الجمعة، 27 يناير 2017

مطار حلب الدولي: ثاني أكبر مطار بسوريا

مطار حلب الدولي Aleppo International Airport

يقع مطار حلب الدولي في شمال الجمهورية العربية السورية، ويُعدّ ثاني أكبر مطار مدني في البلاد بعد مطار دمشق الدولي. يشكل المطار شريانًا رئيسيًا للحركة الجوية في المنطقة الشمالية، ويخدم مدينة حلب التاريخية ومحيطها الواسع من المحافظات والمدن الصناعية. يُدار المطار من قبل المؤسسة العامة للطيران المدني السوري ويحمل رمز الإيكاو OSAP ورمز الأياتا ALP. عرف المطار في بداياته باسم مطار النيرب، وهو أيضًا أحد المقار الأساسية لشركة الخطوط الجوية السورية، بالإضافة إلى كونه محطة انطلاق تاريخية لعدد من شركات الطيران السورية الخاصة.

مطار حلب الدولي Aleppo International Airport

تاريخ مطار حلب الدولي

يُعتبر مطار حلب الدولي واحدًا من أقدم المطارات في الشرق الأوسط. أُنشئ خلال فترة الانتداب الفرنسي في عشرينيات القرن العشرين، وكان يُستخدم آنذاك كمحطة صغيرة للرحلات البريدية والتجارية بين أوروبا والشرق. وفي عام 1926م، أُدرج المطار رسميًا ضمن خطة شركة الطيران الهولندية KLM لرحلاتها الطويلة من أمستردام إلى جاكرتا مرورًا بحلب، لتصبح المدينة إحدى المحطات الأولى للطيران المدني بين القارتين.

وفي عام 1930، حطّت في المطار الطيارة البريطانية الشهيرة أمي جونسون أثناء رحلتها التاريخية إلى ملبورن بأستراليا، لتسجّل أول هبوط لطائرة تقودها امرأة في مطار حلب، وهو حدث شكّل آنذاك نقلة رمزية في تاريخ الطيران النسائي.

شهد المطار توسعات متتابعة في خمسينيات القرن الماضي، حيث أُعيد تأهيله ليستقبل الرحلات الدولية المنتظمة. وفي ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، أصبح مركزًا إقليميًا مهمًا يربط بين مدن الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية والغربية، مما استدعى بناء صالات جديدة للركاب والشحن الجوي وتطوير البنية التحتية للملاحة الجوية.

تطور المطار وتحديثاته المعمارية

تبلغ مساحة مبنى الركاب الرئيسي في مطار حلب الدولي نحو 28 ألف متر مربع، ويتألف من أربعة طوابق مجهزة بأحدث المرافق والخدمات. صُمم المبنى ليستوعب أكثر من 1.5 مليون مسافر سنويًا، ويتضمن مناطق انتظار واسعة، قاعات للترانزيت، ومرافق تجارية وسياحية حديثة.

يضم المطار أيضًا مركز خدمات طبية يعمل على مدار الساعة، ومكاتب للجمارك والجوازات، وصالة لكبار الزوار، وفندق صغير مخصص للمسافرين العابرين. كما تتوفر في المطار خدمات السوق الحرة والمطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى شبكة اتصالات وإنترنت حديثة تم تحديثها ضمن مشاريع التطوير الأخيرة.

المرافق التقنية ومواصفات المدارج

يحتوي مطار حلب الدولي على مدرج رئيسي بطول 5 كيلومترات وعرض 50 مترًا، مجهز بنظام إضاءة ملاحية من طراز CAT II يسمح بالهبوط في ظروف الرؤية المنخفضة. المدرج الثاني مخصص للاستخدام الاحتياطي والتدريب، وتربط المدرجين ممرات ملاحية تسهّل حركة الطائرات بين مناطق الوقوف وصالات الركاب.

تبلغ مساحة ساحة انتظار الطائرات حوالي 300 ألف متر مربع، وتضم ثماني بوابات تلسكوبية متصلة بالمبنى الرئيسي. يضم المطار أيضًا برج مراقبة حديث مزود برادارات رقمية وأجهزة ملاحة متطورة تدعم الإقلاع والهبوط الآمن في مختلف الظروف الجوية.

ومن أبرز المرافق التشغيلية في المطار مركز الإطفاء والإنقاذ الذي تم تحديثه عام 2022، حيث يضم أسطولًا من سيارات الإطفاء المتخصصة ونظام إنذار مبكر متصل بغرفة العمليات المركزية للطيران المدني السوري.

التحديات والحرب وتأثيرها على المطار

تعرض مطار حلب الدولي خلال سنوات الحرب السورية (2012–2016) لتدمير جزئي نتيجة القصف الصاروخي والمعارك التي دارت حوله، مما أدى إلى توقف عملياته بالكامل لفترة تجاوزت أربع سنوات. أُعيد تأهيل المطار لاحقًا على مراحل، حيث بدأت فرق الصيانة التابعة لمجلس مدينة حلب وفرع الإنشاءات العسكرية بإصلاح المدارج، وإعادة تأهيل مبنى الركاب والبنية الكهربائية والملاحية.

وفي ديسمبر 2016، أُعيد افتتاح المطار بشكل رسمي بعد سيطرة الجيش السوري على المنطقة المحيطة به. ومع حلول عام 2018، استؤنفت الرحلات الداخلية بين حلب ودمشق، تبعتها رحلات محدودة إلى اللاذقية والقامشلي. وخلال عام 2020، عادت الرحلات الدولية تدريجيًا إلى القاهرة، بغداد، وأحيانًا إلى دبي عبر الخطوط السورية والعراقية.

مطار حلب الدولي بعد عام 2021

منذ عام 2021، شهد المطار جهودًا متواصلة لإعادة تأهيله وتحديث أنظمته التشغيلية. في عام 2022، أعلنت وزارة النقل السورية عن تركيب أنظمة مراقبة جديدة وتحسين منظومات الإضاءة الملاحية والاتصالات. وفي فبراير 2023، تعرض المطار لأضرار طفيفة إثر الزلزال الذي ضرب شمال سوريا، ما أدى إلى إغلاقه مؤقتًا لإجراء فحوص السلامة الهيكلية قبل أن يُعاد تشغيله بعد أسابيع.

بحلول عام 2024، تم الانتهاء من مشروع توسعة ساحات الاصطفاف ومواقف السيارات وإنشاء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الخاصة بالمطار وفق المعايير البيئية الدولية. كما تم إطلاق نظام حجز إلكتروني جديد بالتعاون مع المؤسسة السورية للطيران، يتيح للمسافرين حجز تذاكرهم عبر الإنترنت واستلامها في صالات المطار.

أهمية مطار حلب الاقتصادية والإستراتيجية

لا تقتصر أهمية المطار على كونه مركزًا للسفر فقط، بل يمثل عنصرًا أساسيًا في دعم النشاط الاقتصادي والتجاري للمدينة. فحلب تُعد العاصمة الصناعية لسوريا، والمطار يسهم بشكل مباشر في نقل المواد الخام والمنتجات الصناعية عبر الشحن الجوي. كما يُستخدم المطار لتسيير رحلات إنسانية وإغاثية في أوقات الأزمات والكوارث، مثلما حدث خلال زلزال 2023 حين استقبل عشرات الرحلات الدولية المحملة بالمساعدات.

استراتيجيًا، يُعتبر مطار حلب الدولي نقطة محورية في مشروع "الربط الجوي الإقليمي" الذي تعمل عليه وزارة النقل منذ عام 2024، بهدف تحويل المطار إلى محطة عبور إقليمية تربط بين أوروبا وآسيا عبر الأراضي السورية.

شركات الطيران والوجهات العاملة حتى 2025

اعتبارًا من عام 2025، يسير المطار رحلات منتظمة إلى:

  • دمشق واللاذقية (رحلات داخلية يومية).
  • القاهرة، بغداد، بيروت، دبي (رحلات إقليمية منتظمة).
  • رحلات موسمية إلى موسكو وأربيل وطهران خلال فترات الذروة السياحية.

وتعمل الخطوط الجوية السورية كناقل وطني رئيسي من وإلى المطار، كما تشغّل شركات عربية وأجنبية محدودة رحلات خاصة أو شحن جوي بالتنسيق مع سلطات الطيران المدني.

خدمات المسافرين والعمليات الحديثة

جرى تحديث قاعات الانتظار والمطاعم الداخلية خلال عام 2024، مع إضافة نظام عرض رقمي للرحلات باللغتين العربية والإنجليزية. كما زُوّد المطار بخدمة الإنترنت اللاسلكي المجانية في جميع الصالات، ونظام أمني جديد يعتمد على المراقبة الذكية بكاميرات عالية الدقة. ويجري العمل حاليًا على مشروع جديد لإنشاء منطقة حرة تجارية بالقرب من مبنى الركاب لتسهيل حركة البضائع والمستثمرين.

رؤية مستقبلية

تتطلع الحكومة السورية بالتعاون مع شركاء دوليين إلى تطوير المطار ليصبح مركزًا للنقل المتعدد الوسائط في شمال البلاد بحلول عام 2030. وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء محطة قطار داخلية تربط المطار بمدينة حلب مباشرة، وتوسيع مدرج الطائرات لاستقبال طائرات الشحن العملاقة من طراز بوينغ 747F وإيرباص A350F.

خاتمة

يبقى مطار حلب الدولي شاهدًا على تاريخ المدينة العريق وصمودها، حيث جمع بين أصالة الماضي وحداثة المستقبل. ورغم التحديات التي مر بها، فإن استمراره في العمل يمثل رمزًا للأمل والنهوض من جديد، وركيزة أساسية لإعادة ربط سوريا بالعالم الخارجي جوًا واقتصادًا وسياحةً وثقافةً.

الثلاثاء، 24 يناير 2017

أخطر شركة طيران في العالم

أخطر شركة طيران في العالم – تقارير وتحليلات حتى عام 2025

من بين أكثر من ستين شركة طيران دولية كبرى حول العالم، نشر مركز تقييم بيانات حوادث الطيران الألماني JACDEC – Jet Airliner Crash Data Evaluation Centre تقريره السنوي الذي يتناول سجل السلامة الجوية لشركات الطيران العالمية. وقد شمل التقرير تحليلاً معمقًا للحوادث الجوية، وأصدر قائمة تتضمن ما اعتبره «أخطر شركات الطيران في العالم» استنادًا إلى البيانات المسجلة حتى نهاية عام 2016م، مع تحديثات لاحقة للأعوام التالية.

ورغم السمعة الموثوقة التي يتمتع بها مركز JACDEC ودقته العالية في رصد وتحليل حوادث الطيران على مستوى العالم، فإن خبراء الطيران أبدوا عددًا من الملاحظات الجوهرية على المعايير التي يعتمدها المركز في تصنيفاته. ذلك لأن هذه التصنيفات لا تميز دائمًا بين أنواع الحوادث أو الظروف التي تقع فيها، ولا تأخذ في الاعتبار بعض العوامل التقنية والبشرية التي قد تؤدي إلى نتائج مختلفة تمامًا.

انتقادات الخبراء لمعايير التصنيف

  • لا يفرّق التصنيف بين الحوادث الإرهابية والحوادث الناتجة عن أخطاء بشرية أو أعطال فنية، رغم أن الإرهاب لا يعكس بالضرورة ضعفًا في أداء الشركة أو طواقمها. وتشير الإحصاءات إلى أن الحوادث ذات الخلفية الإرهابية تمثل نحو 10% فقط من إجمالي حوادث الطيران عالميًا.
  • نحو 50% من حوادث الطيران في العالم تعود إلى الأخطاء البشرية، ما يجعل كفاءة الطيارين والتدريب المستمر أحد أهم عوامل الأمان. فحتى مع التطور الهائل في أنظمة الطائرات الحديثة، يظل العامل البشري محورًا أساسيًا في تجنب الكوارث الجوية.
  • كما أشار بعض الخبراء إلى أن المركز يمنح تقييمًا أفضل لشركات الطيران التي تقوم بإصلاح طائراتها المتضررة من الحوادث وإعادتها للخدمة بدلًا من التخلص منها نهائيًا، وهو معيار مثير للجدل، لأن صلاحية الطائرة بعد الحوادث تخضع لعوامل فنية معقدة تتجاوز مجرد الإصلاح الميكانيكي.

ويرى مركز تقييم بيانات حوادث الطيران الألماني أن تحييد تلك العوامل ضروري لتحقيق مقارنة موضوعية، إذ إن نسب الأخطاء البشرية أو الأعطال التقنية تُعتبر شبه ثابتة عبر الشركات، وأن كل حادث جوي – بصرف النظر عن أسبابه – يشير إلى وجود ثغرة في منظومة الأمن والسلامة أو إجراءات التشغيل. ومع ذلك، فإن هذا المنهج الإحصائي لا يلقى قبولًا كاملًا في الأوساط المتخصصة.

الخطوط الجوية الصينية - أخطر شركة طيران في العالم

ما هي الشركة التي صنفت أخطر شركة طيران في العالم؟

بحسب تصنيف JACDEC لعام 2017م، جاءت شركة الخطوط الجوية الصينية (China Airlines) في المرتبة الأولى ضمن قائمة أخطر شركات الطيران في العالم. ويقصد هنا الخطوط الجوية الصينية التابعة لتايوان، وليس شركة Air China التابعة لجمهورية الصين الشعبية. وقد اعتُبرت الشركة الأخطر بسبب سجلها الطويل في الحوادث الجوية خلال تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة.

نبذة عن الشركة

تأسست الخطوط الجوية الصينية عام 1959م وتتخذ من تايبيه مقرًا رئيسيًا لها، وهي الناقل الوطني لتايوان. تمتلك الشركة أسطولًا يضم أكثر من 85 طائرة حديثة من طرازات إيرباص وبوينغ، وتسير رحلات إلى أكثر من 100 وجهة في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. لكن تاريخها في مجال السلامة كان متقلبًا للغاية حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

أشهر الحوادث الجوية للشركة

وقع أسوأ حادث في تاريخ الشركة في 25 مايو 2002م عندما تحطمت الرحلة رقم CI611 التي كانت متجهة من تايبيه إلى هونغ كونغ فوق بحر الصين الجنوبي، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 225 شخصًا. تبين لاحقًا أن الحادث نتج عن انفصال هيكلي في جسم الطائرة بسبب إصلاح غير مكتمل أُجري قبل أكثر من 20 عامًا، ما سلّط الضوء على مشكلات الصيانة القديمة لدى الشركة.

قبل ذلك، تعرضت الخطوط الجوية الصينية لحادث مأساوي آخر عام 1994 حين تحطمت الرحلة رقم CI140 أثناء اقترابها من مطار ناغويا في اليابان، ما أسفر عن وفاة 264 شخصًا. وفي عام 1998، اصطدمت إحدى طائراتها بالمدرج في تايبيه أثناء هبوطها وسط عاصفة شديدة، ما أودى بحياة 203 أشخاص.

تحسينات السلامة والإصلاحات بعد عام 2005

بعد سلسلة الحوادث تلك، أجرت الشركة إصلاحات جذرية على سياساتها التشغيلية وأنظمة الصيانة. فقد استبدلت معظم طائراتها القديمة، واعتمدت برنامجًا صارمًا لتدريب الطيارين بالتعاون مع بوينغ وإيرباص. كما حصلت الشركة عام 2010 على اعتماد كامل من IATA Operational Safety Audit (IOSA)، وأصبحت ضمن التحالف العالمي SkyTeam عام 2011.

نتيجة لذلك، لم تسجل الشركة منذ عام 2002 أي حادث مميت، وانخفض متوسط عمر أسطولها إلى أقل من 7 سنوات. ومع ذلك، لا تزال سمعتها متأثرة بالحوادث التاريخية التي تسببت في تصنيفها كواحدة من أخطر الشركات في العقدين الأخيرين.

مقارنة مع شركات أخرى في التصنيف

جاءت بعد الخطوط الجوية الصينية في تصنيفات JACDEC لعام 2017 كل من:

  • شركة الخطوط الجوية الكورية (Korean Air) التي شهدت عدة حوادث في التسعينيات.
  • الخطوط الجوية الإندونيسية (Garuda Indonesia) بسبب سجلها السابق قبل إعادة هيكلتها عام 2009.
  • الخطوط الجوية الباكستانية (PIA) التي عانت من ضعف الصيانة وتكرار الحوادث حتى 2020.

ومن المهم الإشارة إلى أن معظم هذه الشركات قد حسّنت بشكل ملحوظ من مستوى السلامة لديها خلال العقد الأخير، بما في ذلك تحديث أساطيلها وتطبيق أنظمة رقابة صارمة على الطيران والصيانة.

تطور تصنيف السلامة الجوية حتى عام 2025

في تقارير JACDEC وAirlineRatings الصادرة بين عامي 2022 و2025، لم تعد الخطوط الجوية الصينية ضمن قائمة أخطر 20 شركة في العالم. بل حصلت على تقييم أمان بنسبة 90% تقريبًا بفضل سجلها النظيف منذ أكثر من 20 عامًا.

أما المراتب المتأخرة حاليًا فتشغلها شركات صغيرة في إفريقيا وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية لم تحقق معايير IOSA أو لم تخضع لتدقيق دولي كافٍ. كما يلاحظ أن أغلب شركات الطيران في الشرق الأوسط وآسيا، بما فيها الإماراتية والقطرية والتركية، تحافظ على أعلى مستويات السلامة عالميًا.

مؤشرات جديدة لتقييم السلامة

منذ عام 2023، اعتمدت مؤسسات الطيران المدني الدولية معايير محدثة لتقييم السلامة تتضمن عناصر جديدة مثل:

  • نظام المراقبة الآلية للطائرات عبر الأقمار الصناعية (ADS-B).
  • برامج الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطيران لتوقع الأعطال قبل وقوعها.
  • التدقيق البيئي في الصيانة والتشغيل كجزء من معايير الأمان.
  • تقييم مستوى الشفافية في نشر تقارير الحوادث والتقيد بتوصيات ICAO.

وقد ساهمت هذه التطورات في خفض معدل الحوادث الجوية عالميًا إلى أقل من 0.27 حادث مميت لكل مليون رحلة خلال عام 2024، وهو أدنى معدل يُسجل في تاريخ الطيران المدني.

خاتمة

على الرغم من أن الخطوط الجوية الصينية حُملت لقب «أخطر شركة طيران في العالم» في مطلع الألفية الجديدة، فإنها اليوم تُعتبر واحدة من أكثر شركات الطيران أمانًا في آسيا بعد عقود من الإصلاحات. وتؤكد هذه التجربة أن سلامة الطيران ليست ثابتة، بل تتطور تبعًا للتكنولوجيا والإدارة والتدريب.

يبقى تصنيف أخطر وأفضل شركات الطيران مؤشرًا إحصائيًا لا أكثر، إذ إن الطيران الحديث بات الوسيلة الأكثر أمانًا في العالم مقارنة بجميع وسائل النقل الأخرى، بنسبة خطر لا تتجاوز واحدًا على كل عشرة ملايين رحلة.

راجع أيضا: أكثرخطوط الطيران أمانا خلال عام 2017

الخميس، 19 يناير 2017

طيران جنوب السودان - ساوث سوبريم إيرلاينز

طيران جنوب السودان South Supreme Airlines – قصة الناقل الوطني وأزماته حتى عام 2025

تُعد شركة طيران جنوب السودان (South Supreme Airlines) الناقل الوطني الرسمي لجمهورية جنوب السودان، وهي من أوائل المؤسسات الجوية التي ظهرت بعد استقلال البلاد عام 2011. تتخذ الشركة من مطار جوبا الدولي (Juba International Airport) مقرًا رئيسيًا لها، إلى جانب مكاتب تشغيلية في كل من كمبالا ومطار عنتيبي الدولي بأوغندا. ورغم كونها لا تمتلك رموز IATA أو ICAO المعترف بها دوليًا حتى اليوم، فقد لعبت دورًا حيويًا في ربط المدن الجنوبية المعزولة وإحياء قطاع الطيران الوليد في الدولة الفتية.

طيران جنوب السودان South Supreme Airlines

تأسيس طيران جنوب السودان – «روح أمة وليدة»

تحت شعار «روح أمة وليدة» (The Spirit of a Young Nation) تأسست شركة طيران جنوب السودان  ساوث سوبريم إيرلاينز في مارس عام 2013، بمبادرة من مجموعة رجال أعمال يقودهم المستثمر الجنوب سوداني أييه دوانج أييه (Ayii Duang Ayii)، وهو من أبرز رجال الأعمال في قطاع النقل والطاقة في البلاد. جاء تأسيس الشركة ضمن جهود الحكومة لإنشاء أول سلطة طيران مدني مستقلة لجمهورية جنوب السودان، ولتكون الشركة الناقل الوطني الذي يعزز التواصل بين المدن الداخلية ويؤسس رحلات إقليمية منتظمة.

بدأت الشركة عملياتها التجارية بعد أشهر قليلة من تأسيسها، وشغلت أولى رحلاتها الدولية في سبتمبر 2013م بين مطار جوبا الدولي ومطار الخرطوم الدولي. وكانت الرحلة بطائرة من طراز فوكر Fokker 50 تقل وفدًا من رجال الأعمال الجنوبيين، في خطوة رمزية هدفت إلى مدّ جسور التعاون الاقتصادي مع السودان الأم.

أسطول وتشغيل طيران جنوب السودان 

عند انطلاقها، اعتمدت ساوث سوبريم إيرلاينز على أسطول متواضع يتكون من:

  • طائرة واحدة من طراز Fokker 50
  • طائرتان من طراز Bombardier Canadair CRJ-100
  • طائرة واحدة من طراز Boeing 737-300

كانت الشركة تسير رحلات داخلية بين المدن الرئيسية مثل جوبا، واو، وبنتيو، إلى جانب رحلات دولية قصيرة إلى عنتيبي في أوغندا والخرطوم في السودان. ورغم محدودية الأسطول، فقد اعتُبرت الشركة خطوة رمزية في بناء الهوية الوطنية للدولة الجديدة، كما ساهمت في نقل المساعدات الإنسانية خلال فترات النزاع الداخلي التي شهدتها البلاد.

الحوادث والتحديات التشغيلية

واجهت طيران جنوب السودان منذ بداياتها سلسلة من التحديات الأمنية والفنية. ففي 7 يناير 2014، تعرضت إحدى طائراتها من طراز Fokker 50 لحادث هبوط اضطراري في جنوب السودان، دون وقوع خسائر بشرية كبيرة. ثم في 20 مارس 2017، اندلعت النيران في طائرة من طراز Antonov An-26 أثناء هبوطها في مطار واو خلال رحلة داخلية قادمة من جوبا. أُصيب 37 راكبًا بإصابات متفاوتة، بينما دُمّرت الطائرة بالكامل بالنيران.

ورغم فداحة الحادث، فقد أشادت تقارير السلامة الجوية بشجاعة طاقم الطائرة، الذي تمكن من إخلاء الركاب قبل اشتعالها الكامل. وخلصت التحقيقات إلى أن سبب الحريق كان خللًا في نظام الوقود أو تماسًا كهربائيًا في مؤخرة الطائرة، مع ضعف في إجراءات الصيانة الدورية. هذا الحادث أدى إلى توقف مؤقت للرحلات الداخلية وإعادة تقييم شامل للعمليات التشغيلية.

الأزمة المالية وتعليق التشغيل

في 10 سبتمبر 2015، أعلنت الشركة تعليق جميع رحلاتها إلى أجل غير مسمى بسبب أزمة مالية خانقة. فقد أدى النقص الحاد في العملة الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي، إلى عجز الشركة عن دفع رواتب الطواقم أو تسديد تكاليف الصيانة والوقود. وأوضح مؤسس الشركة أييه دوانج في تصريحات صحفية أن «التأمين الدولي والصيانة الخارجية تُدفع بالدولار، وفي ظل شح العملة الصعبة لا يمكن استمرار التشغيل».

وأشار إلى أن بعض طائرات الشركة نُقلت إلى الأردن وفرنسا وهولندا لإجراء أعمال صيانة ثقيلة، لكن تعذر سداد التكاليف أوقف عودتها إلى الخدمة. كما انتهت صلاحية بوليصة التأمين الدولية للطائرات، ما جعل تشغيلها مخالفًا لقوانين الطيران المدني الدولي.

استئناف محدود للرحلات

في عام 2020، أعلنت طيران جنوب السودان نيتها العودة إلى العمل بشكل جزئي، وشغلت عدة رحلات داخلية محدودة بين جوبا وواو وبنتيو باستخدام طائرة مستأجرة من نوع Antonov. غير أن الحظ لم يحالفها؛ ففي 2 مارس 2021، تحطمت إحدى طائراتها مجددًا بعد إقلاعها من مطار جيروك، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص. أعقب ذلك تجميد مؤقت لرخصة التشغيل من قبل هيئة الطيران المدني في جوبا، إلى أن تُجرى مراجعة شاملة لإجراءات السلامة.

الوضع التشغيلي الحالي (2025)

حتى عام 2025، لا تزال South Supreme Airlines تعمل بشكل محدود للغاية، وتُعتبر ناقلًا داخليًا صغيرًا يخدم الخطوط بين المدن الجنوبية باستخدام أسطول صغير من طائرات الشحن والركاب الخفيفة. ولا تزال تواجه الشركة تحديات مالية كبيرة نتيجة ضعف البنية التحتية للطيران في البلاد وغياب الدعم الحكومي الكافي، إضافةً إلى استمرار تقلبات العملة المحلية.

ورغم ذلك، أعلنت طيران جنوب السودان في منتصف عام 2024 عن خطة لإعادة هيكلة عملياتها بالتعاون مع مستثمرين من كينيا وجنوب إفريقيا، بهدف الحصول على اعتماد ICAO وIATA خلال الأعوام القادمة. كما تعمل على تحديث أسطولها بإدخال طائرات حديثة من طراز Embraer 120 وDash 8 بتمويل جزئي من بنك تنمية شرق إفريقيا.

الوجهات الحالية والمستقبلية

اعتبارًا من عام 2025، تخدم الشركة الوجهات التالية:

  • جوبا (JUB) – المقر الرئيسي
  • واو (WUU)
  • بور (BOR)
  • عنتيبي (EBB) في أوغندا

وتخطط الشركة لتوسيع شبكتها لتشمل وجهات جديدة مثل نيروبي وأديس أبابا والخرطوم في حال حصولها على الاعتمادات الدولية وتوفر التمويل اللازم.

رؤية طيران جنوب السودان المستقبلية

رغم العقبات العديدة التي واجهتها الشركة منذ تأسيسها، فإنها لا تزال تمثل رمزًا للاستقلال الاقتصادي الوليد في جنوب السودان. ويرى القائمون عليها أن تطوير قطاع الطيران المحلي هو ركيزة أساسية لبناء الاقتصاد الوطني، لا سيما في ظل عزلة بعض المناطق وصعوبة الوصول إليها برًا.

ومن المنتظر أن تلعب الشركة دورًا أكبر خلال السنوات القادمة إذا نجحت الحكومة في تنفيذ خطة إنشاء هيئة طيران مدني مستقلة تتوافق مع معايير منظمة الطيران المدني الدولي ICAO، إضافة إلى تطوير مطار جوبا الدولي ليصبح مركزًا إقليميًا للنقل الجوي في شرق إفريقيا.

خاتمة

إن قصة طيران جنوب السودان ليست مجرد حكاية شركة طيران، بل هي انعكاس لمسيرة دولة ناشئة تسعى إلى بناء بنيتها التحتية الجوية وسط التحديات الاقتصادية والسياسية. ورغم سجل الحوادث والأزمات المالية، فإن إرادة الاستمرار والتطور تعكس الأمل في أن يصبح الطيران في جنوب السودان آمنًا ومستدامًا في المستقبل القريب.

الاثنين، 16 يناير 2017

مطار بورتسودان الدولي: بوابة شرق السودان الجوية

يقع مطار بورتسودان الدولي Port Sudan International Airport على بعد نحو 20 كيلومترًا جنوب وسط مدينة بورتسودان، ويُعد البوابة الجوية الرئيسية لمنطقة البحر الأحمر في شرق السودان. يحمل المطار رمزي IATA: PZU وICAO: HSPN، ويخدم رحلات داخلية وإقليمية ودولية عبر عدد من شركات الطيران الوطنية والإقليمية. خلال السنوات الأخيرة تحوّل المطار تدريجيًا من منشأة محلية محدودة إلى محور جوي ذا أهمية إقليمية بجانب مطار الخرطوم الدولي بفضل مشروعات تحديث بنيته التحتية وزيادة الطلب على ربط الساحل بالمراكز الإقليمية.

مطار بورتسودان الدولي Port Sudan International Airport

لمحة تاريخية موسعة عن مطار بورتسودان الدولي

ترتبط أزمة النقل الجوي في شرق السودان بتاريخ طويل من التحديات الجغرافية والاقتصادية. وُضع حجر الأساس لمنشآت جوية في الساحل الأحمر في القرن العشرين مع بروز ميناء بورتسودان كمركز تجاري رئيسي. مطار بورتسودان الحالي تطوّر عبر مراحل: من مدرج رملي أو بسيط في الحقبة الاستعمارية إلى منشأة مُنظمة في أواخر القرن العشرين، ثم إلى مطار رسمي تم افتتاحه في نسخته الحديثة عام 1992 كبديل لمرافق أقدم في منطقة سواكن.

في التسعينيات والألفية الأولى بقي المطار بمستوى تشغيل يغلب عليه الطابع المحلي والإقليمي، لكنه أخذ زخمًا جديدًا مع انضمامه إلى قوائم IATA عام 2014، ما سهّل على شركات طيران إقليمية ودولية وضع خطوط مباشرة أو موسمية إلى المدينة. خلال العقدين الماضيين شهد المطار مشاريع متدرجة لتحديث الإضاءة الملاحية، تطوير أبنية الركاب، وإضافة مواقف للطائرات، لتتوافق قدرات المطار مع احتياجات تنمية السياحة الساحلية وتدفق البضائع إلى الميناء.

البنية التحتية لمطار بورتسودان الدولي: مدارج، صالات وأنظمة ملاحة

على المستوى التقني، يتكوّن مطار بورتسودان الدولي من مدرج رئيسي مُعبّد طولًا يكفي لاستقبال طائرات متوسطة الحجم من طرازات مثل Airbus A320 / A321 وBoeing 737، مع مساحات انتظار (apron) مُوسعة لاستيعاب عدة طائرات في آنٍ واحد. في السنوات الأخيرة تمت أعمال ترميم دورية للسطح وإضافة نظام إضاءة ليل متوافق مع معايير CAT I/II في معظم الأحوال، كما جُهّز برج المراقبة بأجهزة رصد جوية أحدث ودعم اتصالات أرضية محسّن.

منذ 2022 صارت إدارة المطار تركز على تحديث أنظمة الملاحة والاتصالات لتشمل جاهزية لاستقبال إشارات ADS-B (بمتطلبات الربط بالأقمار الصناعية)، وتطوير غرف العمليات للطوارئ بالمطار. كما بُذلت جهود لاستحداث نظام مراقبة أمنية متكامل (CCTV) ومختبر لفحص أمان الشحنات الحساسة، ما عزز دور المطار كمركز للشحن عبر البحر-جو.

مرافق مطار بورتسودان الدولي والخدمات الأرضية

تضم صالات الركاب وحدات خدمات متنوعة: مكاتب الهجرة والجمارك، مناطق لتفتيش الأمتعة، محطات إنترنت ومطاعم محلية تعرض مأكولات بحرية تقليدية، بالإضافة إلى مكاتب تأجير السيارات وخدمة نقل ركاب منظمة. في توسعة 2024 جرى افتتاح صالة جديدة مزوّدة بنقاط صعود إلكترونية (e-gates) لتقليل زمن الانتظار، وتوسعت الساحات التجارية بما يسمح بوجود متاجر محلية للحرف البحرية ومنتجات الصمغ العربي.

أهمية اقتصادية واستراتيجية

مطار بورتسودان لا يمثل منفذًا جويًا فحسب، بل عنصر من شبكة لوجستية متكاملة تربط الميناء الدولي مع الداخل السوداني وأسواق التصدير. دوره امتد ليشمل: تسهيل حركة العمالة الأجنبية والمحلية في قطاع النفط والبحرية، نقل البضائع العاجلة والحساسة، ودعم نشاطات السياحة البحرية والغوص. خطة الحكومة السودانية لتعزيز "الميناء الجوي-البحري المتكامل" تُعطي للمطار دورًا محوريًا في ربط البحر الأحمر بشبكات النقل البرية والرياح البحرية.

على صعيد الأمن الغذائي والتجارة، يستخدم المطار في نقل منتجات سريعة التلف أو ذات قيمة عالية مثل الأسماك والمأكولات البحرية تجاه أسواق الخليج وشمال إفريقيا، وهو ما يرفع من قيمة وجودة سلسلة التصدير المحلية.

البيانات التشغيلية 2024–2025 (تقديرات وتحليل)

بناءً على الرسائل الرسمية والتقارير التشغيلية المنشورة من إدارات الموانئ والطيران الإقليمي حتى منتصف 2024، يمكن استخلاص مؤشرات تدل على تحسّن تدريجي في حركة مطار بورتسودان الدولي خلال 2024–2025، بعد انحسار اضطرابات الأمن وتشغيل مشاريع توسعة صالات الركاب والمدرجات. التوجهات كانت كالتالي:

  • زيادة تردد الرحلات: ارتفاع عدد الرحلات الأسبوعية من نحو 40–50 رحلة إلى أكثر من 70 رحلة أسبوعيًا اعتبارًا من أوائل 2025، نتيجة إدخال خدمات موسمية ومسارات مباشرة إلى بعض العواصم الخليجية والإقليمية.
  • نمو الركاب: ارتفاع سنوي في أعداد الركاب بنسبة مُقدّرة بين 20% و35% خلال 2024 مقارنة بعام 2023، مع توقعات وصول القدرة الفعلية المُستغلة إلى 60–70% من الطاقة التصميمية بعد اكتمال الأعمال في الصالة الجديدة.
  • الشحن الجوي: زيادة كمية الشحنات الجوية خفيفة الوزن (sea-to-air perishables) بسبب تنسيق لوجستي مع الميناء، خاصة صادرات الأسماك والمنتجات الزراعية نحو أسواق الخليج وأوروبا الشرقية.

مهم التنبيه إلى أن هذه أرقام مؤشرات قائمة على بيانات تشغيلية تقريبية وتحليلات قطاعية؛ الأرقام الرسمية النهائية قد تختلف بناءً على إعلانات الهيئة القومية للطيران المدني والإحصاءات الجمركية السنوية.

شركات الطيران والوجهات

شهد مطار بورتسودان الدولي تنوعًا متزايدًا في الجهات المشغلة: شركات محلية مثل الخطوط الجوية السودانية وبدر للطيران وتاركو للطيران حافظت على خطوط منتظمة، بينما دخلت شركات إقليمية (أثيوبية، خليجية) برحلات موسمية أو أسبوعية. التنافس الإقليمي أدى إلى عروض أسعار تنافسية وفتح رحلات ربط مباشرة إلى:

  • المدن السعودية: جدة والرياض (موسمية/دائمة حسب الطلب)
  • المدن الإماراتية: دبي (رحلات شحن وسياحة)
  • العواصم الإفريقية: أديس أبابا (ربط بشبكة إي.إيه.إيه)، كمبالا وعواصم شرق أفريقيا الأخرى
  • رحلات داخلية: الخرطوم، عطبرة، كسلا، وأحيانًا رحلات ربط إلى مناطق تصديرية داخل البلاد

كما نُفذت تجارب تشغيلية لخطوط مباشرة محدودة إلى مسقط والدوحة في مواسم سياحة الخليج، بحسب اتفاقيات موسمية مع شركات طيران تجارية وخاصة رحلات الحج والعمرة الموسمية.

مشروعات التوسعة والتطوير (مخططات 2023–2026)

أعلنت وزارة النقل السودانية وخطط تطوير البنية التحتية عن حزمة مشاريع تهدف إلى تحويل مطار بورتسودان الدولي إلى مركز إقليمي خلال فترة 2023–2026، من أبرزها:

  • توسعة المدرج الرئيسي ليتوافق مع طائرات بعيدة المدى من فئة Boeing 787 وA330 (أعمال صيانة سطح ومدّ وتمديد مساحات الأمنى).
  • توسعة صالة الركاب وافتتاح صالة دولية مخصصة للسفر الجوي التجاري والسياحي بطاقة تصميمية تصل إلى 2 مليون مسافر سنويًا.
  • منظومة أمنية متكاملة تتضمن خطوط تفتيش متقدمة ومرشحات للأمتعة ومتطلبات أمن نقل البضائع الخطرة.
  • منطقة لوجستية للشحن الجوي (air-sea freight hub) قريبة من الأرصفة البحرية لتسريع انتقال البضائع بين الشحن البحري والجوي.
  • مشروعات طاقة ومياه لرفع الاعتماد على محطات تحلية محلية وتوفير طاقة كهربائية احتياطية بأنظمة توليد هجينة (ديزل + سولار).

التمويل مجزأ بين اعتمادات حكومية ومنح تنموية واتفاقيات شراكة مع مستثمرين خاصين إقليميين؛ تنفيذ كل عنصر يعتمد على ثبات البيئة الأمنية وضمانات المستثمرين الدولية.

الأمن والسلامة والجاهزية للطوارئ

شهد مطار بورتسودان الدولي تحديثات في مجال الإطفاء والإنقاذ، حيث تم رفع مستوى جاهزية مركز الإطفاء إلى CAT 7–8 لمواجهة سيناريوهات الطوارئ المرتبطة بالطائرات المتوسطة. كما أُقيمت تدريبات مشتركة مع قوات خفر السواحل لإدارة حالات الإنقاذ البحري والبحث والإنقاذ (SAR) بالنظر إلى قرب المطار من البحر الأحمر.

في مجال الصحة العامة تم تركيب غرف عزلة مؤقتة في صالات الوصول للتعامل مع حالات اشتباه العدوى، إضافة إلى تجهيزات للتعامل مع حالات طبية جوية ونقل مصابين بالتنسيق مع مستشفيات المدينة.

البيئة والتكيّف مع المناخ

بورتسودان تقع في منطقة مناخها صحراوي حار ورطب نسبيًا قرب الساحل، مما فرض تحديات تشغيلية مثل التآكل بالأملاح وتأثير الشروط الجوية على بنية المدارج. من هنا تبنت إدارة المطار مشاريع للحماية الساحلية وصيانة مدرجات مقاومة للتآكل، كما أدرجت مبادرات لتعزيز كفاءة استهلاك المياه عبر إعادة تدوير مياه الصرف ومعالجات تحلية متكاملة لدعم تشغيل المطار والمنشآت الملحقة.

دور المطار خلال الأزمات

استُخدم مطار بورتسودان خلال أعوام الاضطرابات في السودان كمنفذ أساسي لإجلاء الرعايا الأجانب ونقل المساعدات الإنسانية واللقاحات والإمدادات الطبية. وقد أثبتت الشبكة اللوجستية القريبة من الميناء أهميتها في تسهيل عمليات الإغاثة، عبر ترتيب رحلات شحن سريعة وإعادة توجيه السفن إلى مرافق تحميل خاصة.

خدمات الركاب وتجربة المسافر

تحسّنت تجربة المسافر بشكل ملحوظ بعد تحديث الصالة وميكنة إجراءات الجوازات والهجرة. تم إدخال نظم الحجز الإلكتروني والتتبع الذكي للأمتعة وتحسين مواقف السيارات. كما أُضيفت خدمات دعم المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة، ومكاتب لتأجير السيارات وشبكات نقل مكوكية إلى الميناء والمناطق السياحية المحيطة.

الجدول التشغيلي وتحديث الجداول

فيما يلي الجداول المعروضة سابقًا لرحلات الوصول والمغادرة (قوالب الجداول الأصلية محفوظة) — تم تحديثها عملياتيًا بما يتماشى مع الوتيرة التشغيلية في 2024–2025: المطار يستضيف خليطًا من رحلات الركاب المجدولة، رحلات الشحن، والرحلات العارضة الموسمية. (يُستحسن دائماً التحقق من حالات الرحلات وقت السفر عبر مواقع شركات الطيران أو تطبيقات تتبع الرحلات).

إدراج مطار بورتسودان الدولي في قوائم IATA ومنحه التصاريح اللازمة لتسيير الرحلات الدولية شجع عدة شركات طيران عربية على تشغيل رحلات مباشرة إليه، وهو ما تبعته لاحقًا شركات دولية، مما أسهم في ارتفاع حركة الطيران سواء للركاب أو للشحن.

جدول رحلات مطار بورتسودان الدولي

جدول رحلات مطار بورتسودان الدولي

أولا: رحلات الوصول الي مطار بورتسودان


شركة الطيران رمز الرحلة وقت الوصول نقطة المغادرة الحالة البوابة
بدر للطيران J4681 1:00 ص مطار حمد الدولي غادرت بانتظار الإقلاع -
الخطوط الأوروبية Q47567 3:00 ص القاهرة مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T117 3:00 ص القاهرة مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47543 7:00 ص دبي مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T243 7:00 ص دبي مُحددة الموعد -
الخطوط السودانية J4627 8:40 ص زايد الدولي مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47503 9:30 ص جدة مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T203 9:30 ص جدة مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47517 9:45 ص الرياض مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T217 10:35 ص الرياض مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4663 12:30 م جدة مُحددة الموعد -
الخطوط الجوية الإثيوبية ET348 12:45 م أديس أبابا مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4613 1:30 م أديس أبابا مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47578 3:00 م كاسالا مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T213 3:00 م كاسالا مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4643 7:00 م جوبا مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47563 7:00 م مسقط مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T263 7:00 م مسقط مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4673 8:15 م الرياض مُحددة الموعد -

ثانيا: رحلات المغادرة من مطار بورتسودان الدولي


شركة الطيران رمز الرحلة وقت المغادرة الوجهة الحالة البوابة
الخطوط الأوروبية Q47566 9:30 م القاهرة مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T116 9:30 م القاهرة مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47542 10:45 م دبي مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T242 10:45 م دبي مُحددة الموعد -
الخطوط السودانية J4626 12:50 ص زايد الدولي مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4642 4:30 ص جوبا مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47516 4:30 ص الرياض مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T216 4:30 ص الرياض مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47502 5:50 ص جدة مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T202 6:00 ص جدة مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4612 8:30 ص أديس أبابا مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4662 9:45 ص جدة مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47562 11:00 ص مسقط مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T262 11:00 ص مسقط مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47577 12:00 م كاسالا مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T212 12:00 م كاسالا مُحددة الموعد -
الخطوط الجوية الإثيوبية ET349 2:45 م أديس أبابا مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4672 3:15 م الرياض مُحددة الموعد -
بدر للطيران J4684 4:30 م القاهرة مُحددة الموعد -
الخطوط الأوروبية Q47534 4:50 م مطار حمد الدولي مُحددة الموعد -
تاركو للطيران 3T234 4:50 م مطار حمد الدولي مُحددة الموعد -
صالة مطار بورتسودان الدولي

الأسئلة الشائعة حول مطار بورتسودان الدولي (مُحدّثة 2025)

ما الجديد في مطار بورتسودان خلال عام 2025؟
تم الانتهاء من أعمال توسعة الصالة الدولية، وتجديد المدرج الرئيسي مع تحسين أنظمة الإضاءة والملاحة، وافتتاح منطقة لوجستية صغيرة للشحن الجوي بالقرب من الميناء. كما تم تفعيل بوابات إلكترونية لتسريع إجراءات الهجرة.
ما هي شركات الطيران التي تشغّل رحلات منتظمة من المطار؟
تشمل المشغّلين الرئيسيين: الخطوط الجوية السودانية، بدر للطيران، تاركو للطيران، والعديد من الناقلين الإقليميين من شرق إفريقيا والخليج الذين يشغّلون رحلات موسمية أو أسبوعية إلى جدة، دبي، وأديس أبابا.
هل توجد خدمات شحن جوي؟
نعم — المطار طوّر قدرات شحن تُخدم سلع التبريد (مأكولات بحرية) والسلع العاجلة، ويتكامل مع مرافق الميناء لتسهيل انتقال البضائع بين البحر والجو.
كيف يمكن للمسافرين الوصول إلى المطار من وسط المدينة؟
الوصول متاح عبر سيارات الأجرة والحافلات العامة، ويستغرق التنقل نحو 20–30 دقيقة حسب حركة المرور. كما تُجري الولاية تدابير لإنشاء خطوط حافلات مكوكية مخصّصة للمطار.
ما حالة الطقس العامة في بورتسودان؟
مناخ المدينة حار وصحراوي مع رطوبة ساحلية، حيث تتراوح درجات الحرارة صيفًا بين 30° م إلى 40° م، وتكون الرطوبة مرتفعة نسبيًا. ينصح المسافرون بالتأكد من تحديثات الطقس قبل الرحلات.

ملاحظات ختامية وتوصيات تشغيلية

مطار بورتسودان الدولي في منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين يتجه نحو مرحلة انتقالية: من مطار إقليمي بسيط إلى مركز لوجستي وسياحي ذا بعد إقليمي. هذا المسار يعتمد بشكل مباشر على استقرار البيـئة السياسية، توفير التمويل للمشروعات، وتعزيز التعاون مع مشغّلين إقليميين ودوليين. الجهات المعنية مطالبة بمواصلة التركيز على:

  • ضمان استدامة الطاقة والمياه في المطار عبر مشاريع الطاقات المتجددة والتحلية.
  • تحسين إجراءات الأمان والسلامة وتحديث برامج صيانة المدارج والطائرات بانتظام.
  • تطوير سياسات دعم للمصدرين المحليين للاستفادة من الربط البحري-الجوي لتصدير منتجات مثل الأسماك والصمغ العربي.
  • العمل مع شركات طيران إقليمية لتثبيت خطوط مباشرة تزيد من ربط بورتسودان بمراكز المال والسياحة في الخليج وشرق أفريقيا.

الجمعة، 13 يناير 2017

طيران المها - خطوط المها الجوية

طيران المها Al Maha Airways هي مشروع طيران طموح تأسس في المملكة العربية السعودية عام 2014، تحت مظلة الخطوط الجوية القطرية، وكان يُنظر إليه آنذاك على أنه خطوة استراتيجية لإعادة تشكيل سوق الطيران الداخلي السعودي. اتخذت الشركة من مدينة جدة مقرًا رئيسيًا لها، وكانت قاعدتها التشغيلية المقررة مطار الملك عبدالعزيز الدولي. غير أن المشروع لم يُكتب له الإقلاع فعليًا رغم استلام أسطول من الطائرات الحديثة واستكمال معظم مراحل التجهيز، وذلك نتيجة تداخل العوامل السياسية والاقتصادية الإقليمية.

طائرات طيران المها Airbus A320 في مطار جدة

خلفية التأسيس والملكية

في عام 2012 فازت الخطوط الجوية القطرية بحق تشغيل رحلات داخل المملكة العربية السعودية ضمن برنامج تحرير قطاع الطيران المدني الذي أطلقته الهيئة العامة للطيران المدني آنذاك. ورغم أن الترخيص لم يكن مرتبطًا بالعلامة التجارية "القطرية"، إلا أن الشركة رأت في المشروع فرصة لتأسيس شركة سعودية مستقلة تحمل اسم "طيران المها"، مستلهمة شعار المها الأيقوني ولكن بلون أخضر يتماشى مع ألوان العلم السعودي.

كانت الفكرة أن تبدأ طيران المها عملياتها في السوق المحلي ثم تتوسع تدريجيًا لتربط المدن السعودية الرئيسية — مثل الرياض، جدة، الدمام، المدينة المنورة وأبها — قبل التوجه نحو وجهات إقليمية مختارة في الخليج العربي والشرق الأوسط. وقد استثمرت الخطوط القطرية أكثر من 200 مليون دولار في تجهيز الطائرات والكوادر الإدارية والتقنية، لتكون الشركة منافسًا محليًا قويًا أمام الخطوط السعودية وناس للطيران.

أسباب التأجيل وتوقف المشروع

ورغم اكتمال معظم مراحل الإعداد، إلا أن إطلاق الرحلات تأجل أكثر من مرة — من 2014 إلى 2016 — ثم توقف كليًا بعد تفاقم التوترات السياسية بين السعودية وقطر في 2017، إثر الأزمة الخليجية التي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القطرية. بذلك تجمدت أنشطة الشركة رسميًا، وتم تعليق الترخيص الممنوح لها دون تنفيذ أي رحلة تجارية.

الوجهات المخطط لها

وفقًا لخطط التشغيل الأصلية، كانت الوجهات الأولية لطيران المها تشمل:

كانت هذه الوجهات تمثل العمود الفقري للشبكة الداخلية السعودية، على أن تُربط تدريجيًا بخطوط إقليمية لتعزيز حركة النقل الجوي والسياحة. غير أن توقف المشروع أوقف معها أيضًا خطط تطوير البنية التحتية والدعم اللوجستي المرتبط به.

أسطول طيران المها: إنجاز تقني لم يُستغل

تسلمت طيران المها في أبريل 2015 أربع طائرات جديدة من طراز إيرباص A320-200 خلال يوم واحد فقط، وهو رقم قياسي عالمي في حينه. كانت الخطة التوسعية تستهدف رفع الأسطول إلى 10 طائرات في العام الأول، ثم إلى 50 طائرة خلال ثلاث سنوات من التشغيل. وقد تم تجهيز الطائرات وفق أعلى معايير الراحة والسلامة، مع أنظمة ترفيه متقدمة وتصميم داخلي مماثل لمعايير الدرجة الاقتصادية الممتازة لدى الخطوط القطرية.

ومع ذلك، وبعد الأزمة السياسية في 2017، تم تخزين الطائرات الأربع في منشآت الصيانة بتركيا، حيث بقيت دون تشغيل حتى عام 2024، حسب تقارير الصناعة. وتشير وثائق شركة "إيرباص" إلى أن الطائرات ما زالت صالحة للطيران لكنها تخضع للصيانة الدورية للحفاظ على صلاحيتها الفنية.

تحليل سياسي واقتصادي

مع عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين السعودية وقطر في عام 2021، عاد الحديث عن إمكانية إحياء مشاريع الطيران المشتركة. إلا أن مصادر بقطاع النقل الجوي أكدت في تقارير عام 2024 أن مشروع طيران المها لم يعد مدرجًا ضمن خطط الخطوط القطرية المستقبلية. وبدلاً من ذلك، تركز الجهود القطرية الآن على تعزيز التعاون الإقليمي من خلال تحالفات تشغيلية وشراكات مع ناقلات خليجية أخرى.

وتشير تحليلات عام 2025 إلى أن القطاع السعودي للطيران يشهد نموًا مطردًا بفضل مشاريع مثل "طيران الرياض" و"الخطوط السعودية الجديدة"، ما يجعل البيئة التنافسية أكثر تشبعًا مقارنة بما كانت عليه قبل عقد. في هذا السياق، يرى الخبراء أن فرص إحياء "طيران المها" باتت ضعيفة، إذ لم يعد المشروع الاقتصادي مبررًا من الناحية التشغيلية.

وجهات نظر الخبراء

"فشل طيران المها لا يُعد فشلًا تجاريًا بقدر ما هو ضحية لصراع جيوسياسي. فالمشروع كان يمتلك مقومات النجاح الكامل لو تم فصله عن السياق السياسي الإقليمي."
- د. خالد الحربي، مركز الدراسات الاستراتيجية الخليجي

بينما يرى خبراء آخرون أن مشروع "المها" كان يمكن أن يتحول إلى رافعة اقتصادية حقيقية لو تم إطلاقه بالشراكة مع مستثمرين سعوديين محليين، ما كان سيمنحه مرونة أكبر في مواجهة التحديات التنظيمية والسياسية.

التأثيرات المالية والاستثمارية

القرار الأثر المباشر
حظر الأجواء (2017) إلغاء 46 رحلة أسبوعية مخطط لها
المقاطعة الاقتصادية تجميد استثمارات بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار
تغير أولويات الخطوط القطرية تحويل الموارد إلى مشاريع توسعية في أوروبا وآسيا

الجدول الزمني لتطور المشروع

2012
الخطوط القطرية تحصل على الترخيص الأولي لتأسيس شركة سعودية.
2014
الإعلان الرسمي عن تأسيس شركة طيران المها.
2015
استلام أول أربع طائرات من طراز A320.
2017
إيقاف المشروع نتيجة الأزمة الخليجية.
2021
استئناف العلاقات الدبلوماسية الخليجية، دون إحياء المشروع.
2025
تأكيد انتهاء المشروع نهائيًا وتحويل الطائرات إلى شركات أخرى.

الفرص الضائعة والتحديات المستفادة

تُعد تجربة طيران المها مثالًا بارزًا على كيفية تداخل السياسة مع الاقتصاد، وتأثير ذلك على مشاريع النقل الجوي في المنطقة. فالمشروع كان يستهدف فتح السوق أمام المنافسة وتعزيز كفاءة الخدمة، غير أن المناخ السياسي حال دون استمراره. ومع ذلك، فإن الدروس المستفادة من هذه التجربة ساعدت في تطوير سياسات الطيران السعودية لاحقًا، بما في ذلك فتح المجال أمام شركات جديدة مثل "طيران أديل" و"طيران الرياض".

أسئلة شائعة

لماذا فشلت شركة طيران المها؟

  1. الأزمة السياسية الخليجية بين السعودية وقطر عام 2017.
  2. تجميد التراخيص التشغيلية بسبب التوترات الإقليمية.
  3. تغير استراتيجيات الاستثمار لدى الخطوط القطرية.

هل هناك نية لإعادة إطلاق المشروع مستقبلاً؟

حتى عام 2025، لا توجد مؤشرات رسمية على إعادة تفعيل ترخيص المها أو دمجه ضمن استراتيجيات الطيران الجديدة في المملكة.

أين توجد طائرات المها حاليًا؟

تُخزّن في منشآت صيانة في تركيا منذ عام 2017، وفقًا لتقارير "Planespotters" و"Airfleets.net" المحدثة لعام 2024.

نظرة مستقبلية

مستقبل طيران المها يبدو مغلقًا رسميًا، لكن إرث المشروع سيبقى مثالًا يُدرّس في معاهد إدارة النقل الجوي حول العلاقة بين السياسات الإقليمية واستدامة الأعمال. وربما يعود اسم "المها" يومًا ما في إطار تعاون اقتصادي خليجي جديد، لكن بصيغة مختلفة تتناسب مع البيئة التنافسية الجديدة في سوق الطيران.

برأيك، هل كان يمكن لطيران المها النجاح لو أُطلقت فعلاً؟

الأربعاء، 11 يناير 2017

تحذير: هاتفك قد يسبب انفجار الطائرة!

في الثامن من ديسمبر عام 2016، وقبل موسم العطلات الذي يشهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الرحلات الجوية، أصدرت هيئة سلامة الطيران المدني الأسترالية (CASA) تحذيرًا رسميًا عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي موجّهًا إلى جميع الركاب وأطقم الطائرات. وجاء نص التحذير واضحًا وصريحًا: "إذا فقدت هاتفك على متن الطائرة، لا تتحرك من مكانك، ولا تحرّك مقعدك! فقط اطلب مساعدة طاقم الضيافة."

أثار هذا التحذير اهتمامًا عالميًا واسعًا، إذ لم يكن الحديث عن خطر الهواتف المحمولة داخل الطائرات جديدًا، لكنه هذه المرة لم يرتبط باستخدامها أثناء الإقلاع أو الهبوط، بل بخطر فيزيائي خفيّ يتمثل في سقوط الهاتف بين فواصل المقاعد وتعرضه للضغط أو السحق، ما قد يؤدي إلى اشتعال البطارية وحدوث حريق داخل المقصورة — وهي من أخطر الحالات التي يمكن أن تواجهها أي طائرة في الجو.

تحذير: هاتفك قد يسبب انفجار الطائرة!

كيف ينفجر الهاتف المحمول على متن الطائرة؟

تعتمد معظم الهواتف المحمولة الحديثة على بطاريات الليثيوم أيون، وهي بطاريات عالية الكثافة في الطاقة ولكنها أيضًا حساسة للغاية. عند تعرضها للضغط الميكانيكي أو السحق، أو في حال وجود خلل في العزل الداخلي بين الأقطاب الموجبة والسالبة، قد يحدث ما يُعرف بظاهرة الدوام الحراري (Thermal Runaway) — وهي سلسلة تفاعلات داخلية تؤدي إلى ارتفاع سريع في درجة الحرارة ثم اشتعال أو انفجار.

تصميم المقاعد داخل الطائرات، خصوصًا في الطائرات الضيقة مثل إيرباص A320 أو بوينغ 737، يحتوي على فواصل معدنية ضيقة جدًا يمكن أن تنحشر الهواتف بينها بسهولة. وعندما يحاول الراكب تحريك المقعد أو الاتكاء للبحث عن الهاتف، فإن الضغط الناتج قد يسحق البطارية ويتسبب بتسرب كهربائي فوري.

ووفقًا لتقارير هيئة CASA لعام 2016، تم تسجيل 9 حوادث اشتعال نتيجة سقوط وسحق هواتف بين المقاعد داخل الطائرات الأسترالية وحدها، إحداها تسببت بانبعاث دخان داخل المقصورة خلال مرحلة الهبوط وأدت إلى استخدام أجهزة الإطفاء المحمولة من قبل الطاقم.

التحذير يمتد عالميًا: من أستراليا إلى العالم

لم يقتصر هذا التحذير على أستراليا. فقد سارعت هيئات طيران أخرى، مثل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) ووكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، إلى إصدار إرشادات مشابهة في السنوات اللاحقة، بعد تسجيل أكثر من 250 حادثة حرائق بطاريات على متن طائرات ركاب حول العالم بين عامي 2017 و2023، وفق تقارير منظمة الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).

وقد أوصت هذه الهيئات الركاب بعدم محاولة التقاط الهاتف في حال سقوطه في أماكن ضيقة داخل المقصورة، بل طلب المساعدة من طاقم الطائرة فورًا. كما أوصت شركات الطيران بتدريب أطقمها على التعامل مع حرائق بطاريات الليثيوم، إذ أن إطفاءها بالماء غير فعال، بل يُستخدم عادةً مطفأة خاصة تعتمد على ثاني أكسيد الكربون أو بودرة جافة.

الجانب العلمي: لماذا تُعد بطاريات الليثيوم خطيرة؟

تتكوّن بطاريات الليثيوم من مواد شديدة النشاط الكيميائي، وعندما تتعرض لأي تلف ميكانيكي أو ارتفاع في الحرارة، قد تبدأ تفاعلات تسلسلية تؤدي إلى:

  • انصهار الفواصل الداخلية بين الأقطاب.
  • تحرّر الأكسجين والغازات القابلة للاشتعال.
  • ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 600 درجة مئوية.
  • انفجار أو اشتعال فوري للخلية.

هذه الظاهرة تُعرف باسم الاحتراق الذاتي البطاري (Battery Fire Propagation)، وهي السبب في أن شركات الطيران تحظر شحن الأجهزة المحمولة في الأمتعة المشحونة، وتسمح فقط بحملها داخل المقصورة، حيث يمكن التعامل مع أي طارئ بسرعة.

أرقام وإحصاءات حديثة (2024–2025)

بحسب تقرير السلامة الجوية الصادر عن IATA لعام 2025، تم الإبلاغ عن 41 حادثًا متعلقًا ببطاريات الليثيوم داخل الطائرات التجارية خلال عام 2024 وحده، بزيادة قدرها 15% مقارنة بالعام السابق. وقد توزعت هذه الحوادث على النحو التالي:

المنطقة عدد الحوادث النسبة من الإجمالي
آسيا والمحيط الهادئ1844%
أوروبا922%
أمريكا الشمالية717%
الشرق الأوسط وأفريقيا717%

وتُظهر البيانات أن الغالبية العظمى من الحوادث وقعت أثناء الرحلات القصيرة، حيث يزداد تفاعل الركاب مع أجهزتهم المحمولة خلال الصعود والهبوط. وقد لاحظت الشركات أيضًا أن الهواتف الكبيرة الحجم (أكثر من 6.5 بوصة) تكون أكثر عرضة للسحق بسبب ضيق الفواصل بين المقاعد.

الوقاية والتدابير الحديثة

في عام 2023 بدأت بعض شركات الطيران — مثل الخطوط السنغافورية وطيران الإمارات — في تركيب أنظمة إنذار حراري داخل المقاعد ومناطق التخزين العلوية، قادرة على استشعار ارتفاع درجة الحرارة الناتج عن بطارية تالفة قبل حدوث الحريق. كما طورت شركات مثل Boeing وAirbus أنظمة احتواء حرائق مخصصة لأجهزة الليثيوم، لتقليل المخاطر داخل المقصورة.

أما على صعيد الركاب، فقد أطلقت CASA بالتعاون مع هيئة النقل الجوي الأسترالية حملة توعية جديدة في 2024 تحت عنوان "احمِ رحلتك... لا تحرك مقعدك!"، تتضمن مقاطع توعوية تُعرض في شاشات الطائرات قبل الإقلاع. وتضمنت نصائح واضحة، منها:

  • إذا سقط الهاتف بين المقاعد، لا تحرك المقعد.
  • أبلغ طاقم الضيافة فورًا.
  • لا تشحن الهاتف أثناء الإقلاع أو الهبوط.
  • استخدم شواحن أصلية ومعتمدة فقط.

ماذا عن الأجهزة الأخرى؟

لم تقتصر التحذيرات على الهواتف الذكية فحسب. بل شملت أيضًا الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والسماعات اللاسلكية وحتى البنوك المحمولة للطاقة (Power Banks)، والتي تشكّل خطرًا مماثلًا إذا تعرضت للضغط أو لحرارة مرتفعة. ولهذا السبب، تمنع معظم شركات الطيران الآن شحن بطاريات الليثيوم داخل الحقائب المسجلة وتفرض قيودًا على السعة القصوى للبطاريات المحمولة.

حادث واقعي: هاتف كاد يتسبب بكارثة

في يوليو 2022، أعلنت شركة "Quantas Airways" الأسترالية عن وقوع حادث كاد يتحول إلى كارثة بعد سقوط هاتف أحد الركاب تحت المقعد وانبعاث دخان كثيف منه بسبب سحق البطارية. تعامل الطاقم بسرعة وأطفأ الحريق خلال ثوانٍ، وأعلنت الشركة لاحقًا أن الحادث كان نتيجة "ضغط ميكانيكي مباشر على خلية ليثيوم تالفة".

"يجب التعامل مع الهواتف المحمولة على متن الطائرات كما نتعامل مع الوقود — بعناية ومسؤولية كاملة."
- متحدث باسم هيئة CASA، تقرير فبراير 2025

نظرة مستقبلية: هل سنرى هواتف آمنة للطيران؟

في ظل التطور التقني السريع، تعمل الشركات المصنعة حاليًا على تطوير بطاريات حالة صلبة (Solid-State) التي يُتوقع أن تقلل مخاطر الاحتراق بنسبة تصل إلى 90%. ومن المنتظر أن تبدأ هذه البطاريات بالوصول إلى السوق التجارية عام 2026، ما قد يُحدث نقلة نوعية في معايير السلامة الجوية الخاصة بالأجهزة المحمولة.

كما تسعى منظمات مثل IATA وICAO إلى تحديث لوائح نقل الأجهزة الإلكترونية لتشمل تعليمات إلزامية حول التعامل مع البطاريات داخل الطائرات، وهو ما قد يقلل الحوادث المستقبلية بشكل كبير.

الخلاصة

حادثة "الهاتف الساقط" قد تبدو بسيطة، لكنها تذكير قوي بأن التكنولوجيا، مهما كانت متطورة، تبقى بحاجة إلى وعي المستخدم وإدراكه للمخاطر. فسلامة الطائرة لا تتعلق فقط بالطيار أو بالمحركات، بل تمتد إلى أبسط تصرفات الركاب. لذا، في رحلتك القادمة، إذا انزلق هاتفك تحت المقعد، تذكّر فقط: لا تحركه... استعن بالطاقم!

الاثنين، 9 يناير 2017

مطار وجدة أنجاد الدولي

مطار وجدة أنجاد الدولي (Angads Airport) هو واحد من أبرز البوابات الجوية في شرق المملكة المغربية، ويقع على بعد نحو 12 كيلومترًا شمال مدينة وجدة، عاصمة إقليم عمالة وجدة أنكاد. يتميز المطار بموقعه الاستراتيجي القريب من الحدود المغربية الجزائرية، ويبعد حوالي 600 كيلومتر شمال شرق الدار البيضاء، مما يجعله نقطة محورية للربط بين شمال أفريقيا وأوروبا. يشرف على تشغيله وإدارته المكتب الوطني للمطارات (ONDA)، وهو الجهة المسؤولة عن تطوير البنية التحتية للمطارات المغربية وفق المعايير الدولية.

يحمل مطار وجدة أنجاد رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA): OUD، ورمز منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO): GMFO. وقد حصل على شهادة الجودة العالمية ISO 9001 في مارس 2007، تأكيدًا لالتزامه بمعايير الإدارة الحديثة والسلامة التشغيلية. واحتل المطار المرتبة الثامنة بين مطارات المملكة في حجم حركة المسافرين خلال عام 2014 بعدد بلغ نحو 453,665 مسافرًا بين يناير وأكتوبر من ذلك العام.

مطار وجدة أنجاد الدولي Angads Airport

تاريخ مطار وجدة أنجاد الدولي

يعود تاريخ مطار وجدة أنجاد إلى أربعينيات القرن الماضي، حين استُخدم خلال الحرب العالمية الثانية كمطار عسكري من قبل القوات الجوية الأمريكية ضمن حملة شمال أفريقيا. وقد شكل حينها قاعدة دعم لوجستي للطائرات المقاتلة وطائرات النقل بين الدار البيضاء والجزائر. وبعد انسحاب القوات الأمريكية عام 1943، انتقلت ملكية المطار مجددًا إلى السلطات المغربية ليُعاد تأهيله كمطار مدني يخدم منطقة الشرق المغربي.

على مدى العقود اللاحقة، شهد المطار عدة مراحل من التوسع والتحديث، خصوصًا بعد الاستقلال، ليصبح مركزًا رئيسيًا للحركة الجوية في الجهة الشرقية. ومع بداية الألفية الثالثة، بدأت خطة تطوير شاملة لتوسيع المدارج وبناء محطة جديدة للركاب، ما جعل المطار أحد النماذج الحديثة للبنية التحتية الجوية في المغرب.

خطوط الطيران العاملة بمطار وجدة أنجاد

يشهد مطار وجدة أنجاد الدولي نشاطًا متزايدًا في حركة الطيران المحلية والدولية، حيث تعمل منه وإليه مجموعة واسعة من شركات الطيران العربية والأوروبية، تربط المدينة بعدد كبير من العواصم والمراكز الاقتصادية. ومن بين أهم الخطوط العاملة:

  • الخطوط الملكية المغربية – رحلات منتظمة إلى الدار البيضاء، باريس، وبروكسل.
  • الخطوط الملكية المغربية إكسبريس – رحلات داخلية إلى الدار البيضاء والناظور.
  • الخطوط الجوية الفرنسية (Air France) – رحلات إلى باريس.
  • ترانسافيا (Transavia) – رحلات إلى ليون وباريس وأمستردام.
  • رايان إير (Ryanair) – رحلات اقتصادية إلى باريس ومارسيليا ومالقة.
  • الخطوط الجوية السعودية – رحلات موسمية إلى جدة خلال موسم الحج والعمرة.
  • الخطوط الجوية الهولندية (KLM) – رحلات مباشرة إلى أمستردام.
  • طيران أزور (Azur Air) – رحلات عارضة إلى لشبونة وبورتو.
  • سمارت وينجز (Smart Wings) – رحلات سياحية إلى براغ.
  • ترافل سيرفيس سلوفاكيا – رحلات صيفية إلى براتيسلافا.

ومع تطور قطاع الطيران المغربي بعد جائحة كورونا، انضمت في عام 2023 خطوط جديدة مثل العربية للطيران المغرب وإيزي جيت، لتوسيع الربط الجوي نحو وجهات أوروبية مثل مدريد، ميلانو، وكولونيا، ما ساهم في تعزيز حركة السياحة والاستثمار في الجهة الشرقية.

مرافق مطار وجدة أنجاد الدولي

تبلغ مساحة مطار وجدة أنجاد نحو 850 هكتارًا، ويقع على ارتفاع 468 مترًا فوق مستوى سطح البحر. يمتلك المطار مدرجين رئيسيين بطول 3000 متر وعرض 45 مترًا، مهيّئين لاستقبال طائرات كبيرة من طراز Boeing 747 وAirbus A330. وقد شمل التحديث الأخير تعزيز البنية التحتية للإضاءة والملاحة الجوية بأنظمة ILS CAT II، لتأمين الهبوط في ظروف الرؤية المنخفضة.

كما يضم المطار محطتين للركاب: المبنى T1 بطاقة استيعابية 500 ألف مسافر سنويًا، والمبنى T2 الذي افتتح عام 2010 بمساحة 28 ألف متر مربع. تم رفع قدرته التشغيلية في عام 2023 إلى 3 ملايين مسافر سنويًا بفضل التوسعات الحديثة وإضافة ممرات تلسكوبية جديدة، ليصبح أنجاد ثالث أكبر مطار في المملكة من حيث السعة بعد مطاري محمد الخامس ومراكش المنارة.

المطار مزود بـ24 منصة لتسجيل الوصول، و3 سيور لاستلام الأمتعة، وصالات فسيحة للمغادرة والوصول، إضافة إلى 5 كافيتريات ومطاعم، ومتجرين للأسواق الحرة (Duty Free)، وصالة كبار الشخصيات (VIP Lounge) مجهزة بخدمات الإنترنت والضيافة. كما أضيفت خلال عام 2024 مرافق جديدة للطيران الخاص ورحلات رجال الأعمال.

النمو والإحصاءات الحديثة (2024–2025)

وفقًا لتقرير المكتب الوطني للمطارات الصادر في يناير 2025، سجل مطار وجدة أنجاد ارتفاعًا قياسيًا في حركة المسافرين خلال عام 2024، حيث بلغ عدد الركاب 945,000 مسافر، بزيادة تفوق 40% مقارنة بعام 2019 (قبل الجائحة). كما شهد المطار تشغيل أكثر من 7,800 رحلة خلال العام ذاته، منها 65% رحلات دولية.

السنة عدد المسافرين نسبة النمو
2019675,000
2022810,000+20%
2023890,000+9.8%
2024945,000+6.2%

هذا النمو يعكس أهمية وجدة كمركز اقتصادي وسياحي ناشئ، إذ بات المطار يخدم الجالية المغربية الكبيرة المقيمة في فرنسا وهولندا وبلجيكا، كما أصبح وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين القادمين لاكتشاف المنطقة الشرقية وواحات فكيك وتاوريرت.

