الخميس، 4 يناير 2018

مطار تطوان سانية الرمل الدولي Sania Ramel Airport

مطار تطوان سانية الرمل الدولي (Sania Ramel Airport) هو واحد من المطارات المغربية البارزة، يقع بمحاذاة مدينة تطوان الشهيرة بلقب "الحمامة البيضاء"، شمال المملكة المغربية. لا يبعد المطار سوى عشر دقائق بالسيارة عن وسط المدينة، مما يجعله قريباً جداً من قلب النشاط الحضري والسياحي بالمنطقة. يشرف على إدارته وتشغيله المكتب الوطني للمطارات، وهو الهيئة المغربية المسؤولة عن تطوير وتسيير البنية التحتية الجوية. يحمل المطار رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA: TTU، بينما يسجل ضمن المنظمة الدولية للطيران المدني تحت الرمز ICAO: GMTT.

مطار تطوان سانية الرمل الدولي Sania Ramel Airport

لمحة تاريخية عن مطار تطوان سانية الرمل

يُعتبر مطار تطوان سانية الرمل من أقدم مطارات المغرب، حيث أنشئ سنة 1913م خلال فترة النفوذ الإسباني في شمال البلاد. في بداياته كان المطار ذا طابع عسكري، إذ استُخدم كقاعدة لدعم العمليات الإسبانية في المنطقة الغربية، خاصة وأن موقعه كان ملاصقاً للمعسكرات العسكرية. ورغم بساطة تجهيزاته حينها وصغر مدرجاته التي كانت عرضة للفيضانات شتاءً، إلا أنه لعب دوراً استراتيجياً في تلك الحقبة.

في عشرينيات القرن الماضي، بدأ مطار سانية الرمل يفتح أبوابه تدريجياً أمام الطيران المدني، حيث أصبح محطة توقف لبعض الرحلات البريدية التي كانت تربط المغرب بشبه الجزيرة الإيبيرية. ومع اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، ازدادت أهمية المطار بشكل كبير، إذ استخدم كنقطة رئيسية لنقل الجنود والإمدادات ضمن ما عُرف لاحقاً بأول جسر جوي عسكري طويل المدى في التاريخ، حيث نقل آلاف الجنود والمعدات من شمال إفريقيا إلى إسبانيا. كما كان المطار مسرحاً لأحداث سياسية مهمة، أبرزها وصول الجنرال فرانكو إلى تطوان في يوليو 1936، ما جعله نقطة محورية في التاريخ الإسباني والمغربي معاً.

بعد انتهاء الحرب، تزايدت مكانة مطار تطوان كمرفق مدني. إذ أصبح محطة لرحلات الركاب والبريد التي كانت تربط تطوان بمدن إسبانية كمدريد وإشبيلية، إلى جانب محطات شمال المغرب الأخرى. ومع مرور الوقت، أُضيفت تحسينات تدريجية، منها إنشاء مدرج معبد وتوسيع المرافق لتواكب متطلبات الطيران التجاري.

في فترة الاستقلال المغربي عام 1956، بدأ المطار يفقد شيئاً من أهميته، خصوصاً مع بناء وتطوير مطارات كبرى في طنجة والدار البيضاء. ومع ذلك، ظل يلعب دوراً إقليمياً في خدمة شمال المملكة. وفي أبريل 1967 تم نقل إدارة المطار إلى السلطات المغربية بشكل رسمي، ثم في عام 1991 تولى المكتب الوطني للمطارات عملية تطويره، مما ساعد على تحديث خدماته ورفع قدرته الاستيعابية إلى حوالي 300 ألف مسافر سنوياً.

شركات الطيران والوجهات العاملة في مطار تطوان

شهد مطار تطوان خلال العقود الأخيرة تنوعاً في الخطوط الجوية التي تسير رحلاته. فهو يربط المدينة برحلات دولية منتظمة وأخرى موسمية نحو أوروبا، حيث يستقبل رحلات أسبوعية من مدن مثل باريس، أمستردام ولييج. كما توفر الخطوط الملكية المغربية رحلات داخلية وخارجية تربط تطوان بالدار البيضاء والحسيمة، إضافة إلى رحلات مباشرة لوجهات أوروبية.

ومن أبرز الشركات العاملة من وإلى مطار سانية الرمل: أطلس بلو، الخطوط الملكية المغربية، فرعها الإقليمي (Royal Air Maroc Express)، إلى جانب شركات أوروبية مثل Transavia وAir France Régional وXL Airways France وJetairfly. معظم هذه الشركات تشغل خطوطاً موسمية مرتبطة بالطلب السياحي وعودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال العطل الصيفية.

مرافق وتجهيزات سانية الرمل

خضع مطار سانية الرمل لعدة مشاريع تحديثية جعلته مؤهلاً لاستقبال طائرات متوسطة الحجم من نوع Boeing 737 وAirbus A320. فقد تم تمديد مدرج مطار تطوان ليصل إلى 2300 متر وبعرض 45 متراً، إضافة إلى تجهيزات ملاحية حديثة مثل نظام VOR/DME، وإنارة مخصصة لعمليات الهبوط والإقلاع الليلي، وبناء سياج محيط يمتد على 9 كيلومترات لتعزيز الأمن.

كما تم تشييد محطة جوية حديثة مكيفة بمساحة 1200 متر مربع، قادرة على استقبال 300 ألف مسافر سنوياً، مع تحسين خدمات الركاب كمنطقة التسجيل وصالات الانتظار. إلى جانب ذلك، تم تجديد برج المراقبة وتجهيزاته التقنية بما يضمن متابعة حركة الطائرات بدقة وكفاءة عالية، مما جعل المطار يواكب المعايير الدولية في مجال السلامة الجوية.

بفضل هذه التطويرات، استطاع مطار تطوان سانية الرمل أن يستعيد مكانته كمرفق أساسي يخدم شمال المغرب، خصوصاً في ظل النمو السياحي الذي تعرفه المنطقة وإقبال الجالية المغربية على السفر عبره. واليوم، يُعتبر المطار حلقة وصل مهمة بين شمال المملكة وأبرز المدن الأوروبية.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك