تأثر العوامل المناخية تأثيرا كبيرا على حركة الطيران مثل طبيعة الطقس والتغير المناخي, لذلك من المهم إلقاء الضوء علي السحب وما قد تحمله من مفاجآت تشكل خطرا علي الطائرات خصوصا اذا كانت من النوع المنخفض كما يحذر خبراء الملاحة الجوية، وتعد أخطر أنواع السحب هي ما تسمى بالسحب الركامية والتي تعظم معها احتمالات الخطر.
أشد العوامل الجوية خطورة علي سلامة الطيران
تعتبر العواصف الرعدية من أشد العوامل الجوية خطورة علي سلامة الملاحة الجوية، والتي يحدث فيها تحرك للتيارات الهوائية بسرعات مختلفة في مسافات قصيرة, مما يسبب اضطرابات هوائية تؤدي إلي اهتزاز الطائرة نتيجة مطبات هوائية عنيفة, والتي تتسبب في عمل تيارات حمل هوائية تؤدي إلي تكوين ظاهرة تعرف بالمقصات الهوائية.
وتعد ظاهرة "المقصات الهوائية" من أشد الظواهر الجوية التي تفتك بالطائرات, فهي تتسبب في انقطاع الرفع من علي الجناح وانقطاع الدفع من المحركات، مما يحول الطائرة بدلا من كونها سطحا "ايروديناميكيا" رافعا إلى كتلة من مجموعة من المعادن في حالة سقوط حر. لذلك يحرص الطيارون على تجنب ذلك قدر الامكان, وتحمل الطائرات رادارات وأجهزة متطورة لقياس سرعة الهواء حتى تكشف عن تلك المقصات الهوائية الخطرة قبل الدخول فيها.
بالرغم من أن المطبات الهوائية تحدث عادة أثناء العواصف الرعدية الشديدة، إلا أنها قد تحدث أيضا أثناء خلو الجو من أي عواصف, مما قد يؤدي الى حوادث الطيران في مرحلة اقلاع وهبوط الطائرة الحرجتين، ويوجد حوالي 28 حادثا للطيران التجاري سببتهم المقصات الهوائية منذ عام 1964، وقد نتج عنها مقتل ما يزيد عن 400 شخص.
يوجد أيضا العديد من الظواهر الجوية الأخرى على ارتفاعات عالية كما يقول خبراء الملاحة الجوية، والتي منها نوعا معينا من الغيوم يدعى "سبروس" وهي سحابة رقيقة كأنها ريشة عملاقة تتكون من جسيمات ثلجية، وقد تتسبب احيانا هذه السحابة في اضطرابات هوائية أو مطبات عنيفة على الرغم من أنها قد لا تؤذى الطائرات في أحيان أخرى، وكثيرا ما يلحظ الركاب حدوث اضطرابات فى ثبات الطائرة على الرغم من صفاء الجو يكون سببه حينئذ المرور بتلك الغيوم.
كل ذلك بجانب ما يمكن أن يحدث عندما يضرب البرق جسم الطائرة خلال إحدى العواصف.
لماذا تحلق الطائرات على ارتفاع السحب؟
عادة ما تطير الطائرات التجارية على الارتفاعات العالية، ما بين ارتفاع 29 ألف قدم وارتفاع 45 ألف قدم لا تتجاوز ذلك غالبا, وتكون عملية التحليق على خط مستقيم في الغالب على تلك الارتفاعات، وتحلق الطائرات فى طبقة جوية تسمى "التروبوبوز", وهى الطبقة الانتقالية بين طبقتى التروبوسفير في الأسفل الملاصقة لسطح الارض وبين طبقة الستراتوسفير العليا.
ويتفاوت ارتفاع طبقة التروبوبوز بين 65 ألف قدم فوق خط الاستواء وارتفاع أقل علوا عند القطبين يبلغ 20 ألف قدم، وترجع أهمية الطيران خلال هذه الطبقة هو ثبات درجة الحرارة فيها تقريبا عند 56.5 درجة تحت الصفر، مما يجعل الطيران خلالها أمرا غاية فى الأهمية للحفاظ على كفاءة المحركات، لأن درجة الحرارة المتدنية تجعل المحركات تعمل بكل كفاءة واقتصادية ولا تنهكها.
كيف يتم تحديد الطرق الجوية؟
يعد تحديد الطرق الجوية Airline Routes من الأمور المعقدة خاصة فى الطيران المدنى، وتحديدا بعد ما أصبح التخطيط للرحلات الجوية بعيدة المدى بدون توقف فى ازدياد هذه الأيام، خصوصا مع وجود الطائرات المتطورة والحديثة التي تطير بكفاءة واقتصادية عالية دون توقف.
وتحدد أيضا عوامل الطقس الجوى طرق الملاحة الجوية للطائرات، لذلك من الضرورى جدا القيام بإجراءات أساسية معينة قبل القيام ببناء خط جوى لضمان إنجاز الرحلة الجوية، مثل عمل ترخيص بالطيران على هذا الخط الجوى المقترح، وأيضا تحديد نوع الطائرات التي ستستخدم على مثل هذا الخط، وكل هذا سيساعد فى اختيار المسار الجوى الأمثل للطائرات.
ليست هناك تعليقات: