائمة خيارات عربية وعالمية، مع إمكانية طلب وجبات خاصة (نباتية، خالية من الجلوتين) عند الحجز المبكر.

المواد المحظورة

لم تسمح الشركة بحمل أي مواد خطرة، بما في ذلك:

  • المتفجرات، الأسلحة، والمواد القابلة للاشتعال.
  • السوائل فوق 100 مل في الحقيبة اليدوية.
  • المواد السامة أو المشعة.
  • الزئبق، الأحماض، والفيروسات المعدية.

الخلاصة: تجربة قصيرة لكنها مؤثرة

رغم توقف عمليات العربية للطيران الأردن بعد ثلاث سنوات فقط، إلا أنها ساهمت في تغيير توقعات المسافرين الأردنيين حول إمكانية السفر بأسعار معقولة دون التنازل عن الحد الأدنى من الراحة. ويبقى نموذجها مثالًا على محاولات القطاع الخاص لتنويع الاقتصاد الوطني في إطار رؤية الأردن 2025.

الاثنين، 15 أبريل 2019

مطار بندر قاسم بوصاصو الدولي

يقع مطار بندر قاسم الدولي  Bender Qassim International Airport في الجهة الشمالية من مدينة بوصاصو، إحدى أكبر المدن الساحلية في الصومال ومركزها التجاري الأبرز ضمن إقليم بونتلاند المطل على خليج عدن. ويُعتبر المطار من البنى التحتية الجوية الاستراتيجية في البلاد، حيث يربط شمال الصومال بالمراكز الإقليمية والعالمية. يُصنّف المطار حالياً ضمن أكبر أربعة مطارات صومالية من حيث الحركة الجوية إلى جانب مطارات عدن أدي في مقديشو، بربرة في صوماليلاند، وهرجيسا الدولي. وقد اعتمد المطار على رموز دولية معترف بها: BSA من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) وHCMF من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، مما يتيح له التشغيل ضمن الشبكة العالمية للطيران المدني. وفي السنوات الأخيرة، ازدادت أهمية المطار مع تنامي النشاط التجاري في بوصاصو وارتفاع حركة الشحن الجوي المرتبطة بالاستيراد والتصدير عبر ميناء المدينة.

مطار بندر قاسم بوصاصو الدولي Bender Qassim International Airport

تاريخ مطار بندر قاسم بوصاصو الدولي

انطلقت فكرة إنشاء مطار بندر قاسم الدولي سنة 2007 بدعم مالي من جهات خليجية، أبرزها من دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تلبية الحاجة المتزايدة لمرفق جوي حديث يخدم المنطقة. بعد ذلك شهد المشروع عدة مراحل من التوقف والتجديد؛ إذ أدى تركيز حكومة بونتلاند بعد انتخابات 2008 على تنمية العاصمة غاروي إلى تجميد خطط التوسع في بوصاصو. غير أنّ الاتفاقيات الاقتصادية التي وُقعت لاحقاً مع شركات استكشاف النفط والغاز، مثل Range Resources الأسترالية في 2012، أمنت جزءاً من التمويل اللازم لإنجاز مدرج جديد بكلفة تقديرية بلغت 5 ملايين دولار.

مع حلول 2013، أعيد تفعيل المشروع عبر شراكات دولية أوسع، حيث أطلقت حكومة بونتلاند بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) مناقصة شاركت فيها شركات من آسيا وأوروبا. وقد تولت إيطاليا تمويل جزء من هذا البرنامج، مما أتاح رفع طول المدرج من 1.8 كم إلى 2.65 كم وعرضه من 30 إلى 45 متراً وفق معايير السلامة الدولية.

في ديسمبر 2014، جرى وضع حجر الأساس بحضور ممثلين عن الحكومة المحلية، وسفراء، وشركات بناء صينية، ما عزز الطابع الدولي للمبادرة. وبالفعل، تولت الشركة الصينية للهندسة المدنية والبناء (CCECC) مهام تطوير المدرج وتعبيده بالأسفلت، في خطوة مثلت نقلة نوعية للبنية التحتية الجوية في شمال الصومال. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التطويرات تواصلت بعد 2015 لتشمل تحسين مرافق الركاب وإضافة أنظمة ملاحية أكثر تطوراً.

الخطوط الجوية العاملة بمطار بندر قاسم بوصاصو الدولي

يستضيف مطار بندر قاسم عدداً من شركات الطيران الإقليمية التي توفر رحلات منتظمة داخل الصومال وخارجه. من أبرزها:

  • طيران جيبوتي التي تتيح رحلات مباشرة إلى العاصمة جيبوتي، بما يعزز الروابط التجارية واللوجستية عبر خليج عدن.
  • الخطوط الجنوب إفريقية إكسبريس (African Express Airways) التي تقدم وجهات متعددة نحو بربرة وغالكعيو ونيروبي وواجير، ما يجعلها جسراً أساسياً مع شرق إفريقيا.
  • خطوط دالو الجوية التي تشغل رحلات نحو دبي ومقديشو، وهي من الشركات التي تلعب دوراً محورياً في ربط الشتات الصومالي في الخليج بوطنهم.
  • خطوط جوبا الجوية بخدماتها نحو غاروي وهرجيسا والعاصمة مقديشو.

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت خطط لفتح المجال أمام شركات إقليمية إضافية مثل الخطوط الكينية والخطوط الإثيوبية، بهدف زيادة التنافسية وتحسين ربط بوصاصو بالمراكز الاقتصادية الكبرى في القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية.

الجمعة، 12 أبريل 2019

خطوط كورال بلو الجوية

 كانت كورال بلو للطيران  KoralBlue Airlines شركة عارض تونسية-مصرية تأسست منتصف العقد الأول من الألفية بهدف دعم قطاع السياحة بين شمال إفريقيا وأوروبا. اتخذت من مطار الغردقة الدولي مركزاً رئيسياً، مع محطات تشغيل في شرم الشيخ والقاهرة، مركزة خدماتها على الرحلات غير المنتظمة (Charter) الموجهة أساساً للسياح الأوروبيين القادمين إلى المنتجعات المصرية.

رغم بدايتها الواعدة، توقفت الشركة عن العمل نهائياً عام 2011 بعد اضطرابات سياسية واقتصادية في كل من تونس ومصر أعقبت ثورات الربيع العربي، حيث تمت مصادرة أصولها في إطار ملاحقات قانونية طالت مجموعة قرطاج المالكة لجزء من أسهمها. تحمل الشركة رمز النداء KORAL BLUE ورمز (الإياتا) K7، ورمز (إيكاو) KBR.

خطوط كورال بلو الجوية KoralBlue Airlines

تاريخ خطوط كورال بلو الجوية

تم إنشاء الشركة سنة 2006 ضمن مشروع مشترك جمع بين مستثمرين من مصر وتونس بهدف تعزيز الرحلات السياحية نحو الوجهات الساحلية المصرية.

الجانب التونسي كان يقوده بلحسن الطرابلسي عبر مجموعة قرطاج القابضة التي كانت تمتلك مصالح في الطيران والسياحة (مثل Karthago Airlines وKarthago Hotels).

من الجانب المصري، شاركت مجموعة أوراسكوم للفنادق والتنمية بحصة معتبرة، مستفيدة من خبرتها السابقة عبر شركة صن إير (Sun Air) التي أُنشئت في نفس الفترة للرحلات الداخلية.

كما ساهمت شركة قرطاج للطيران بنسبة أقل، لتكون كورال بلو بمثابة الذراع المشتركة لنقل السياح بين أوروبا والمقاصد المصرية.

لكن مع سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 2011، تعرضت أصول الطرابلسي ومجموعة قرطاج إلى مصادرة شاملة، ما أدى عملياً إلى انهيار الشركة.

أسطول كورال بلو

اعتمدت الشركة في عملياتها على أسطول صغير يتكون من ثلاث طائرات إيرباص A320-200، وهو الطراز الأكثر شيوعاً بين شركات الطيران منخفضة التكلفة وشركات العارض في تلك الحقبة.

كانت الطائرات بمتوسط عمر يتجاوز 10 سنوات، ما يشير إلى أنها كانت في الغالب طائرات مستأجرة من شركات تأجير أوروبية. وقد صُممت التشكيلة لتناسب الرحلات قصيرة ومتوسطة المدى، خصوصاً بين الوجهات السياحية في مصر والعواصم الأوروبية.

وجهات طيران كورال بلو

ركزت كورال بلو على خدمة السياحة الأوروبية الوافدة إلى البحر الأحمر. فقد سيّرت رحلات عارض موسمية من مطاري الغردقة وشرم الشيخ نحو مجموعة واسعة من المدن الأوروبية.

في فرنسا وحدها، وصلت رحلاتها إلى باريس (شارل ديغول)، ليون، مرسيليا، ونانت. كما ربطت وجهات إيطالية مثل ميلانو/برغامو والبندقية، إضافةً إلى مدن ألمانية رئيسية مثل فرانكفورت ودوسلدورف.

كما شملت الوجهات محطات في أوروبا الشرقية (بولندا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا) إضافةً إلى السويد والمملكة المتحدة.

هذا الانتشار يعكس اعتماد الشركة الكبير على التعاون مع منظمي الرحلات السياحية (Tour Operators) الأوروبيين الذين كانوا يبحثون عن بدائل بأسعار تنافسية لإرسال السياح إلى المنتجعات المصرية.

الاثنين، 8 أبريل 2019

مطار عين أمناس زرزايتين

 يقع مطار عين أمناس – زرزايتين الدولي  In Amenas Zarzaitine Airport في قلب المنطقة الحدودية بين الجزائر وليبيا، على مسافة قصيرة من بلدة عين أمناس وقرية زرزايتين الصناعيتين، ضمن ولاية إليزي. يتميز المطار بموقع استراتيجي يخدم قطاع الطاقة بالدرجة الأولى، إذ يقع وسط واحدة من أغنى مناطق البلاد بالنفط والغاز والمعادن. المطار مدني-عسكري في آن واحد، حيث تشرف سلطة الطيران المدني الجزائرية على الجانب التجاري منه، فيما يبقى جزء من بنيته الأساسية تحت إدارة الجيش الجزائري نظراً لحساسية الموقع الحدودية والأهمية الأمنية.

وقد أصبح مطار عين أمناس زرزايتين مع مرور الوقت نقطة ارتكاز مهمة لحركة الركاب والعاملين في قطاع النفط والغاز، إضافةً إلى كونه بوابة للوصول إلى الصحراء الشرقية الجزائرية، التي باتت تستقطب في السنوات الأخيرة بعض السياحة البيئية والمغامرات الصحراوية. يحمل المطار رمز (الإياتا) IAM، ورمز (إيكاو) DAUZ.

مطار عين أمناس زرزايتين In Amenas Zarzaitine Airport

تاريخ مطار زرزايتين عين أمناس

تشير المعطيات المتوفرة إلى أنّ مطار عين أمناس زرزايتين أنشئ أساساً لأغراض عسكرية خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، نظراً إلى موقعه الحساس بالقرب من الحدود الليبية. بعد الاستقلال، استُخدم لفترة طويلة كمرفق لوجستي مرتبط بعمليات النفط والغاز في الجنوب الشرقي. وفي منتصف التسعينيات (عام 1996 تقريباً) فُتح أمام حركة الطيران المدني، بهدف تيسير نقل الموظفين والمهندسين العاملين في شركات الطاقة، إضافة إلى دعم الربط الجوي مع العاصمة الجزائرية والمدن الكبرى.

وخلال العقدين الماضيين، توسعت مهامه لتشمل بعض الرحلات الدولية المحدودة، خاصةً في إطار التعاون الطاقوي مع شركات أجنبية، وأيضاً لاستقبال الوفود السياحية الصغيرة المتجهة إلى الصحراء الجزائرية.

و سمي مطار عين أمناس زرزايتين بهذا الاسم نسبة لبلدية عين أمناس و قرية زرزايتين التي يقع بالقرب منهما في ولاية إليزي شرق الجزائر.

تقع عين أمناس على بُعد نحو 30 كم من الحدود الجزائرية–الليبية، وتُعرف بكونها مركزاً حيوياً لصناعة الطاقة، حيث ينطلق منها خط أنابيب الغاز الطبيعي المتجه نحو حاسي مسعود، بالإضافة إلى خط نفط يصل إلى منطقة حمود الحمراء. وتستضيف المدينة مشروع تيغوينتورين الضخم، وهو واحد من أكبر مشاريع الغاز المشترك بين الجزائر وشركات عالمية مثل BP وStatoil، مما يجعلها محركاً استراتيجياً في الاقتصاد الوطني.

أما زرزايتين، فهي قرية صناعية تأسست كقاعدة تنقيب منذ أربعينيات القرن العشرين، قبل أن تتحول في الستينيات إلى موقع لإنتاج النفط والغاز على نطاق واسع. لا تزال المنطقة إلى اليوم من أبرز الحقول في الصحراء الشرقية، حيث تنتج كميات معتبرة من النفط الخام والغاز الطبيعي، ما يفسر وجود المطار كمرفق أساسي لدعم عمليات الشركات والعاملين.

مرافق مطار عين أمناس زرزايتين

تبلغ المساحة الكلية لمطار عين أمناس زرزايتين نحو 487 هكتاراً، ويضم مبنى ركاب بمساحة تقارب ألفي متر مربع يحتوي على قاعات سفر ووصول، مكاتب إدارية، ومرافق خدماتية مثل محلات وكافتيريات. كما يتوفر على موقف سيارات بسعة تقارب 120 مركبة.

يضم المطار مدرجين رئيسيين معبدين بالأسفلت بطول يقارب 3,000 – 3,100 متر وعرض 45 متراً، مما يسمح باستقبال طائرات متوسطة الحجم مثل Boeing 737 وAirbus A320.

إضافة إلى ذلك، يوجد برج مراقبة حديث نسبياً، ومحطات تموين الطائرات، وورش صيانة، فضلاً عن وحدة متخصصة لمكافحة الحرائق والإسعاف.

غير أنّ معظم هذه المرافق تعاني من التقادم، ما دفع السلطات إلى إعداد خطط لتحديث مطار عين أمناس زرزايتين في إطار برنامج وطني لتجديد البنى التحتية في ولايات الجنوب. آخر الإحصاءات المتوفرة تشير إلى أن المطار استقبل أكثر من 145 ألف مسافر على نحو 3600 رحلة خلال عام 2007، لكن الأعداد تذبذبت بعد ذلك نتيجة الظروف الأمنية وتراجع أسعار النفط.

الخطوط الجوية العاملة بالمطار وابرز وجهاتها

يشهد مطار عين أمناس زرزايتين حركة جوية محدودة تقتصر بالأساس على الرحلات الداخلية.

تقوم الخطوط الجزائرية بتسيير رحلات منتظمة إلى العاصمة الجزائرية، إضافة إلى وصلات نحو وهران وحاسي مسعود.

بينما تشغّل طيران الطاسيلي، وهي شركة مرتبطة بقطاع الطاقة، رحلات موجهة أساساً لنقل موظفي شركات البترول نحو مواقع العمل، بما في ذلك وجهات مثل عين بيضا.

حتى الآن لا توجد رحلات دولية تجارية منتظمة، لكن المطار يستقبل أحياناً رحلات خاصة أو مستأجرة مرتبطة بأنشطة النفط والغاز أو بوفود أجنبية عاملة في المنطقة.

الثلاثاء، 2 أبريل 2019

جيت فور يو - أول شركة طيران مغربية خاصة

كانت جيت فور يو (Jet4you) أول شركة طيران مغربية خاصة متخصصة في النقل منخفض التكلفة، تأسست في مدينة الدار البيضاء حيث اتخذت من مطار محمد الخامس الدولي قاعدتها التشغيلية الرئيسية. منذ بداية نشاطها عام 2006، ركزت الشركة على ربط الوجهات المغربية بأوروبا، مستهدفة المسافرين السياح والجالية المغربية المقيمة بالخارج.

في عام 2012، انتهى مشوار الشركة بعد أن تم دمجها بالكامل في الناقلة البلجيكية جيت إير فلاي (Jetairfly) – التي أصبحت لاحقاً تحمل اسم TUI fly Belgium – لتصبح جزءاً من شبكة مجموعة TUI العالمية، أكبر مجموعة سياحية في العالم. هذا الاندماج سمح بتحويل أسطول الشركة ومساراتها وموظفيها إلى عمليات TUI، ليختفي اسم Jet4you تدريجياً من السوق لكنه يظل مرجعاً في تاريخ الطيران المغربي الخاص. تحمل الشركة رمز النداء ARGAN ورمز (الإياتا) 8J، ورمز (إيكاو) JFU.

جيت فور يو Jet4you

تاريخ جيت فور يو

انطلقت عمليات Jet4you يوم 26 فبراير 2006 بعد تأسيسها عبر شراكة استثمارية جمعت بين أطراف مغربية وأوروبية. فقد امتلكت مجموعة TUI Travel البلجيكية نسبة 40% من الأسهم، فيما ساهم بنك التجاري وفا المغربي بنسبة 20%، إلى جانب 20% لشركة Investima-SGMB، و20% لشركة M.M. Marrache et Benabbes Taarji. ولإدارة المشروع، تم إنشاء شركة مغربية تحت اسم Société d’Investissement Aérienne كذراع استثماري.

وضعت Jet4you منذ البداية خطة توسعية طموحة هدفت إلى بلوغ 1.5 مليون مسافر بحلول عام 2010، عبر أسطول مكوّن من 10 طائرات وفريق عمل يقارب 400 موظف. هذه الرؤية جعلتها أول منافس حقيقي للطيران منخفض التكلفة في المغرب، في وقت كان السوق يعتمد بشكل أساسي على الخطوط الملكية المغربية.

مع توسع أعمالها، دخلت Jet4you في مرحلة إعادة هيكلة للملكية. ففي يونيو 2008 استحوذت TUI Travel على كامل أسهم الشركة، مما جعلها فرعاً تابعاً بشكل كامل للمجموعة. وفي عام 2009، جرى التفاوض حول نقل جزء من الملكية إلى الخطوط الملكية المغربية، لكن الصفقة لم تُستكمل.

بحلول يناير 2012، أعلنت TUI عن دمج عمليات Jet4you في شركة Jetairfly البلجيكية. وقد شمل الدمج نقل جميع الطائرات والكوادر البشرية والمسارات الجوية إلى الناقلة البلجيكية، ليُستكمل في أبريل 2012. منذ ذلك الحين، أصبحت الرحلات تُسوَّق حصراً عبر منصة Jetairfly، ثم لاحقاً تحت العلامة الموحدة لمجموعة TUI.

يُذكر أن هذه الخطوة جاءت ضمن استراتيجية المجموعة لتقليل العلامات التجارية المحلية وتوحيدها تحت مظلة TUI fly في عدة دول أوروبية وشمال إفريقية.

أسطول جيت فور يو

اعتمدت Jet4you في سنوات عملها على أسطول متوسط الحجم يضم حوالي 10 طائرات، موزعة بين Boeing 737-800 الأحدث وBoeing 737-400 الأقدم. كان متوسط عمر الطائرات حوالي 11 سنة، ما جعلها ضمن المعدلات الطبيعية لشركات الطيران منخفضة التكلفة في المنطقة. هذه الطائرات مكّنت الشركة من تسيير رحلات قصيرة ومتوسطة المدى نحو أوروبا الغربية والجنوبية، بالإضافة إلى الوجهات الداخلية في المغرب.

بعد الاندماج، انتقل الأسطول إلى Jetairfly، حيث تم دمجه مع أسطولها التشغيلي الذي كان بدوره تحت تحديث مستمر ضمن خطة TUI لتوحيد الطرازات.

وجهات جيت فور يو

ركزت Jet4you على تشغيل رحلات منخفضة التكلفة بين المغرب وعدة وجهات أوروبية رئيسية. فقد ربطت مطارات الدار البيضاء، مراكش، فاس، أكادير، وجدة، الناظور، وورزازات بمراكز أوروبية مثل باريس، مرسيليا، ليون، بروكسل، برشلونة، ليل، فرانكفورت وغيرها.

هذا التوجه جعل الشركة خياراً مفضلاً للجالية المغربية المقيمة في أوروبا، خصوصاً مع الأسعار التنافسية والعروض الموسمية. كما ساعد على دعم الحركة السياحية بين المغرب والدول الأوروبية. ويُسجل للشركة أنها أنهت عملياتها دون أي حوادث جوية كبرى، ما عزز سمعتها رغم قصر فترة نشاطها.

الخميس، 28 مارس 2019

مطار دهوك الدولي: يخدم شمال وغرب كردستان

يقع مشروع مطار دهوك الدولي  Duhok international airport شمال قضاء سميل بمحافظة دهوك، وهو أحد أكبر المشاريع المتوقفة في قطاع الطيران المدني بإقليم كردستان العراق. المطار لا يزال غير مكتمل حتى عام 2025، لكنه مُسجَّل رسميًا لدى المنظمات الدولية برمز إياتا (DHK) وإيكاو (ORDD)، ما يعكس النية لتشغيله كمرفق معتمد بمجرد انتهاء الأعمال. المشروع صُمم ليكون ثالث مطار دولي في الإقليم إلى جانب أربيل والسليمانية، وليخدم شمال وغرب كردستان بشكل خاص.مطار دهوك الدولي Duhok international airport

تاريخ مشروع مطار دهوك الدولي وأهم المحطات التنموية

أُعلن عن مشروع مطار دهوك الدولي عام 2012، وبدأت أعمال التنفيذ بقيادة شركة لبنانية ثم أُسندت مراحل لاحقة لشركات أخرى، مع آمال في أن يساهم المطار الجديد في تعزيز النشاط التجاري والسياحي بالمحافظة. إلى جانب ذلك، يُذكر أن إقليم كردستان يضم مطارين عاملين هما السليمانية وأربيل.

في بداية المشروع، تم تكليف شركة "دار الهندسة" اللبنانية بالإشراف على التصميمات الأولية والدراسات الفنية، تلاها منح عقد تنفيذ البنية التحتية لتحالف كوري متخصص. كان الهدف حينها هو بناء مطار حديث بمواصفات دولية بتكلفة أولية قُدرت بحوالي 200 مليون دولار، ليكون بوابة اقتصادية جديدة للمنطقة الغربية من إقليم كردستان.

توقف وتراجع الأعمال فى مطار دهوك الدولي

في عام 2014، تعرض مشروع المطار إلى تجميد كامل بعد أن استُنزف التمويل المخصص له في ظل التوترات الأمنية المرتبطة بظهور تنظيم داعش، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي واجهتها حكومة الإقليم نتيجة تراجع أسعار النفط. ورغم محاولات متفرقة لإعادة إطلاق المشروع عام 2015، ومنها حفل رسمي لوضع حجر الأساس في يوليو من ذلك العام، فإن العمل لم يتجاوز مرحلة الأعمال الترابية وصب بعض الأساسات. خلال الفترة 2016–2018، ظل المشروع شبه متوقف مع إنجاز لا يتعدى 10% من المخطط، وسط نزاعات قانونية حول ملكية أراضٍ مخصصة لمسار المدرج.

على مدى العقد الماضي، ظل المشروع عالقًا في دائرة التأجيلات، حيث تبادلت الجهات المعنية في أربيل وبغداد المسؤولية عن تأخير الإطلاق. كما أن التقلبات الاقتصادية التي شهدها الإقليم، بما في ذلك أزمة الرواتب وانخفاض أسعار النفط، أعاقت أي محاولة جادة لإعادة تشغيل المشروع.

الوضع الحالي (2025)

حتى تاريخ 2025، لا يزال مطار دهوك الدولي في حالة توقف كامل عن الإنشاء، ولا توجد مؤشرات واضحة على استئناف العمل قريبًا. لم يتم تشغيل أي جزء من البنية التحتية، رغم إتمام بعض الأعمال الترابية الأولية وصب أساسات جزئية لما كان سيصبح محطة الركاب.

مع ذلك، تستمر الحكومة المحلية في دهوك بالإعراب عن أهمية المشروع، وتعتبره أحد المشاريع الاستراتيجية المستقبلية. وفي عدة بيانات رسمية خلال 2023 و2024، أشار مسؤولون إلى أن هناك دراسات جارية لإعادة تقييم الجدوى الاقتصادية للمطار، وبحث سبل جذب استثمارات خاصة أو شراكات دولية لإكماله.

ويُنظر إلى المشروع كأحد الحلول الطويلة الأمد لتخفيف الضغط عن مطار أربيل الدولي، وفتح طرق جوية مباشرة مع دول الجوار مثل تركيا وإيران، فضلًا عن تعزيز السياحة في منطقة دهوك التي تتمتع بمقومات طبيعية وثقافية كبيرة.

البنية التحتية والمرافق المخطط لها في مشروع مطار دهوك الدولي

بحسب المخططات الأولية، كان المطار سيُقام على مساحة تُقارب 1500 هكتار، مع مبنى ركاب بمساحة 18,000 متر مربع قابل للتوسع ليخدم حتى مليون مسافر سنويًا. يتضمن التصميم إنشاء مدرج رئيسي بطول 3,850 متر مزود بأنظمة هبوط آلي من المستوى CAT II تسمح باستقبال الطائرات متوسطة الحجم مثل إيرباص A320 وحتى طائرات أكبر عند الحاجة.

الخطط شملت أيضًا بناء برج مراقبة مجهز بأحدث أنظمة الرادار، و7 جسور صعود (Jet Bridges)، إضافة إلى مناطق تسوق حرة ومطاعم وصالات رجال الأعمال، إلى جانب مرافق جمركية وأمنية.

لكن مع مرور الوقت، ظهرت نقاشات جديدة (2023–2024) حول ضرورة تحديث هذه المخططات بما يتماشى مع المعايير التقنية الأحدث للطيران الأخضر، مثل استخدام أنظمة طاقة شمسية للإضاءة واعتماد حلول أكثر استدامة في التكييف والبنية التشغيلية.

كما كانت تخطط إدارة المشروع لاستثمار ما يقارب 450 مليون دولار في كامل البنية التحتية، مع التركيز على استخدام تقنيات صديقة للبيئة في الإضاءة والتكييف، واعتماد تصميم معماري يعكس الهوية الثقافية للمنطقة الكردية.

التحديات والآفاق المستقبلية لمشروع مطار دهوك الدولي

يواجه مشروع مطار دهوك الدولي تحديات متعددة، أبرزها:

  • التقشف المالي: استمرار أزمة السيولة في موازنة حكومة إقليم كردستان.
  • الخلافات السياسية: الخلاف المستمر حول الصلاحيات بين بغداد وأربيل، وخاصة في ملفات الاستثمار والموارد.
  • الجدوى الاقتصادية: تساؤلات حول الحاجة الفعلية لمطار ثالث في إقليم يعتمد حاليًا على مطارَين فقط، مع انخفاض الكثافة السكانية في محافظة دهوك مقارنةً بأربيل.
  • التنافس الإقليمي: قرب المطار من الحدود التركية، مما قد يستدعي تنسيقًا أمنيًا واقتصاديًا مع أنقرة.

إلا أن هناك تفاؤلًا حذرًا بين الخبراء الاقتصاديين، الذين يرون أن اكتمال المطار قد يفتح أبوابًا جديدة أمام الاستثمار في الزراعة والصناعة والسياحة في غرب كردستان، خاصة إذا تم ربطه بشبكة طرق حديثة ومشروعات لوجستية.

في المجمل، يبقى مطار دهوك الدولي رمزًا لطموح تنموي كبير، لكنه أيضًا نموذج على التحديات التي تواجه مشاريع البنية التحتية الكبرى في البيئات ذات التحولات السياسية والمالية المعقدة. مستقبله يعتمد على توافق سياسي، واستقرار مالي، ورؤية استراتيجية طويلة الأمد.