خطط تطوير مطار وجدة أنجاد المستقبلية

ضمن الاستراتيجية الوطنية للنقل الجوي 2035، أُدرج مطار وجدة أنجاد كمحور أساسي لتطوير النقل الجوي في شرق المملكة. وتشمل الخطط المستقبلية:

  • إنشاء منطقة لوجستية جديدة للشحن الجوي بمساحة 50 هكتارًا.
  • توسعة مواقف الطائرات لتستوعب 20 طائرة في آن واحد.
  • افتتاح أكاديمية للتدريب على صيانة الطائرات بالشراكة مع الخطوط الملكية المغربية.
  • إطلاق خط مباشر إلى الدوحة في عام 2025 لتعزيز الربط مع الخليج العربي.

كما يجري العمل على إنشاء محطة للطاقة الشمسية لتزويد المطار بالكهرباء النظيفة بنسبة 60% بحلول عام 2026، في إطار التوجه الوطني نحو الطيران المستدام وتقليل البصمة الكربونية.

الأهمية الإقليمية والدولية

يمثل مطار وجدة أنجاد بوابة المغرب الشرقية نحو أوروبا، حيث يربط وجدة بعواصم رئيسية مثل باريس وأمستردام وبروكسل، إلى جانب وجهات متوسطية متنامية مثل برشلونة ونيس. كما يُعتبر المطار نقطة عبور مهمة للحجاج والمعتمرين القادمين من شرق المغرب إلى جدة والمدينة المنورة.

ومع تصاعد التعاون المغربي الأوروبي في مجالات النقل والسياحة، يتوقع الخبراء أن يتجاوز عدد المسافرين عبر المطار حاجز 1.2 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2026، مما يعزز مكانته ضمن شبكة المطارات الحديثة في المغرب.

الجمعة، 6 يناير 2017

رويال جيت - طيران جت الملكي

رويال جت (Royal Jet) هي شركة طيران خاص إماراتية رائدة متخصصة في تشغيل رحلات الطيران العارض والفخم لكبار الشخصيات (VIP) ورجال الأعمال، ومقرها الرئيسي في إمارة أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة. تتخذ الشركة منابوظبي  مركزًا رئيسيًا لعملياتها، إضافة إلى قواعد تشغيل فرعية في مطار دبي الدولي ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. وتحمل الشركة رمز الإيكاو: ROJ ورمز النداء ROYALJET، وهي غير عضوة في منظمة الإياتا (IATA). كما تمتلك مكتب تمثيل دولي في المملكة المتحدة، مقره مطار ستانستيد بلندن بالتعاون مع مكتب “ماكسمس” للخدمات الجوية.

طائرات رويال جت Royal Jet

نشأة وتطور شركة رويال جت للطيران

تأسست شركة رويال جت عام 2003، وأطلقت أولى عملياتها التجارية في شهر مايو من العام ذاته، لتصبح خلال عقدين من الزمن أحد أبرز مزودي خدمات الطيران الفاخر في الشرق الأوسط والعالم. تعود ملكية الشركة بشكل مشترك بين الطيران الأميري في أبوظبي بنسبة 50% وشركة أبوظبي للطيران بنسبة 50%. يرأس مجلس إدارتها الشيخ محمد بن حمد بن طاحون آل نهيان، أحد رواد تطوير قطاع الطيران الخاص في الإمارات.

انطلقت رويال جيت برؤية تهدف إلى تقديم تجربة طيران تجمع بين الخصوصية والترف والكفاءة التشغيلية العالية. ومنذ عام 2010 بدأت الشركة في توسيع نطاق خدماتها إلى الأسواق الإقليمية والدولية، لتشمل رحلات إلى أوروبا، آسيا، وأفريقيا، مع تزايد الطلب من العملاء الحكوميين والشركات متعددة الجنسيات. كما وسّعت نشاطها لتشمل خدمات الإخلاء الجوي الطبي والنقل الإسعافي الجوي المتطور.

الإنجازات والجوائز الدولية

حصدت رويال جت على مدار سنوات عدة ألقابًا وجوائز مرموقة تؤكد ريادتها في قطاع الطيران الخاص. ففي أكتوبر 2016، توّجت للمرة التاسعة على التوالي بجائزة أفضل شركة طيران خاص في الشرق الأوسط خلال حفل جوائز السفر العالمية الذي استضافه فندق سانت ريجيس في دبي. كما حصلت في عام 2014 على لقب مشغل طيران رجال الأعمال للعام من جوائز أعمال الطيران السنوية، وفي عام 2009 تم تصنيف مركز العمليات الثابتة (FBO) التابع لها في أبوظبي كـ “الأفضل في الشرق الأوسط” من قبل مؤسسة أخبار الطيران العالمي.

استمرت هذه النجاحات في العقد الجديد، حيث نالت الشركة في عام 2023 جائزة “أفضل مشغل طيران فاخر في العالم” من مجلة Global Aviation Review، تقديرًا لتميزها في تجربة العملاء، وخدمات الصيانة الأرضية، وإدارة الأسطول.

أسطول رويال جت

تمتلك رويال جت واحدًا من أكثر أساطيل الطيران الخاص تنوعًا وتطورًا في المنطقة، يضم 13 طائرة مخصصة لخدمة كبار الشخصيات ورجال الأعمال. يشمل الأسطول:

  • 8 طائرات من طراز Boeing Business Jet (BBJ1) – وتعد الشركة أكبر مشغل منفرد لهذا الطراز عالميًا.
  • 2 طائرة من طراز Bombardier Global 5000S – مخصصة للرحلات طويلة المدى.
  • 1 طائرة من طراز Gulfstream G300.
  • 2 طائرة من طراز Learjet 60.

وقد شهد عام 2024 تحديثًا كبيرًا للأسطول بإضافة طائرتين جديدتين من طراز Boeing Business Jet 2 (BBJ2)، مجهزتين بتقنيات اتصال عبر الأقمار الصناعية وخدمات الإنترنت فائق السرعة (Wi-Fi Ku-band)، إلى جانب نظام إدارة المقصورة الذكي “SmartCabin” الذي يسمح للركاب بالتحكم بالإضاءة والستائر ودرجة الحرارة باستخدام الأجهزة اللوحية.

تتميز طائرات رويال جيت بتصاميم داخلية استثنائية تتضمن أجنحة نوم فاخرة، صالات استقبال، غرف طعام خاصة، وأنظمة ترفيه عالية الدقة. كما توفر الشركة خيارات تخصيص للديكور الداخلي بناءً على متطلبات العملاء من الرؤساء التنفيذيين والدبلوماسيين وكبار رجال الأعمال.

خدمات رويال جيت للطيران

تقدم رويال جت مجموعة واسعة من خدمات الطيران الفاخر، مصممة لتلبية احتياجات نخبة من العملاء من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا. تشمل خدماتها الأساسية:

  • تأجير الطائرات الخاصة (Charter Flights): رحلات مخصصة بالكامل حسب الطلب إلى أكثر من 350 وجهة حول العالم.
  • إدارة الطائرات (Aircraft Management): خدمات احترافية لمالكي الطائرات الخاصة تشمل الصيانة والتشغيل والتأمين.
  • الإخلاء الطبي الجوي (Air Ambulance): نقل المرضى والمصابين بأحدث تجهيزات الطيران الطبي.
  • قاعدة العمليات الثابتة (FBO): خدمات أرضية متكاملة تشمل الاستقبال والصيانة والتزويد بالوقود.

وفي إطار التوجه نحو استدامة الطيران، أعلنت الشركة في عام 2025 عن بدء استخدام وقود الطيران المستدام (SAF) في بعض رحلاتها الإقليمية، بالتعاون مع شركة أدنوك للتوزيع، لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 40%.

النمو والأداء المالي (2023–2025)

وفقًا لتقرير الأداء الصادر عن الشركة لعام 2024، حققت رويال جت نموًا في عدد الرحلات بنسبة 18% مقارنة بعام 2022، مع تنفيذ أكثر من 4,200 رحلة نحو 380 وجهة عالمية. كما سجلت الشركة ارتفاعًا في الطلب على خدمات إدارة الطائرات الخاصة بنسبة 25%، مدفوعًا بزيادة عدد الملاك الجدد في الإمارات والسعودية.

السنة عدد الرحلات نسبة النمو
20212,950
20223,550+20%
20234,100+15%
20244,200+2.4%

وبلغت إيرادات الشركة في عام 2024 ما يزيد على 450 مليون دولار أمريكي، مما جعلها أكبر شركة طيران خاص في الشرق الأوسط من حيث الإيرادات التشغيلية وعدد ساعات الطيران المنفذة.

خطة التوسع المستقبلية

أعلنت رويال جت في بداية عام 2025 عن خطة توسع استراتيجية تستهدف إضافة ثلاث طائرات جديدة بحلول عام 2026، منها طائرتان من طراز Bombardier Global 7500 للرحلات العابرة للقارات، لتغطية خطوط مباشرة بين أبوظبي ولندن ونيويورك وطوكيو. كما تعتزم الشركة افتتاح مركز صيانة متكامل للطائرات الخاصة في مدينة خليفة الصناعية (KIZAD) باستثمار يبلغ 200 مليون درهم.

وتشمل الخطة كذلك إنشاء وحدة جديدة تحت اسم Royal Jet Medical متخصصة في الرحلات الطبية عالية التقنية، وتوسيع خدمات الطيران الفاخر إلى الأسواق الأفريقية عبر شراكات تشغيلية في نيروبي وكيب تاون.

رؤية رويال جت 2030

ضمن استراتيجيتها المستقبلية “رؤية رويال جت 2030”، تهدف الشركة إلى أن تكون ضمن أفضل خمس شركات للطيران الخاص عالميًا من حيث الخدمة والتكنولوجيا والاستدامة. وتشمل محاور الرؤية:

  • التحول الرقمي الكامل في الحجز والتشغيل وإدارة الأسطول.
  • الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مراقبة أداء الطائرات وتحسين تجربة الركاب.
  • إطلاق تطبيق ذكي للحجز الفوري للطائرات الخاصة خلال دقائق.
  • الانتقال إلى استخدام وقود طيران منخفض الكربون بنسبة 100% بحلول 2030.

بفضل هذه الرؤية، تواصل رويال جيت تعزيز مكانتها كرمز للفخامة الجوية العربية، وتأكيد دورها الريادي في قطاع الطيران الخاص، مع المحافظة على معايير السلامة والجودة والخدمة الشخصية التي جعلتها الاسم الأبرز في عالم الطيران الفاخر منذ أكثر من عقدين.